استعدادا لشم النسيم ..رفع درجة الاستعداد بالمستشفيات الجامعية    سعر الدينار الكويتي اليوم الأحد 5-5-2024 مقابل الجنيه في البنك الأهلي بالتزامن مع إجازة عيد القيامة والعمال    وزير المالية: 3.5 مليار جنيه لدعم الكهرباء وشركات المياه و657 مليون ل«المزارعين»    وزيرة إسرائيلية تهاجم أمريكا: لا تستحق صفة صديق    تشكيل ليفربول المتوقع ضد توتنهام.. هل يشارك محمد صلاح أساسيًا؟    الاتحاد يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة الأهلي.. وأتوبيسات مجانية للجماهير    الأهلي يجدد عقد حارسه بعد نهائي أفريقيا    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثي سير منفصلين بالشرقية    الإسكان: 98 قرارًا لاعتماد التصميم العمراني والتخطيط ل 4232 فدانًا بالمدن الجديدة    «الري»: انطلاق المرحلة الثانية من برنامج تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية في الساحل الشمالي والدلتا    الإسكان تنظم ورش عمل حول تطبيق قانون التصالح في مخالفات البناء    استقرار ملحوظ في سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه المصري اليوم    العمل: توفير 14 ألف وظيفة لذوي الهمم.. و3400 فرصة جديدة ب55 شركة    ماكرون يطالب بفتح مجال التفاوض مع روسيا للوصول لحل آمن لجميع الأطراف    مسؤول أممي: تهديد قضاة «الجنائية الدولية» انتهاك صارخ لاستقلالية المحكمة    أوكرانيا تسقط 23 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    رئيس الوزراء الياباني: ليس هناك خطط لحل البرلمان    قصف مدفعي إسرائيلي على الحدود اللبنانية    يصل إلى 50 شهاباً في السماء.. «الجمعية الفلكية» تعلن موعد ذروة «إيتا الدلويات 2024» (تفاصيل)    البابا تواضروس خلال قداس عيد القيامة: الوطن أغلى ما عند الإنسان (صور)    اتحاد القبائل العربية: نقف صفًا واحدًا خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة «مدينة السيسي» هدية جديدة من الرئيس لأرض الفيروز    فيديو.. شعبة بيض المائدة: نترقب مزيدا من انخفاض الأسعار في شهر أكتوبر    مختار مختار يطالب بإراحة نجوم الأهلي قبل مواجهة الترجي    كرة طائرة - مريم متولي: غير صحيح طلبي العودة ل الأهلي بل إدارتهم من تواصلت معنا    «شوبير» يكشف حقيقة رفض الشناوي المشاركة مع الأهلي    شوبير يكشف مفاجأة حول أول الراحلين عن الأهلي بنهاية الموسم    ارتفاع أسعار الدواجن اليوم الأحد في الأسواق (موقع رسمي)    الزراعة: حديقة الأسماك تستعد لاستقبال المواطنين في عيد شم النسيم    المديريات تحدد حالات وضوابط الاعتذار عن المشاركة في امتحانات الشهادة الإعدادية    ضبط دهون لحوم بلدية غير صالحة للاستهلاك الآدمي في البحيرة    حدائق القاهرة: زيادة منافذ بيع التذاكر لعدم تكدس المواطنيين أمام بوابات الحدائق وإلغاء إجازات العاملين    التصريح بدفن شخص لقي مصرعه متأثرا بإصابته في حادث بالشرقية    السيطرة على حريق التهم مخزن قطن داخل منزل في الشرقية    وفاة كهربائي صعقه التيار بسوهاج    نجل الطبلاوي: والدي كان يوصينا بحفظ القرآن واتباع سنة النبي محمد (فيديو)    يعود لعصر الفراعنة.. خبير آثار: «شم النسيم» أقدم عيد شعبي في مصر    تامر حسني يدعم شابا ويرتدي تي شيرت