بمناسبة صدور تقرير الأممالمتحدة حول المرأة والذي يحمل عنوان تقدم النساء في العالم وصولا للعدالة دعت مائدة مستديرة عقدها المكتب الوطني التابع للأمم المتحدة بالقاهرة إلي ضرورة مشاركة المرأة المصرية في وضع وإعداد الدستور الجديد للبلاد وتفعيل دورها في المرحلة المقبلة. واجمعت آراء المشاركين علي أن المساواة الحقيقية في المجتمع مازالت تحتاج إلي تطوير ومساندة ودعم, لأنه بالرغم من أن المرأة المصرية تمثل نصف المجتمع إلا أن مشاركتها الحقيقية مازالت غير مقبولة علي أرض الواقع لاصطدامها بالموروث الثقافي. وأكد المحامي شوقي السيد عدم جدوي التحدث عن تجريم التمييز, لأنه من المفترض ألا يكون موجودا في الأصل, لأن كل النصوص والتشريعات تقر بالمساواة ولكن الموروث الثقافي يجعلها غير مقبولة, وبالتالي يجب العمل علي تغيير هذا الموروث خاصة في الريف. وأضاف أيمن راشد القاضي في محاكم الأسرة والناشط الحقوقي أن هناك قواعد في المجتمع الدولي تحمي المرأة ولا يجوز الاتفاق علي مخالفتها, بل إن القضاة مطالبون بتطبيقها وعدم المساس بها لذلك يجب التأكيد عليها في الدستور الجديد لأن القاعدة الدولية تسمو علي مواد الدستور. وطالبت المحامية نهاد أبو القمصان بالتركيز علي النص القانوني, ومراعاة الدقة في اختيار الألفاظ والحروف ومستوي التطبيق علي أرض الواقع لأن النص أحيانا يكون رائعا والتطبيق يكون سيئا أو النص رائع والتطبيق رائعا ولكنه يصطدم بالموروث الثقافي الذي يمنع التطبيق الجيد له. فالنصوص أحيانا كثيرة تكون بديعة لكنها مليئة بالافخاخ التي يجب الانتباه إليها.. لذلك كانت المطالبة بإشراك المرأة في لجنة صياغة الدستور, لأنها تتمتع بنظرة شاملة للنص الدستوري, وتنبه بشكل خاص للتفاصيل, إذ يحدث أحيانا أن تكون هناك مادة جيدة و20 مادة أخري تبطلها. وركزت د.مايا مرسي المنسق الوطني لهيئة الأممالمتحدة في مصر علي ضرورة دعم دور الإعلام في توعية النساء بحقهن وضرورة صياغة رسائل توعية باسلوب سهل يصل إلي المرأة الريفية والمهمشة, لتعرف كيف تطالب بحقوقها, وأولها الأوراق الثبوتية التي توصلها للخدمات التي تقدمها لها الحكومة, والتأكيد في هذه الرسائل علي أن هذه الحقوق لاتعود بالفائدة علي المرأة فقط بل علي الأسرة ككل.. وطالبت بالتفاف الجمعيات الأهلية حول قيادة واحدة للضغط في نفس الاتجاه. وعلقت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا قائلة: لا تخشوا علي المرأة المصرية فهي قادرة علي المواجهة. مبررة ثقتها في المرأة المصرية بالدور المحوري الذي لعبته في ثورة25 يناير, حيث كانت في الصفوف الأولي من الثورة, وهذا منحها دورا كاملا في الثورة.