عباس: كلمة الرئيس السيسي في ذكرى تحرير سيناء تجسد قوة مصر وشعبها وقواتها المسلحة    إنفوجراف.. إنجاز تاريخي للتعليم العالي في سيناء    سفير قطر بالقاهرة يهنئ مصر قيادة وشعبا بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    أسعار الذهب في مصر تميل إلي الهبوط مع انخفاض الطلب بالأسواق    محافظ القليوبية يتفقد أعمال النظافة بمدينتي الخصوص وشبرا الخيمة    النور مش هيقطع في بيتك بعد النهارده.. اعرف سعر جهاز مانع انقطاع الكهرباء    ياسمين فؤاد تترأس مع وزيرة ألمانية جلسة النظام العالمي لتمويل المناخ    مصرع وإصابة 36 شخصا إثر اندلاع حريق كبير في فندق شرقي الهند    أخبار الأهلي: شوبير يكشف عن مفاجأة في قائمة الأهلي أمام مازيمبي    فودين عن بيلينجهام: لم أر أحدا في عمره بهذا النضج    القبض على مسن أنهى حياة زوجته بقرية البياضية في المنيا    خبيرة أبراج تبشر "المائيين"    شكرًا لكل شهيد ضحى بروحه.. خالد سليم يحتفل بعيد تحرير سيناء    «هيئة الدواء» توضح طرق انتقال العدوى بمرض الملاريا    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    الهلال الأحمر الفلسطيني يحذر من انتشار كبير للأمراض المعدية في غزة    الداخلية: نواصل جهود مكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    ضبط عامل بتهمة إطلاق أعيرة نارية لترويع المواطنين في الخصوص    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    الأردن يدين سماح الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين المتطرفين باقتحام المسجد الأقصى    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    محافظ الفيوم يشهد الجلسة الختامية لورشة عمل مناقشة مخرجات إعداد الخطة الاستراتيجية للمحافظة 2030    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    سقوط عصابة تخصصت في سرقة الدراجات النارية بالقاهرة    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    انطلاق فعاليات البطولة العربية العسكرية للفروسية بمدينة مصر للألعاب    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    حمزة العيلى عن تكريم الراحل أشرف عبد الغفور: ليلة في غاية الرقي    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    لبيب يرافق بعثة الزمالك استعداداً للسفر إلى غانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    الين يهبط لأدنى مستوياته في 34 عاما أمام الدولار    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رائد علم المكتبات الدكتور شعبان خليفة.. يكشف »للأخبار« وبالأرقام:
مليار جنيه أموال مكتبة الإسكندرية مودعة في حساب مبارك وزوجته عندما طالبوا باسترداد الأموال نقلت تبعية المكتبة لرئاسة الجمهورية!
نشر في الأخبار يوم 12 - 03 - 2011

كنا في أحد الاجتماعات.. وجاء الحديث عن مكتبة الاسكندرية وما يتردد بشأن الاموال الخاصة بها والمودعة في البنوك.. فأردت أن أعرف الكثير عن هذا الموضوع، خاصة انه كان من بين الحضور الاستاذ الدكتور شعبان خليفة رائد علم المكتبات في مصر وفي العالم العربي.. وصاحب أكبر مؤلفين عن رحلة هذه المكتبة في القديم وفي الحديث.
ويبدو أن الحظ كان معي هذه المرة أيضا.. إذ بمجرد ان تساءلت عن هذه القضية اخذ استاذنا الدكتور شعبان في الحديث بإسهاب عن أسرار كثيرة في مشوار نشأة هذه المكتبة وما قيل ويقال عن أموالها المودعة في البنوك.
ولما رأيت الكلام كثيرا ومهما طلبت منه عدم الافصاح اكثر عما يتعلق بهذا الموضوع أو تأجيله الي حين إحضار جهاز التسجيل الخاص بي. ولكنه واصل حديثه عن هموم مكتبة الاسكندرية وأسرار إنشائها والظروف التي أحاطت باقامتها بالاسكندرية، وقد وعدني انه في اليوم التالي سوف نلتقي الي حين أحضر جهاز التسجيل ومصور الأخبار.
