الآن وبعد أن انتهت الانتخابات الرئاسية وقال ملايين المصريين كلمتهم، وانتخبوا الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية، يبدأ التحدى الحقيقى أمام المصريين لبناء مصر الحديثة لتستعيد مكانتها اللائقة بها والتى عرفها العالم عبر التاريخ، فمصر بموقعها الجغرافى الفريد التى وهبها الله ثروات طبيعية ومناخية متميزة وموقعا إستراتيجيا متميزا كانت لاتزال محط أنظار العالم بين طامع فى هذه الثروات ومحاولات مستمرة للنيل منها، أو تقسيمها وكسر قوتها أو مؤمن بقيمتها وقدرها يتطلع لتاريخها وحاضرها ومستقبلها . ولا يخفى على أحد أن مصر تعرضت خلال السنوات الأخيرة لمؤامرة دولية شاركت فيها قوى كبرى وإقليمية وعربية، استهدفت المنطقة العربية لإعادة ترتيب الأوضاع السياسية والاقتصادية واستغلال ثرواتها لصالح هذه القوي، وكانت السيناريوهات جاهزة منذ سنوات لتنفيذ المؤامرة فى الوقت الذى يرونه مناسبا من وجهة نظرهم، وظهرت بين الحين والآخر دعوات تتستر خلف حقوق الإنسان ومزاعم بانتهاكها وسيطرة أنظمة ديكتاتورية على الحكم وغياب الديمقراطية فى العديد من الدول العربية، وبالتالى تستعد القوى التى تدعى أنها ديمقراطية وترعى حقوق الإنسان وتدافع عن المظلومين فى أنحاء العالم، للانقضاض على الدول العربية لتنفيذ مخططاتها، وكانت البداية فى غزو القوات الأمريكية للعراق عام 1991 ردا على قيام الرئيس العراقى صدام حسين بغزو الكويت واحتلالها بزعم أنها إحدى المحافظات التابعة للعراق، وكان هذا الغزو العراقى للكويت هو الفخ الذى نصبته أمريكا لصدام حسين، حيث أبلغته سفيرة أمريكا فى العراق إبريل جلاسبى أن قيامه بغزو الكويت شأن داخلى بين دولتين عربيتين لا شأن للولايات المتحدة به، وبلع صدام حسين الطعم وسقط فى الفخ، وبدأت أمريكا وأعوانها تنفيذ المخطط، وتم تحرير الكويت وبدأت خطة غزو العراق بدعوى إقامة الديمقراطية وبداية ما سمته بالربيع العربى، تمهيدا لإقامة الشرق الأوسط الكبير الذى يضم إسرائيل وباقى الدول العربية، والقضاء على القضية الفلسطينية نهائيا، ونشر الديمقراطية على الطريقة الأمريكية فى العالم العربى .
وكان من الطبيعى أن تكون مصر هى العقبة الكؤود أمام تنفيذ هذا المخطط، فبدأ التخطيط لإسقاطها واتبعت القوى المتآمرة جميع الطرق لتنفيذ المخطط، وكانت أحداث يناير 2011 بداية الشرارة بعد أن تحالفت قوى الشر مع جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وبعد أن انكشفت أبعاد المؤامرة خرج ملايين المصريين عن بكرة أبيهم ليقفوا صفا واحدا فى تحد غير مسبوق لقوى الشر ومساندة القوات المسلحة بقيادة وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى، ثم خرجوا يطالبونه بقيادة البلاد والتصدى للمتآمرين، وشهدت مصر خلال السنوات الأربع الماضية حربا شرسة استخدمت فيها كل الوسائل غير المشروعة، ووقف المصريون فى المواجهة وقدموا أغلى ما عندهم من الشهداء من أبطال القوات المسلحة والشرطة والمواطنين، وفى نفس الوقت سارت عمليات البناء والتنمية وبدأت تؤتى ثمارها بالجهد والعرق والدم .
وبالأمس القريب خرج ملايين المصريين إلى صناديق الانتخابات وانتخبوا الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية ليواصل مسيرة البناء والتنمية، بعد أن تطهرت مصر تماما من الإرهاب، وقام أبطال الجيش والشرطة بتطهير سيناء وأرض مصر كلها من دنس الإرهاب، وتبدأ مصر مرحلة جديدة فى تاريخها الحديث تتطلب من شعب مصر - كل فى موقعه- أن يبذل الجهد والعرق بلا كلل أو ملل لإعادة بناء مصر الحديثة، واستكمال المشروعات الضخمة التى بدأت فى الفترة الماضية، لنبدأ فى جنى الثمار فى مختلف المجالات، ويشعر المواطن البسيط بثمار التنمية وتحقيق أحلامه فى مسكّن مناسب وحياة ديمقراطية سليمة وتعليم وصحة واقتصاد قوى وطرق وخدمات متميزة، لا تقل عن أية دولة متقدمة لتظل مصر دائما فى المقدمة.