هو الصحابي الجليل طفيل بن عمرو بن طريف بن العاص بن ثعلبة بن سليم بن فهم الدوسي وكان صحابيا من الأشراف في الجاهلية والإسلام, وكان شاعرا غنيا كثير الضيافة مطاعا في قومه. قدم الطفيل إلي مكة ورسول الله( صلي الله عليه وسلم) بها, فمشي إليه رجال من قريش فقالوا: يا طفيل إنك قدمت بلادنا وهذا الرجل بين أظهرنا قد عضل بنا وفرق جماعتنا وانما قوله كالسحر وانما نخشي عليك وعلي قومك فلا تكلمه ولا تسمع منه, قال: فوالله مازالوا بي حتي عزمت علي ألا أسمع منه شيئا ولا ألقاه وحين غدوت الي الكعبة حشوت أذني كرسفا( قطنا) حتي لا أسمعه وذهبت الي المسجد فإذا رسول الله قائم يصلي عند الكعبة فأبي الله إلا أن يسمعني قوله فسمعت كلاما حسنا فقلت في نفسي واثكل أمي والله إني لرجل شاعر ما يخفي علي الحسن من القبيح فما يمنعني أن أسمع من الرجل ما يقول فمكثت حتي انصرف رسول الله( صلي الله عليه وسلم) الي بيته فتبعته حي اذا دخل بيته دخلت عليه فقلت: يا محمد إن قومك قالوا لي كذا وكذا ثم إن الله أبي إلا أن أسمع قولك فسمعت قولا حسنا فاعرض علي أمرك, فعرض علي الإسلام وتلا علي القرآن فوالله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرا أعدل منه فأسلمت وقلت: يارسول الله إني مطاع في قومي وأنا راجع اليهم وداعيهم الي الإسلام فادع الله أن يجعل لي آية تكون لي عونا عليهم فيما أدعوهم إليه. فقال صلي الله عليه وسلم اللهم اجعل له آية فخرجت الي قومي فإذا نور بين عيني مثل المصباح فقلت: اللهم في غير وجهي فإنني أخشي أن يظنوا أنها مثلة لفراقي دينهم فتحولت الي رأس سوطي فجعل الحاضرون يتراءون ذلك النور في سوطي كالقنديل المعلق. وظل الطفيل بن عمرو ملازما للرسول صلي الله عليه وسلم بالمدينة يصلي وراءه ويتعلم منه ويغزو معه حتي وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم, وما أن اشتعلت حروب الردة حتي خرج الطفيل بن عمرو فيمن خرج من المسلمين ليدافعوا عن الحق حاملين أرواحهم علي أكفهم في سبيل نصرة دين الله وفي موقعة اليمامة استشهد الطفيل بن عمرو رضي الله عنه.