مع قرب حلول شهر رمضان وفي المواسم والأعياد تتصاعد أزمة أنابيب البوتاجاز, فتارة تختفي من الأسواق وتارة أخري تجدها بشق الأنفس, فضلا عن جنون أسعارها التي لا يتحملها الفقراء ومشاكل أخري لا حصر لها... لكن الجديد هذا العام أن وزارة التضامن سوف تبدأ تطبيق نظام كوبونات البوتاجاز علي محافظتين هما الأسماعيلية والأقصر الشهر القادم وذلك حتي يتم تقييم التجربة لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها. وعندما نتحدث عن السوق السوداء نجدها تضم2762 مستودعا تابعة للقطاع الخاص يتحكمون فيما يزيد علي85% من حجم سوق أنابيب البوتاجاز ويحددون الأسعار وفقا لكل منطقة ويحدث ذلك علنا في ظل غياب كامل للرقابة والأجهزة المعنية. وهنا نتساءل هل ستحل كوبونات البوتاجاز هذه المشكلة التي تزداد يوما بعد يوم؟! هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة. ويؤكد مصدر مسئول بوزارة التضامن الأجتماعي أن هناك لجنة مشكلة من وزارتي البترول والتضامن الاجتماعي لدراسة عمل كوبونات لتوزيع أنابيب البوتاجاز علي البطاقات التموينية حيث سيتم تسليم كوبونات أنابيب البوتاجاز من مكتب التموين التابع له البطاقات, بشرط عدم وجود غاز طبيعي حيث ستحصل كل أسرة مكونة من3 أفراد فأقل علي دفتر به18 كوبونا أي سيكون نصيبها أنبوبة ونصف الانبوبة شهريا أما الأسرة المكونة من4 أفراد فأكثر ستحصل دفتر به24 كوبونا أي سيكون نصيبها2 أنبوبة شهريا. وسوف يتم الحصول علي أنبوبة البوتاجاز من المستودع مقابل خمسة جنيهات فقط لمدير المخزن. ويؤكد الدكتور محرم هلال رئيس جمعية مستثمري العاشر من رمضان في دراسته حول دعم البوتاجاز في مصر أن مشكلة دعم البوتاجاز شائكة وتزداد تعقيدا عاما بعد عام حيث قاربت فاتورة دعم البوتاجاز فقط علي15 مليار جنيه في نهاية عام2011 لذا يجب زيادة الدعم لمن يستحقه لأن الدعم يجب أن يكون للمواطنين غير القادرين وليس للسلعة ويجب أن يكون هناك سعر واحد للسلعة في السوق بتكلفتها الفعلية وهو بالنسبة لأسطوانة البوتاجاز المنزلي خمسون جنيها لكل اسطوانة يتم إعادة تعبئتها كما أن هناك أنشطة غير مرخص لها باستخدام أسطوانات البوتاجاز ولكنها تمثل نزيفا أساسيا لهذه السلعة مثل قمائن الطوب ومزارع الدواجن وورش بئر السلم... ويشير الدكتور محرم هلال إلي أن عدد الأسر في مصر نحو5,17 مليون أسرة وعدد الأسر التي تستخدم الغاز الطبيعي5,4 مليون أسرة بينما الأسر التي تستخدم البوتاجاز13 مليون أسرة. وطبقا لشرائح المجتمع وما أعدته دراسات وزارة التضامن فإن الأسر تحت خط الفقر حوالي12% من حجم المجتمع بينما الشريحة المتوسطة وفوق المتوسطة تبلغ65% من حجم المجتمع وكل موظفي الدولة أما الشريحة القادرة وطبقة الأغنياء حوالي23% من حجم المجتمع, أما عدد الأسطوانات التي يتم تداولها سنويا360 مليون اسطوانة, وحجم الاستخدام المنزلي30 لترا فيصل الي315 مليون اسطوانة بينما حجم الاستخدام التجاري60 لترا يصل إلي45 مليون أسطوانة ولكن تحل هذه المشكلة المعقدة يجب أن يستفيد من الحل كل الأطراف سواء كانت الدولة أو المستهلك أو أصحاب المستودعات أو طبقة السريحة وحلا لمشكلة دعم البوتاجاز في مصر يري الدكتور محرم أنه لابد أن تحصل شريحة ال12% علي37 مليون أسطوانة مجانا وتدفع قيمتها وزارة التضامن علي بطاقة التموين تقول سعدية مصطفي ربة منزل أحاول الحصول علي أنبوبة بوتاجاز منذ ثلاثة أيام, فبعد أن فشلت في الحصول علي أنبوبة من منطقة فيصل اضطررت للحضور إلي بولاق الدكرور حتي أنجح في ذلك ولكنني فوجئت بأن المستودع ينهي التوزيع في الصباح الباكر مما اضطرني الي الذهاب في السادسة صباحا. أما أنوار كمال فتؤكد أنها تعاني أشد المعاناة للحصول علي أنبوبة بوتاجاز... فالأنبوبة إما أن تبحث عنها عدة أيام لتحصل عليها من المستودع بأربعة أو خمسة جنيهات وتحصل عليها في ساعات معدودة. وتؤكد لطيفة عبدالمنعم أنها جاءت من منطقة مصر القديمة إلي المنيل حتي تحصل علي أنبوبة بوتاجاز بعد أن وصل سعرها مع السريحة إلي20 جنيها. وتضيف سها محمد غالبية الأسر في مسكن الزلزال بالمقطم لديهم غاز أما الباقون من السكان فهم يحصلون علي الأنبوبة ب20 جنيها. خاصة في مناطق الزلزال ومساكن الشباب والهضبة الوسطي التي تفتقر إلي الخدمات بالكامل. أما سعيد عبدالفتاح موظف فيطالب بإنشاء منافذ ثابتة في المناطق التي لا توجد فيها مستودعات بوتاجاز لتوفيره في جميع الأوقات أما عبد العزير فاضل فيقول وصل سعر الأنبوبة في إمبابة إلي25 و30 جنيها ولا نجدها احيانا وأنا شخصيا أدفع90 جنيها شهريا لأني أحتاج ثلاثة أنابيب حيث أننا نستهلك أنبوبة كل12 يوما.