وفي اليوم التالي.. أي بعد ساعات من لقائنا الاول اصطحبت معي المصور الفنان مناع محمد.. واتجهنا فورا الي مقر المجلس الأعلي للثقافة بدار الأوبرا.. وعلي الفور كنا هناك. ورأيت الاستاذ الدكتور شعبان خليفة في انتظارنا.. كما وعدني بالامس.
وما هي الا لحظات حتي انتقلنا الي مكتبة المجلس من أجل اجراء هذا الحوار الذي فيه كلام كثير مهم وأسرار غاية في الاهمية، ومعلومات أخري كثيرة سوف نتعرف عليها حالا من بعد ان ندير زر تشغيل جهاز التسجيل.
.. هل كنت عضوا في مجلس ادارة مكتبة الاسكندرية؟! أم ماعلاقتك بالمكتبة؟
في البداية أي منذ تسعينيات القرن الماضي.. بدأ مشروع مكتبة الاسكندرية وكنت أنتدب وآخرون كمستشارين للمكتبة في ذلك الوقت الباكر.
وماذا كانت طبيعة هذه الاستشارات..؟!
استشارات كانت مرتبطة بالاجراءات الفنية الخاصة بالمكتبة وليست بالانشاءات.. مثل التزويد والفهرسة والتصنيف.. كما كان من دورنا وضع تكييف لنوع المكتبة.
وهل كنت رئيسا للجنة الاستشارية؟!
كنت عضوا فيها. وكان رئيسها آنذاك رئيس المكتبة الاول الاستاذ الدكتور محسن زهران.. وذلك باعتبارنا متخصصين في علم المكتبات. وكنا آنذاك نأتي من القاهرة لهذا الغرض.
نكتة في أمريكا
كنت قد سمعت من حضرتك تفاصيل قليلة عن ظروف إعادة نشأة مكتبة الاسكندرية في مكانها الحالي.. فما بقية التفاصيل؟!
مكتبة الاسكندرية بدأت بنكتة!!
كيف؟!
الاستاذ الدكتور مصطفي العبادي استاذ الدراسات اليونانية واللاتينية بجامعة الاسكندرية.. كان يزور مكتبة الكونجرس في عام0891 أو 1891. وفي ذلك الوقت كان مدير مكتبة الكونجرس هو المؤرخ اليهودي دانييل بروستين.
وهل معني ذلك انه لم تكن هناك أفكار مسبقة لانشاء هذه المكتبة كما سمعنا وقرأنا من قبل؟!
علي الاطلاق.. الدكتور مصطفي العبادي زار دانييل بروستين مدير مكتبة الكونجرس كما قلت لك من قبل في مكتبه في واشنطن. وفي هذه المقابلة دار الحديث حول مكتبة الكونجرس وعالمية هذه المكتبة.. باعتبارها اضخم مكتبة موجودة في العالم اليوم من حيث المجموعات والمباني وكانت في الثمانينيات من اكبر المكتبات في العالم.. ولذلك كنا نسميها مكتبة المكتبات العالمية.. وكان الدكتور العبادي من زوار هذه المكتبة ولم يكن في ذهنه لحظتها مشروع مكتبة الاسكندرية الذي أتي الحديث عنه في هذه المقابلة بالصدفة!!
وكيف تم ذلك؟!
أقول لك اولا لازم تعرف ان مكتبة الكونجرس ميزانيتها اليوم 4/3 مليار دولار وعدد العاملين بها 5 آلاف دائم وألف منتدب ، وتبلغ مقتنياتها 041 مليونا من المقتنيات. وبالتالي فهي كانت حلما لكل متردد عليها في ان يكون في بلده مثلها أو حتي جزء منها باعتبارها اكبر مكتبة في العالم في ذلك الوقت ولانها قد اصبحت الآن من حيث حجم المباني تأتي أكبر مكتبة بعد المكتبة الوطنية الفرنسية الجديدة.
أما فيما يخص دور الدكتور العبادي فإنه وأثناء حديثه مع مدير مكتبة الكونجرس.. تطرق ذلك الحديث الي المقارنة بين عالمية مكتبة الاسكندرية القديمة وحجمها من حيث المباني ودورها العلمي الاكاديمي والثقافي وحجم المجموعات بها. حيث كانت أكبر مكتبة عالمية في العالم القديم.
الدوافع
لتسمح لي يا الدكتور ان نتوقف عند هذه النقطة كي نسأل.. وما الدافع الذي جعل الدكتور العبادي يتحدث عن مكتبة الاسكندرية في هذه المقابلة بالذات؟!
