جاء بالصفحة الأولي بالأهرام أن الدكتور اسماعيل عبدالجليل المنسق الوطني لاتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر أعلن أن مصر تفقد نحو خمسة أفدنة من أجود الأراضي الزراعية كل ساعة. نتيجة لازدياد معدلات البناء علي الأرض الزراعية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة, واضاف أن المنظمة الدولية وضعت مصر في تقريرها عن التصحر في المركز الأول عالميا للتصحر. يضيف الخبر أنه معروف للجميع ان هذه الأراضي الغالية تكونت عبر آلاف السنين نتيجة لفيضان النيل, وبالتالي لا يمكن تعويضها ابدا. كما يحذر الخبر من ان مصر قد تصبح علي شفا مجاعة غذائية قريبا ما لم يتم تدارك الأمر, وايقاف هذا النزيف المتواصل للأراضي الزراعية فورا. هذا باختصار معناه أننا حين قضينا علي فساد نظام مبارك فاننا إنما قضينا علي الفساد الأصغر, أما الآن فقد اجتاح بلادنا الفساد الأكبر. كثيرا ما كانت دعوانا في السابق ان الناس علي دين ملوكهم, وأن فساد الحكام هو الذي خلق فسادا في الرعية, فاليوم ذهب الحكام الفاسدون فما بال الرعية مازالت علي فسادها بل وضاعفته اضعافا مضاعفة! اصبحنا الأوائل عالميا في التصحر, وبلادنا التي وصفها الله عز وجل من فوق سبع سموات بأنها جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين نوشك أن نحولها بأيدينا لا بأيدي عدونا إلي صحراء جرداء قاحلة لا تقوت أودنا أو تسد عنا الجوع. يا قوم ثوبوا إلي رشدكم قبل فوات الأوان واحفظوا نعمة الله التي انعمها عليكم, وإياكم أن تقول الخلائق أو يقول التاريخ: فجر المصريون اعظم ثورة بأيديهم ثم مالبثوا أن دمروا اعظم بلد بنفس الأيدي. د. يحيي نور الدين طراف