مدبولى: مهتمون بمجال ريادة الأعمال لأهميته في تسريع النمو الاقتصادي وتحقيق رؤية 2030    القيادة المركزية الأمريكية: الحوثيون ضربوا بصاروخ ناقلة نفط ترفع علم بنما    مراسل "إكسترا نيوز": الاحتلال دمر 1400 منزل مزدحم بالسكان فى رفح الفلسطينية    مرموش يسجل وينهي موسم فرانكفورت بتعادل مع لايبزج.. وتوخيل يودع بايرن بخسارة برباعية    وزير التعليم ومحافظ بورسعيد يعقدان اجتماعا مع القيادات التعليمية بالمحافظة    لافروف: روسيا منفتحة على الحوار مع الغرب بشأن الاستقرار الاستراتيجي    متحدث فتح: نتنياهو لا يريد حلا.. وكل من يقف جانب الاحتلال سيلوث يده بدماء الأبرياء    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    من هو أفضل كابتن للجولة الأخيرة من فانتازي الدوري الإنجليزي؟.. الخبراء يجيبون    تعليم الدقهلية تكشف تفاصيل متابعة سير امتحانات الشهادة الإعدادية    كان مقدسًا عند الفراعنة.. عرض تمثال ل"طائر أبو المنجل" فى متحف شرم الشيخ (صور)    19 صورة لاكتشاف نهر بجوار الهرم الأكبر.. كيف بنى المصريون القدماء حضارتهم    عزة مصطفى: عادل إمام شخصية وطنية.. وكل الشرائح العمرية تحب أعماله    الوالدان يستحقان معاملة خاصة.. الأزهر يناقش حقوق كبار السن بملتقى المرأة الأسبوعي    «الصحة» توجه نصائح هامة لمرضى الجيوب الأنفية للحماية من التقلبات الجوية    بالخطوات.. طريقة الحصول على نتيجة الشهادة الابتدائية 2024    كوكا يقود تشكيل ألانيا أمام سامسون سبور في الدوري التركي    رسميًا.. إشبيلية يعلن رحيل مدربه بنهاية الموسم    وزير التعليم: لدينا 46 ألفًا و994 طفلًا من ذوي الهمم.. و159 ألفًا و825 بمدارس الدمج    مذكرة قواعد اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي 2024.. لا يخرج عنها الامتحان    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم توكتوك مع ميكروباص في المنيا    مواعيد القطارات المكيفة والروسى على خط القاهرة - الإسكندرية والعكس    أخبار مصر.. غدا طقس شديد الحرارة ورياح والعظمى بالقاهرة 38 درجة    «معلومات الوزراء» يعلن أجندة وبرنامج عمل مؤتمره العلمي السنوي بالتعاون مع جامعة القاهرة    حصاد تريزيجيه مع طرابزون قبل مواجهة إسطنبول باشاك شهير فى الدوري التركي    برج الثور.. حظك اليوم السبت 18 مايو: عبر عن أفكارك    تاني تاني.. تغيير جلد ل غادة عبد الرازق وأحمد آدم    المعارضة الإسرائيلية: على جانتس الاستقالة اليوم    الحكومة تعتزم تطوير فندق النيل "ريتزكارلتون" بميدان التحرير لزيادة العائد    كيف يمكن أن تساعد بذور الحلبة فى إدارة مستويات السكر بالدم؟    العلاج على نفقة الدولة.. صحة دمياط تقدم الدعم الطبي ل 1797 مواطن    معلومات عن متحور كورونا الجديد FLiRT .. انتشر أواخر الربيع فما أعراضه؟    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    هل مواقيت الحج والعمرة ثابتة بالنص أم بالاجتهاد؟ فتوى البحوث الإسلامية تجيب    وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    نجم الترجي السابق ل «المصري اليوم»: إمام عاشور قادر على قلب الطاولة في أي وقت    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    رئيس جامعة بنها يتفقد الامتحانات بكليتي الحقوق والعلاج الطبيعي    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وُصف بالأسطورة.. كيف تفاعل لاعبو أرسنال مع إعلان رحيل النني؟    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    بالفستان الأحمر.. هانا الزاهد وعبير صبري في زفاف ريم سامي | فيديو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترزية الديمقراطية تم إغلاق دكاكينهم السياسي والناقد الكبير د.عبد المنعم تليمه في حديثه للأخبار :
لا يوجد متحدث رسمي باسم الإسلام والأديان لا تعطي توكيلات لأحد
نشر في الأخبار يوم 26 - 04 - 2011

قلت للسادات في بيته: قوانينك مقيدة للحريات.. ومبارك ضحك حين أخبرته بترشحي للرئاسة
المشكلة في مصر ليست في الإعلام أوالتعليم والصحة المشكلة في عدم وجود الإدارة الرشيدة ..!
