القس بافلوس سمير: جميع البوابات الإلكترونية كانت معطلة بالكامل.. والإرهابى مر بسهولة أمام الأمن وقيادة أمنية: التأمين كان على أعلى مستوى والكنيسة رفضت دخول الكلاب البوليسية
تم بناء كنيسة مارجرجس بطنطا عام 1939 وكانت مبنية بالخشب وتضمن 18 كنيسة تابعة لها
“كنائس مصر كلها فداء الوطن” هذا ما قاله البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ال 118، بعد أحدث رابعة الشهيرة وحرق 80 كنيسة بمحافظة المنيا.. ولذا فإن أحداث تفجير كنيستين بطنطاوالإسكندرية الأسبوع الماضى ليس غريبًا علينا، لكن الغريب هو ذلك التحول فى استهداف الكنائس، حيث أصبح لا يستهدف الأقباط أو الكنائس الصغيرة، وإنما بات يستهدف كرسى البابا تواضروس الثانى، والأسقف بمحافظة طنطا، ومن ثم فالهدف أكبر من قتل عدد من مصلين أو رجال للدين المسيحى من كهنة أو شمامسة، وأصبح الهدف هو قتل راعى الكنيسة وإرهاب المسيحيين. ووسط كل هذه الأحداث هناك حالة غضب مسيحى من الأمن والسؤال على لسان جموع المسيحيين: أين كان الأمن حتى دخل الإرهابى الكنيسة؟ ففى كل مرة يحدث فيها تفجير لكنيسة، نجد الأمن بعدها على أهبة الاستعداد والتأمين، وما إن تمر أيام على الحادث، إلا ويعود كما كان فى حالته العادية. وللوقوف على حقيقة الأمر ذهبنا إلى طنطا لمعرفة ما يدور على أرض الواقع، والتقينا أحد القيادات الأمنية، الذى أكد لنا أن تأمين الكنيسة كان على أعلى مستوى، وأن الكنيسة هى من رفضت دخولنا إلى الكنيسة وتأمينها من الداخل، وأن القائمين عليها رفضوا تمامًا فكرة دخولنا بالكلاب البوليسية المدربة على اكتشاف المتفجرات، وقالوا لنا إن “الكلاب نجسة” ولا يصح دخولها الكنيسة. على الجانب الآخر، نقلنا هذه الرواية إلى القس بافلوس سمير المتحدث الإعلامى باسم إيبارشية طنطا قائلا: أثناء حادثة البطرسية كانت هناك ضحيتان من طنطا، وأثناء إقامة صوان العزاء فى طنطا، طلب الأمن منا الدخول بالكلاب البوليسية لتأمين المكان ولم يعترض أحد من الكهنة أو الأسقافة أو أى فرد.. فكيف نرفض أن يتم تأمين الكنيسة فى مثل هذا اليوم المزدحم للغاية؟ فهل من المعقول أن نسمح لهم بتأمين عزاء، وأن نرفض بعد ذلك تأمين الكنيسة، فهى مؤسسة مصرية تأمينها مسئولية جهاز الشرطة مثل أى منشأة حيوية، وبالأخص إذا كانت هناك بعض التهديدات والاستهداف للمنشآت القبطية فى مصر. ويؤكد القس بافلوس أنه لا توجد حراسة أمنية بالداخل على الإطلاق، والحراسة الدورية اليومية تكون بالخارج فقط. كما أنه أثناء جنازة شهداء تفجير كنيسة طنطا، قام الأنباء بولا أسقف إيبارشية طنطا وتوابعها، وعدد من رجال المجمع المقدس، بالجلوس مع رجال الأمن، وطلبوا منهم أن يقوموا بتأمين الجنازة من الداخل ووضع خطة لتأمين المكان، لكن للأسف الشديد لم تنفذ شيئا على الإطلاق وتم رفض الخطة ولم يدخل أحد للتأمين.. ولا نعرف الأسباب حتى الآن. ويضيف القس بافلوس: توضح لنا الكاميرات حقيقة المشهد منذ البداية، حيث مرور الجانى من البوابة الأولى بشارع كرم، حيث مر بسهولة من أمام أعين الأمن من خلال البوابات الثلاث، واكتشفنا أن جميع البوابة كانت معطلة ولذا لم يكتشفه رجال الأمن، إلى أن تمكن من دخول الكنيسة، حتى وصل إلى الصف الأول واقترب من كرسى الأسقف بالكنيسة ومكان الخورس المتواجد به جميع الشمامسة، وقام بنسف المكان بالكامل. وهنا يؤكد القس بافلوس، شيئا غاية فى الأهمية، وهى التحول فى تفكير الفكر الإرهابي، حيث بات يريد رأس الكنيسة وكرسى الأسقف، لأنه لو كان يريد قتل عدد أكثر من الأشخاص، كان عليه أن يفجر نفسه وسط الكنيسة، لكنه جاء موجها لهدف بعينه، ومن شدة الانفجار، تحطم الكرسي الخرساني الخاص بالأسقف وتفتت تماماً. فما حدث من تفجير فى هذا اليوم كان يستهدف تحديداً نيافة الأنباء بولا، ولكنه كان من حسن الحظ موجودا بكنيسة أخرى. ولأول مرة يتم تخصيص مقبرة داخل الإيبارشية لتكريم الشهداء ودفنهم بداخلها، وإنشاء مكان لجميع الشهداء بعد ذلك. ونفى القس بافلوس ما أثير عن وجود تهديدات ضد الكنيسة صدرت الأسبوع الماضى بوجود