الشجرة المباركة سيناء أرض المعجزات: والمعجزة هنا إلهية وليست بشرية فالمعجزة البشرية تطوير للمألوف, ولكن المعجزة الإلهية خروج عن المألوف, فالعصا لاتصبح شجرة من جنس نوعها وإنما تتحول إلي حية والرجل الأسمر حينما يضم يديه تحت ذراعيه ويجدها بيضاء من غير سوء أي بدون مرض أصابها كالبرص أو البهاق أو ما إلي ذلك فهذا خروج عن المألوف وقد كان سيدنا موسي أسمر اللون كما وصفه رسول الله حينما طلب منه وصف الرسل الذين لقيهم في رحلة الإسراء والمعراج. وهكذا فقد كانت أرض سيناء هي أرض المعجزات التي أراها الله لرسوله موسي عليه السلام والتي بدأت عندما كان موسي عائدا من إقامته عشر سنوات مع أهل مدين مع زوجته وولده الصغير وخادمه وكانت الليلة مطيرة شديدة البرد والظلمة وهم غرباء لايعرفون شيئا عن المكان وفي أمس الحاجة إلي النار للتدفئة وأيضا ليستدلوا بها علي المكان. ولذلك كانت النار التي رأها موسي أولي المعجزات الإلهية. فلم تكن نارا وإنما شجرة تتلألأ نورا دون ان تؤثر خضرة الشجرة في النور فتبهته. وعندما إتجه موسي تجاه ما تصور انها نارا جاءه نداء ربه إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي ويتلقي موسي أمر ربه بالرسالة التي يبدؤها تعالي بقوله: إذهب إلي فرعون إنه طغي (طه) وكلمة طوي هو اسم الوادي الموجود في سيناء. أما النار التي رآها سيدنا موسي وترك أهله ليذهب إليها فقد كانت نورا إنفردت به شجرة الطبقة المباركة التي مازالت موجودة حتي اليوم في دير سانت كاترين محاطة بما يحميها من وصول الأيدي إليها. وهي شجرة لامثيل لها في العالم, وقد جرت محاولة أخذ جزء منها وزراعته ولو بعد متر أو مترين منها في سيناء فلم تفلح المحاولة ومرة أخري اخذوا منها جزءا حاولوا زراعته في امريكا وأوروبا فلم تفلح المحاولة. وللحديث بقية. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر