كتب نادر أبو الفتوح: من الأيام الحاسمة في حياة الرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر الذي سماه القرآن الكريم يوم الفرقان. ويذكر الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة القاهرة أن يوم بدر كان يوم الجمعة الموافق السابع عشر من رمضان من السنة الثانية من الهجرة, وفي هذا اليوم دارت أول معركة بين المسلمين وكفار قريش. وترجع أسباب تلك المعركة إلي أن الكفار أخرجوا المسلمين من مكة بعد أن تركوا أموالهم وديارهم فداء لعقيدتهم, وهذه المعركة فرض علي المسلمين أن يدخلوها لأنهم خرجوا من المدينة لينالوا من القافلة التجارية التي عاد بها أبو سفيان بن حرب من الشام, ولم يكن المسلمون قطاع طرق ولكنهم خرجوا ليحصلوا علي بعض ما تركوا من أموالهم في مكة قبل الهجرة, وعندما عرف أبو سفيان بالأمر غير مسار القافلة ونجا بالتجارة بيد أنه قد بعث لقريش يستحثها لنجدته فخرجوا لحرب المسلمين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة قوة تقترب من ثلاثة أضعاف عددهم ولديهم من الأسلحة والدواب ما ليس لدي المسلمين. ودارت المعركة بين الفئة القليلة في عددها وعدتها ولكنها كثيرة في إيمانها وبين الفئة الكثيرة في عددها لكنها تفتقد العقيدة, ووقف الرسول يستنصر ربه حتي أشفق عليه أبو بكر من كثرة دعائه, فأنزل الله ملائكته فقاتلوا مع المسلمين, وأسفرت المعركة عن نصر مبين للمسلمين وقد غنموا في هذه الغزوة غنائم كثيرة واستشهد أربعة عشر رجلا من الصحابة وقتل سبعون من المشركين كان من بينهم أبو جهل, وتم أسر سبعين من رجال قريش, وبعد موقعة بدر أمر الرسول بدفن الشهداء من المؤمنين وأن يواري القتلي من المشركين, ووقف عليهم الرسول وقال لهم: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقا, فقال له الصحابة يا رسول الله أتكلم قوما موتي؟ فقال لهم: لقد علموا أن ما وعدهم ربهم حقا, وقد كان يوم الفرقان يوما فاصلا في تاريخ الإسلام.