من صنعه خلال حفله بالعين السخنة    سرب الوطنية والكرامة    الكاتبة فاطمة المعدول تتعرض لأزمة صحية وتعلن خضوعها لعملية جراحية    حكيم ومحمد عدوية اليوم في حفل ليالي مصر أحتفالا بأعياد الربيع    رئيس «الرعاية الصحية» يبحث تعزيز التعاون مع ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة    صحة الإسماعيلية تنظم مسابقات وتقدم الهدايا للأطفال خلال الاحتفال بعيد القيامة (صور)    أخبار الأهلي: تحرك جديد من اتحاد الكرة في أزمة الشيبي والشحات    وزير شئون المجالس النيابية يحضر قداس عيد القيامة المجيد ..صور    إنقاذ العالقين فوق أسطح المباني في البرازيل بسبب الفيضانات|فيديو    كريم فهمي: مكنتش متخيل أن أمي ممكن تتزوج مرة تانية    مخاوف في أمريكا.. ظهور أعراض وباء مميت على مزارع بولاية تكساس    مصر للبيع.. بلومبرج تحقق في تقريرها عن الاقتصاد المصري    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. الأحد 5 مايو    حزب العدل يشارك في قداس عيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية    الآلاف من الأقباط يؤدون قداس عيد الميلاد بالدقهلية    دار الإفتاء تنهي عن كثرة الحلف أثناء البيع والشراء    حكم زيارة أهل البقيع بعد أداء مناسك الحج.. دار الإفتاء ترد    صناعة الدواء: النواقص بالسوق المحلي 7% فقط    أبو العينين وحسام موافي| فيديو الحقيقة الكاملة.. علاقة محبة وامتنان وتقدير.. وكيل النواب يسهب في مدح طبيب "جبر الخواطر".. والعالم يرد الحسنى بالحسنى    هل يجوز السفر إلى الحج دون محرم.. الإفتاء تجيب    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    رسالة دكتوراة تناقش تشريعات المواريث والوصية في التلمود.. صور    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر السياسى ميلاد حنا: أشعر بالندم لأننى لم أنضم للوفد!
نشر في الأهرام اليومي يوم 15 - 07 - 2011

ليس حليما، ولكنه يتحالم ويحاول أن يتحلي بالصبر بعد وفاة رفيقة الدرب، فالدكتور ميلاد حنا مازال يحتفظ بحسه السياسي المتوهج وحماسه الدائم لتصحيح الموازين.. تحكمه نزعته الهندسية كأستاذ جامعي ورائد لعلم السكان في الوطن العربي.. يدرك مقولة أرشميدس جيدا: »اعطني مكانا خارج الأرض وأنا أحرك لك الأرض«. لكنه لم يتقوقع علي همومه الخاصة أو ينزوي في عزلة تأملية كما يفعل بعض قادة الرأي لكي يحركوا الأرض والفكر ويقودوا الرأي العام.. كان أدري الناس بعلم الهندسة الوراثية، ولكن يقينا منه أنه لم يخترع حتي الآن علما »للهندسة التاريخية« لتخطيط الظروف والأحداث وضبط الأسباب والنتائج.. فمن الحكمة أن يقبل كل منا الآخر ويستمع له، فالتعددية قوة يشتد الاحتياج إليها والدفاع عنها عن جدارة.. تلك كانت مبادرته الفكرية الأثيرة التي يزداد إلحاحا في نشرها لما يكتنف مصر من ظروف ثورية وزخم ديني وسياسي. واحتكاما إلي قانون الطبيعة وهو لا يخطيء أبدا فالتنوع من أهم معطيات الحياة ونعمها.. معظم كتاباته تزخر بمضمون فكري يعلو علي التنظير ويشتبك بالواقع وإن كانت لا تخلو من تشاؤم المحنكين لتجنب المخاطر وأخذ الحذر.. رئيس جمعية التوفيق القبطية رسخ في وجدانه عبارة الكتاب المقدس »عندما تتكسر القواعد ما الذي يفعله الصالحون؟« لذلك يسد الذرائع أمام العشوائيات في الفكر أو البناء .. أو محاولة ملء الفراغ بمثله.. في تلك المرحلة الحرجة التي تمر بها ثورة 25 يناير آملا في عبور مرحلة الشرعية الثورية إلي الشرعية الدستورية بخطوات راسخة بعيدا عن السعي في دروب خاطئة من الفرقة والانقسامات تبدو الدعوة لقبول الآخر بارقة أمل وحب وسط أنقاض السياسة وانتعاش للروحانيات التي لا تشيخ بداخلنا أبدا. (سهير حلمى
