تفرض علينا الاخطار المتلاحقة والتي تكاد تودي بفكرة الثورة من اساسها ان نتحدث بصراحة ووضوح. انني اؤكد نظرية التآمر علي الثورة من الداخل والخارج تآمر خارجي يهودي وغيره وبأيد داخلية من اصحاب النفوس المريضة من فلول الوطني وأمن الدولة وغيرهم. لليهود تاريخ طويل في تأكيد نظرية التآمر وخاصة علي الاسلام والمسلمين ولعل اوضح الامثلة التاريخية في ذلك ماقام به عبد الله بن سبأ اليهودي الذي ادعي الاسلام في الفتنة الكبري بين الصحابيين الجليلين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان حين اجتمعا للصلح بين الفريقين و الجيشين المتأهبين للقتال فخطط ابن سبأ للوقيعة بين الفريقين والحيلولة دون الصلح وكانت خطته الشيطانية انه ما ان يحل الظلام حتي يتناوش اتباعه الذي نثرهما بين الفريقين بالسهام فلا يعلم كل فريق من الذي اطلق السهام ولا يجد امامهم من طريق الا الرد وحينها تشتعل المعركة ويفشل الصلح.. وهذا مانراه كثيرا في احداث الثورة واخرها احداث العباسية - ماهو الحدث الجلل والجديد والخطير الذي دفع بثوار ميدان االتحرير الي التحرك الي ميدان العباسية ومحاولة الوصول الي مقر المجلس العسكري واستفزازه بالهتافات التي تنال منه ؟! - كيف اعد (البلطجية) قنابل المولوتوف والزجاجات الحارقة وكيف حضر هؤلاء (المقاتلون من البلطجية) بسيوفهم واسلحتهم وبهذه الاعداد الكبيرة وهل هذا بدون مقابل ؟! - من الذي قاد هذه المسيرة مع اقتراب دخول الظلام ؟! اسئلة كثيرة تؤكد انه ما اشبه الليلة بالبارحة وما اشبه ما يحدث الان في مصر بما حدث في الفتنة الكبري نذر ومخاطر تحدث الان.. فتنة ووقيعة بين الجيش والشعب وبين فصائل الشعب المختلفة, كلها تذكرنا بالفتنة الكبري في صدر الاسلام. في الوقت الذي اعلن فيه الثوار مطالبهم بوضوح شديد واستجاب المجلس العسكري والحكومة بالتنفيذ في اطار جدول زمني.. في هذا الوقت تصر بعض القوي علي التصعيد بل وتتجاوز احيانا الخطوط الحمر مما يؤدي الي انجاز حلقة من حلقات الفتنة ووضع مصر شعبا وحكوما وجيشا في موقف حرج وفي خيارات كلها مرة والا فماذا عسي الجيش ان يفعل لبلطجي دسه المتآمرون وسط الزحام او في مكان مظلم يصعب اللحاق به دون تكبد الخسائر علي الابرياء.. حقيقة الامر ان الابرياء علموا ام لم يعلموا هم الذين خلقوا هذه الظروف وهذا المناخ المسموم وكان من المفترض علي هذا الثائر الحق المخلص ان يربأ بنفسه في ان يكون ضمن قطيع يقوده مجهول الي مجهول, يقوده متآمر بإشاعة او بالهاب مشاعره ليستلبه ويقوده الي مجهول في جنح الظلام والي مقر المجلس العسكري!! الايعلم هذا الثائر المخلص ان القضايا المصيرية ومشاكل السنين لا تحل في جنح الظلام وبين لحظة واخري ؟! أحداث العباسية انفجرت في لحظات شأنها تماما شأن الفتنة الكبري ففي الظلام وفي الزحام وجد ثوار العباسية النيران تتساقط عليهم فليس امامهم من بد مهما كانت السلمية الا الرد بالحجارة وتلك هي بداية الفتنة واصابة المئات.. ولو تدبر الثائر الحق هذه التداعيات ما إنجرف ولا انساق في هذه المظاهرة من البداية وكان يكفي ان يكون ميدان التحرير هو مركز المطالبة بالرأي وقد وصلت رسائل الثوار بوضوح من ميدان التحرير اكثر من مرة..هل الهدف من الخروج من الميدان هو التصعيد(وجر الشكل) واثارة الفتنة ؟! ان نذر الفتنة اكبر مما نتصور.. ليست فقط الوقيعة بين الشعب والجيش علي ما فيها من مخاطر ولكن اشد منها الوقيعة بين تيارات الشعب المتعددة والدخول بمصر الي بحور من الدماء وفوضي ودمار. لقد خسرنا الكثير علي مستوي سمعة مصر الثورة بعد ان تصدرنا ريادة العالم في الالهام الحضاري الثوري والوعي والسلم والاصرار علي حقوقنا بكبرياء وعقل وحكمة اجبرت العالم علي تقديرنا واحترامنا.. ها نحن الان نتراجع كثيرا امام العالم وكل هذه خسائر وفضائح!! توقف عجلة الانتاج الي حد كبير تنذر بمخاطر اقتصادية خطيرة, خسارة اخري تضاف الي خسائرنا الانفلات الامني الذي ما ان تخبو تاره حتي يتجدد وكأنه لا يراد لنا الا الرعب والخوف والانهاك المستمرحتي لا نلتقط انفاسنا ونفكر في قضايانا الاساسية والحياتية واليومية ان المخاطر التي تحدق بمصر والتي تؤكد ضلوع التآمر والمتآمرين في الداخل والخارج تفرض علينا مزيد الوعي والحكمة والقوة الوعي بمكائد المتآمرين ومواجهتها بالابتعاد عنها ومقاومتها بالرأي والحجة وعدم الانسياق وراءها او تصديق اشاعاتها كما تفرض علينا هذه المخاطر ضرورة توحد قوي الشعب وتياراته السياسية المتعددة حول اهداف الثورة وتحقيقها في اطار أننا جميعا في قارب واحد.. الجيش والحكومة والشعب في شراكة وطنية راقية تهدف لمصلحة مصر وانجاح الثورة والوصول بها الي تحقيق اهدافها وغاياتها تفرض علينا هذه الحالة ان نضرب بيد من حديد علي كل من يريد ان يثقب السفينة من البلطجية والمتآمرين لانه لا بديل- لا قدر الله- الا ان السفينة ستغرق بكل ما فيها ومن فيهاوهذا ما لا يقبله من لدية ذرة من دين او وطنية او حب لمصر المزيد من مقالات إسماعيل الفخراني