أعمل مبتهلًا فى مساجد مولانا الحسين.. وأم هاشم والسيدة نفيسة والنور بالعباسية رجال دولة القرآن الكريم حفظاً وتلاوة ..لهم سمت خاص ملىء بالهيبة والوقار والبركة أيضاً.. منهم الشيخ سعيد هزاع الذى ترقى فى دولة التلاوة والقراءة حتى أصبح محبا وسلطانا، وطار به الوجد الصوفى منشدا ومبتهلا.
يعيش فى قرية طحانوب محافظة القليوبية.. تتلمذ الشيخ على يد فضيلة الشيخ عبد الفتاح جادو، الذى كان تلميذاً لعميد قراء الوطن العربى الشيخ سالم هزاع الجد الأكبر للشيخ سعيد.. أحب القرآن وأحكامه، فكان الكروان فى دوحة الرحمن يترنم بكلامه وتطرب له الآذان، ويأخذ العقل والقلب، إنه الشيخ سعيد هزاع أسدالمبتهلين وكروان القليوبية كما يلقبونه.. كان لنا معه هذا الحوار:
يا مولانا كيف كانت بدايتكم مع كتاب الله؟
منذ أن كنت فى الصفوف الأولى فى الأزهر الشريف تعلمت القرآن، وكان تعليمى إلى جانب ذلك على يد فضيلة الشيخ عبد الفتاح جادو رحمه الله أحد تلاميذ الشيخ سالم هزاع رحمه الله إمام المقرئين فى الوطن العربي.
وبعد ذلك تخرجت فى كلية الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، وعينت بالأزهر الشريف، حتى وصلت إلى درجة معلم خبير .
بمن تأثرتم من القراء؟
تأثرت بل وتتلمذت على يدى شيخى ومعلمى عبد الفتاح جادو، لأنه كان مدرسة وملما بعلوم القرآن وتعاليمه وأحكامه، وكان مجمعا للقراء وعارفاً بهم يجيد صوت الشيخ مصطفى إسماعيل وفضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع وفضيلة الشيخ هاشم هيبة وغيرهم من القراء.
هل كانت لك مواهب أخرى لها علاقة بقراءة القرآن؟
كان لديّ ميول للخطابة وشجعنى معلمى وأستاذى فضيلة الشيخ عبد الفتاح جادو، وصعدت المنبر وأنا فى السادسة عشرة من عمرى وبدأت بمسجد الأربعين بقريتى طحانوب وتنقلت فى المساجد، وحاليا خطيب مسجد مركز المعلومات بمجلس الوزراء.
متى تم اعتمادكم فى الإذاعة والتليفزيون؟
منّ الله عليّ وأكرمنى باعتمادى بالإذاعة والتليفزيون منذ سنوات مبتهلا.. أبتهل فى مساجد مولانا الحسين والسيدة زينب والسيدة نفيسة والنور بالعباسية.
علمنا أن لكم ألقاباً أطلقها عليكم أهل الابتهالات فما هى؟
من فضل الله وكرمه يسموننى ب"أسد المبتهلين "وعاشق النبى وآل بيته "وكروان القليوبية"..وذلك لعطية الله لى من جمال الصوت وحسن الأداء .
يقول بعض أهل القرآن إن لكل مسجد فيوضات وروحانيات وتجليات خاصة به... فهل لمست مثل هذا الإحساس؟
هى تجليات من المولى بصفاته على بعض عباده، فحينما يتجلى على المولى جل وعلا بصفة الجلال، أكون فى مسجد مولانا الإمام الحسين رضى الله عنه، وحينما يتجلى على المولى عز وجل بصفة الجمال، أكون فى مسجد السيدة زينب رضى الله عنها، وحينما يتجلى على بصفة الكمال، أكون فى مسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها.. وهذا ما يراه ويشعر به الناس من حولى ويخبروننى به.
رسالة تحب أن توجهها لقراء دولة القرآن؟
أولا الالتزام بتعاليم الدين وسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم والإخلاص فى العمل والالتزام بأحكام التجويد والتلاوة، ويا حبذا لو زينوا قراءتهم للقرآن بأصواتهم بما يليق بكتاب الله.
ما الرسالة التى توجهها لصغار القراء؟
أن يحفظوا القرآن جيداً ويعملوا بأحكامه وتعاليمه، وأود أن أقول لهم: ينبغى لحاملى كتاب الله وحفاظه ألا يهملوا مع من يهملون وألا يسهوا مع يسهون، وألا يلغوا مع من يلغون، تعظيما وإجلالا لحق القرآن، فتعظيم الكلام تعظيم للمتكلم.
هل للقرآن الكريم تأثير على أسرة حافظ وحامل القرآن؟
منّ فضل الله علىّ أن جعلت القرآن منهجا وشريعة وأسلوبا للتربية فى محيط أسرتي، بأن جعلتهم كلهم من حفظة القرآن الكريم وهم أيضا خريجو الأزهر الشريف يعملون بتعاليم الدين والله الموفق والمستعان.
ومن ثمرة ماجنيته من زرعى لحب القرآن والأزهر، أن لى ابنا مهندسا ومبتهلا أيضاً واسمه إبراهيم، له شأن دنيا ودين، وأصبح إبراهيم سعيد هزاع من القراء والمبتهلين الواعدين، يصول ويجول ويشهد له الجميع والحمد لله بحسن الصوت وروعته فى كل مكان يذهب إليه، فالحمد لله على مننه وعطاياه.