انتشر مرض الفشل الكلوي بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة في مصر لأسباب متعددة فيضطر مريض الفشل الكلوي للغسيل ثلاث مرات أسبوعيا,فأي مرض قد تكون له غالبا مدة محددة ليتم الشفاء منه, أما مريض الفشل الكلوي فأمامه واحد من طريقين إما أن يقوم بالغسيل طوال حياته. أو تجري له عملية زرع ويحتاج في الأخيرة الي متبرع من الأقارب أو مبلغ كبير جدا مع توافر كافة الشروط الطبية. لذا لا يجد أغلبية مرضي الفشل الكلوي إلا طريق الغسيل ثلاث جلسات اسبوعيا. ومع هذه المشقة البالغة يتعرض المريض الي معاناة كبيرة وهذا ما عرفناه من خلال جولة الأهرام في بعض مراكز الغسيل الكلوي. يقول نجاح سلطان45 عاما إنني أعاني من مشقة بالغة حيث أحتاج مثل أي مريض الي الاستمرار علي جهاز الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيا وأتعرض أثناء وبعد جلسات الغسيل لبعض المضاعفات مثل الشد العضلي الذي يستمر غالبا بعد الجلسة حتي نهاية الليل بالإضافة الي القيء والكحة وانخفاض ضغط الدم. والمعاناة لا تقتصر علي المريض بل تمتد الي الأسرة حيث يلازم المريض دائما أحد أقاربه تحسبا لتعرضه للأعراض المؤلمة أثناء جلسات الغسيل والإرهاق الشديد للمريض بعد الجلسة, فضلا عن حاجته الي التغذية السليمة والنوم حتي يشعر بالحياة من جديد. ويقول أسعد محمد عبد العال بقرية الكوادي بالمنوفية إننا نعاني أيضا من تجاهل واضح من وزارة الصحة فلا يوجد رقابة علي معظم مراكز الغسيل بجانب صعوبة حصولنا علي الأدوية التي نحتاج اليها شهريا, حيث يقرر لنا أدوية شهرية بمبلغ مائة وعشرة جنيهات وعندما سمعنا أن وزارة الصحة أضافت أهم عقار في الأدوية وهو عقار الإبريكس لارتفاع سعره جدا ويحتاج المريض الي ثماني عبوات منه ولكن لا نستطيع الحصول عليه مما يجعلنا نضطر الي شراء أكياس الدم إن وجدت مع أنها قد تسبب لنا حساسية شديدة فمتي تستجيب وزارة الصحة لمطالبنا وترعي مرضي الفشل الكلوي حيث نتعرض أيضا لتعسف المسئولين في حالة نقص المستلزمات الطبية الي تقليل مدة الجلسة من أربع ساعات الي ثلاث ساعات أو ثلاث ساعات ونصف وهذا يسبب لنا متاعب كبيرة مثل تدهور مستمر في وظائف الكلي ولا يتم تنقية الدم من السموم. وتقول فهيمة محمد30 عاما إنها تعاني من عدة صعوبات تبدأ من سوء تركيب عملية الوريد مما يجعلني استخدم القسطرة أثناء جلسات الغسيل وأشعر برعشة في جسدي كله وعدم قدرتي علي تناول الغذاء. والأمر يزداد مرارة بسبب استخدام بعض مراكز الغسيل أجهزة متهالكة منذ زمن بعيد وهي ما يطلق عليه الأجهزة الزرقاء أو أجهزة الموت, وبرغم أن تعليمات وزارة الصحة واضحة في عدم استخدام هذه الأجهزة ولكن مع عدم اهتمام أصحاب مراكز الغسيل وعدم الرقابة الفعلية من وزارة الصحة يتم استخدام هذه الأجهزة حتي الآن. وتقول الحاجة وداد إنني أقوم بالغسيل منذ أكثر من ستة أعوام وفي خلال هذه الفترة لاحظت عدم الاهتمام من جانب وزارة الصحة وتجاهلنا وخلق صعوبات علي جميع مرضي الفشل الكلوي حيث كنا نحصل علي قرار العلاج علي نفقة الدولة لمدة عام والآن اقتصر القرار علي ستة أشهر فقط كما نواجه صعوبات في الحصول علي القرار. أما الدكتور طارق رمضان عبد اللطيف نائب مدير وحدة الكلي بالقناطر الخيرية فيري أن المشكلة التي تواجه عملية الغسيل تحتاج الي تعديل من وزارة الصحة فكيف تكون جلسة الغسيل الدموي في قرار العلاج علي نفقة الدولة بمائة وعشرة جنيهات وتكلفة الجلسة في المستشفيات الحكومية تتجاوز مائة وخمسين جنيها والمستشفيات الحكومية تقوم بشراء المستلزمات بأسعار المناقصة وهي أسعار تقل عن أسعار السوق بنسبة تتراوح بين30% و40% بالإضافة الي أجور التشغيل تصرف من ميزانية الدولة وليس من قرار نفقة الدولة. كل هذه للمستشفيات الحكومية وهذا لا يحدث اطلاقا للمراكز الخاصة للغسيل الكلوي حيث يصل عدد المرضي الي الآلاف, حيث تتكلف جلسة الغسيل الكلوي(081) مائة وثمانين جنيها بسبب إضافة مصاريف التشغيل لحساب الجلسة مع أن مراكز الغسيل الخاصة تتحمل40% من العدد الكلي لمرضي الفشل الكلوي. فلماذا لا يتم زيادة قيمة القرار علي نفقة الدولة أو أن تمنح المستلزمات للقطاع الخاص بأسعار المناقصة أسوة بالمستشفيات الحكومية.