نقدي لثوار يناير استعجالهم المجلس العسكري وتبسيط المشكلات واشتمامي لرائحة شماتة
»خالتي صفية والدير« ..و»عمارة يعقوبيان« و»الفراشة« تنبأت بما حدث في يناير
في حوار الأخبار مع د.عبد المنعم تليمة السياسي الماركسي القديم والناقد الكبير أستاذ التفسير بجامعة "اوساكا"باليابان والجامعات المصرية..سألناه عن تشكيك البعض في ان ما حدث يوم 25 يناير لا تنطبق عليه معايير الثورة من الناحية العلمية..وكيف ينظر المؤرخ والسياسي لما جري في 25يناير وكيف يفسره..؟! ثم سألناه كأستاذ للتفسير عمن يتحدث باسم الله من الجماعات المختلفة بداية من الإخوان المسلمين والجماعات السلفية..ولماذا معاداة الجماعات السلفية والإخوان المسلمين والعديد من الأسئلة التي واجهناه بها وأجاب عليها
...................................................................؟
أظن أن المؤرخ سيقف طويلا أمام ثورة يناير 2011 وبين يديه العديد من الحقائق الموضوعية للحكم عليها من أهمها أو في صدارتها ثلاث حقائق أولها: أن هذا الحدث التاريخي الكبير "ثورة شعبية"بالمعايير المعتمدة والموازين المنضبطة.. فقد احتوت هذه الثورة القائمة الدائمة كل المطالب الفئوية والمصالح الطبقية وتجاوزتها إلي أفق التغيير الجذري وإلي قاعدة إدارة البلاد: ((الشعب يريد إسقاط النظام)).
ثانيها: هذه الثورة حققت المصالحة الوطنية العظمي والمحاورة الفكرية المسئولة.. فعقدت التحالفات وأقامت التآلفات والتزمت بطريقة التطور الديمقراطي السلمي: ((سلمية سلمية)).. ها هنا إيمان متحقق بالتعددية في وعاء وحدوي.. التعدد بغير نهاية في الأحزاب والقوي والاتجاهات والمدارس والمذاهب..والوحدة الجامعة لكل من تقله أرض مصر وتظله سماؤها.. تعدد يمنح الوحدة روافدها ووحدة تمنح التعدد الوقاية والحماية.. تعددية شعبية في وحدة وطنية.
ثالثها: إيمان طلائع الثورة الشبابية بقيادة العلم وتأخذ بتطبيقاته "التكنولوجية" وبخاصة ثورة تقنيات الاتصال والتوصيل وتدفق المعلومات في اتجاه مجتمع المعرفة الذي يمهد لمستقبل آت: مجتمع عصري علي ارض مصر وجماعة بشرية مصرية في قلب العالم بين جماعة بشرية ساعية إلي التحاور بين كافة الأبنية القومية والحضارية والثقافية وبين كافة الأديان والعقائد والمذاهب والملل والنحل في مناخ من حركة شعبية ديمقراطية عالمية تتسع وتكتسب أرضا جديدة كل يوم.
