الفوضي لا تتوقف في المنطقة العربية من المركز الي الدوائر البعيدة, هذه الفوضي التي نسهم في حبكها وحركتها دون أن نتنبه إلي خطورتها علي المدي البعيد.. لا نحتاج إلي نظرة عامة لنري هذه المراكز والمناطق التي تتعدد في هذا المحيط البعيد الذي يحمل الوانا شتي و موزاييك متباينة.. ولا نحتاج للعود الي وسائل اعلامنا وشبكاتنا العنكبوتية حتي ندرك خطورة ما يحدث.. وبدلا من أن نتحدث عن هذا المشترك الثقافي بيننا اليوم نعود إلي هذا المختلف بيننا حين نردد حقوق الأكراد في العراق والدروز والعلويين في سوريا والزنوج في السودان والموارنة في لبنان والأمازيغ في المغرب.. والقائمة لا تنتهي أيها السادة!! * السودان سيصبح أيها السادة سوادنين.. بل أكثر من سودانين بعد أعلان الجنوب ثم بعد انتقال الدوائر في مساحات شاسعة في الشرق والغرب بالسودان مرورا علي كردفان ودارفور وإلي غير ذلك مما نعرف. * والعراق الي عراقات مع أعلان التقسيم شمال كردي ووسط وجنوب, عرب دويلات متعددة: البصرة, الانبار دولة بابا دولة الحوزة الشيعية في النجف وكربلاء دولة الجنوب أو حسب المخططات الأولية ثلاث دويلات طائفية أخري بيننا... الي غير ذلك مما نقرأ في المخططات الغربية المعلنة بالفعل. * واليمن الي أكثر من يمن فبعد إضافة السنة والشيعة تترسم حدود لمساحات للحوثيين والسنة والجماعات التي تتعدد مسمياتها.. * وغير بعيد ما يعكسه الواقع المضطرب بالفوضي التي تحكم سيطرتها الآن علي سوريا, لطبيعة هذا الصراع الطائفي خاصة, وهو ما لاحظه رئيس الوزراء التركي طيب اردوجان حين قال بالحرف الواحد محذرا ومعقبا عما يحدث في سوريا من خشيته من انقسام سوريا طائفيا قائلا لدينا مخاوف من ان اشتباكات طائفية قد تنفجر في سوريا يمكن ان تقسم البلاد. * وحين نعود الي مصر وطننا نفزع من هذه الفتنة التي تطل علينا برأسها القبيح عبر المخططات الغربية المعلن عنها ففي ظلال ما حدث في الأسكندرية ثم حريق منشية ناصر وحرق كنيسة صول في محافظة حلوان; نحن أمام علمائنا ومثقفينا الذين يتحدثون عن الفتنة, إن ما يحدث اخيرا للاخوة المسيحيين( الذين هم ابناء المواطنة) يمكن أن نري فيه ما يدبر لنا عبر مد هذا الموزاييك المترامي الذي يصنع ببطء وضراوة في العقل المصري.. في هذا الفضاء البعيد الذي يمر من أمام مبني ماسبيرو الي ميدان التحرير الي حي الأربعين بالسويس.. وبدلا من أن نتحصن بمواقع لمواطنة و المسئولية نغيب بين اشكال التعبير والمواقع الأليكترونية في هذا الفضاء الإلكتروني وخارجه.. هل هذا معقول..؟ هل مازلنا نتحدث عن هذه الفتنة التي تتحول مع الاستراتيجية الغربية المعادية لنا الي حالة الفوضي.. والفوضي غير الخلاقة التي تصنع للمنطقة والمعلن عنها قبل كوندوليزا رايس وبعدها.. ** الفتنة والفوضي لا فارق كبير بينهما أيها السادة في هذا الفضاء البعيد.. اليس كذلك؟!! المزيد من مقالات د.مصطفى عبالغنى