أكدت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية، رئيسة المجلس القومى للمرأة أن المرأة البرلمانية، التى تمثل ضمير وصوت كل أمة، لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدى أمام أزمات ملحة تهدد مجتمعاتها، كالفقر والجوع ونقص التغذية ولا يمكن أن تتجاهل أوضاعا إنسانية خطيرة مترتبة على تقلبات المناخ وغضب الطبيعة وتهدد أمن واستقرار شعوبها. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التى ألقتها السيدة سوزان مبارك أمام المؤتمر الإقليمى لمبادرة الاتحاد من أجل المتوسط الذى نظمه المجلس القومى للمرأة بمقره تحت عنوان (دور البرلمانيات كمحرك فاعل فى التنمية)، والذى يستمر ثلاثة أيام تحت رعاية قرينة السيد رئيس الجمهورية. ويأتى المؤتمر فى إطار تفعيل مبادرة مبارك ساركوزى (الاتحاد من أجل المتوسط) التى تؤدى دورا مهما فى تحقيق التماسك الإقليمى والتصدى للتحديات المشتركة التى تواجه المنطقة الأورومتوسطية. وعلى هامش كلمتها وفى إشارة غير معلنة لما صدر عن الجمعية العمومية لمجلس الدولة من توصية بعدم تعيين قاضيات فى المجلس، أكدت السيدة سوزان مبارك، أن على المرأة ألا تكتفى بما اكتسبته ولكنها يجب أن تستمر فى الدفاع عن هذه المكتسب وأن تثبت وجودها وجدارتها بما حققته وأن تدافع عن حقوقها الدستورية والتشريعية. وحملت المجلس القومى للمرأة مسئولية الدفاع عن حق المرأة، مشيرة إلى أن عليه دورا كبيرا فى هذا الصدد، دورا يضطلع به دون خوف أو حساسية يقف ويدافع عن حق المرأة ووجودها، لافتة إلى أن حضور كل من الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشورى والسيد صفوت الشريف، رئيس مجلس الشورى هذا المؤتمر هو دليل على مساندة الرجل المستنير لقضية المرأة وأنه يقف معها ويدعمها. وأعربت السيدة سوزان مبارك عن أملها ألا يأتى يوما لا تدافع فيه المرأة عن حقوقها ويسلب منها كل ما حصلت عليه من مكاسب واحدا يلو الآخر مناشدة المرأة أن تكون واعية لهذا ومحافظة على حقوقها ومكتسباتها التى نالتها بعد رحلة كفاح ونضال شاقة. ورحبت السيدة سوزان مبارك قرينة السيد رئيس الجمهورية فى مستهل كلمتها بضيوف مصر من القيادات النسائية والبرلمانيات المشاركات فى هذا المؤتمر الإقليمى الذى يستضيفه المجلس القومى للمرأة، موجهة التحية لشركاء من الحكومة ومنظمات المجتمع المدنى فى الداخل والخارج. وقالت السيدة سوزان مبارك، إن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الحوار البناء حول قضايا التنمية ودور المرأة فى مجتمعاتنا، ويناقش التحديات المشتركة التى تواجه دول منطقة المتوسط أو عالمنا ككل، وبحث فرص التعاون والتكامل الإقليمى فى مواجهتها ليؤكد بشكل خاص على الدور الفاعل للمرأة البرلمانية فى هذا الإطار. وأضافت أن الاهتمام بقضايا التنمية والمرأة فى هذه المنطقة لا يمثل أمرا جديدا، حيث يعود إلى انطلاق مبادرة (الشراكة الأورومتوسطية) عام 95 المعروفة بعملية برشلونة، والتى تبنت إستراتيجية شاملة لتنمية المنطقة استندت إلى ثلاثة محاور هى حوار سياسى لدعم جهود السلام وشراكة اقتصادية من أجل التقدم وتعاون ثقافى لتحقيق التواصل بين الشعوب والحضارات. وتابعت أن مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط جاءت فى (عام 2008)، لتعطى دفعة جديدة لجهود التعاون الإقليمى على كافة هذه المحاور، وفى هذا الإطار برز الاهتمام بتعزيز دور المرأة فى المجتمع كركيزة أساسية لتحقيق التنمية والسلام فى المنطقة.