ديمقراطية تفصيل
.........................................؟
لا نستطيع تفسير ما حدث في 25يناير إلا من خلال محاولة عودة المصريين مرة أخري للدخول في العصور الحديثة ليستأنفوا مبادرتهم في التاريخ الانساني وريادتهم للتاريخ الحضاري مرة أخري.. فقد أنجزوا في القرن التاسع عشر انجازات في التأسيس والتأصيل والتفكير والتعبير ما وقف عنده طويلا علماء الحضارة وفلاسفة التاريخ حتي صارت النهضة المصرية مثلا فذا في التاريخ الحديث والمعاصر.. وللمصريين منذ بواكير نهضتهم في التاريخ الحديث- معارك فاصلة مشهودة في منازلة الاستبداد الأجنبي وهي المعارك التي تبدت فيها وحدتهم في أعلي مدارجها.. وهي معاركها ضد الديكتاتورية التي استندت إلي تراث هائل من حكم الفرد المطلق من ناحية وإلي تشرذم القوي الوطنية من ناحية ثانية.. من ها هنا كانت الدعوة إلي جبهة تضم القوي الأربع ((الليبرالية والاشتراكية والإسلامية والقومية)) لتصفية الاستبداد وتأسيس مجتمع التوافق الشعبي العصري المنتج للديمقراطية علي أرض مصر.. ولقد هيأت ثورة يناير 2011 القائمة الدائمة الظروف الصالحة لتحقيق هذه الجبهة الديمقراطية المتحدة وعاء تنظيميا فذا لتصفية الاستبداد وإقامة المجتمع العصري المصري.
.........................................؟
لم يعد ممكنا عزل أي تيار فكري ولا حتي هذه التيارات الظلامية السلفية بعد الآن.. لكني أؤكد أن التيارات الظلامية ستموت إذا خرجت للنور.. فبعد ثورة 25يناير التعامل مع الفكر يكون بالفكر لا بالعزل أو الاخفاء إنها الديمقراطية يا سيدي تسمح بظهور التيارات المناهضة قبل المؤيدة.. وفي ظل الديمقراطية القرار للشعب يسمح ويمنع بقوة القانون وبقوة الحجة والإقناع.. لا فرض ولا وصايا علي الشعب جميع التيارات والأفكار لابد لها من مكان علي الساحة.. من يريد أخفاء أو عزل فكر بالقوة يعني يريد ديمقراطية تفصيل ولا يوجد مثل هذا النوع من الديمقراطية..!
وترزية الديمقراطية تم إغلاق دكاكينهم بعد "25يناير" بقوة القانون.. وانتهي عصر الديمقراطية الديكورية بغير رجعة.. الديمقراطية نظام يسمح بظهور كل التيارات وليس فيه عمل فكري يتم في الخفاء.. وعلي مستوي العالم جربنا حبس الفكر وكانت المصيبة الكبري أن الأفكار المجنونة غير العقلانية تقوي وتشتد في ظل العزل السياسي والإخفاء بالقوة بل تكاد الأفكار المجنونة تجد تعاطفا جماهيريا وهي تعمل في الخفاء.. وحين سمح لها بالظهور بأن تهافتها وماتت بالصدمة الحضارية.
.........................................؟
الجماعات الإسلامية المسلحة فشلت في إنهاء الحكم الديكتاتوري لأنها غيبت عقلها وعملت تحت أكليشيهات محفوظة بعيدا عن مطالب الجماهير الحقيقية فلم تجد تآزرا من الشعب.. الجيل الجديد أحس بما يريده الناس من حرية وعدل وكرامة فالتحمت معهم الجماهير متعاطفة مع شعارهم العبقري الذي بهر العالم" سلمية.. سلمية".. وأري ان ما حدث يوم 25 يناير في جوهره هو دفاع المصريين عن وحدتهم ضد النزاعات الطائفية التي غزاها النظام الديكتاتوري.. هذه الوحدة هي التي منحت الجماعة المصرية الاستقرار اللازم للنظر في كافة الصلات والعلاقات في المجتمع والتاريخ والكون وصاغت وقدمت أقدم بنية فكرية وأبدعت حضارة هي الأقدم والابقي في التاريخ.. وثقافة تبدت في الأعمال الخالدة.. البنية المصرية الفريدة صارت مهدا لكافة العقائد ووعاء حافظا للأديان الثلاثة -اليهودية والمسيحية والإسلام- وإطارا للمراحل الثلاث التي شكلت التاريخ المصري.. المصرية القديمة والقبطية والعربية والإسلامية.. هيأت البنية الحضارية الثقافية للجماعة المصرية أن يكون لهم المبادرة في التاريخ الانساني والتاريخ الفاعل علي مدي العصور.