ماذا عن أهم المحطات المهمة فى حياتك؟
نشأت فى حى شبرا مما أثر فى شخصيتى كثيرا وتبنيت حركة طلابية وكنت عضو هيئة التدريس الوحيد عام 68 الذى ينظم مظاهرات للطلبة والتى نتج عنها محاكمات الطيران وحدث فيها تغيير وضغط شعبى وهذا الضغط الشعبى الذى أدى للحرب وكانت الجامعة هى المكان الذى تمارس فيه الحريات وفيه درجة من الضمير الوطنى وتعكس شكل المجتمع وكان من المحتمل اعتقالى لولا تخوف الجهات الأمنية من اعتقال أستاذ جامعى وبعد ذلك اشتركت كعضو مؤسس فى حزب التجمع . لم اختر طريقا محددا لى كمفكر ، وإنما تركت مسيرة الحياة في خط متعرج وأمضيت سنوات طويلة في تدريس الهندسة وسنوات أخري في ممارسة الهندسة ، ثم دخلت الصحافة وصرت كاتبا في صحيفة الأهرام ووجدت نفسي شخصية عامة ولي أحاديث صحفية كثيرة عبر رحلة العمر. تأثرت كثيرا عندما وجدت نفسي في المعتقل في سبتمبر عام 1981 وهو امر لم أكن أتوقعه ، ولكن وجودي في الحجز التأديبي منحني خبرة كانت مثيرة ، ومن ثم وجدت نفسي مضطرا لان أجد تحايلات كثيرة لاختيار المواضيع التي اكتبها أو الحوارات التي أمارسها في الصحف، ووجدت نفسي في النهاية شخصية عامة.
ماذا عن ثورة 25 يناير وكيف تراها؟
كنت أتابعها باستمرار من خلال القنوات الفضائية وشارك إبنى فيها وتم ضربه فى 28 يناير وإبنتى الطبيبة شاركت فى المستشفيات لإسعاف الجرحى وبرغم ما حققته من كشف للفساد والفاسدين إلا إننى أخاف على مصر من الفوضى .والإنفلات الأمنى والأخلاقى الذى قد يسود البلاد.
كنت ضد مخطط التوريث ألا ترى أن أهم إنجازات الثورة تتمثل فى القضاء على مخطط التوريث؟
بالتأكيد ولكن لننظر بعد مرور 6 أشهر ماذا تغير فى المجتمع المصرى أنا أشعر أنها لم تؤدى لتغيير فى المجتمع المصرى .. فلم تحدث تغييرات جوهرية.وعموما أى ثورة لابد أن نمنحها بعض الوقت حتى نستطيع الحكم عليها وتقييمها.
وما هي ذكرياتك عن ثورة 1952؟
أحببت ثورة 1952 و شعرت أن الثورة أحدثت تغييرا في مصر ولو استمرت في الحكم كانت عملت تغييرا أكثر ، و لكن حينما تحولت لحزب حاكم أصبحت «مش نافعة» وبالتالي لم تصبح مؤهلة لأن تحكم مصر ديمقراطياً.
كنت من أبرز ممثلى الوحدة الوطنية فى أيام السادات وكانت سببا فى دخولك المعتقل عام 81 ؟
قضايا الوحدة الوطنية كانت سببا فى دخولى المعتقل عام 81 وكنت رئيس لجنة مقاومة التطبيع عام 79 وتم القبض على إبنى هانى وهو طالب بكلية الهندسة بسبب نشر بيان التجمع المضاد لعملية التطبيع لقد تفجرت من أيام السادات قضايا الوحدة الوطنية بتعمد أو بدون وتصديت لها فى كتابات كثيرة وكان لى كتاب «نعم أقباط .... ولكن مصريون» برغم أن السادات قال رئيس مسلم لدولة مسلمة فقلت أن رئيس مصر رئيس لكل المصريين وليس رئيسا لطائفة معينة وكان هذا الكلام قبل مقتل السادات وفى هذه الأوقات تمت إضافة المادة الثانية للدستور .
