في الوقت الذي واصلت فيه الهزات الارتدادية ضرب عدد من المناطق المنكوبة في شيلي, فرضت الحكومة حظر تجول في المنطقتين الأكثر تضررا من زلزال السبت الماضي المدمر. وهما منطقة مولي( وسط) وكونسيبسيون ثاني مدينة في البلاد وضواحيها حيث تصاعدت المخاوف الأمنية ولجأت الشرطة إلي إطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام خراطيم المياه لتفريق عصابات اللصوص. كما تم استدعاء الجيش لمساعدة الشرطة في وقف أعمال السلب والنهب فيما تواصلت أعمال البحث عن ناجين. ويؤكد شهود العيان أن الأمواج جرفت كل شيء, وبلغ ارتفاعها نحو ستة أمتار, وتشير الأرقام الرسمية التي سجلها خبراء أمريكيون في مركز التحذير من أمواج تسونامي في المحيط الهاديء,إلي أن أعلي ارتفاع للأمواج بلغ6,2 متر, لكن بغض النظر عن حجمها فإن الدمار الذي أحدثه في المناطق الساحلية كان واضحا. وضربت الأمواج هذه البلدات بدون إصدار إنذار من احتمال وقوع تسونامي, وهو ما أدي إلي جرف السكان أنفسهم إلي البحر. واعترفت رئيسة شيلي المنتهية ولايتها ميشال باشليه بالخطأ الذي ارتكبته حكومتها لعدم تحذير مواطنيها من مخاطر وقوع' تسونامي' إثر زلزال السبت الماضي وبلغت قوته8,8 درجات علي مقياس ريختر. وقالت باشليه التي ستسلم السلطة لخلفها سيباستيان بينيرا في11 مارس الحالي إن سلاح الجو سيبدأ بإنزال مساعدات اولية الي المناطق المنكوبة.وذلك في الوقت الذي أقر فيه وزير الدفاع فرانشيسكو فيدال بوقوع خطأ', موضحا' ارتكبت البحرية خطأ بعدم إصدار إنذار من حدوث أمواج تسونامي'. يأتي ذلك في الوقت وقعت فيه هزة ارتدادية جديدة بقوة2,6 درجات بمقياس ريختر في وسط مساء أمس الأول, وفقا لما أعلنه المعهد الأمريكي للجيوفيزياء. وتعد هذه الهزة الارتدادية الثانية التي تقع في يوم واحد في مدينة تالكا. و أكدت جاكلين فان ريسلبرج رئيسة بلدية مدينة كونسيبسيون الاكثر تضررا حاجتهم إلي مساعدة ملحة فيما كان رجال الإنقاذ يبحثون عن عشرات الأشخاص العالقين تحت أنقاض المباني التي دمرها الزلزال.. وأعلنت السلطات عن تكثيف عمليات الإنقاذ عقب الزلزال المدمر, حيث اعلنت باشليه اجراءات طارئة للتعامل مع الدمار الناجم عن الزلزال. وأوضحت أن حالة الطواريء ستبقي سارية لمدة30 يوما في منطقتي مول وبيوبيو بهدف' حماية النظام العام وتسريع توزيع المساعدات'. View العاصمة الشيلية سانتايجو in a larger map وأدي الزلزال الذي يعتبر أسوا كارثة تشهدها تشيلي منذ50 عاما إلي تصدع الطرق السريعة والجسور, ويؤكد المسئولون أن5,1 مليون منزل ومبني انهارت أو لحقت بهم أضرار جسيمة جراء الزلزال. وفي ظل المأساة الإنسانية التي تشهدها شيلي حاليا, ساد الارتياح في بعض دول المحيط الهاديء بعد إلغاء عدة دول التحذيرات من وقوع تسونامي. واعتذرت اليابان أمس عن المبالغة في التحذير من التسونامي في المحيط الهادئ. وأقر مسئول ياباني بأن السلطات ربما بالغت عندما أطلقت الإنذار الأقصي من وقوع تسونامي للمرة الأولي منذ15 عاما, وأمرت بإجلاء أكثر من نصف مليون شخص من سواحل المحيط الهادئ. وعلي صعيد المساعدات الدولية, اعلنت الصين أنها ستقدم هبة بقيمة مليون دولار للمساهمة في جهود الاغاثة في شيلي. وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أنها ستتوقف في شيلي لفترة وجيزة خلال جولتها الحالية في المنطقة. يأتي ذلك في الوقت الذي واصلت فيه العاصفة اكزينسيا اجتياحها للقارة الأوروبية, فقد سقط نحو55 قتيلا علي الأقل حتي الآن بينهم47 في فرنسا حيث غمرت مياه الفيضانات عددا من المدن والقري وانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من مليون منزل. واعلن مكتب وزير الدولة الفرنسي للشئون الأوروبية بيار لولوش أن فرنسا ستطلب مساعدة مالية من الاتحاد الاوروبي لمواجهة الأضرار الناجمة عن العاصفة.