لقد تطرق الحديث الي هذه المقارنة التي أشرت اليها من قبل باعتبار انه كان موجودا في مكتبة الكونجرس والتي تعتبر هي الاخري اكبر مكتبة في العالم الآن. ويعرفها العلماء والباحثون من كل انحاء العالم. بالضبط مثلما كان يحدث ايام مكتبة الاسكندرية القديمة إذن لقد كانت هناك وجوه للمقارنة بين المكتبتين. كانت تلك هي بداية إنشاء مشروع مكتبة الاسكندرية.
في اليونسكو
وماذا حدث بعد ذلك؟
وفي نهاية الحديث بين الدكتور العبادي والمؤرخ اليهودي مدير مكتبة الكونجرس. اقترح الدكتور العبادي ان نعيد بناء مكتبة الاسكندرية القديمة ونحي مشروع هذه المكتبة مرة أخري وفي مكانها القديم. عندئذ وربما علي سبيل المزاح رد الدكتور دانييال في نفس المقابلة. أنه مثلما بني اجداده اليهود الاهرامات.. سوف يساهم ايضا في إعادة بناء مكتبة الاسكندرية القديمة.. بحيث تصبح الهرم الرابع!! وفي الجلسة نفسها اخبره المؤرخ اليهودي انه ليس لديه أموال بالمكتبة تساهم في هذا المشروع وإنما يمكن ان يدعو الي ذلك من خلال منظمة اليونسكو. رغم أن امريكا وبريطانيا في ذلك الوقت كانتا قد انسحبتا من هذه المنظمة.. وفعلا بدأ المؤرخ اليهودي الدكتور دانييال في تمرير هذا الاقتراح داخل منظمة اليونسكو باعتبارها مؤسسة مسئولة عن الثقافة في العالم.
واليونسكو كانت في ذلك الوقت قد تم اختيار رئيس لها من الدول النامية وهو »مختار إمبو« الذي رأي هو الاخر ان يتبني هذا المشروع وربما يكون فيه دفعة لليونسكو.. فتولي هو الاخر تمرير هذا المشروع والترويج له عالميا، فوجد ان هناك قبولا له.. وفي عام 0991 عقد في مدينة أسوان مؤتمرا للاعلان عن بدء مشروع انشاء مكتبة الاسكندرية. وفيما سمي آنذاك بإعلان أسوان.
دور الحظ
معني ذلك.. هل نستطيع ان نقول ان الحظ قد لعب دوره في تبني مشروع هذه المكتبة.. بعيدا عن نكتة المؤرخ اليهودي؟!
طبعا فيها جانب من الحظ.. خاصة ان مدير اليونسكو كان متحمسا لها. حتي يضفي علي اليونسكو في عهده نوعا من الأهمية.. وينقذ هذه المنظمة من عملية انسحاب كل من أمريكا وبريطانيا. عندئذ بدأت الخطوات التنفيذية لمشروع المكتبة بالفعل.. فبعد إعلان أسوان بدأ طرح المشروع في ممارسة عالمية ففاز المشروع الانشائي الدنماركي وهو الشكل الحالي الذي عليه المكتبة الآن وذلك من بين عدة مشروعات انشائية عالمية أخري.
تمويل المكتبة
وماذا عن التمويل؟!
بعد الاعلان الذي تم في مدينة أسوان لبناء المكتبة.. جاءت تبرعات كثيرة من العراق 12 مليون دولار.. ومن المملكة العربية السعودية 02 مليون دولار ومن أحد أمرائها ايضا 02 مليون دولار، اضافة الي تبرعات أخري من عمان 02 مليون دولار ودولة الامارات العربية 02 مليونا.. وكذلك المؤسسة الدولية السعودية 3 ملايين دولار.
يعني تقدر تقول انه تجمع في هذا الوقت ربما ما يقرب من 051 مليون دولار.. أي ما يعادل اليوم مليار جنيه مصري. كما قدرت الارض التي تبرعت بها جامعة الاسكندرية بما يوازي ايضا 2 مليون دولار.
