توافقت أمس القوى والكيانات السياسية والمستقلون المعتصمون فى ميدان التحرير على استمرار الاعتصام بميدان التحرير فيما اختلفت هذه القوى فى وسائل التصعيد وسبل الضغط على حكومة عصام شرف والمجلس العسكرى لاسيما عقب البيان الذى ألقاه اللواء محسن الفنجرى والذى استشعر فيه المعتصمون «بلهجة» استعلاء وتهديد وتحريض واضحة. وتواصلت الدعوات فى الميدان لمليونية اليوم فيما لم يتم الاتفاق بشكل نهائى حول مسمى جمعة »الإنذار الأخير« فى ظل جنوح من الثوار لإتاحة فرصة أكبر من الوقت للحكومة والمجلس العسكرى لتنفيذ كل المطالب مع الاحتفاظ بخيار التصعيد السلمى. وكشفت الاجتماعات التى جرت فجر أمس بين المعتصمين عن اختلافات فى الرؤي، حول وسائل التصعيد السلمى للاعتصام وتفعيل استمراره على مختلف الأصعدة، بينما تم الاتفاق حول مسألة تأمين الميدان لاسيما فى ظل تكرار محاولات دخول البلطجية وحاملى السلاح الأبيض ومروجى المخدرات إلى الميدان. وفى هذا السياق، تمكن المعتصمون من إلقاء القبض على ثلاثة بلطجية حاملين لأسلحة بيضاء وبحوزتهم مواد وأقراص مخدرة وتقييدهم وتسليمهم وسط حراسة مشددة، فى الوقت الذى استمرت فيه المناوشات إلى حد الصدام المباشر بين المعتصمين والباعة الجائلين الذين استمر افتراشهم لطرقات الميدان دون أن يفلح المعتصمون فى اخراجهم. وفى مواجهة الاختلافات التى بدت بوادرها أمس بين القوى السياسية فى الميدان، عقدت هذه القوى 4 اجتماعات استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس تمحورت حول فكرة «توحيد الميدان» من حيث توحيد البيانات والآليات والتحركات والتصعيد والمطالب ووحدة الكلمات المتداولة عبر منصات الميدان، وجاء أحد هذه الاجتماعات بدعوة من الدكتور محمد أبوالغار والدكتور صلاح أبوالفضل والدكتور عبدالجليل مصطفى، وضم عددا من القوى السياسية من بينها اتحاد الثورة وحركة 6 أبريل والجمعية الوطنية للتغيير والعدالة والحرية بهدف زيادة التقارب بين القوى الثورية المعتصمة فى الميدان. وتم خلال الاجتماع الاتفاق على إجراءات تصعيدية منها زيادة الضغط لإقالة النائب العام نظرا لتراجع ثقة الثوار فى عملية سير المحاكمات لرموز النظام السابق، وذلك بتسيير مسيرات من الميدان وحتى نادى القضاة لاستقلال القضاء استجابة لدعوة من شباب القضاة، كما اعتزمت حركة 6 أبريل حشد مسيرات من المناطق الشعبية لميدان التحرير استعدادا لمليونية اليوم وتعريف المواطنين بما يقوم به المعتصمون فى الميدان. كما قامت 6 أبريل كذلك بالتنسيق مع المحافظات التى لم تحدث بها اعتصامات حتى الآن مثل أسوان والبحيرة وغيرهما لدراسة خيار الاعتصام نظرا لنجاعة هذا الخيار فى الضغط على متخذ القرار والحيلولة دون الحيد عن كل مطالب الثورة حتى يكتمل تحقيقها. كما عقد اجتماع مهم ضم الكيانات المستقلة فى الميدان والتى تبلغ نسبتها أكثر من 60% من المعتصمين ضم عددا كبيرا من القوى المستقلة غير المنضوية تحت حزب أو حركة سياسية محددة من بينها جبهة حماة الثورة والائتلاف المستقل لشباب الثورة والحرس الثورى المصرى والمستقلون الأحرار وحركة «مستقلون من أجل مصر» ورقابيون من أجل الفساد. وبحث الاجتماع مقترحا تقدم به الدكتور حسين السبيرى منسق الائتلاف المستقل لشباب الثورة لتوحيد موقف القوى المستقلة فى الميدان بتشكيل المجلس الأعلى للثورة المصرية ليضم أصوات المستقلين التى رغم ارتفاع أعدادها فإنها ظلت غير مؤثرة نظرا لقوة تأثير الكيانات السياسية المنظمة على مجرى الاعتصام ومساره وتطوره. وسيضم «المجلس الأعلى للثورة المصرية» الكيانات المستقلة التى شاركت فى الاجتماع بجانب عدد كبير من المستقلين الذين أغفلت أصواتهم. ومن ناحية أخرى أعلنت وزارة الصحة عن قيامها بتوفير سيارات إسعاف مزودة بطاقم طبى من مستشفى المنيرة العام لتقديم الخدمة الطبية العاجلة لأى من المعتصمين المضربين عن الطعام بميدان التحرير.