وهل أنت مع من يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور؟
ليس من المهم تعديل هذه المادة ولكن الأهم التعامل مع الأقباط المسيحيين كمصريين دون أى تمييز.
ألفت كتاب قبول الآخر عام 2000 وفى11 سبتمبر 2001 ومن ثم وقع انهيار للسلام العالمى؟
وفى عام 2000 أطلقت اليونسكو عام ثقافة السلام وفى عام 2001 أطلق عليه الحوار بين الحضارات وفى أواخر سبتمبر حدثت حادثة 11 سبتمبر فحدثت حرب العراق وتقوية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية وتغيرت الموازين فهناك تفوق عسكرى لإسرائيل مع ضعفها الثقافى أمام الثقافة المصرية فهناك تخوف داخلى فى الثقافة الإسرائيلية من قبول الآخر فهناك تخوف من ذوبان الشعب الإسرائيلى فى الثقافة المصرية ومن هنا فهى معركة ثقافية. وكان أملى أن تصل هذه الرسالة لكل العرب وأن تتحول فكرة «قبول الآخر» إلى قناعة شخصية وجماعية وهو ليس بالأمر السهل.فالعالم الآن مملوء بالصراعات والحروب الداخلية بسبب كراهية الآخر على الرغم من إدراكنا أن أحدا منا لم يختر لون بشرته أو ديانته وسوف تستمر الصراعات ولكن الهدف هو إقلال حجمها وربما تكوين قناعات لدى رؤساء الدول والمفكرين وصناع الرأى العام وأن ثقافة قبول الآخر سوف تقلل من خسائر هذه الصراعات وقد تؤجل البعض الآخر وربما تحاشيها.ليس على المفكر ألا أن يطرح رؤيته إما قبولها أو نقدها أو الاختلاف معها فهو حق مشروع فى إطار ثقافة وفكر قبول الآخر.
لماذا اخترت سبعة أعمدة فقط للشخصية المصرية؟
الأعمدة السبعة لأن الشخصية المصرية لها 7 انتماءات طبيعية 4 جغرافية و3 ثقافية.
فالمصرى بالزمان والمكان وعبر الزمان تراكمت لديه رقائق حضارات أربع متصلة وشفافة فالمصرى متأثر تاريخيا بالحقبتين الفرعونية ثم اليونانية ثم الرومانية وهو يتفاعل حتى الآن بالحضارتين العلويتين أعنى الحقبة «المسيحية القبطية» أى المصرية ثم رقائق مرحلة «الإسلام المصرى» وهذه هى الأعمدة الأربعة التاريخية.كما يتأثر المصرى كذلك بالمكان فمصر هى «قلب الأمة العربية» ويتكلم العربية منذ أكثر من ألف عام ثم هو مطل على البحر المتوسط فتفاعل مع حضاراته عبر التاريخ والجغرافيا وهذا هو العمود السادس أما العمود السابع فهو إنتماء مصر لإفريقيا وهو إنتماء مهم يخص أيضا مستقبل مصر وهذه هى الأعمدة الثلاثة جغرافيا وهذا هو سر تفرد «الشخصية المصرية ».
عاصرت فترة حكم جمال عبد الناصر والسادات ومبارك فما الفرق بينهم؟
لا أعتقد أن هناك إختلافات كبيرة بين الفترات الثلاث وأن نظام الحكم يتم الحكم عليه من خلال شخصية الرئيس ولكن فى العموم أرى أن السياسات التى كان يمارسها أى رئيس جمهورية منهم لا تختلف عن الآخر فكلهم يجتمعون فى خط مسلسل ومستمر وفى مراحل متتالية أى لم تحدث تغييرات جذرية فى السياسات .