إذن هذا هو التمويل الاولي لمشروع مكتبة الاسكندرية. والسؤال الذي يفرض نفسه (والكلام ما يزال للدكتور شعبان خليفة) اين ذهبت كل هذه الاموال؟! انه بنص القرار رقم 631 الصادر في 51/3/0991 والخاص بإنشاء المكتبة وفي فقرته الاولي والتي قرأتها بنفسي آنذاك، توضع أموال المكتبة في الحساب الشخصي للسيد حسني مبارك، تحت رقم 463222001/5، في فرع البنك الاهلي بمصر الجديدة.
من الذي كتب هذا القرار ومن الذي اصدره ووقعه؟!
ان هذا المشروع كان متصورا في بدايته انه سوف يكون مكتبة لجامعة الاسكندرية، علي اعتبار ان الارض ملك لجامعة الاسكندرية، وهي مجاورة ايضا لمركز المؤتمرات التابع لنفس الجامعة. وعلي اعتبار ان مكتبة جامعة الاسكندرية، كانت أسوأ مكتبة جامعية موجودة في العالم.
صاحب الاقتراح
ومن هو صاحب اقتراح أن تكون أموال التبرعات باسم رئيس الدولة؟!
أقول لك.. عندما أصبحت هذه المكتبة مشروعا وطنيا مصريا.. كان لابد ان يكتب هذا القرار ومصدره رئاسة الجمهورية وبالتالي فقد خرج نص القرار الذي تسأل عنه من رئاسة الجمهورية ايضا، ومن ثم فقد نص هذا القرار في فقرته الاولي ان توضع أموال التبرعات باسم محمد حسني مبارك في البنك الاهلي فرع مصر الجديدة. وكانت التبرعات الاولي بالدولار وقد وضعت في هذا الحساب؟!
مصادر الانفاق
وكيف كان يتم الانفاق علي هذا المشروع؟!
طبعا كانت فيه صعوبة بالغة ان تذهب الي الرئيس وتطلب منه ان يوقع علي شيك مثلا ب02 ألف جنيه او بغير ذلك، من هنا كان البديل ان ينفق علي هذا المشروع من ميزانية وزارة التعليم العالي والتي كانت تشرف علي هذا المشروع في ذلك الوقت.
حديثك السابق.. يدفعنا لكي نسأل من الجهة التي كانت تدفع نفقات الانشاءات والتزويد للمكتبة قبل افتتاحها؟!
كل ذلك كان مصدره اموال وزارة التعليم العالي لانه كان من الصعب في ذلك الوقت أن نستعين بالاموال المودعة باسم الرئيس مبارك في حسابه.. نظرا لانشغاله وضيق وقته.
ولماذا لم يطالب مجلس ادارة المكتبة بالانفاق من التبرعات الموجودة باسم الرئيس آنذاك؟!
كلما كانوا يطالبون بذلك. كان يرد بقوله: عندما يتم افتتاح المكتبة سوف تنقل هذه التبرعات في ميزانيتها!! وذلك خوفا من ان يتم تبديد هذه الاموال في مرحلة الانشاءات.
لقد وعد الرئيس السابق انه عند افتتاح المكتبة سوف يتم ذلك. وبعد افتتاح المكتبة في 61 اكتوبر عام1002 طالبت المكتبة الرئيس السابق باموالها فأصدر قرارا بان تتبع المكتبة رئاسة الجمهورية!!
وعلي ذلك فبعد الافتتاح نقلت تبعية المكتبة الي رئاسة الجمهورية!! واصبح الانفاق علي المكتبة في هذه الفترة وكما سبق وذكرت لك من ميزانية وزارة التعليم العالي، اضافة الي بعض التبرعات بالجنيه المصري، وايضا من حصيلة رسوم زيارة المكتبة. من هنا انقطعت صلة المكتبة بالاموال المودعة في حساب الرئيس السابق، واخذنا نتساءل وقتها هل بدأ حساب جديد للمكتبة باسم السيدة سوزان زوجة مبارك؟!.. أم حولت هذه الأموال من حساب مبارك إلي حساب زوجته وهذه اعتبرها نقطة مفصلية. اضف الي ذلك ان للمكتبة ايضا اموالا بالجنيه المصري وهي تبرعات داخلية تصل ربما الي 061 مليون جنيه، وقد وضعت ايضا في حساب مبارك تحت رقم 463222001/9 وفي نفس فرع البنك الاهلي بمصر الجديدة.
