شهدت مدينة الموصل،ذات الاغلبية السنية، عاصمة محافظة نينوى،لأول مرة، وعلى مدى اليومين الماضيين إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين بمشاركة كافة المكونات، بما فيها السنية. وتوافدت على الموصل اعداد كبيرة من المواطنين من كافة المكونات، وخاصة السنية والشيعية منها، وذلك لإحياء ذكرى الأربعينية بعموم محافظة نينوى. وقد غصت الحسينيات والجوامع والمقرات العسكرية والمدنية بالمواطنين للمشاركة في إحياء المناسبة التي تخللها توزيع الطعام والحلوى والمشروبات على المشاركين، فيما رفعت الأعلام السوداء في كافة أرجاء وشوارع المدينة ،فضلا عن السير على الأقدام إلى مقامي الإمام الرضا وزين العابدين في ناحية برطلة التي تضم الأغلبية الشيعية من الشبك والتركمان. وشهدت مدينة الموصل لأول مرة المراسم الدينية للأربعينية، حيث أعلنت محافظة نينوى يومي الأربعاء والخميس عطلة رسمية وأغلقت منافذ المدينة في محور الجنوب والغرب والشرق والشمال. وتقول السيدة أم رضا من سكان قرية خزنة ذات الأغلبية الشيعية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إن" كرنفال مراسم إحياء ذكرى الأربعينية يختلف هذا العام عن كل الأعوام السابقة، والذي كان يقتصر فيها السير حتى قرية كوكجلي ولا يسمح بالدخول إلى مدينة الموصل، بسبب عدم موافقة القوات الأمنية المحلية إلى المدينةلأن غالبية أهل الموصل من أهل السنة، وهذه المراسم يحييها أبناء الطائفة الشيعية فقط حيث تشمل لطم الصدور وتطبير الرؤوس والزحف على الركب وغيرها من الممارسات".وتضيف بأن" القوات الاتحادية والحشد الشعبي كان لهما الدور الأبرز لدخول مراسم الأربعينية ودق الطبول وأداء التراتيل وذكر مناقب الإمام علي والحسن والحسين، وسرد وقائع معركة الطف التي استشهد فيها الإمام الحسين سنة 61 هجرية، فضلا عن أن هذه هي أول مرة تغلق فيها الدوائر الحكومية والمدارس والمؤسسات احياءا لهذه المناسبة بسائر المحافظات الشيعية". أما مدير ناحية الرشيدية خضير حسين، وهو من المكون الشبكي فيقول إن" مدينة الموصل شهدت ولأول مرة مراسم منذ مئات السنين تمثلت في توافد أتباع أهل البيت الذين لا يتمكنون من الذهاب إلى كربلاء في زيارة الأربعين، على هذا المقام مشيا على الأقدام من جميع النواحي والقرى ومركز المحافظة".و يؤكد بأن" العام الحالي وصل عدد الزائرين إلى مقام الإمام زين العابدين من أجل المحافظة على ذلك العرف الاجتماعي والشعيرة الدينية إلى أكثر من مليوني مواطن من محافظة نينوى، حيث شهد أيضا مواكب العزاء وانتشار مآدب الطعام رغم الوضع المادي الصعب الذي يعيشه سكان محافظة نينوى، والذين فقدوا أموالهم ومنازلهم". وقال السيد كاظم محمد أحد أصحاب المواكب في ناحية الرشيدية ذات المكون الشبكي الشيعي إن الزوار"يأتون من كل أطراف الموصل يأتون إلى زيارة مقام الإمام زين العابدين بعد أن حرمهم تنظيم الدولة (داعش) لثلاثة أعوام متتالية، إلا أنهم لم يفقدوا الأمل بالحصول على الأجر والثواب بإحياء هذه المناسبة". ويقول الحاج محسن الدباغ صاحب أكبر معمل حلويات بالموصل بأن تضامنه مع الشيعة بهذه المناسبة، وهو سني ، يؤكد بأن لا فرق بين سني وشيعي بمحافظة واحدة، وهذا ما يطمح إليه العرب السنة، ويضيف بأنه ساعد الشيعة في أربعينيتهم وقدم عملا خيريا، وهو تقديم الفطور والغداء والعشاء للزوار بالكامل في مدينة الموصل التي شهدت ازديادا بأعداد الحسينيات حتى أصبحت محافظة نينوى "شيعية". أما السيدة عزيزة علي فتقول إن "مراسم الأربعينية في محافظة نينوى ومراسم عاشوراء وغيرها جاءت بعد خروج تنظيم داعش، الذي كانت راياته السوداء تملأ شوارع المحافظة، بفضل الحشد الشعبي الشيعي، وتحول الموصل من دولة