إزالة 26 تعديا ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال22 في بني سويف    إيران تدين العقوبات الأوروبية المتوقعة وتصفها بأنها غير قانونية    روسيا تهدد بتعزيز الهجمات على أوكرانيا ردا على المساعدات الأمريكية لكييف    تأجيل موعد إنطلاق مباراة سموحة وبلدية المحلة    نجم العين يتحدى الهلال قبل موقعة نصف نهائي أبطال آسيا    وزير الرياضة ومحافظ شمال سيناء يلتقون مع شباب المحافظة فى لقاء حواري    إصابة 10 أشخاص إثر انقلاب سيارة ربع نقل بأسوان    أشرف عن ضوابط تغطية الجنازات: غدا نحدد الآليات المنظمة مع «الصحفيين»    في ظل الموجة الحارة.. 6 أطعمة ومشروبات لترطيب جسمك والحفاظ على درجة حرارته    بعد إقرارها رسميا.. موعد عيد العمال وشم النسيم .. وهؤلاء الموظفون محرومون منها بالقانون    ترامب يحصل على جائزة بقيمة 1.3 مليار دولار من شركات التواصل الاجتماعي    الجامعة العربية تشهد اجتماع لجنة جائزة التميز الإعلام العربي    الرقابة المالية تسمح بحضور الجمعيات العمومية لصناديق التأمين الخاصة إلكترونيا    3 وزراء يؤكدون أهمية الذكاء الاصطناعي في تنمية الدولة.. العدل: الانتهاء قريبا من قانون تنظيم هذه التكنولوجيا.. مصيلحي: ساعد في توصيل الدعم لمستحقيه.. والاتصالات: إعداد المرحلة الثانية من الاستراتيجية    100 قرية استفادت من مشروع الوصلات المنزلية بالدقهلية    دروجبا: كأس العالم للأندية 2025 فرصة لا مثيل لها ل إفريقيا    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    التصريح بدفن جثة طفلة سقطت من أعلى بأكتوبر    إدارة المنيا التعليمية تعلن استعدادها لامتحانات نهاية العام    إحالة أوارق المتهم بقتل شاب وسرقة مقتنياته في الشرقية للمفتي    هبوط جماعي لمؤشرات البورصة في ختام تعاملات الثلاثاء    نجوم الفن ينعون تامر عبد الحميد: رمز في الصبر على البلاء    أحمد زاهر يكشف طريقة خسارة وزنه 20 كيلو في 3 شهور    فيلم "شقو" يحصد 916 ألف جنيه بدور العرض أمس    الإسكندرية للفيلم القصير يشكل لجنة تحكيم نسائية احتفالا بالدورة العاشرة    عبير فؤاد تتوقع ظاهرة غريبة تضرب العالم خلال ساعات.. ماذا قالت؟    فتح أبواب متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    «الصحة» و«البترول» توقعان اتفاقيتين لتقديم الرعاية الصحية في بورسعيد ومطروح    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    الصحة: 80% من نسبة الأملاح في جسم الإنسان بسبب الأطعمة المصنعة    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    «نجم عربي إفريقي».. الأهلي يقترب من حسم صفقة جديدة (خاص)    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    بقرار من الرئيس.. بدء التوقيت الصيفي الجمعة المقبلة بتقديم الساعة 60 دقيقة    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    اللعبة الاخيرة.. مصرع طفلة سقطت من الطابق الرابع في أكتوبر    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    فرج عامر: الفار تعطل 70 دقيقة في مباراة مازيمبي والأهلي بالكونغو    «النواب» يبدأ الاستماع لبيان وزير المالية حول الموازنة العامة الجديدة    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    متحدث وزارة العمل: تعيين 14 ألف شخص من ذوي الهمم منذ بداية 2023    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    "ضربها بمزهرية".. تفاصيل مقتل مسنة على يد سباك بالحدائق    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    رئيس الأركان الإيراني: ندرس كل الاحتمالات والسيناريوهات على المستوى العملياتي    أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء.. ين ياباني ب 31.16 جنيه    اتحاد الكرة يوضح حقيقة وقف الدعم المادي لمشروع «فيفا فورورد»    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جيوب الكفن