وكيف ترى تعاملهم مع ملف الأقباط؟
كل رئيس جمهورية حر يدير مصر «عمال وفلاحين وأغنياء وفقراء» بطريقته ، فالرئيس الذي لديه فهم ويتعامل مع الفئات الشعبية والمثقفين قادر علي أن يوجد انسجاما مصريا وطنيا بقيادة المثقفين وبمساهمة العمال والفلاحين، علاوة علي أن رئيس الجمهورية هو رئيس المصريين ، ولكن ارفض أن يقوم رئيس الجمهورية بتقسيم مصر إلي جزءين جزء أقباط وجزء مسلمين فمصر كلها مصريون، وأرفض التفرقة بين الشعب المصري علي أساس ديني فالدين مسألة شخصية ويجب فصل الدين عن السياسة، وأنا طوال سنوات عمري مررت بعصور كثيرة في مصر وعاصرت الفترة الحالية ، كما كان حزب الوفد الحزب الكبير في مصر عام 1919 وهو الذي دعي الأقباط لدخول حزب الوفد، ليصبح الوفد حزب الأقباط ، وهذه مسالة لها جذور تاريخية ثم تطورت الأحداث وأصبح الإخوان المسلمين هم التيار السياسي الاقوي في مصر .
ولماذا لم تنضم لحزب الوفد برغم أنك عضو مؤسس فى التجمع؟
بعد مرور كل هذه السنوات فأنا أشعر بالندم لأننى لم أنضم للوفد ولم أصبح من قياداته.
ولماذا لم تصبح من قيادات حزب التجمع؟
بعد تأسيسة فضلت العمل العام والتعبير عن قضايا الرأى العام بعيدا عن النشاط الحزبى.
وما تقييمك لإتفاقية كامب ديفيد التى وقعها السادات مع إسرائيل؟
المصريون حققوا إنتصارا مفزعا وتم تحقيق السلام أى ان الانتصار كان له مردود إيجابى ولكن إتمام هذه الإتفاقية بمعزل عن أطراف عربية أخرى أدى بنا إلى هذا الوضع والصورة الإقليمية بعد 35 عاما وإنعزال مصر من خلال إتفاقية كامب ديفيد عن مجتمعها العربى وأدى بالمجتمع العربى لما هو عليه أى أدى لانعزال مصر عربيا ثم إفريقيا بعنف .كامب ديفيد أدت إلى أحادية الإنتماء الإسلامى لمصر تدعيما لأحادية الإنتماء اليهودى لإسرائيل.وتقييم كامب ديفيد بعد هذه الفترة نجد أن الزمن إستخلص نتائجه وتحتاج إلى تقييم وقراءة وما كنا نتوقعه ونخاف منه هو اللعب على أساس التفوق العسكرى الإسرائيلى وفرض نفسه حتى فى السلام مستقبليا والمجتمع الإسرائيلى نفسه مازال يرفض السلام خوفا من الإنفتاح على الثقافة المصرية.ومن هنا فهو فى حالة عداء مستمر فإما يتغلب طرف على آخر وفى هذه الحالة سيتغلب العربى على الإسرائيلى وإما أن يذوب هذا الكيان فى المجتمع والثقافة العربية والمصرية.
وما أسباب سقوط نظام مبارك السريع؟
نظام مبارك لم يستطع التواؤم مع التغيرات التى حدثت فى المجتمع ... والمجتمع المصرى يتبع نظام حكم ومن المفترض أن يكون قابلا للتغيير فكان يمكنه تغيير النظام ليتناسب مع الوضع الجديد وهذه التغيرات أدت إلى تعديلات فى نظام الحكم .
تنبأت بحدوث ثورة فى ظل قوة النظام. لماذا توقعت ذلك ؟
أنا أملك رؤية خاصة فى تتبع التغيرات السياسية ولاحظت كيف أن التغيرات التى تتبعها الحكومة تؤدى إلى التغير فى الواقع المصرى.
ومن وجهة نظرك كيف يتحقق الإصلاح السياسى؟
الإصلاح السياسى فى مصر لن يتحقق لأنه ليس هناك توجه لتغيير الواقع السياسى فى مصر.الواقع المصرى مترهل وبالتالى غير قابل أن يتغير تغيرات كبيرة تؤدى إلى تحرر فى المجتمع لذا فإن المجتمع المصرى لن يتحرك سياسيا بالقدر الكافى.
