في التسعينيات كنا نتداولها فيما بيننا كصحفيين حكاية عن الرئيس المخلوع حسني مبارك تقول إنه في زيارة له لفرنسا أحضروا له عرافة شهيرة هناك وقد بشرته بالعمر المديد في السلطة والدنيا ولكنها فجأة وبعد البشارة نكدت عليه عندما حذرته من تعيين نائب له والا سيزول ملكه وينتهي أمره بكارثة وكنا نرجع العند وتشبثه بعدم تعيين نائب له إلي هذه القصة التي كنا نراها معبرة عن شخصيته حتي وان كانت غير حقيقية؟!! .. ولا أدري لماذا تذكرت هذه الحكاية وأنا أراه في قفص المحكمة ينكر اتهامات قتل شهداء الثورة وإهدار المال العام والتدليس.. ربما لأنني أدركت أنه وحده الله عز وجل الذي أنزله هذه المنزلة التي بالتأكيد يستحقها فلم تنفعه نبوءة العرافين لتفادي ما حدث ولا شفعت له صحيفة اعماله.ولا أعرف كيف ينكر اتهامه بالقتل في قضية الشهداء, وهو المسئول الأول عنها وعن غيرها بوصفه الراعي للشعب ولو فرضنا جدلا أنه غير مسئول إذن فمن يسأل عن ضحايا العبارةالسلام الغارقين في البحر الأحمر( أكثر من ألف قضوا نحبهم), وكذلك قتلي طوابير العيش والبوتاجاز وحوادث الطرق والقطارات, ناهيك عن المقهورين سياسيا وإنسانيا وتعليميا وصحيا.. الخ, قائمة طويلة من المظالم ترشحه للمحاكمة ألف ألف مرة. وعمر بن الخطاب فاروق الدنيا وأحد أعظم الحكام العدول في تاريخ الانسانة يقول لو أن بغلة عثرت في بغداد لسئل عليها عمر..لما لم تمهد لها الطريق ياعمر؟.. هذا عن البغلة فما بالنا بالبشر؟ ولكن يبدو أن هذا النظام الذي كان يرأسه المخلوع لم يعترف ببشرية المصريين الذين نالوا في عهده كل صنوف المذلة في الداخل والخارج وعانوا الأمرين حتي تحولت حياتهم إلي أصعب حياة في العالم من أول الجهاد في الحصول علي لقمة العيش حتي المياه إلي أبسط حقوقهم في مكان في المدرسة أو العمل ناهيك عن خنقة المرور والخدمات والتلوث.. كل شئ صعب المنال وكأنه كتب علي غالبية المصريين القهر ليس في الأعوام الثلاثين الماضية فقط ولكن منذ32 يوليو2591 ؟! وبعد ثورة52 يناير لن يتنازل الشعب المصري عن هذه الفرصة لكي يحقق الكرامة والعدالة والعيش وبدون فساد رئيس أو خنقة حياة؟! [email protected]