قال د. جمال شقرة أستاذ التاريخ بجامعة عين شمس، أن المصريين جميعا يشتركون في مجموعة من السمات المميزة، فنحن نتوارث هذه الخصائص على مستوى الجينات رغم فترات الاحتلال المختلفة التي تعرضت لها مصر، حيث حاول الاستعمار غرس صفات جديدة لكنه فشل في ذلك، مؤكدا أن الهوية تعنى حقيقة الشيء والصفات الجوهرية التي تميز هذا المجتمع، ولذلك تحدد ملامحه. جاء ذلك خلال الصالون الثقافي الذي نظمه المجلس الأعلى للثقافة، برئاسة د.حاتم ربيع بالتعاون مع مؤسسة كوادر للدراسات التنموية مساء اليوم الاثنين بقاعة المجلس وبحضور كوكبة من أساتذة التاريخ الحديث والمعاصر وعدد كبير من المثقفين والذي يحمل عنوان "الهوية المصرية.. رؤية تنموية". وأضاف د. شقرة أن هوية الوطن والعقل الوطني تتشكل من مجموعة من العناصر التي تظهر علي ملامح الفرد وتعكس ثقافته. ولفت النظر إلى أن كل ذلك يرجع إلى الفترات العادية وليس الفترات الاستثنائية في تاريخ مصر، فالفترات الاستثنائية تشوه ملامح أداء الشعب، لكن الثقافة هي التي تحدد هوية هذا الشعب، وهذا يتمثل أكثر في الجغرافيا فهي المسرح الذي يتشكل منه الإنسان فتعطيه مجموعة من المعطيات، لذلك فالجغرافيا تلعب دورا بارزا في التأثير علي الهوية وهذا جاء جليا فى كتاب جمال حمدان «وصف مصر» والذي رفض فيه مقولة «مصر هبة النيل». وأكد أن مصر دولة لها عمق تاريخي أثر بطبيعة الحال علي شعبها في المواقف المختلفة ، أيضا هناك بصمة علي أن الوضع الاقتصادي يؤثر علي الهوية كما يؤثر علي السياسية ويربط بين عناصر الأمة المختلفة، وبالتالي كل ذلك يؤثر علي تكوين سمات الشخصية المصرية بما يتضمنه من تقديس لسلطة الحاكم وكل هذه العوامل لها بصمات واضحة علي الشعب المصري والعقل الجمعي وتصرفات المصريين. وقال د. شقرة نحن نفتخر بأننا أول دولة مركزية في التاريخ وأننا أمة رائدة، متسائلا: هل الهوية تهدد؟ وهل تستهدف الهوية ؟! فأجاب قائلا: هذا النظام السياسي لو تردى يهدد الهوية وأعتقد أنه إذا كان للإنسان حقوق مثل الصحة والتعليم، مؤكدا على أن مصر دولة مستهدفة طيلة التاريخ لذلك نقوم نحن أستاذة التاريخ بالبحث طوال الوقت عن سبب استهداف هذا البلد،وضرب مصر عبر عصورها. وأشار إلي أن التاريخ الحديث رصد فكرة "الأنامالية "وهذه الفكرة استفزت بعض المشايخ قبل الحملة الفرنسية، وحاولوا أن يثبتوا عظمة مصر، موضحا وجود مجموعة من السمات المميزة للشعب المصري من خلال مجموعة من الدراسات المختلفة التي تمت خلال عصور مصر العديدة ومن هذه السمات اعتبار المصري أذكي شعوب الأرض لكنه ذكاء فردي. وأضاف: أيضا التدين سمة من سمات المصري، تقديس الأرض واعتبرها عرض وأن الحفاظ عليها شرف، المواءمة وتقديس الحاكم لكن في الوقت ذاته يقابلها الاحتجاج السلبي وهذا أبدع فيها المصري "الفلاح الفصيح" وهي محاولة تجنب الحاكم. واختتم د. شقرة حديثة بالتركيز علي السمة الأهم والتي لعبت دورا بارزا في سقوط "مرسي" وهى قدرة هذا الشعب وعشقه للوحدة والتسامح فهو شعب مغرم بالآخر، وكل محاولات الاستعمار فشلت في التفريق بين المسلم والمسيحي في مصر، فقبول الآخر مسألة في جينات المصريين .