كتبت سنية عباس ونادية زين العابدين: من يرقب مسيرة التاريخ يجد ان رمضان المعظم يقترن علي مر العصور بأمجاد وبطولات احرزها المسلمون في هذا الشهر المجيد فزادته جلالا وروعة وفضلا عما كان فيه من نصر عظيم للاسلام والمسلمين في موقعة بدر الكبري وفتح مكة العظيم وقد كانت فيه أيضا حرب القادسية بقيادة البطل سعد ابن أبي وقاص ومعركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون بقيادة السلطان قطز علي التتار وفي العاشر من رمضان كانت معركة العبور بين القوات الإسلامية والعصابات الصهيونية وانهار فيها خط بارليف تحت اقدام ارادة الجيش المصري وبذلك شهر رمضان هو شهر الثورة السماوية علي الطغاة واحفادهم بداية من غزوة بدر الكبري وحتي نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر وما بينهما من فتوحات. الملائكة تؤمهم يقول د.زكي محمد عثمان الاستاذ بجامعة الأزهر: ان غزوة بدر الكبري وقعت في السنة الثانية للهجرة النبوية في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المعظم وهي أول معركة مسلحة بين الحق والباطل وفيها أعلي الله كلمة الحق وأنزل ملائكته الاطهار تدافع في صفوف المسلمين قال تعالي: »إذ يوحي ربك إلي الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان«.. وإذا كان السيف أحيانا يحسم المعركة فان الكلمة الطيبة في المعركة في اللحظات الحاسمة ضرورية حتي لا يتحول النصر إلي غرور كان الرسول »صلي الله عليه وسلم« قد خفق خفقة في العريش الذي كان يجلس فيه ثم انتبه فقال هذا جبريل آخاذ بزمام فرسه عليه أداة الحرب، وهذا دليل علي ان الله أم المسلمين بملائكته يقاتلون معهم. وعندما أعز الله المسلمين بالنصر في هذه الغزوة جاءت الكلمة القرآنية المباركة تبين للمسلمين ان النصر انما مرده إلي الله واهب النصر حتي لا تلعب نشوة الانتصار بالعقول ويضيف ان من الدروس المستفادة في غزوة بدر ان الفئة القليلة تغلبت علي الفئة الكثيرة بالايمان والاستعانة بالله وان هناك أسلحة كانت لا تعرف من قبل الايمان الا بالايمان ومنها سلاح التراب فنجد ان الرسول »صلي الله عليه وسلم« اخذ بعض التراب والحصي والقاها تجاه الكفار فما من انسان انذاك اصيب بذرة تراب منه الا قتل يوم بدر. سلاح الماء وهناك سلاح الماء حيث يقول »صلي الله عليه وسلم« »اذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط علي قلوبهم ويثبت به الأقدام«. وسلاح التخيل وهذا نوع من الأسلحة التي تستخدم في الحرب النفسية فالمؤمنون يرون الكفار قلة رغم كثرة عددهم قال تعالي: »إذ يريكهم الله في منامكم قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم« وايضا سلاح التثبيت حينما امر الله الملائكة بالوقوف في صفوف المسلمين هذا بخلاف سلاح الدعاء حينما كان الرسول »صلي الله عليه وسلم« يتضرع إلي الله ويطلب منه النصر المبين وهو دعاء الكروب قال تعالي: »وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون«.. اذهبوا فأنتم الطلقاء وفي اليوم العاشر من رمضان من السنة الثانية للهجرة النبوية الشريفة خرج عليه أفضل الصلاة وازكي السلام في عشرة آلاف مقاتل لفتح مكةالمكرمة كما يقول الكاتب الإسلامي عبدالله المصري.ولم يتخلف أحد من المهاجرين والانصار وفي صبح اليوم العشرين فتحت مكة أمام الجيش الاسلامي وتم رفع راية الإسلام وعلت كلمة التوحيد ودخل الرسول »صلي الله عليه وسلم« البيت العتيق وطاف به وكان يشير إلي الأصنام المشدودة إلي الكعبة بقضيب في يده قائلا: »جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا« فتسقط في الحال متهشمة متناثرة . وصعد بلال في أعلي الكعبة يؤذن للصلاة وانصت أهل مكة للنداء الجديد علي آذانهم كأنهم في حلم فلا يملكون امام كلماته الا يولوا هاربين أو يعودوا مؤمنين ثم قال الرسول قولته المشهورة »يا معشر قريش ما تظنون اني فاعل بكم؟ قالوا يملؤهم الرعب أخ كريم وابن أخ كريم« فقال عليه الصلاة والسلام: وأنا لا أقول لكم اليوم الا كما قال يوسف لاخواته لا تثريب عليكم اليوم اذهبوا فأنتم الطلقاء الأخذ بالأسباب ويضيف الكاتب عبدالله المصري انه في العاشر من رمضان السادس من أكتوبر كانت معركة العبور في ست ساعات لقنت قواتنا العدو درسا لن ينساه وتحققت بذلك ضربة عسكرية لرد الكرامة وانتصار الحق علي الباطل ورفع الجنود البواسل شعار »الله أكبر« واستجابت السماء لندائهم وصدق الله تعالي: »ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الادبار ثم لا يجدون وليا ولا نصيرا«.. وهناك وجه شبه بين معركة بدر ومعركة العاشر من رمضان فنجد قوة ضئيلة أمام قوة العدو فلم نكن نحارب اسرائيل وحدها بل معها أمريكا التي تمتلك احدث الأسلحة وكنا نحارب بنظرية اسرائيل التي لا تقهر متمثلة في خط بارليف ولكن الاعداد الجيد هيأ لنا أسباب النصر علي الأعداء.