داعش الإسلامية إلى دولة شيعية". وتعرف أربعينية الحسين بأنها مرور أربعين يوماً على واقعة عاشوراء في كربلاء ومقتل الإمام الحسين وأصحابه يوم عاشوراء - العاشر من شهر محرم سنة 61 ه. وعاشت مدينة الموصل يوم الجمعة ، كل طقوس مناسبة إحياء الأربعينية التي تزامنت مع طرد عناصر داعش وأصبح جزء كبير من أهالي الموصل السنة يعيشونه تحت الضغط والخوف والخضوع للأمر الواقع، حيث كانت تمر المناسبة في الموصل مرورا عابرا تستذكر فيه مناقب الامام الحسين، وما تعرض له من ظلم وتنكيل. وشهدت مدينة الموصل إجراءات أمنية مشددة مع بدء مراسم إحياء يوم عاشوراء بنشر قواتها بأرجاء مدينة الموصل تزامنًا مع إحياء مراسم ذكرى الأربعينية". وقال قائد الشرطة المحلية العميد واثق الحمداني إن "عمليات نينوى وضعت خطة أمنية لمنع أي خرق في مركز الموصل ومشارفه أيضًا، حيث العشرات من الحسينيات المنتشرة في الأقضية والنواحي التي شهدت زيارات وتوافد أعداد كبيرة للمشاركة في إحياء هذه الذكرى الأليمة حرصا على أرواح المدنيين منهم". أربيعينية الإمام الحسين في كربلاء
وشارك نحو 14 مليون زائر عراقي وأجنبي من دول مختلفة في إحياء أربعينية الإمام الحسين التي بلغت ذروتها الجمعة في مدينة كربلاء جنوببغداد، فيما تواصل حشود الزوار ذهابا وإيابا اداء مراسم الزيارة وسط إجراءات أمنية مشددة.وتكتسب الذكرى هذا العام طابعا مختلفا، إذ تتزامن مع اقتراب القوات العراقية من حسم معركتها ضد داعش.وبدأ ملايين المسلمين الشيعة منذ الخميس بالتوافد إلى كربلاء. ورغم النجاحات العسكرية للقوات الأمنية العراقية، فرضت إجراءات أمنية مكثفة في محيط المقام ينفذها عناصر الجيش والشرطة والحشد الشعبي ومتطوعون، فيضطر الزوار لعبور خمسة حواجز تفتيش للوصول إلى الحرم.وقال المتحدث باسم قيادة شرطة كربلاء العقيد علاء الغانمي لوكالة فرانس برس "تم نشر 35 ألف عنصر من الجيش والشرطة (...) إضافة إلى تفتيش يدوي للزائرين والزائرات مع وجود أكثر من 1500 عنصر نسوي".ولفت أيضا إلى وجود "أربعة آلاف عنصر من الحشد الشعبي" يشاركون على الأرض بمساعدة من طيران الجيش الذي يقوم بمسح صحراء كربلاء وصولا إلى الأنبار في غرب البلاد.ومع انتهاء مراسم الزيارة ، اعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان رسمي "نجاح الخطة الامنية لحماية ملايين الزائرين". واكد أن نجاح القوات العراقية في هذه المهمة "يضاف الى انتصارات قواتنا ضد عصابات داعش الارهابية وتحريرها الاراضي والمدن العراقية كافة".وتعتبر السلطات العراقية أن تهديد الجهاديين للمناسبات الدينية الشيعية، وخصوصا زيارة الأربعين، يبقى مرتفعا، رغم الهزائم التي منوا بها. وتتخوف السلطات من أن أي اعتداء سيكون كارثة إنسانية بسبب الأعداد المهولة التي تتوافد إلى الزيارة من العراق وخارجه. وقتل العام الماضي أكثر من 70 شخصا بينهم عرب وأجانب في تفجير صهريج مفخخ استهدف الزوار العائدين من كربلاء على طريق الحلة. أربيعينية الإمام الحسين في كربلاء
وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية أمس السبت عن مغادرة أكثر مليون و29 ألف زائر من المشاركين في المسيرة الأربعينية إلى ديارهم.وأفاد بيان صادر عن الهيئة أوردته وكالة الأنباء العراقية /واع/ بأن عدد الزوار المغادرين من العراق عن طريق المنافذ الحدودية والذين شاركوا في زيارة أربعينية الإمام الحسين بلغ مليونا و29 ألفا و200 زائر بدءا من 22 أكتوبر الماضي وحتى 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري متوجهين إلى ديارهم.يشار إلى أن هيئة المنافذ الحدودية كانت قد وضعت خطة قبل بداية الزيارة لتسهيل عبور الوافدين بانسيابية دون تأخيرهم ؛ مما أسهم في نجاحها.