عندما التحقت بمؤسسة الأهرام كصحفي تحت الاختبار, وكان ذلك يوم02 أغسطس عام7791 استقبلني في مكتب الأهرام بالإسكندرية أستاذان كبيران هما الأستاذ/ سامي رياض مدير المكتب آنذاك أطال الله عمره والأستاذة الكبيرة فايقة عبده. , وكان بالمكتب الزميل الأستاذ عبد الواحد عبد القادر, وكنت قد تخرجت في الجامعة منذ أيام قليلة وأخطو أولي خطواتي في الحياة العملية, وللحق فقد وجدت استاذين, بل أستطيع أن أقول وجدت والدا ووالدة, فقد احتضناني في حنان وابوة, ولم يبخلا علي بأي خبرة أو معلومة, بل وقاما بتعليمي أساسيات المهنة التي لم أكن أعرف عنها شيئا, وكبرت ومرت الأيام, وأنا اتعلم منهما كل كبيرة وصغيرة في الصحافة, بل وفي الحياة. وكان للأستاذة فايقة عبده رحمها الله العديد من المواقف التي تشهد بأمومتها لي في العديد من اللحظات الحرجة التي يمر بها الإنسان وظلت العلاقة بيننا علاقة الابن والتلميذ بوالدته ومعلمته حتي عام39 عندما صدر قرار بتوليتي رئاسة قسم التحرير بمكتب الإسكندرية خلفا للأستاذة فايقة عبده, فما كان منها إلا أن حضرت إلي غرفتي, وأبلغتني بالقرار في حب ومودة, واستمرت العلاقة حتي بعد أن تركت العمل بالأهرام, وكان رحمها الله تقوم بالعديد من أعمال الخير من خلال عضويتها في الجميعات الخيرية التي تبذل فيها من مالها, بل وتساعد بنفسها في إعداد وجبات الطعام للمستحقين خلال شهر رمضان المبارك, وكان هناك عدد من الأشخاص البسطاء يحصلون علي مساعدات منها خلال عملها في الأهرام, وكانت تكلفني بأداء هذه الحقوق لأصحابها بعد أن تركت الأهرام, فكانت تحضر ظرفا به مبلغ من المال مع كشف بأسماء المستحقين كل حسب ظروفه واحتياجه, وفي آخر لقاء لي بها في المستشفي ذكرتني بقرب شهر رمضان المعظم, وأنها سوف ترسل لي الظرف المعتاد قبل حلول شهر رمضان, ولكن القدر لم يمهلها, رحم الله الأستاذة والمعلمة, والأم فايقة عبده بقدر ما اعطت طوال مشوارها في تعليم أجيال من الصحفيين, وأنا واحد منهم وبقدر عطائها للفقراء.