الثورة... ومجانية التعليم! من بين أعظم ما ينسب لثورة 23 يوليو عام 1952 أنها جعلت مجانية التعليم في كل مراحله حقا للشعب وواجبا علي الدولة ولكن تنبغي الإشارة إلي أن مجانية التعليم الابتدائي أقرتها الحكومة المصرية عام1944 ثم تعزز هذا التوجه عام 1951 بقرار حكومة الوفد إطلاق مجانية التعليم الثانوي عندما كان الدكتور طه حسين وزيرا للمعارف وبعد عشر سنوات من هذا التاريخ قررت حكومة الثورة عام 1961 إطلاق مجانية التعليم الجامعي ليكتمل تحقيق حلم طه حسين بأن يكون التعليم في مصر متاحا كالماء والهواء. وليس أدل علي أهمية إنجاز ثورة يوليو لمجانية التعليم من الحرص علي جعل هذا الحق نصا دستوريا بدءا من دستور عام 1956 الذي تنص مادته رقم 49 علي أن' التعليم حق للمصريين جميعا تكفله الدولة بإنشاء مختلف أنواع المدارس والمؤسسات الثقافية والتربوية والتوسع فيه تدريجيا'. وبفضل مجانية التعليم حدثت طفرة كبري ليس فقط في تضاعف عدد التلاميذ والطلاب وعدد المدارس والجامعات وإنما أيضا في تضاعف عدد الإناث بأكثر من عشرين ضعفا لعدد التلميذات والطالبات في مختلف مراحل التعليم. ولعل أكثر ما يحسب لثورة يوليو في مجال التعليم ذلك التوجه الرشيد لإيفاد آلاف المبعوثين من أوائل الخريجين في بعثات للدراسات العليا صوب أمريكا وأوروبا والاتحاد السوفييتي لإعداد أفضل الكوادر القادرة علي تحديث وتطوير التعليم من ناحية والإسهام في قيادة وتوجيه مشروعات التنمية الاقتصادية والزراعية والصناعية والاجتماعية التي كانت هدفا استراتيجيا لثورة يوليو كضرورة لبناء النهضة من ناحية وضمان تحقيق العدالة الاجتماعية من ناحية أخري. كانت رؤية ثورة يوليو للتعليم رؤية واضحة عكستها المقولة الشهيرة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بأن بناء البشر أهم من بناء الحجر!
خير الكلام: الحقيقة مثل الزهرة.. يمكن للعنيد أن يتحاشي رؤيتها ولكنه لا يستطيع أن يكتم رائحتها!. المزيد من أعمدة مرسى عطا الله