.........................................؟
الشعب سوف يضحك علي هذه التيارات وشعاراتها المرتدية عباءة الدين وتتحدث باسم الله خاصة بعد السماح لهم بالظهور في النور وعرض برامجهم المتهافتة.. وكلنا نعرف انه لا يوجد متحدث رسمي باسم الله في الإسلام ولا في أي دين آخر..!
وأنا أستاذ التفسير بالجامعات المصرية منذ أكثر من أربعين عاما ولا يزايد علي احد.. واعرف انه لا توكيل رسميا باسم الدين لأحد.. والصلة بين السماء والأرض انتهت بموت الرسول الكريم..!
وحاليا نحن نتحدث عما فهمناه في الدين وليس بالضرورة ما فهمناه يكون صحيحا.. من هنا لا يمكن التحدث باسم الدين أو باسم الله.. نحن نتحدث عما اجتهدنا في فهمه عن الدين.. ولا مستقبل لمن يخلط ما فهمه في الدين بالسياسة.. يعني لا مستقبل لجماعات الإخوان أو السلفيين..!
ثم الإخوان يعملون منذ سنة 28 ولم يحركوا ساكنا في مصر ولم نر لهم تجليات علي السياسة المصرية.. ولو قارناهم بطليعة شباب يناير شباب التكنولوجيا والعلم وما أنجزوه نجد هؤلاء الشباب قاموا بما لم يستطعه الإخوان.. لان الإخوان يلعبون ويصورون أنفسهم ضحايا للأنظمة مع أنهم أكثر جماعة دخلت في صفقات مع الأنظمة المتعاقبة.. لعبوا علي كل الوجوه.. ولذلك ليست لهم أرضية في الشارع.. وأؤكد لك في الانتخابات القادمة في ظل المناخ الديمقراطي لن يحصلوا حتي علي ما حصلوا عليه في 2005 بصفقة مع النظام الديكتاتوري السابق.!
.........................................؟
ابدا..ابدا.. لم توجد الدولة الدينية طوال التاريخ الاسلامي.. ولا حتي في عهد الرسول..وكلنا نذكر قول الرسول الكريم "أنتم اعلم بأمور دنياكم".. ومن يتحدث باسم الدين ويكفر الناس فهو كاذب اشر.. لا سلطة دينية لأحد علي البشر..!
دلني أنت في أي عصر ظهرت الدولة الدينية.. لم يكن للدولة الدينية وجود في التاريخ الاسلامي سوي في خيالهم.. ولم تظهر الدولة الدينية للوجود ولا خمس دقائق.. والتيارات السلفية معزولة ولا تلقي قبولا لدي الشارع..!
هل يرضي حتي رجل الشارع عن هدم الأضرحة أو قتل أبنته أو أخته في الشارع لمجرد ان شعرها بان.. نحن ضد الثنائية والشمولية.. يعني حين يقول مبارك أنا اللي جابني الشعب أقوله أنت كاذب أنت جائت علي ظهر دبابة أنت سليل دكتاتورية يوليو.. والأخر حين يتحدث في الدين ويخلطه بالسياسة باسم الله نقول له أنت كاذب.. أنت تتكلم بوجهة نظرك وليس باسم الله لا يوجد من يتحدث باسم الله بعد انقطاع الوحي.