مشاكل التزويد
كيف كان يتم تزويد المكتبة بالمقتنيات ؟! وكيف كان يتم الانفاق علي صيانتها؟!
انها كانت من تبرعات مباشرة جاءت للمكتبة.. وليس من الحساب السابق الحديث عنه. اضافة الي رسوم دخول المكتبة. والتي تبلغ للفرد الواحد 4 جنيهات وللزائر الاجنبي 4 دولارات. مما ساهم في تحويل مكتبة الاسكندرية الي مزار سياحي فقط او ما اسميته »لونا بارك الاسكندرية«.
ولماذا اطلقت عليها اسم »لونا بارك«؟!
لقد اصبح كل اهتمام المكتبة وانشطتها هو عبارة عن مزار سياحي تقدم فيه انشطة سياحية وليست ثقافية.. كما اصبح بها الكثير من المؤتمرات والحفلات وشيء من هذا القبيل. في حين ان الهدف الاساسي من انشائها هو تقديم المعلومات والكتب للباحثين.
وهل خرجت عن هذه المهمة؟
طبعا.. بدليل ان كل ما تقدمه اليوم ومنذ فترة طويلة هو عبارة عن خدمات مكتبية ضئيلة وأنشطة ثقافية كبيرة.
لقد اصبحنا بالفعل أمام مكتبة لا تقوم بالدور الذي انشئت من أجله وربما يرجع ذلك الي طبيعة دورها الذي لم يكن قد تم تحديده وتكييفه بعد. فهل هي مكتبة جامعية؟! أم مكتبة عامة لمحافظة الاسكندرية؟ وهل هي مكتبة وطنية للشمال. ربما علي اعتبار أننا كنا قد اقترحنا وقتها ان تكون مكتبة الاسكندرية مكتبة تخدم شمال مصر في مقابل انشاء مكتبة باسم رمسيس الثاني لخدمة جنوب مصر. في حين تتحول دار الكتب الي مكتبة وطنية لكل مصر وشعبها وللأسف فان مكتبة الاسكندرية وحتي اليوم ليس لها تكييف محدد.
دورها القديم
في رأيك كمتخصص وعلم من أعلام علم المكتبات.. كيف يمكن لمكتبة الاسكندرية ان تستعيد دورها القديم؟!
ان تصبح مكتبة بحثية وتتوقف او تقلل قدر الامكان من المؤتمرات والحفلات والمعارض التي تقيمها.
مرة ثانية أسألك.. وكيف يمكن ان تساهم مكتبة الاسكندرية في هذه المهمة البحثية.. خاصة اذا ما تمكنا من استعادة ما سبق وذكرته من أموال؟!
ان الاستفادة من عائد هذه الاموال فقط يجعل من المكتبة.. مكتبة بحثية ووطنية في ظل ما سوف تقدمه من جميع الخدمات المكتبية والمعلوماتية. ودعني أقول لك لقد حدثتك من قبل عن ان هناك حوالي 051 مليون دولار.. أي ما يعادل اليوم نحو مليار جنيه وبالحساب نجد ان العائد السنوي حوالي 001 مليون جنيه سنويا من هذا المبلغ ندفع 05 مليون جنيه مرتبات سنويا وتزويد المكتبة بأحدث المقتنيات والاجهزة سنويا مثلا ب05 مليون جنيه الاخري.
لذلك اقول لك ان العائد فقط من هذه الاموال يمكن ان يدفع بهذه المكتبة الي الامام خطوات عظيمة جدا مثل عشرات المكتبات العالمية الاخري.
الاهتمام مفقود
أليس هناك الآن اهتمام بالمقتنيات؟!
إطلاقا بالفعل ليس هناك هذا الاهتمام المطلوب ليس بالمقتنيات فقط بل ولا حتي بالخدمات التي تقدمها المكتبة. ان من الواجب ان توضع سياسة تزويد ترفع من شأن المكتبة. بدلا من كونها اليوم مباني فقط ومنظرا جميلا فقط!!
وعلي فكرة انا لا أقول هذا الكلام اليوم وبعد زوال هذا النظام، بل قلته كثيرا وكتبت عنه عشرات المرات وفي افتتاحيات مجلات كبيرة.
والعجيب ان هذه المكتبة تعتمد فقط وفي الجانب الأكبر خاصة لتزويدها بالمقتنيات علي الهدايا!!