هل عرض عليك أن تصبح وزير للإسكان أم لم يكن طموحك أن تصل لهذا الكرسى؟
لم يعرض على ولم يكن من طموحاتى وإنما الرغبة فى أن أساهم فى الحركة السياسية.
لك مؤلفات كثيرة تتناول المشكلة السكانية مثل «أريد مسكنا», «والإسكان والسياسة», و«مصيدة الإسكان» دراسات وأوراق عمل حول قضايا الإسكان فى مصر حاجة الإنسان العربى إلى الإسكان» فكيف نواجه مشاكل الإسكان؟
كان عندنا مشكلة بناء مساكن ونتركها بلا سكان وهذه المشكلة وقعت فيها أمريكا أيضا وحدثت الأزمة العقارية الأمريكية وتم وضع دراسة للإسكان عام 78 عن مشكلة الإسكان والعشوائيات وقوانين الإسكان فى الريف والحضر وخريطة التوزيع السكانى ووضع خطة للتنمية فى الدولة . والعشوائيات زادت بعدما سكن المصريون «العشش».أما كتاب «الإسكان والسياسة» وكان لدينا قضية الإسكان ومواد البناء والعمالة وهذا الوضع لتحديث السياسة السكانية فى زمن لاحق وتوزيع الشقق لحساب الانتخابات. سبب الأزمة أن سكان مصر ليسوا قادرين علي إيجاد مسكن يتناسب مع دخولهم خاصة مع ارتفاع أسعار المساكن فيطروا للسكن في العشش والعشوائيات والتي تتناسب مع دخولهم مما زاد المناطق العشوائية
ألا ترى أن الزيادة السكانية من أهم أسباب مشاكل الإسكان؟
لنرى تجربة الصين وتعدادها السكانى الأكبر فى العالم مليار و400 ألف وعندهم مشاكل وأزمات مثل المواصلات والمرور والتموين وكيف تم حل هذه المشكلة فكيف نعجز عن علاج قضايا النمو فهذا يعتبر عجز فى الفكر والمشكلة ليست فى النمو وأنا أشبهها كيف نوقف نمو أبناءك لأنك لا تستطيع شراء ملابس أكبر تناسب سنهم ؟
وأرى أن مشكلة الإسكان هى تلبية مطالب طبيعية وأنا دائما اردد المقولة «لاوطن بلا أرض ولا مواطنة بلا مسكن» فقضية الإسكان والقضاء على العشوائيات لابد من علاجها وبالتبعية ذلك يحد من مشاكل التطرف وارتفاع نسبة الجريمة وتوفير المواصلات والتوزيع السكانى المناسب وبناء المجتمعات المناسبة فى الأماكن المناسبة وبناء المجتمع والنشء لعلاج قضايا المجتمع . فقضية السكن تحتاج لمعالجات مدروسة تساهم فى تنمية المجتمع بأكمله وخاصة أن مجتمع العشوائيات غير مستقر وغير منظم ويفرض قواعده وتنظيماته الداخلية والتى تتفادى التعامل مع أجهزة الدولة وحين ينشب أى مشكلة داخل مجتمع العشوائيات نجد جهاز الشرطة يقف متفرجا وكأنها لا تخص بقية المجتمع.ومن الخطأ علاج مشكلة العشوائيات ليست أمنية ولكنها مجتمعية ثقافية تنموية.
وماذا عن تجربة اعتقالك - وخروجك منها أكثر رغبة في الإصلاح الديني والسياسي والاجتماعي؟
كانت تجربة السجن تجربة هزيلة جدا لأني اعتقلت في ظروف تعيسة وقتها ثم وجدت نفسي شخصية عامة وموضع تقدير من الصحافة فتغيرت حياتي وانتقلت من مهنة التدريس بكلية الهندسة إلي مهنة الصحافة .