.........................................؟
هذه التيارات التي ترتدي عباءة الدين من إخوان وسلفية لا تعرف معني السياسة أو الديمقراطيات الحديثة وسلطة الشعب ولا تفهم معني الدولة المدنية الحديثة.. إنها مجموعات غوغائية لا تحمل نسقا فكريا له بنيان يمكن الركون اليه ومعرفته.. إنهم يلقون مجموعة نصائح يظنون أنها تصلح لكل زمان ومكان دون برامج اجتماعية واقتصادية وسياسية تقوم عليها الدولة.. أنهم لا يجيدون غير توزيع الدقيق والسمنة والزيت..!
حين نسألهم عن كيفية إنشاء الجامعات العصرية والبحث العلمي والمجتمعات الحديثة والتعامل مع مستجدات العصر لا يتكلمون.. كل ما يهمهم الاستيلاء علي العقول بطريقة منغلقة ببعض العبارات الرنانة.. أنهم ليسوا أبناء الله.. أنهم أبناء الديكتاتوريات المتتالية من أيام عبد الناصر والسادات حتي مبارك وأبناء سياسات ضرب التيارات بعضها ببعض.. ضرب الماركسيين بمن يرتدون عباءة الدين وهكذا.. الأنظمة الديكتاتورية لا تخلق غير هؤلاء المجموعات الغوغائية التي كانت ترعاها!
.........................................؟
لا تقس مستقبل مصر بما يحدث من رجل الشارع العادي.. فجريمة "قطع ودن" مواطن والمطالبة ببعض الأمور التافهة مثل عدم ولاية الذمي أو حجب المرأة عن الحياة وهدم المزارات الدينية كلها أمور غوغائية من بقايا عصور الديكتاتوريات وكلها أمور إلي زوال وسوف تنتهي بأنوار العقل التي تضيئها ديمقراطية يناير والتعامل معها يتم بالقانون..!
ولا يمكن قياس المجتمع وتقدمه بهذه الحوادث لان رجل الشارع لا يقود المجتمع نحو التطور والتقدم فلا تبتئس بالقياس.. والذي يغير المجتمعات ويدفعها للإمام هم الطليعة.. والطليعة هي التي تقود المجتمع للتطور والتقدم.. ولنا في 25يناير المثل طليعة الشباب قادت المجتمع نحو الوحدة وإزالة عفن الديكتاتورية المتوحشة!
ولماذا نستثار ونتوقف عند الصور السابقة لرجل الشارع.. وننسي ولا نقيس الأمور بما حدث في الشارع المصري وعلي يد الشباب الطليعي في "25 يناير".. ورأينا كيف قادنا الشباب الطليعي وقاد المجتمع لواحدة من أعظم ثورات التاريخ المصري والعالمي ووحد الأمة مرة أخري.. لابد أن ندرك أن رجل الشارع الذي قطع الأذن وحاول حرق كنيسة لايقود المجتمع نحو التقدم ولا يظهر إلا في العصور الديكتاتورية ولا يكسب سوي كراهية الشعب بأفعاله بعيدا عن العقل المتمدن.. ولا يتواجد مثل هذا العقل الجامد إلا في الظلام فقط!..
المهم بالنسبة لنا "طليعة 25يناير" فتية آمنوا بوطنهم وهضموا ما يحدث في العالم وغيروا به وجه مصر.. أجيال الانترنت والفيس بوك والالتحام بالعالم ورؤية الأخر بحق وحقيقي.. هم خريجو جامعات العالم ولم يشعروا بالهزيمة يوما.. نحن أي أجيالنا تعثرنا رغم محاولات نهضة مصر في القرن التاسع عشر والعشرين..!
لا تظلموا الإبداع
.........................................؟
لا لست معك.. ولا تظلم المبدعين وأعمالهم العظيمة.. لأن الأعمال الإبداعية المصرية استشرفت المستقبل.. وأكدت ما يحدث في يناير وتنبأت به.. لكن للأسف لم تتمكن عادة القراءة عندنا من اكتشاف واستشراف هذه الإعمال العظيمة وما أوحت به.. وما كتبه عبد الحكيم قاسم في "المهدي" وكيفية استغلال فقر احد المسيحيين وإجباره علي الدخول للإسلام وكأنه نصر عظيم للإسلام واستخدام الدين في إرهاب الفقير وتحويله عن دينه.. وكأنه يرصد ما كان يحدث أيام ديكتاتورية مبارك..!