وأنا أذكر انه قد وصلها في يوم ما 021 كرتونة كتب مهداة من الامم المتحدة. ومن المهازل التي وقعت بالمكتبة ان تباع هذه الكراتين مرة أخري للمكتبة رغم انها جاءت هدية!! انها فضيحة معروفة.
من هنا نقول ان الاعتماد الاكبر علي الهدايا لا يجوز ولا يكفي. لانه ليس هناك مكتبة محترمة تقوم فقط علي الهدايا!! وذلك لان المقتنيات لابد وان تتبع سياسة معينة ومحددة مسبقة وفق طبيعة عمل هذه المكتبة ودورها المسنود اليها، ونوعيتها ايضا لان طبيعة عمل مكتبة مثلا كالمكتبة الجامعية تختلف مقتنياتها عن المكتبة العامة وهكذا. ولعلي هنا اتساءل ولماذا لا تتمتع مكتبة الاسكندرية بالايداع القانوني والذي سوف يتيح لها التزود بكل ما يصدر عن المؤلفين في مصر؟.
وهل ما وصلت اليه مكتبة الاسكندرية من أحوال لم يعد يرضي عنها الخبراء والباحثون والمثقفون انما سببه بخلاف عدم وجود اموال هو تولي رئاستها أو العمل بها غير المتخصصين من علماء المكتبات؟
لقد نظروا الي مكتبة الاسكندرية مثلما هو موجود في مكتبة الكونجرس علي انها عمل سياسي. فليس من الضروري ان يكون مديرها من المتخصصين في علم المكتبات.
التعيين بالواسطة
وهل هذا خطأ أم صواب؟!
ده.. صواب.. باعتبارها مكتبة وطنية. ولكن لابد وان يكون كل العاملين تحت رئاسة مديرها من المتخصصين. وهذا للاسف غير موجود بدليل انه في الفترة الاولي من انشائها وفي استمارات تعيين الموظفين. كان يوجد بنفس الاستمارة نوع الواسطة التي أتت بهذا او ذاك من الموظفين. أي لابد وان يذكر المتقدم لهذه الوظيفة علي مؤهلات اسم الواسطة!
وهنا يحضرني سؤال مهم.. ماهو في تصورك مستقبل مكتبة الاسكندرية بعد ما تحولت الي لونا بارك؟!
المستقبل.. متعلق بعودة أموالها وامكانية تكييف وضعها.. وتحسين سياسة التزويد بحيث تكون الخدمات المكتبية والمعلوماتية هي السمة الغالبة علي انشطتها. ويمكن ان يؤدي ذلك الي تحقق الاهداف التي إنشئت من أجلها.
ماهو دور مديرها الحالي او السابق بالنسبة لهذه الاموال لان اخر تصريح للدكتور سراج الدين قال فيه انه لايعرف عنها شيئا؟!
يقينا.. ان الاستاذ الدكتور محسن زهران مدير المكتبة السابق في فترة الانشاء كان يعرف.. لان قرار انشاء المكتبة وكما ذكرت لك من قبل كان ينص علي ان توضع هذه الاموال في حساب مبارك. وهذا القرار كان بين يديه، وطبعا قرأه وعرف محتواه.
والرئيس الحالي؟!
لا استطيع أن اتحدث بالنيابة عنه. وقد عرفت انه قال بانه لا يعلم شيئا عن هذه الاموال. وان كنت اعتقد انه عندما علم بالحاق المكتبة الي رئاسة الجمهورية كان عليه ان يسأل عن مصير هذه الاموال.. وعن سبب هذه التبعية؟! وكذلك عن الميزانية المخصصة للمكتبة.
مشاكل.. مشاكل
هل تري ان تبعية مكتبة الاسكندرية لرئاسة الجمهورية يساهم في زيادة نشاطها.. أم تفضل ان تكون مستقلة؟!
