تتجسد الكثير من معاني الاسلام الاجتماعية والانسانية في العيد ففيه تتقارب القلوب علي المحبة ويجتمع الناس بعد فراق وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الاسلامي لتشمل الفرحة كل أسرة في المجتمع وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر, أما المعني الانساني في العيد فيتمثل في مشاركة كل أفراد المجتمع علي الفرحة والسرور في وقت واحد فيظهر اتحادهم وقوتهم ففي ذلك تقوية للروابط الفكرية والاجتماعية بين المسلمين. أوضح الدكتور محمد عبدالعليم العدوي أستاذ التاريخ الاسلامي بجامعة الأزهر: أن الحكمة من العيد في الاسلام هي شكر الله سبحانه وتعالي علي نعمة الاسلام الذي ارتضاه للناس دينا وهو شكر علي أن وفق عباده المؤمنين للصيام نهار رمضان وقيام ليله وهدايتهم إلي قراءة القرآن الكريم يحيون به قلوبهم كما جاء في قوله يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم( الأنفال 42). ثم إن هذا العيد مظهر من مظاهر وحدة المسلمين وتآلفهم وتوادهم وتراحمهم في منظور الاسلام أمة واحدة كما قال سبحانه وتعالي إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون( الأنبياء 29) وكما قال سبحانه وتعالي وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون( المؤمنون 25) وتكون الفرحة في العيد بهذا المظهر الذي تبدو فيه الوحدة والرحمة وصلة الأرحام ومسح دموع اليتامي ومشاركة الفقراء بأغنيائهم في هذا اليوم. والعيد هذا العام يجب أن يكون له مذاق خاص فيكون استقبالنا لهذا العيد شكر لله علي أن أعاد لمصر عزتها وكرامتها وحريتها وعلي أن طهر البلاد من الفساد والمفسدين والظلم والظالمين, فيجب أن يكون الاحتفال بالعيد هذا العام دعوة إلي الخير والعمل الصالح والعلم النافع والأخذ باسباب النهوض والتقدم والارتفاع بمستوي السلوك والأخلاق, وأن نعتصم جميعا بحبل الله وننبذ الفرقة والتنازع والأختلاف لأن التنازع والأختلاف يضعف الأمم القوية ويميت الأمم الضعيفة. ومن ثم ينبغي علي مواطني مصر الشرفاء الشباب قبل الشيوخ أن يكونوا علي مستوي الاسلام وأن يأتمروا بما أمر الله تعالي وأن ينتهوا بما نهي الله تعالي عنه, كما قال سبحانه وتعالي ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا آل عمران.