ثم عندنا "واحة الغروب" و"خالتي صفية والدير" لبهاء طاهر كأنها تروي ما يحدث الآن في قنا وفي نفس المكان وكأننا نقرأ المستقبل.. وعند محمد سلماوي في "الفراشة" قصة تنبأت ورسمت صورة كاملة لما حدث في 25يناير.. اقرأها وأنت تندهش من هذا العمل العظيم وقراءته للمستقبل القريب.. المشكلة أننا كرهنا القراءة طوال أيام ديكتاتورية مبارك وتعليمه المفجع الذي حول العملية التعليمية إلي عملية تعذيب للطلاب دفعتهم للفرار من القراءة الناقدة والنوم في حضن التعليم التلقيني..!
أنا أتعجب كيف قرأنا "حكايات التاكسي" لخالد الخميسي ولم نفهم ما يريده منها.. أكانت حكايات للتسلية وإضاعة الوقت لا أظن ذلك.. ثم ماكتبه علاء الاسواني في "عمارة يعقوبيان".. أليس تشريحا لدولة الديكتاتورية وللفساد الذي نسمع عنه ورموزه الآن تسكن ليمان طره..!
ثم زخم السيل المنهمر من الكتابات الساخرة التي ملأت الساحة الأدبية علي يد مجموعات الشباب وكان "أسم مصر" القاسم المشترك بينها.. ألم تكن تصرخ وتئن مما نحن فيه والسخرية هي اشد أدوات النقد وتشي بالقادم..!
.........................................؟
طبعا ممكن نقد ثورة 25 يناير وهذا واجبنا الديمقراطي.. ونقدنا لتصحيح المسار.. مثلا أري عند بعض شباب يناير تطرفا في مفهوم الديمقراطية أو ما يمكن أن نطلق عليه "يريدون ديمقراطية علي مقاسهم".. فنجدهم يطالبون بحل الأحزاب القديمة لأنها أحزاب كارتونية في رأيهم.. وهي فكرة غريبة طبعا.. إذا كانوا فعلا يرونها أحزابا كارتونية ولا تمثل الشارع.. فلماذا الخوف منها والإصرار علي حلها.. الناس سوف تنصرف عنها تلقائيا وتنتهي سيرتهم إذا لم يمثلوا الشارع وكانوا كرتونيين.. وانصحهم بسرعة إنشاء أحزاب جديدة تمثل فيهم الرائد.. هيا أسرعوا وخذوا الناس معكم كما حدث في يناير.. ولا تضيعوا الوقت في إهدار طاقاتكم في محاربة الأحزاب القديمة التي ستتهاوي من نفسها إذا لم تقدم للشارع مبررات بقائها!
ثانيا: أري عند ثوار يناير تعجلا في إصدار الإحكام علي رموز الحكم البائد.. ويتعجلون المجلس العسكري في إصدار بعض القرارات والإحكام.. بعضهم يري لابد من إعدام الرئيس السابق مبارك ويرون أن الأمور واضحة انه أمر بقتل المتظاهرين.. كأننا نريد الأخذ بالثأر ولسنا نبني دولة القانون.. لابد من أعطاء فرصة للتحقيقات تأخذ مجراها الطبيعي كما لابد من وجود دفاع للرئيس.. ثم حكم قضائي بعد ذلك حتي لو وصل للإعدام.. المهم عدم استعجال من ارتضوهم لرعاية تنفيذ مطالب الثورة..!
