بدأ الشيخ محمود محمد الخشت قارئ مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، والقارئ بالإذاعة والتليفزيون رحلته مع تلاوة القرآن الكريم، وهو ابن الخامسة عشرة من عمره، بعدما أتم حفظ القرآن الكريم ودرس أحكام التلاوة والتجويد والقراءات، فقد حباه الله نعمة الصوت وحسن الأداء، ولديه قدرات عالية وإمكانيات كبري في الحنجرة ، والأحبال الصوتية التي تظهر في صوته الرخيم الحنون في آن واحد، حينما يستمع إليه الحاضرون يشعر كل منهم بقشعريرة تدب في جسده من حلاوة وتدبر آيات الذكر الحكيم الذي يرتقي بالأنفس إلي مكانة سامية ودرجة عالية، إضافة إلي ذلك فالشيخ لديه تواضع جم، فلسانه يقطر كلمات كلها أدب واحترام وتواضع، قليل الكلام، كثير الابتسامة، مما مكنه من أن يحفر اسمه في قلوب مستمعيه وعشاقه من محبي القرآن الكريم، التقيته داخل مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها، ومن ثم هذا نص الحوار معه. في البداية ماذا عن المولد والنشأة؟ - ولدت يوم 15/3/1960 بقرية طموة - مركز الجيزة - محافظة الجيزة، في بيت قرآن، فقد كان جدي الشيخ حسن الخشت أحد محفظي وقراء القرآن الكريم بالمنطقة، وكان كتَّاب جدي هو أول كتَّاب بالقرية والمنطقة المجاورة، فحفظ والدي الشيخ محمد القرآن الكريم بالأحكام، ثم قام والدي بتحفيظي القرآن الكريم بالأحكام، ومن خلال كتَّابه الذي ورثه والدي عن جدي استطاع أن يلقني القرآن منذ الصغر بأسلوب سهل ويسر حتي أحياني في القرآن حفظاَ وتلاوة. ألم تتملكك رهبة عند أول قراءة أمام الناس؟ - بصراحة.. كانت أصعب لحظات حياتي في تلك الفترة وحتي الآن، فلم أواجه موقفاً صعباً مثل هذا الموقف، وبخبرة والدي عرف أنني خائف ومرتبك قبل أن أخرج من البيت، فاستعان والدي بالحاج خليل أبوهيبة ليقوما بتوصيلي إلي مكان السهرة، وكان والدي عنده حق في هذا، فأول ما خرجنا من اليبت سائرين علي الأقدام في الشارع تجمع الأطفال حولنا وزفوني وكانت زفة محترمة وتمنيت وقتها أن تبتلعني الأرض، لأن الأطفال استغربوا الزي الذي كنت أرتديه وهو الجبة والعمامة، فكان أبي يسير أمامي والحاج خليل أبوهيبة يسير خلفي لحجب الأطفال عني خوفاً علي الزي من «البهدلة». وماذا فعلت بعد أن حصلت علي أجرة جنيه في هذه السهرة واستمتع الحاضرون بصوتك؟ - بعد هذه السهرة، وبعد أن تقاضيت أجراً قدره جنيه واحد، فكر والدي في أن يأخذني الشيخ سعد أبوطالب بالحوامدية لأتلقي علي يديه أحكام التجويد والتلاوة وعلوم القراءات، فاستقبلنا الشيخ سعد أعظم استقبال ورحب بنا، وبدأت أجري اختبارات أمامه ليتعرف علي إمكانياتي، ومدي موهبتي في الحفظ والتجويد، والحمد لله وجد لدي نبوغاً منذ الصغر فاحتضنني وأحسن رعايتي. وما مؤهلاتك وهل تخصصت في القراءات؟ - التحقت في بداياتي بالتعليم العام، وحصلت علي الشهادة الابتدائية عام 1972 ثم الشهادة الإعدادية عام 1975، ثم التحقت بمعهد فني تجاري، وحصلت علي المؤهل ولكنني لم أعمل به، لكنني فضلت أن أكون قارئاً للقرآن الكريم، حيث إنني أصبحت قارئاً مشهوراً، ثم التحقت بمعهد القراءات لأصقل موهبتي والحمد لله تزودت من علوم القرآن والقراءات الكثير. ماذا عن علاقتك بإمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمه الله؟ - كان لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي مجلس بخلوته واستراحته الموجودة الآن أمام مسجد السيدة نفيسة العلم وسليلة آل بيت النبوة وحفيدة سيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم وذلك بالحي المعروف باسمها بمدينة القاهرة، وكان هذا المجلس محراباً لمحبي إمام الدعاة ومتنفساً لمن يشعر بالضيق، بصرف النظر عن حالته الاجتماعية وظروفه المادية، وكان أهل العلم والقرآن يجدون في هذا المجلس روضة من رياض العلم والمعرفة، وكنت أحد المترددين علي هذه الاستراحة، ولأنني قارئ للقرآن كان الحاضرون يطلبون مني أن أتلو عليهم القرآن في حضور إمام الدعاة الذي كان يستمع لتلاوتي بإنصات وخشوع مما جعلني أكثر من التردد علي مجلس الشيخ الشعراوي، وأصبحت صديقاً للحاج عبدالرحيم نجل الشيخ «الشعراوي»، وكنت أواظب علي حضور المناسبات التي يحضرها كثير من العلماء باستراحة الإمام الشعراوي كمناسبة الإسراء والمعراج والهجرة والمولد النبوي، وكان إمام الدعاة يدعو لي بالتوفيق لأداء أعظم رسالة وهي تلاوة كلام رب العالمين. لماذا شاركت في مسلسل إمام الدعاة؟ - بسبب علاقتي الطيبة وكثرة ترددي علي مجالس إمام الدعاة في حياته باستراحته بالسيدة نفيسة تم اختياري لأتلو القرآن ضمن حلقات مسلسل «إمام الدعاة» وكانت المشاهد التي تصور. وتجسد مجالس الإمام في المسلسل شبه حقيقية، لأنني كنت أؤدي دوراً قمت به بالفعل في حياة الإمام الراحل فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي. منذ متي وأنت قارئ السورة «يوم الجمعة» بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها؟ - في عام 2000م رشحني القارئ الشيخ أحمد الرزيقي لقراءة السورة كل يوم جمعة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بمدينة القاهرة، كقارئ احتياطي له، وكنت أتناوب قراءة السورة بنفس المسجد مع القارئ الشيخ حلمي الجمل، وأنا أقرأ السورة يوم الجمعة بمفردي منذ فترة طويلة.