قنبلة، فقد كان مجرد جسم غريب تم الاشتباه به. ومن تصريحات شهود العيان من أبناء الكنيسة قال شاب يدعى ميشيل: ما حدث شيء بشع لا يتحمله عقل، فى الساعة التاسعة صباحاً ونحن نصلى فى فرح هذا اليوم من كل عام، حيث نستقبل به السيد المسيح بالسعف والصلوات المفرحة، فوجئنا بشخص غريب يمشى إلى نهاية الطرقة ويذهب بالقرب من مكان كرسى البطرك والشمامسة، وفجأة وقع الانفجار، وبعدها لم أر شيئا ولم أفكر سوى فى ابنى الذى كان من ضمن الشمامسة، والذى نجنى بمعجزة، فقد أصيب بعدد كثير من الشظايا بجسده وخضغ إلى عملتين بالقدم واليد، وسوف يجرى بعد ذلك عمليات أخرى له، وكان من ضمن الشهداء الأخ رؤوف والأخ سليمان، والشماس مايكل نجيب، وابن أبونا دانيال الدكتور بيشوى الذى كان من بين الشهداء، وعدد من كبار السن ومعظهم من الرجال. بينما تقول السيدة سونة، إحدى أقارب المتوفين، إن زوج خالتها أنور إسكندر ويبلغ من العمر 55 عاماً، ذهب فى الصباح الباكر إلى الكنيسة لحضور قداس أحد السعف وكان يحب دائما الجلوس بالصفوف الأمامية، واستشهد ولم نجد سوى البطاقة الشخصية منه ولم نجد جسده حتى الآن، كما تروى أن أشقاءها الثلاثة استطاعوا أن يمسكوا بعض السارقين كانوا يقومون بالدخول عن طريق السور، جاءوا لسرقة محتويات المتوفين بداخل الكنيسة وتم ضربهم بمنتهى القسوة وتسليمهم إلى الشرطة. وتضيف: الأمن بالمكان هو شكلى فقط لا يفعل شيئا أو يحمينا. ففى كل مرة يحدث فيها تفجير نجد رد فعل الأمن سريعا ثم ينتهى بعد أقل من أيام أو أسابيع قليلة، وتعود الحياة، ولا يحدث ردع حقيقى أو وضع خطط أمنية تحمينا وتقطع يد الجناة، وللأسف نحن فى مجتمع فقد الكثير من مظهره الطيب، وأصبح لا يعرف أى شىء عن من يعيش معه فى نفس الوطن، فلا يوجد تعليم يعرفك من هم الأقباط وما طقوسهم أو ما كنائسهم، فهناك اعتقاد لدى البعض أن الأقباط ضيوف على مصر. ويقول الدكتور على راضى بمستشفى طنطا الجامعى إن الدكتور شريف صابر والدكتور أحمد شورى قاما بإجراء عملية قطع وتوصيل أوتار لسيدة تدعى هيام فى سن الأربعين، فى طرقة المستشفى، وهناك نحو 1500 طبيب وممرض بالمستشفى يعملون على أعلى كفاءة، وقمنا بتنفيذ عملية خروج لعدد كبير من المرضى الذين تتحمل ظروفهم الصحية الخروج، وذلك بهدف إيجاد أماكن للحالات التى جاءت من التفجير.
إيبارشية مارجرجس بطنطا أقيمت كنيسة مارجرجس طنطا على فدانين، تم شراؤهما عام 1934، بمبلغ 730 جنيها مصريا، وصدور مرسوم ملكى بناء إيبارشية فى عهد الملك فؤاد، فى عام 1939 ميلادياً، وبالفعل تم بناء المرحلة الأولى للكنيسة من الخشب وظلت خشبية لمدة 15 عاماً. والمفارقة أن إقامة أولى الصلوات بها كان يوم أحد السعف (الشعانين) وهو نفس اليوم الذى تم تفجيرها فيه بعد نحو 78 سنة على إنشائها. وقام نيافة المطران المتنيح الأنبا توماس مطران البحيرةوالغربية وكفر الشيخ فى 11 سبتمبر عام 1940، بوضع حجر الأساس للكاتدرائية، ولظروف الحرب العالمية الثانية فى عام 1945 توقف العمل. وبعد مرور نحو 7 سنوات وتحديداً فى عام 1952 تم تكريس الكنيسة على أيدى نيافة المطران المتنيح الأنبا يوأنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا، وقداسة المطران المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية وقداسة المطران المتنيح الأنبا مكاريوس أسقف دير البرموس . كما قام نيافة المطران المتنيح الأنبا إيساك مطران الغربيةوالبحيرة فى عام 1961 بشراء أجراس الكنيسة ووضعها بالمنارة الخاصة بها. ثم قام الأنباء بولا أسقف طنطا الحالى بتطويرها، حيث حول مكان الكنيسة الخشبية القديمة، إلى ناد للشباب وحضانة للأطفال، وبناء مبنى جديد من طابقين الدور الأرضى قاعة كبيرة متعددة الأغراض، وهذا المكان بجوار مدفن الأسقافة الأوائل الذى تم به تخصيص مدفن خاص بشهداء الحادث الأخير. كما تضم إيبارشية محافظة الغربية 18 كنيسة بمناطق متفرقة منها وعدد 2 خدمة قرى طنطا والسنطة، كما يستحوذ اسم الشهيد مارجرجس الرماني على سبع كنائس بإيبارشية طنطاوالغربية وكفر الزيات والمحلة الكبرى.