الاحداث التي تجري حولنا في كل بقعة من أرض مصر في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها تؤكد اننا مازلنا نواجه خطر انفجار القنبلة الموقوتة والتي تتمثل في العشوائيات والاحياء الشعبية. وكشفت الاحداث الاخيرة بعد ثورة52 يناير اذكاء نار الفتنة الطائفية باستغلال هذه البؤر العشوائية فحادث اطفيح وقبله العمرانية وبعده امبابة واحداث عين شمس والزيتون ومنشأة ناصر تؤكد أن هذه المناطق الشعبية وما تضمنته من بؤر عشوائية هي موقع خصب لاشعال الفتن فهناك اكثر من0221 منطقة عشوائية بمختلف انحاء الجمهورية يقطن بها نحو02 مليون مواطن يعيشون حياة غير آدمية فمعظمهم يعيش تحت خط الفقر. ودقت دراسة حديثة ناقوس الخطر لهذه البؤر العشوائية واستخدامها لاحداث الفتنة الطائفية بين عنصري الامة من مسلمين ومسيحيين. هذه البؤر العشوائية والاهمال المتعمد لها من الحكومة هي ارض خصبة لنيران الفتنة التي احرقت كنائس امبابة وصول ولاننسي البداية من احداث الخانكة عام2791 مرورا بأحداث الزاوية الحمراء عام1891 وحتي احداث امبابة عام1102, الكارثة الحقيقية هي ان الدولة مازالت تعالج الاحداث بطريقة خاطئة تماما وتتعامل مع كل حادث بفردية شديدة بدون امعان النظر في معالجة الخلل الذي يؤدي إلي وجود مثل هذه الاحداث. فاستمرار وجود هذه البؤر العشوائية واهمال المناطق الشعبية دون وضع تصور واضح وسليم لاصلاح هذا الخلل ومعالجته علاجا جذريا باعادة النظر في أمر هذه المناطق واعداد دراسة شاملة حول تطويرها عمرانيا واجتماعيا واقتصاديا, وتصحيح احوال ساكنيها ماديا وتعليميا اصلاحا كاملا وعدم الاهتمام بها عمرانيا فقط سيؤدي إلي حدوث كارثة. وبدون حل لمشاكل02 مليون مواطن يقطنون نحو0221 منطقة عشوائية خالية من الخدمات الاساسية فنحن كمن يحرث في الماء وستظل الفتن نائمة توقظ من نومها من وقت لاخر هذا بخلاف انفجار قنبلة العشوائيات في وجه مصر قريبا اثر ثورة الجياع من سكان العشوائيات الذين يكادون لا يجدون قوت يومهم ولا شربة ماء نظيفة تروي عطشهم ولا كرسي في مدرسة لتعليم ابنائهم ولا طبيب يداوي الامهم وجراحهم ولا فناء واسع يمرح فيه اولادهم, فالخطر كل الخطر في هؤلاء, فانزعوا فتيل القنبلة قبل ان تنفجر وتدمر كل شئ من حولها, ونندم حيث لن يجدي الندم. المزيد من مقالات فهمى السيد