ندوة الصحافة بمنتدى شباب العالم تؤكد أهمية حرية الإعلام ودوره في التنمية بعيدا عن أي مذهبية

أكد المشاركون في ندوة "دور حرية الصحافة في بناء الدول" المنعقدة اليوم الثلاثاء، ضمن فاعليات محور الحوار الثقافي الحضاري بمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ، العلاقة الوثيقة بين حرية الصحافة وتنمية الوعي، وأهمية دور الصحافة لبناء المجتمعات وضرورة الحفاظ على حرية الصحافة والإعلام بعيدا عن التشدد في الآراء.
كما أكدوا في الندوة التي حضرها رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ورؤساء تحرير بعض الصحف القومية والمستقلة ضرورة قبول الآخر والحوار في إطار حرية الفكر والتعبير لبناء الدول وتنميتها والبعد عن أي مذهبية أو عرقية لوسائل الإعلام.
وثمن المشاركون الدور الوطني والمسئولية للمؤسسات الإعلامية القومية من خلال الأخلاق المهنية التي تحكم أداءها، متفقين على دور الإعلام لنشر حرية فكرية وتوعية واستنارة حقيقية بالمجتمع بعيدا عن انتهاك أي خصوصية، مشددين على دور المهنية وتوفر المعلومات الصحيحة للمساهمة في حرية الصحافة والتصدي للشائعات.
وأوضح الأستاذ ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات نقيب الصحفيين الأسبق، خلال الندوة أنه لا يمكن فصل التاريخ الاجتماعي والسياسي لأي دولة عن وضعها المهني والإعلامي، مؤكدا ضرورة أن تستقي المنظمات الدولية المعنية بحرية الإعلام والصحافة معلوماتها من جهات موثقة.
وأضاف معلقا على خريطة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تم عرضها في الندوة حول حرية الصحافة، ووضعت مصر في ترتيب متأخر، أن مصر تمر بظروف منذ عام 2011 تتسم بمتغيرات كبيرة وأن الصحافة جزء من المجتمع الذي عانى تلك الظروف، ويجب مراعاة تلك الظروف عند أي تقييم لحرية الصحافة.
وحول المؤشرات الإيجابية لحرية الصحافة في مصر، قال إن مصر بها نحو 1200 مراسل أجنبي ومن قبل ثورة يناير لم يمنع من مصر أكثر من 5 صحفيين فقط، ولدينا مؤشرات إيجابية أخرى تتمثل في زيادة الصحف وصلت إلى 18 بالمائة وفي القنوات الفضائية 20 بالمائة، وزاد أعضاء نقابة الصحفيين وتم إعلان نقابة للإعلاميين وأيضا تضمن الدستور مادة بعدم جواز مصادرة أو إغلاق أي وسيلة إعلامية حتى لو بحكم قضائي أو وقف صحفي ومراجعة نقابة الصحفيين، وضرب مثلا بدول متقدمة ولكنها جاءت في ترتيب متأخر في دراسة منظمة "مراسلون بلا حدود".
كما أكدت السيدة سعاد الطيب مدير عام بمحطة "مونت كارلو" أهمية احترام الصحافة قوانين الدول ومساهمتها في بناء المجتمعات باعتبارها ركيزة من ركائز الديمقراطية، مبينة الدور القومي للمؤسسات الإعلامية الحكومية التي تلتزم بأخلاقيات المهنة من خلال سياستها التحريرية ومطالبة بتوفير المعلومات الصحيحة.
وأكد الأستاذ عزت إبراهيم رئيس تحرير "الأهرام ويكلي" أمام الندوة أهمية تدريب أكبر عدد ممكن من الإعلاميين للتعامل مع المعلومات وتوفير المعلومة الصحيحة لمواجهة الشائعات، مطالبا بإعادة الاعتبار للتلفزيون الحكومي وتطويره لضبط الأداء الإعلامي والمساهمة في التنمية المجتمعية، والتصدي للشائعات، ورأى أن الإعلام الموجه ليس له مكانا في ظل الظروف الحالية والمتغيرات في اقتصاديات الإعلام.
ومن جانبه أشار ستيفين ريتشارد المدير التنفيذي بصحيفة "أوبزرفر البريطانية" خلال الندوة إلى أهمية التدقيق في المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام، مؤكدا أنه لا توجد مثاليات لحرية الصحافة، مبينا أن كوريا تأتي كأقل الدول في الحريات الصحفية والنرويج الأكثر حرية في المقدمة وبريطانيا المركز 40 في حرية الصحافة.
واستعرض خريطة لمنظمة "مراسلون بلا حدود" حول حرية الإعلام والصحافة، بينت أن هناك مواقف متنوعة لحرية الصحافة بين الدول وفروقا ثقافية ومجتمعية تؤثر في حرية الصحافة.
كما شدد ألبرت شفيق من إحدى القنوات الفضائية الخاصة على أهمية حرية الصحافة والحفاظ عليها، محذرا من التشدد في الآراء التي تضر بحرية الصحافة، مطالبا بضرورة قبول الآخر والحوار معه بعيدا عن أي تصنيفات مذهبية أو عرقية لوسائل الإعلام بما يضر بحرية الإعلام.
وأكد المشاركون في نهاية الندوة أهمية توفير المعلومات وتعزيز دور الإعلام لنشر حرية فكرية وتوعية واستنارة حقيقية بالمجتمع وتطوير ودعم الإعلام الحكومي للقيام بدوره الوطني في المجتمع وإدراج ثقافة الحوار في المناهج الدراسية وإصدار مدونات سلوك وكود إعلامي.