وقفة قوية للمرأة تقودها السيدة سوزان مبارك لتحول دون أن تكون المرأة الأقل تمثيلا فى المراكز القيادية والأضعف صوتا فى المحافل المؤثرة فى صنع القرار بالرغم من الاعتراف بضرورة دعم دورها و قدراتها من أجل سياسات أكثر توازناً وعدالة وتوسيع مشاركتها فى دوائر صنع القرار السياسى. ففى الكلمة التى ألقتها فى الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الإقليمى الأول «البرلمانيات كمحرك فعال» وذلك فى إطار مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط وكان من بين الحضور أيضا د. فتحى سرور رئيس مجلس الشعب وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى ود. فرخندة حسن أمين عام المجلس القومى للمرأة وألينا جاحدوسكافا النائب الأول لرئيس البرلمان التشيكى وجوزفينا توبالى رئيس البرلمان الألبانى. أكدت السيدة الأولى أن مصر كانت من أوائل الدول التى منحت المرأة حقوقها السياسية كاملة فى الانتخابات والترشيح للمجالس النيابية بموجب دستور 1956 وعلقت السيدة سوزان مبارك على قرار جمعية عمومية مجلس الدولة بحرمان المرأة من العمل كقاضية به قائلة: يجب أن نقف وقفة صارمة وواضحة وألا نخشى الكلام أو الحساسية من ردود الأفعال وأرجو أن نكون واعين و«مفتحين» فى الفترة القادمة فكل ما كسبته المرأة يجب أن تستميت فى الدفاع عنه وأن تثبت وجودها وأن تدافع عن حقها الدستورى والقانونى ثم التفتت إلى سرور والشريف وقالت: إن وجود رجلى الشعب والشورى هنا دليل على أن الرجل المستنير يقف إلى جوارنا. وأضافت: إن نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان لا تتفق مع تاريخها وعطائها وقدراتها ولا تستجيب لما تفرضه قضايا العمل الوطنى فى الداخل ومستجدات العلم الجديد من تحديات كبرى، وقد تبنى المجلس انطلاقا من اختصاصه منظورا متكاملا فى هذا الشأن فكان هناك تواصل مستمر مع الأحزاب السياسية وعمل مكثف لتدريب الكوادر البرلمانية من النساء كما جاءت التعديلات التشريعية الأخيرة لضمان حد أدنى لتمثيل المرأة فى البرلمان لتمثل انتصاراً مهما لمسيرة المرأة المصرية على خريطة النشاط السياسى. كما أكدت أن التحدى الحقيقى الذى يواجه المرأة البرلمانية هو الارتقاء بقدراتها فى ممارسة العمل السياسى والانتقال من مرحلة التمثيل فى المجالس التشريعية إلى مرحلة التأثير الفعال من خلال المشاركة فى صنع السياسات العامة ونحن نثق فى قدرة المرأة على إحداث هذا التأثير.. ومن هذا المؤتمر نؤكد أهمية القضية التى يتبناها هذا المؤتمر بشأن المرأة البرلمانية واعتبار دورها التشريعى والرقابى فى البرلمان بمثابة قيمة مضافة وجوهرية للعملية الديمقراطية. وهذا المؤتمر ما هو إلا خطوة جديدة على طريق ترسيخ شراكة حقيقية من أجل الرخاء والأمن المشترك فى منطقة المتوسط ونحن نتطلع من خلال تعزيز الحوار السياسى بين البرلمانيات فى منطقة المتوسط إلى بلورة توجيهات محددة والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق. وأشارت إلى أن السلام مازال موضوعاً حيوياً بالرغم من استحواذ الموضوعات الأخرى على مناقشات المؤتمر كموضوع التغيرات المناخية وأزمة الغذاء العالمى والأزمة المالية لما له من أثر فى تحقيق التكافل الاقتصادى والبيئة المستدامة . وأكدت سوزان مبارك أن غياب السلام يشعر به من حولنا من الذين يواجهون ويلات الحروب وعذاب الفقر وقسوة سوء الاستغلال وهذا نراه فى عيون الآباء الذين ليست لديهم مقدرة على إطعام أطفالهم والكثيرون منهم يزج بهم فى سوق العمل لكى يبقوا على قيد الحياة بدلاً من ذهابهم للمدارس وأضافت أن هؤلاء الأطفال هم أبناء لنساء غير قادرات على حماية أنفسهن وعائلاتهن من العنف وجميع أشكال عدم الأمان الانسانى. ولهذا فقط دعوت المؤتمر لعقد جلسة خاصة لتتكاتف أيدينا وتتوحد جهودنا لدعم وتعزيز دور المرأة فى بناء السلم والأمن فى المنطقة. وحول دور المرأة فى وقت الأزمات، أشارت السيدة سوزان مبارك إلى أن المرأة تلعب دوراً مهما فى توفير متطلبات الحياة لمجتمعاتهن فهى تمثل شبكات الأمان الاجتماعى وتستوعب الصدمات الاقتصادية وبالطبع فهى الرمز والمصدر الأساسى للأمل والمقاومة وأكبر دليل على هذا المرأة فى الشرق الأوسط وخاصة فى فلسطين، موجهة تحية للشجاعة البالغة للمرأة التى تؤثر نفسها على غيرها. وقالت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية: أنتهز هذه الفرصة للتحدث عن حركة السلام الدولية للمرأة التى قمنا بتأسيسها عام 2003، فثمة جزء مكمل لاستراتيجية حركتنا يعتمد على بناء التحالفات مع الشركاء المعنيين وحشد الجهود فى هذا الشأن وكذا حشد جميع الطاقات صوب الهدف الرئيسي المتمثل فى تعزيز السلام والأمن الإنسانى فى مجتمعاتنا. وأضافت أن البداية تتمثل فى إدراكنا لدور المرأة بوصفها اللاعب الرئيسى فى السعى إلى السلام وصنعه والحفاظ عليه، وهو ما جعل من المتعين علينا بالتالى أن نعمل على بناء قدرات المرأة وتشجيع رؤاها وحمل الجميع للاستماع لصوتها على مستوى عملية صنع القرار وكذلك الرأى العام. ولفتت السيدة سوزان مبارك إلى أن الإحصائيات المتاحة لدينا تنذر بخطر كبير من واقع هذه الصورة، معربة عن صدمتها الكبيرة عندما سمعت أن ما يقدر ب 4,2 مليون شخص يفقدون حياتهم كل عام نتيجة هذه الصناعة البغيضة المتمثلة فى سوق الاتجار بالبشر التى تدر ربحاً سنوياً يزيد على 23 مليار دولار لصالح مقترفيه. وبالإضافة للمؤتمر حضرت السيدة سوزان مبارك بصورة مفاجئة و بدون أى ترتيبات مسبقة اجتماعاً موسعاً بأمانة المرأة بالحزب الوطنى برئاسة عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة والهجرة الذى حضرته أمينات المرأة بالمحافظات وعضوات أمانة المرأة المركزية وعدد من النائبات فى مجلسى الشعب والشورى. طالبت فيه المرأة المصرية بضرورة الدفاع عن حقوقها المكتسبة وعن نجاحاتها التى تحققت على مدى السنوات الخمس الماضية وكفاح المرأة لنيلها على مدار 50 عاما من النضال وعلى رأس هذه النجاحات تعيين أول قاضية مصرية.