-بصفتك رئيسا فخريا مدى الحياة لجمعية التوفيق القبطية التى تأسست عام 1891 هل مازالت هناك مشاكل للأقباط فى مصر؟
هذه جمعية عريقة لها دور سياسى ولكن هناك تراكم للمشكلات وأنا طوال عمرى أهتم بمشاكل الأقباط والمسلمين وعلاقتهم الجيدة وتاريخهم الممتد ومستقبلهم الأفضل وتميزهم الفريد وما يخص المشاكل القانونية والمجتمعية. فالمشاكل انفجرت لأنها تراكمت ولم تحل.. مشاكل الأقباط موجودة فى الشارع بوضوح وتحتاج إلى العلاج ولا تحتاج إلى إصدار قوانين. والمشاكل الطائفية موجودة باستمرار لأن الموضوع مرتبط بأغلبية وأقلية وأغلبية الأقباط لا يستطيعون أن يصبحوا أغلبية داخل الأقباط ولا يستطيعون أن يصبحوا مجموعة كبيرة ولكن يجب أن يظلوا أقلية موجودة ومتواترة فلا يحدث تعصب . هذا الأمر كان يشغلني لسنوات طويلة ذلك لان مصر دخلت بها المسيحية في منتصف القرن الأول الميلادي ودخل بها الإسلام في منتصف القرن الأول الهجري وتعايشت المسيحية مع الإسلام 14 قرنا من الزمان ومن ثم تكونت المودة الطبيعية بين الأقباط والمسلمين ، والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين جيدة إلي ابعد الحدود.
هناك توجه لإصدار قانون دور العبادة الموحد فهل يمكنه أن يحل مشاكل الأقباط؟
نحن نحتاج لقانون لمقاومة التمييز ويجب أن ننمى هذا الفكر فى المجتمع لنشر ثقافته وهذا القانون يقضى على التمييز فى كل شىء سواء على أساس اللون أو العرق أو الدين أو الجنس وأن تصبح مبادىء عامة للمجتمع يجب أن يتشبع بها.ومقاومة التمييز بدأ فى المجتمعات المتقدمة لأنها شعرت أن التمييز لا يؤدى إلا إلى تخلفها وتأخرها.كما أن مقاومة التمييز يعمل على خروج الكفاءات وإعتبار أن مفاهيم الكفاءات والعطاء للعمل والتفانى فيه تمييزا على أساس معايير مختلفة مثل الإبداع والابتكار .
وما رأيك فيما يتردد أن الفتنة الطائفية المسئول عنها النظام السابق كما صرح الكثيرون وليظهر النظام على أنه راعى الفئات المهمشة والأقليات؟
الأقباط شاركوا في الحركة الوطنية سنة 1919 تحت شعار «الدين لله والوطن للجميع» ، وشاركوا مع حزب الوفد منذ الثورة وحتى اليوم ، ومن ثم أصبح الأقباط مساهمين في الحركة الوطنية طوال هذه السنوات ، ولا توجد أي صعوبة لدي الأقباط في ان يتعاملوا ويشاركوا في الأعمال السياسية والثقافية في مصر وهذه المقولة شماعة يضعونها ليبرروا أخطاءهم وما فعلته الأنظمة السابقة هو ما فعله المجتمع ولا تتوقعى أن الأنظمة المستقبلية يمكنها إحداث تغيير فى المجتمع ومازالت الحلول التى تضعها الحكومة غير كافية.
من ترشحه الرئيس القادم لمصر؟
عمرو موسى فرصته قوية ويصلح لهذا المنصب ويجب ان يكون الرئيس القادم شخصية متكاملة ومرنة وأن يكون مر بمناصب أثبت فيها قدراته على حل المشكلات حتى يستطيع تسيير أحوال البلد.
وأيهما تفضل النظام الرئاسى أم البرلمانى؟
أعتقد أننا فى هذه المرحلة نحتاج للنظام الرئاسى حتى يستطيع السيطرة على الأمور وتسيير أحوال البلد حتى تستقر الأمور .
أو البرلمانى الرئاسى لأن الرئاسى لديه سلطات تسمح له بتسيير الأمور ونحن فى هذه المرحلة نحتاج لفرعون يحكمنا وأنا مع الرأى الذى يطالب المجلس العسكرى بالاستمرار لفترة حتى تنشىء الأحزاب وتستقر الأمور ثم يسلم الحكم أى التسلسل التدريجى البطىء فى نقل السلطة وقد تستغرق عامين أو ثلاثة أى تتم بطريقة سلسلة وبدون عنف.
