متي ينتهي هذا التطوير؟ سؤال دائما مايتردد علي الألسنة في محافظة مطروح, عندما يمر المواطنون هناك علي مستشفيات الحمام وسيوة والعلمين والضبعة والتي بدأ تنفيذ تطويرها منذ عام2009 . ولم ينته حتي الآن بالرغم من أهمية هذه المستشفيات المركزية التي تخدم سكان هذه المدن بالاضافة الي القري والمنتجعات السياحية بالساحل الشمالي التي يزورها اكثر من5 ملايين مصطاف سنويا والتي تعتمد علي تلك المستشفيات في تقديم الخدمات الطبية لروادها وزائريها القادمين اليها من جميع المحافظات. وقد أكد المجلس المحلي لمحافظة مطروح في اجتماعه الأخير الأسبوع الماضي ضرورة تدبير الاعتمادات المالية اللازمة من وزارة الصحة للاسراع في الانتهاء من أعمال تطوير تلك المستشفيات وتزويدها بجميع الأجهزة الطبية والمعملية اللازمة لتقديم خدمة طبية متميزة لأبناء المحافظة وزائريها, ولتتواكب المشروعات الصحية بالمحافظة مع التقدم والنهضة السياحية التي تشهدها مطروح والمتمثلة في تشييد العشرات من القري السياحية والمنتجعات والتي هدفها جذب واستقطاب السياح من جميع دول العالم علي مدار العام. والغريب انه بعد ان تم الانتهاء من أول مركز لجراحة القلب والقسطرة التداخلية بمستشفي مطروح العام والذي تم تشييده وتجهيزه بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية لجراحات القلب المفتوح, وبلغت تكلفته الملايين من الجنيهات توقف العمل به تماما منذ اكثر من3 شهور, وكان في بداية العمل به يتم جلب مرضي من الاسكندرية لاجراء جراحات لهم في هذا المركز بالرغم من وجود مرضي للقلب يحتاجون عمليات في القلب من مطروح. والعجيب ايضا أن لجنة من التأمين الصحي بمطروح توجهت لهذا المركز المتخصص في القلب للتعاقد علي تقديم خدماته للمنتفعين بالتأمين الصحي بالمحافظة, فلم تجد أحدا في المركز إلا ممرضة وعاملا واكتشفوا انه لا يوجد أطباء وأن آخر طبيب كان موجودا بالمركز منذ شهر تقريبا! وكانت هذه الواقعة في شهر مايو الماضي, ويقوم حاليا التأمين الصحي بمطروح باحالة مرضي القلب الي مستشفي التأمين الصحي بالاسكندرية. وتعاني حاليا جميع الوحدات الصحية والمستشفيات المركزية والعامة بمطروح, من نقص شديد في الاطباء خاصة في تخصصات المخ والاعصاب والرمد والتخدير وجراحة الأوعية الدموية والعناية المركزة والكلي الصناعية والمسالك البولية وجراحة الأطفال وجراحة التجميل والنفسية والعصبية وجراحة العظام, حيث لا يوجد في معظم المستشفيات عادة هذه التخصصات ماعدا مستشفي مطروح العام التي يوجد بعض هذه التخصصات ومعظم الاطباء الموجودين حاليا في الوحدات الصحية والمستشفيات من الأطباء الجدد الذين ليس لديهم خبرة طبية بالاضافة الي الأطباء المكلفين. وفي نفس السياق تشهد جميع الوحدات الصحية والمستشفيات عجزا شديدا أيضا في عمال النظافة داخل تلك المستشفيات وعمال الأمن, حيث لا توجد اعتمادات للتعاقد مع عمال نظافة جدد بتلك الوحدات والمستشفيات التي تحتاج لأكثر من200عامل نظافة لخدمة أعمال النظافة بها, كما لا يوجد خفراء أو عمال أمن لحماية المنشآت الصحية بالمحافظة بالعدد الذي يسمح بتحقيق هذه الحماية نظرا لعدم وجود درجات تعيين جديدة أو وجود اعتمادات للتعاقد مع تلك الفئة من العمالة. كما يوجد حاليا أيضا عجز في هيئات التمريض علي مستوي المستشفيات والوحدات الصحية, حيث يوجد بالمحافظة 14مستشفي مركزيا وتخصصيا وعاما و44 وحدة صحية بالقري والمدن والواحات التابعة للمحافظة, وبالرغم من وجود مدرسة للتمريض بمطروح إلا أنه يبدو ان عدد الخريجات لا يكفي حاليا لسد النقص في الممرضات بالمستشفيات والوحدات الصحية.