استنكر الأهالي والقيادات النوبية بالقاهرةوأسوان الأحداث التي وقعت أمس بمبني ديوان عام محافظة أسوان نتيجة قيام بعض المعتصمين باتلاف بعض جوانب المبني مؤكدين أن ما وقع من أعمال شغب نفذته قلة لا تنتمي للنوبيين ولا تعبر عن آراء النوبيين ومطالبهم. وكان ما يقرب من2000 نوبي قد نظموا أمس مسيرة سلمية انطلقت بشارع كورنيش النيل بمدينة أسوان حتي مقر ديوان المحافظة تحت عنوان سلمية مصرية نوبية.. للمطالبة بحق عودة النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر والمطالبة بإقالة محافظ أسوان. وأعلنت القيادات النوبية والأسوانية في مؤتمر شعبي أنها لن تقبل حدوث أي فتنة بين أبنائها أو تذكية روح التعصب والشقاق أو تدخلات خارجية في الشأن الداخلي لأهل النوبة من خلال المتاجرة بالمطالب والحقوق النوبية لمصلحة البعض الذين يسعون لفرض أجنداتهم السياسية الممولة من الخارج. واعتبر رموز وأهالي النوبة أن ما حدث أمس ما هو إلا محاولة للفتنة بين فئات المجتمع المصري إرتكبها فلول النظام السابق وأعضاء الحزب الوطني المنحل مؤكدين أن أهالي النوبة جزء من نسيج المجتمع المصري وقدموا التضحيات من أجل الوطن ولا يشك أحد في انتمائهم أو وطنيتهم. هذا ما أعلنته قيادات وزعماء القبائل الأسوانية في المؤتمر الشعبي والذي ضم عمد ومشايخ وقيادات القري النوبية بمركز نصر النوبة ومدينة أسوان, بجانب قيادات قبائل الجعافرة والأصولية والعبابدة والبشارية والعباسيين ومراكز دراو وكوم امبو وادفو وبحضور المهندس محمد مصطفي السكرتير العام للمحافظة وبعض القيادات العسكرية والأمنية. وقد رفض خليل الجبالي أحد القيادات النوبية أن يتحدث أي أحد باسم المطالب النوبية قبل أن يرجع أولا لأهل النوبة ولجذوره داخل مركز نصر النوبة والذي يضم45 قرية لديها من القيادات الشعبية والطبيعية القادرة علي الدفاع عن هذه المطالب والحقوق من خلال القنوات الشرعية, لافتا إلي أنه علي الرغم من أن المطالب النوبية لم تجد طريقا منذ الستينيات لتنفيذها بسبب انشغال الشأن الداخلي المصري بالحروب المتتالية, فإن النوبيين لن يسمحوا بالدخلاء مثل ممدوح حمزة أو غيره بالظهور الإعلامي علي حساب القضية النوبية. وأضاف خليل الجبالي بأنه لوأد هذه الفتن تم تشكيل لجنة عامة كجمعية عمومية من قري نصر النوبة لإدارة ملف المطالب النوبية بالشكل الحضاري والشرعي وفي مقدمتها أن يكون هناك دائرة انتخابية مستقلة لمركز نصر النوبة والشروع في تنفيذ باقي مراحل توطين النوبيين علي ضفاف بحيرة ناصر بعد تسليم القري التي تم انشاؤها بمنطقة وادي كركر, علاوة علي دخول إجراءات تمليك النوبيين المقيمين بمدينة أسوان حيز التنفيذ والذين تم تهجيرهم في الفترة من1902 حتي1933 ومن جانبه أكد هلال الدندراوي أمين حزب التجمع وأحد قيادات قبيلة العباسيين بأن انعقاد مؤتمر اتحاد القبائل العربية ليس موجها ضد النوبيين, بل أن أجندة المؤتمر تشمل المطالب النوبية من ضمن مطالب تهم كل الأسوانيين دون تفرقة, مشيرا إلي ضرورة المواجهة الحاسمة لأي محاولات من بعض الدخلاء لإثارة وإشعال نار الفتنة والفرقة بين فئات المجتمع الأسواني من خلال ترديد نغمة التعصب والقبلية بهدف زعزعة استقرار وأمن شعب أسوان الذي يتميز عن غيره بأنه نسيج واحد لا يسمح لأي أحد مهما كان أن يشق صفه بالشائعات أو الأقاويل أو التشكيك والتفتيت سعيا وراء الزعامة المؤقتة أو الشو الإعلامي. وناشد منصور الشطباوي أحد قيادات الجعافرة القبائل الأسوانية بالوقوف صفا واحدا أمام أي محاولات لزعزعة الاستقرار والتي ستنعكس سلبيا علي توافد الحركة السياحية وازدهار الحركة التجارية, بجانب تعطيل عجلة الإنتاج والعمل الخدمي, مؤكداأن تشكيل اتحاد القبائل العربية هو لاستيعاب مطالب الشباب الأسواني بشكل عام ودراسة وبحث وسائل تحقيقها وخاصة تشغيل الشباب وتوفير فرص عمل من خلال استصلاح المناطق المؤهلة لذلك بعد أن ضلت المشروعات الزراعية والتي أقامها النظام السابق طريقها بعيدا عن أبناء المحافظة مثل مشروعات وادي الصعايدة ووادي النقرة وتوشكي. وأشار الشيخ محمد عبدالعزيز أحد القيادات النوبية أنه سيتم تشكيل لجنة للاتصال بالشباب الوافد من محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس بتنظيم اعتصام أمام مبني المحافظة خلال الأسبوع الحالي من أجل توعيتهم واطلاعهم بكل شفافية علي الخطوات الايجابية التي قامت بها الدولة خلال الفترة الأخيرة لتحقيق المطالب النوبية في إطار الشرعية, موضحا أن ذلك يهدف إلي إفشال المخطط والذي يهدف إلي تمزيق الصف النوبي بشكل خاص والأسواني بشكل عام وإحداث ما يعكر صفو السلام الاجتماعي داخل المحافظة بعد فشله من قبل في سيناء وغيرها.