ما هى أسباب اهتمامك بالشأن السودانى؟
لدينا علاقات قديمة مع السودان وأنا مهتم بأن وجود السودان مرتبط بمصر وهذا يكون تقوية للعلاقات بين مصر والسودان و يصبحوا وحدة واحدة ولو أصبحنا وحدة واحدة سنكون أقوياء جدا وسنصبح دولة كبيرة جدا .وحزنت جدا لتقسيم السودان شمالا وجنوبا لأنه عندما يكون الشمال والجنوب مكملين لبعضهم البعض واقتصادهم مستمر ومتوازن وينموا معا..
وماذا عن فترة وجودك فى مجلس الشعب من عام 84 وحتى 87؟
دخلت المجلس بالتعيين وكانت مدة بسيطة ورأست خلالها لجنة الإسكان ولم أستطع وضع خطط سياسية تؤدى إلى رسم خطة إسكان كبيرة .
ومتى تسترد مصر ريادتها فى المنطقة؟
لابد أن تظل مصر دولة قائدة فى الشرق الأوسط ومصر 80 مليون أكبر دولة عربية فلابد أن تقود الشرق الأوسط كما ان بها أكبر عدد من المتعلمين والمثقفين ويمكن على مدار 15 عاما أن تصبح قائدة للشرق الأوسط ولكن التغيير يتطلب أفكار جديدة وفكرا جديدا.
صرحت قبل الثورة بحوالى عام وقلت أن الحزب الوطنى سيقوم بتزوير الانتخابات فلماذا كان هذا التشاؤم؟
كان عندى ذكاء ودائما أفكر فى حركة السياسة وكنت أتوقع كثيرا مما حدث.
صرحتم بأن الإخوان أقوى تيار سياسى فكيف يمكن للإخوان الوصول للسلطة فى مصر؟
لا ليست فترة الإخوان والإخوان لا يمكن أن يحتلوا مصر وإذا احتلوا مصر لن يتركوها وأعتقد أن هذه مسألة غير ممكنة فلا يمكن أن نصبح دولة إسلامية والفرق العددى يؤكد ذلك فالأقباط جزءا من مصر وليسوا أقلية يجلسون بمفردهم منعزلين وهم يوجدون بكثرة فى حى شبرا ولكنهم منتشرون فى كل مصر فالأقباط لا يفضلون التكتل في مكان واحد ولكن يظلون منتشرين فى أماكن كثيرة .والأقباط لا يفكرون فى إنشاء حزب لأنهم أذكى من ذلك.
من الأشخاص الذين تعتز بهم وبصداقاتهم؟
لى دائرة علاقات متسعة وكان لى صلات أصدقاء بالكتاب الكبار مثل يوسف إدريس ونجيب محفوظ وعبد الوهاب مطاوع كما كانت تربطنى علاقات أسرية وصداقة مع الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل وبحكم عضويتى لاتحاد كتاب مصر. كما كان لدى مجموعة كبيرة من الأصدقاء والمعارف من الكتاب والحياة العامة ورجال الفكر والسياسة والهندسة فكان لى صلات كبيرة ومتعددة مع العديد من الشخصيات. الدكتور خير الدين حسيب مدير مركز دراسات الوحدة العربية هو شخصية عامة بارزة أو فاعلة على الساحة العربية ولكنه معروف وصديق لمعظم إن لم يكن لكل مفكري وكتاب العالم العربي على كافة توجهاتهم وتصنيفاتهم الفكرية من اليسار والليبراليين إلي الإسلاميين والأكاديميين كلهم يحبونه و يحترمونه و يثمنون إصراره على فكرة «الوحدة» على قدرته على التنظيم و بلورة و صياغة الأفكار وتعرفت عليه من سنوات طويلة أتصور أنها تعود إلي عام 1983 عندما رغب في عقد ندوة عن «الديمقراطية» في العالم العربي و لم تقبل وقتها أي دولة عربية أن تستضيف «الديمقراطية» و بالفعل عقدت بمدينة ليماسول في قبرص وكان من نتيجة هذا اللقاء أن أنشئت «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» وكان أول رئيس لها هو شيخنا الراحل فتحي رضوان.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.