بدأت محكمة جرائم الحرب في كمبوديا التابعة للأمم المتحدة جلسات محاكمة الزعماء الأربعة المتبقيين علي قيد الحياة من حركة الخمير الحمر. . فيما وصف بأعقد قضية منذ محاكمات النازي بعد الحرب العالمية الثانية والأربعة المتهمون هم الايديولوجي لنظام الخمير الحمر نون تشيا, المعروف بالشقيق رقم2, ورئيس الدولة حينذاك خيو سامفان, ووزير الخارجية إينج ساري, وزوجته وزيرة الشئون الاجتماعية إينج ثيريث. ويواجه الأربعة اتهامات بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب, ومجموعة من التهم الأخري التي تردد أنها ارتكبت خلال تولي حكومتهم السلطة في كمبوديا في الفترة بين1975 و1979, غير أن الأربعة ينكرون كافة التهم المنسوبة إليهم. وكان المتهمون الأربعة المتقدمون في العمر, حيث يبلغ أصغرهم من العمر79 عاما, حاضرين في قاعة المحكمة مع بدء الجلسات. وغادر نون شيا, نائب زعيم الخمير الحمر السابق بول بوت, قاعة المحكمة بعد أن أعرب عن عدم ارتياحه بشأن إجراءات ما قبل المحاكمة. كما غادرت اينج ثيريث المحكمة أيضا أثناء الجلسة, لأسباب صحية. وقد سافر مئات الكمبوديين لمشاهدة الأربعة في القفص وقد تم بث أجزاء من المحاكمة علي الهواء مباشرة. وكان المتحدث باسم المحكمة لارس أولسن قد وصف هذه المحاكمة في وقت سابق بأنها تاريخية, وقال: أولئك المتهمون بأنهم القيادة السياسية للبلاد, والمتهمون بإعداد السياسات التي أدت في النهاية إلي ارتكاب جرائم علي مستوي البلاد يخضعون للمحاكمة في النهاية بعد30 عاما من حدوث الجرائم التي تردد ارتكابها. ومن بين المشكلات التي ستواجهها المحكمة هي أعمار المتهمين, حيث أن أكبرهم يبلغ من العمر85 عاما, وجميعهم يعانون من مشكلات صحية متفاوتة, وهناك مخاوف بشأن احتمال وفاة واحد منهم أو أكثر قبل استكمال المحاكمة. ولهذا السبب, تبنت المحكمة قاعدة جديدة تسمح لها بإصدار أحكام الإدانة أو البراءة أثناء سير المحاكمة. وتشير تقديرات المحكمة إلي أن حوالي مليوني شخص لقوا حتفهم أثناء حكم الخمير الحمر الذي استمر أقل من أربعة أعوام, وانتظر الناجون من هذه المذابح هذه المحاكمة طويلا لنظام أباد حوالي ربع سكان كمبوديا. وترتبط تهم الإبادة الجماعة بجرائم قتل فيتناميين ومسلمين.