قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير لممثلي المعارضة السورية المجتمعين في الرياض اليوم الأربعاء إنه لا حل للأزمة في سوريا إلا من خلال توافق يحقق مطالب الشعب السوري. وأضاف الجبير خلال الاجتماع الذي بدأ في الرياض "لا حل للأزمة السورية دون توافق سوري وإجماع يحقق تطلعات الشعب وينهي معاناته على أساس إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 2254". وبدأت قوى المعارضة السورية الأربعاء مفاوضات في الرياض سعيا لتشكيل هيئة مفاوضات ينبثق عنها وفد جديد إلى محادثات جنيف، في وقت يتحدث محللون ومعارضون عن ضغوط تمارس للقبول بتسوية تستثني مصير الرئيس بشار الأسد. ويشارك نحو 140 شخصية يمثلون مكونات المعارضة الرئيسية في الاجتماع الذي بدأ بعيد الساعة 1:,15 (:,15 بتوقيت جرينتش) بمداخلة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير. تهدف المفاوضات الى تشكيل وفد موحد يمثل هذه المعارضة في محادثات جنيف التي ستبدأ في 28 نوفمبر/تشرين الثاني برعاية الاممالمتحدة، ويشارك في الاجتماع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا. ويستمر اجتماع الرياض ثلاثة أيام. وتولت وزارة الخارجية السعودية توجيه الدعوات، على أن تختار المكونات المشاركة فيه ممثليها في الهيئة العليا للمفاوضات التي تنتخب لاحقاً منسقاً عاماً جديداً وتختار أعضاء وفدها المفاوض إلى جنيف. وقال عضو الائتلاف الوطني السوري هشام مروة - في تصريح خاص إلى قناة (العربية) الإخبارية اليوم الأربعاء " إن مؤتمر الرياض لن يشرعن بقاء الأسد، وأن المعارضة في الرياض متمسكة بثوابت الثورة". وشهدت الهيئة العليا للمفاوضات السورية سلسلة من الاستقالات، بدءا من المنسق العام للهيئة رياض حجاب الذي قَدَّم استقالته يوم الاثنين الماضي، مرورا بكلٍ من كبير المفاوضين في وفد المعارضة محمد صبرا، وخالد خوجة، وسالم المسلط، وسهير الأتاسي، ورياض نعسان آغا، وقد طالت تلك الاستقالات 10 أشخاص. يشار إلى أن الهيئة العليا للمفاوضات تضم الائتلاف وهيئة التنسيق والفصائل ومستقلين، ومنها ينبثق وفد التفاوض إلى جنيف. ويأتي اللقاء في وقت تعقد تركيا وايران وروسيا قمة في منتجع سوتشي الروسي (جنوب غرب) من اجل بحث "تسوية بعيدة الأمد للنزاع" الذي أوقع أكثر من330 ألف قتيل والذي يشهد منعطفا مع الخسائر المتتالية لتنظيم الدولة (داعش). وعشية هذا الاجتماع ، الذي سيشهد أول محادثات ثلاثية بشكل شخصي بين بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس الإيراني حسن روحاني، أعلنت إيران أن تنظيم داعش "هُزم عمليا في سورية وجارتها العراق". وتؤيد روسياوإيران الحكومة السورية، وتعارضها تركيا، ويهدف الاجتماع لدعم اتفاق موسع لإطلاق النار في سوريا التي دمرتها سنوات من الحرب الأهلية متعددة الأطراف. ولا يشمل اتفاق وقف إطلاق النار جماعات متطرفة معينة مثل تنظيم الداعش. وقال الروسي فلاديمير بوتين للرئيس السوري بشار الأسد يوم الاثنين إن الاجتماع الثلاثي في مدينة سوتشي جنوبيروسيا، يتوقع أن يركز على احتمالات التوصل إلى "تسوية سلمية ودائمة في سورية بعد اجتثاث الإرهابيين".ونشرت لقطات لبوتين وهو يحتضن الزعيم السوري في سوتشي، حيث اجتمعا لوضع أساس للقمة الثلاثية. وقال الأسد لبوتين :"سنقبل أي شخص مهتم فعلا بالتسوية السياسية ونتحدث معه".وقال بوتين للأسد إن روسيا "تعمل بشكل وثيق مع دول أخرى مثل العراق والولايات المتحدة ومصر والسعودية والأردن". وأضاف: "إننا نبقي على اتصال مستمر مع هؤلاء الشركاء". وكشف رئيس دائرة الإعلام في الائتلاف الوطني السوري أحمد رمضان عن أن" مؤتمر المعارضة السورية في الرياض سيبحث الوثيقة السياسية التي يشكل رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة جزء منها".