لابد من إعطاء وقت كاف لفهم ما حدث وكيف حدث ومن المتسبب فيه.. ثم مثلا حكاية الحد الأدني للأجور نري تعجلا شديدا في رفع الحد الأدني وكأن المسألة بسيطة وكما يتصورها البعض منهم نأخذ من الأجور العالية التي نسمع عنها ونضعها في خانة الحد الأدني فتحل المشكلة.. المسألة ليست بهذه البساطة هذا لن يحل المشكلة..فلنترك وزير المالية يدرس وهو وزير كفء ومشهود له.. نحن لدينا تقريبا 8 ملايين موظف بالدولة لابد من اخذ ذلك في الاعتبار وتدبير الأموال الكافية.
نحن قد ارتضينا برجالات علي مستوي المسئولية تحملوا المسئولية الجسيمة بعد الثورة فلنترك لهم الوقت.. مثلا د.عصام شرف وأنا اعرفه منذ كان طالبا وهو يتحلي بميزة الصبر وكان متفوقا في دراسته دائما.. وهو واحد من أكفاء رجالات العالم في تخصصه حتي انه الوحيد من خارج أمريكا الحاصل علي أعلي وسام امريكي في تخصصه في هندسة النقل.. ثم وثقنا كعادتنا في المجلس العسكري وهم رجالات من خيرة رجالات مصر وأنا اعرفهم تماما.. وكلنا عرفنا وسمعنا كيف كان المشير طنطاوي الوحيد في وزارة نظيف الذي واجه نظيف في المجلس واتهمه صراحة بأنه يبيع مصر بثمن بخس.
ثالثا اشعر بقدر لا يريح من الشماتة عند بعض ثوار يناير في رجالات العصر الديكتاتوري السابق.. وكأننا نحاول أن نأخذ بالثأر.. لا نريد الإحساس بالشماتة.. نحن أناس متحضرون نريد إعمال القانون في من سرق ونهب وافسد الحياة السياسية وليس الشماتة في أحد.. ومع ذلك المسار الاساسي للثورة وفي أسلوب الثوار الشباب مازال يسير في طريقه السليم.
الحكم الرشيد
.........................................؟
نعم الإعلام والتعليم والصحة بها مشاكل كثيرة وليس هي فقط.. وفي رأيي أن المشكلة الحقيقة تكمن في غياب الإدارة الرشيدة.. وليس في الإعلام والتعليم أو الصحة.. لابد من تدشين الإدارة الرشيدة.. وهي كفيلة بتصحيح مسارات جميع مشكلاتنا.. لا يمكن التعامل الجاد مع المشاكل دون الإدارة الرشيدة بالمعني الواسع لها.. والإدارة الفاسدة هي سبب كل ما عشنا فيه من بلاء..!
السادات ومبارك
.........................................؟
قلت للرئيس السادات في أكتوبر عام 78 "بعد عودته من كامب ديفيد وفي بيته "مصر معوقة بترسانة من القوانين المعطلة للحريات وبيروقراطية عجوز وعاجزة لكنها لن تموت".. وكنا قد دعينا -قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة- علي فنجان شاي إلي منزله بعد حصول السيدة جيهان السادات علي الدكتوراه.. وفوجئنا به اي بالرئيس السادات يدخل علينا وامتد اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات ونصف..
وقلت للرئيس مبارك في احد اللقاءات مع المفكرين التي انتهجها في سنواته الأولي من الحكم أنا أريد أن أرشح نفسي للرئاسة.. وأنا مواطن مصري وأنت رئيس دولة.. فضحك مبارك طويلا.. أو كما يقولون مات من الضحك علي.. قلت له انني أريد أن أخذ حق المصريين ارشح نفسي واخذ صوتي وأنت خد كل أصوات المصريين ومبروك عليك.. أرشح نفسي علشان ارسي حق المصريين في الترشيح مادام المصري تخطي الأربعين وعاقلا من ابوين مصريين.. ويبقي سجلت حق المصريين في الترشح..!
.........................................؟
كلمتي للشباب فأناشدهم الإصرار والاستمرار وعندهم كافة الميادين.. دون تعطيل المصالح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة