في اطار المؤتمر الاقليمي الأول حول البرلمانيات كمحرك فعال للتنمية, الذي ينظمه المجلس القومي للمرأة, رأست أمس السيدة سوزان مبارك رئيس المجلس ورئيس حركة المرأة من أجل السلام جلسة خاصة حول المرأة وصنع السلام أعربت خلالها عن أملها في أن يثمر الاجتماع للبرلمانيات في منطقة المتوسط عن مزيد من التعاون لتحقيق السلام والأمن في المنطقة. وأكدت قرينة الرئيس أن قضية السلام ستظل من أهم القضايا المرتبطة بموضوعات تغير المناخ والأزمات الاقتصادية وأزمة الغذاء والبيئة, فغياب السلام يشعر به ضحايا الحروب غير القادرين علي توفير الغذاء لأبنائهم والنساء غير القادرات علي حماية أنفسهن وأسرهن من العنف وعدم الاحساس بالأمان بكل صوره. وأشارت إلي أنه في هذا السياق دعت إلي الاستفادة من فرصة انعقاد المؤتمر بهدف دعم التعاون لإتاحة الفرصة للنساء من أجل صنع السلام من خلال مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط. وأكدت السيدة سوزان مبارك أننا جميعا نعلم أن آلاف السيدات في جميع المجتمعات تتحدي العقبات بشجاعة من أجل تحقيق الأمن والتنمية, وهن الأقدر علي تحديد احتياجات مجتمعاتهن وآمال الأجيال الشابة. وأضافت أنه في وقت الأزمات تقع علي النساء مسئولية توفير سبل الإعاشة لمجتمعاتها من خلال شبكات الأمن الاجتماعي والمقاومة. وأكدت أن هذا هو حال العديد من النساء في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في فلسطين. وأعربت عن تقديرها للنساء اللاتي يعملن من أجل نشر التفاهم وتوفير مستوي جيد من التعليم وتقديم الرعاية الصحية والاجتماعية في الدول التي تعاني الحروب, لهؤلاء النساء اللاتي يعلمن الأجيال القادمة قيمة السلام وتسلحهم بالمعرفة ليكونوا قادة المجتمع لمستقبل أفضل. واستعرضت السيدة قرينة الرئيس أهداف الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام التي أسستها عام2003 وتهدف إلي بناء الروابط مع الشركاء المعنيين بقضية السلام لتوحيد الجهود من أجل تحقيق الهدف المشترك لنشر السلام والأمن الإنساني في مجتمعاتنا. وقالت قرينة الرئيس إننا نعترف من البداية بدور النساء الأساسي في طلب السلام وصنعه والحفاظ عليه. لذلك فنحن نعمل من أجل بناء قدراتهن ونشر رؤيتهن وإسماع أصواتهن في قلب عملية صنع القرار وأمام الرأي العام. وأوضحت أن الحركة تعمل جاهدة للتغلب علي العقبات التي تحول دون وصولها لمستويات صنع القرار, بل ودعمها للمساهمة فيه. وأكدت السيدة سوزان مبارك أن سوء استغلال النساء يعد من أخطر العقبات أمام تمكينهن من القيام بدورهن في صنع السلام, وأضافت أن حركة المرأة من أجل السلام قد ركزت عملها في العامين الماضيين علي مكافحة مشكلة الاتجار بالبشر باعتبارها ظاهرة عالمية تهدد أمن كل الدول باعتبارها إحدي صور العبودية الحديثة التي تنتهك حقوق الإنسان. وأوضحت أن الإحصائيات تشير إلي أن عدد ضحايا هذه التجارة الخطيرة قد بلغ2.4 مليون شخص سنويا وقد بلغت أرباحها32 بليون دولار أمريكي, وأكدت أن الاحصائيات توضح أن كثيرا من الأشخاص الهاربين من ظروف اقتصادية صعبة أو من مناطق صراعات أو عدم وجود فرص عمل يقعون ضحايا للقائمين علي هذه التجارة, مما يؤكد أن غياب الأمن الإنساني يعد أهم أسباب الاتجار بالبشر في العالم. وأشارت إلي أن الحركة قد أطلقت حملة عام2006 بعنوان اوقفوا الاتجار بالبشر الآن من أجل التصدي لهذه الظاهرة. وقد وجهنا هذه الحملة لمجتمع الأعمال للقيام بدوره في التصدي لهذه الممارسات الإجرامية. ودعت السيدة سوزان مبارك البرلمانيات المشاركات في المؤتمر إلي التعاون مع الحركة في هذه الحملة وفي برامج أخري مشتركة. واستعرضت السيدة قرينة الرئيس بعدا آخر تهتم به الحركة الدولية للمرأة من أجل السلام وهو الاستفادة من طاقة الشباب وفكرهم للمشاركة في صنع السلام. وتحدثت السيدة قرينة الرئيس عن برامج دراسة السلام المبنية علي نشر ثقافة السلام بين الأقران من نفس الاعمار التي تمكن قادة شبكة الشباب من نشر مبادئ السلام في المدارس ومراكز الشباب والجامعات, هذا بالإضافة إلي دليل ثقافة السلام باللغة العربية الذي يضم الأنشطة الخاصة بدعم قيم التسامح والاحترام والتعاون والعدل فيما بين الشباب. كما تحدثت عن معهد دراسات السلام, الذراع الأكاديمية لحركة المرأة من أجل السلام, والذي تستضيفه مكتبة الإسكندرية, ويقوم المعهد بتقديم دورات علمية لبناء القدرات حول التنمية والقيادة وحل النزاعات وحقوق الإنسان والاتصال. وأشارت قرينة الرئيس إلي مبادرة السلام الالكترونية التي أطلقتها الحركة بهدف تمكين الشباب من نشر ثقافة السلام من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات, وأضافت أنه من خلال هذه المبادرة نعمل علي رفع الوعي بالاستخدام الآمن للإنترنت. ودعت السيدة سوزان مبارك البرلمانيات المشاركات في المؤتمر إلي الانضمام للحركة كأصدقاء للتعاون من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة, ومن أجل حياة كريمة للمرأة. ويختتم المؤتمر اليوم أعماله ويصدر في ختام جلساته إعلان القاهرة الذي سيضم أهم التوصيات التي خرجت بها مناقشات المؤتمر.