انا أري.. اذا ما أردنا لمكتبة الاسكندرية ان يكون لها نشاط كبير وملحوظ وتعود الي دورها المطلوب منها.. فمن الضروري ان تكون مستقلة، ولها ميزانيتها الخاصة ولها مجلس ادارة خاص بها، علي الا يكون كل اعضاء مجلس الادارة من رجال السياسة، او من الشخصيات العامة بل لابد ان يكونوا ايضا من علماء المكتبات والمكتبيين المتخصصين اضافة الي ضرورة ان يكون لها ميزانية مستقلة وتتمكن من خلالها من تنفيذ مشروعاتها الثقافية الضخمة مثل مشروع ارشيف الانترنت وغيره من المشروعات التي لابد وان يكون لها ميزانيات. ودعني أعود بك من جديد للحديث عن أموالها المودعة بالبنوك.. فاذا ما عادت سوف نساهم كثيرا في تحقيق مشروعات هذه المكتبة وبالتالي استعادة دورها العظيم.
نظرة مستقبلية
وماهي نظرة علماء المكتبات في مصر والعالم لمكتبة الاسكندرية حاليا.. وفي المستقبل؟!
حاليا.. انهم يعرفون انها ليست مكتبة!! لقد انطوت مكتبة الاسكندرية حاليا علي نفسها.. ولم تعد تستعين بالاختصاصيين في علم المكتبات والمعلومات. وهنا سوف اضرب لك مثالا.. لقد كان من بين مشروعات هذه المكتبة انشاء كلية للمعلومات ويأتيها الطلبة من جميع انحاء العالم لدراسة علم المكتبات والمعلومات. ولانني كنت مرشحا لعمادة هذه الكلية فقد تم الغاؤها من المشروع. وهذا دليل علي ان مكتبة الاسكندرية كانت تريد من البداية الانكفاء علي نفسها ولا تريد الاستعانة بالكفاءات من خارجها.. بما أوصلها الي ما هي فيه الآن.
من المسئول؟
ومن المسئول عن ذلك؟!
طبعا.. ادارة المكتبة. انهم لايريدون متخصصين يستطيعون اكتشاف المخالفات الموجودة.. بالعكس كان لابد وان يكون هناك مجلس مستشارين من اخصائيي المكتبات والمعلومات لادارة المكتبة فنيا!. وقد اشرت الي ذلك في كتاباتي المتعددة.
وماذا نتج عن عدم وجود هؤلاء المتخصصين؟!
علي الاقل.. يوجد عبث في تزويد المكتبة بما يلزمها من مقتنيات.. و هذا معناه افتقادها لسياسة عامة من اجل تزويدها بكل ماهو جديد من مقتنيات. وكما قلت لك من قبل إنها تعتمد فقط علي الهدايا وعلي الشراء من معرض فرانكفورت وذلك من خلال رئيس مجلس الادارة الذي يختار بنفسه بما يزود المكتبة وللاسف مازال هذا النظام ساريا حتي اليوم.. إنني اكرر عليك القول بان من الضروري ان يكون لدي المكتبة مجلس استشاري فني بصرف النظر عن مجلس الادارة ويكون اعضاؤه من المكتبيين.
ودعني اقول لك.. ان الموجود حاليا ماهو الا مبني جميل ومحتويات رديئة.
المجلس المقترح
واخيرا هل تري من اللازم ان يضم مجلس الاستشاريين الذي تقترحه داخل المكتبة خبراء من المكتبيين الاجانب.. ام نكتفي بالمصريين؟
المصريون في الداخل والخارج اصحاب خبرات طويلة وعلي أعلي مستوي.
واين مكتبة الاسكندرية من تصنيف المكتبات العالمية؟!
دار الكتب المصرية اقوي وأهم عالميا من مكتبة الاسكندرية ذلك لان بدار الكتب 5 ملايين قطعة ثقافية متنوعة.. وليس ذلك فقط، بل ان اي مكتبة جامعية في أمريكا هي اكبر من مكتبة الاسكندرية وبمراحل!
وماذا عما كنا نسمعه عن عالمية هذه المكتبة؟!
ان وضع مكتبة الاسكندرية مثل وضع أماكن كثيرة في البلد.. كلام كبير وفعل صغير!! وبالتالي فهي لم تخرج عن القاعدة العامة التي كانت ومازالت سائدة في مصر. ومن أجل ان تعود لما يجب ان تكون عليه.. ضرورة ان تتخلص من المظاهر وتعود الي وظيفتها الرئيسية والحقيقية في البحث والدراسة.. وخدمة الباحثين. ان ما تقدمه هو 01٪ فقط من نشاطها لخدمة الباحثين و09٪ لبقية المظاهر الثقافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.