نشر في الأهرام اليومي يوم 17 - 06 - 2011

صامتا وتائها عن نفسي كنت أمشي بين الأكابر وكبار السن منهم‏,‏ شباب العائلة يتابعوننا والصمت مهيمن عليهم دون أصوات‏,‏ حتي الأنفاس لا تبوح بتعبيرات التقاطيع الساكنة التي تتابع خطواتنا وتوشك أن تحصيها بسلبية وحياد جامد غير مألوف, وأنا أنظر للوجه فتفر العينان وبالألسنة يطلبون الرحمة للراحل ولآله الصبر والسلوان علي ماإبتلاهم به المولي, كان باب الدار مزحوما, وعندما لمحونا تباعدوا وأفسحوا مدخلها أمامنا فدخلنا صحن الدار الضيق واللائق بضيقها المعروف غير المحتمل, رأيته راقدا علي درابة الغسل عريانا إلا من قطعة قماش بفتة أبيض تداري عورته وبطنه وجزءا من صدره إقتربت منه فبدا لي أنه ينظر ناحيتي ليطمئنني علي صحوه ويحاول النطق معترضا علي ماكان يدور حوله, وإقتربت لأتسمع همهماتهم وتعليقاتهم التي كانت تتوالي وتطلب له ولبدنه الرحمة والغفران من الواحد القهار, ويطلبون من المولي أن يمنحني الصبر والقدرة علي إحتمال فقدانه مادامت الدنيا فانية ولا دوام إلا للخالق, كنت أتأمله بلهفة وهو ساكن في مرقده, ومستسلما لإشاراتهم جلست فوق مقعد بجواره لألتقط أنفاسي من عناء السفر كما قالوا, وحاولت أن ألملم روحي علي مهل, لكنني إنتفضت واقفا علي نحو مفاجيء بحساباتهم وبدأ الصراخ في وجوههم معبرا عن إحتجاجي:
مين اللي جابه يتغسل ويطلع من هنا ؟ دارنا اللي هي داره, براح ياناس, ولا هي مابقتتش داره ؟ مابقتش داره ؟
تبادلوا النظرات ولم ينطق أيهم بكلمة, فعاودت السؤال بصوت أعلي مرورا, وبدلا من الرد أسمعوني تعديدا ونعيقا وأصواتا تندبه أثناء تغسيل البدن اللين المطاوع بعكس بنيانه كما عرفته وألفته, ثم سكتوا, ومغلوبا علي أمري لذت بالصمت قبل أن انتفض لأترك المكان بعد نظرة وداع خاطفة ممرورة لبدنه, ولا أعرف كيف توجهت ناحية باب الدار المفتوح وخرجت لأراه قبالتي يجلس مسنودا علي جدار الزاوية ورأسه مدفوسا ومخفيا بين الركبتين بينما أقف قبالته لأسأله مستنكرا بإستياء:
مين إللي جاب أبوك يتغسل ويطلع من هنا ؟
رفع رأسه وفتح عينيه المسبلتين ليراني ثم أعاده مدفوسا كما كان بين قبضتيه الملفوفتين حول ركبتيه ودون أن يكلف نفسه ردا, كنت أتفكر كيف ومن رتب له الغسل والتكفين والدفنة في دار خاله ؟ وقد تحمل وتحامل علي نفسه وعاش غربة ممدودة, ثم يموت في تلك الدار ويتم تغسيله وتكفينه قبل دفنه, هل رتبوا أيضا دفنه في مدافن أخواله لتكتمل غربته بعد الموت أيضا؟ والأخ الأكبر في نفس مكانه, وملموما علي نفسه بدا لي أنه يفر من مواجهتي, وهو يدفس رأسه بين الساقين والذراعين الملفوفتين حولهما, لم أتحكم في نفسي فإنحنيت وبقبضتي أفلحت في فك الذراعين, بدا لي وكأنه يداري غضبته, ويحاول أن يتخفف أمام الناس غرباء وأقارب, ولعله طاوعني ساعتها لأتوهم أنني أجبرته علي مواجهتي فأهدأ وأتخفف, ربما كان عزمي وإنفعالي أقوي منه ومني, لأنه رفع رأسه ليتأملني بوجه مكفهر, وعاجزا عن الاحتمال كررت سؤالي:
مين ؟ مين إللي جاب أبوك يتغسل ويطلع من هنا ؟
ماحدش جابه ياأستاذ, هو إللي جاب نفسه
ماقدرتش تستحمله كام يوم ف الدار لحد ماربنا يفتكره ؟
استحملت أبوك كام يوم ؟ استحملته كام يوم ف دارك ؟
ومستضعفا بوهن وربما بصوت مفتعل رد علي:
خبر إيه ياأستاذ ؟ داري دا إيه ؟ ماهي داره قبل ماتبقي داري ولا دارك, سامعين ياجماعة الأستاذ بيقول إيه ؟
تلفتوا لبعضهم البعض ثم غمغموا بكلام متداخل لم أتبينه بهدف التهدئة, بدا لي أنه اكتسب تعاطفهم فراحوا ينظرون ناحيتي بشيء من الإرتياب غير المعلن, ثم يقوم متساندا بكفيه علي الجدار خلفه ويمسح راحتيه في صدر جلبابه ليواجهني رأسا برأس, كانت عيناه تنضحان غلا كامنا لم يستشعره أحد غيري, وعيناه تلتمعان كأنما تعلنان إنتصارهما علي عيني التائهتين الباحثتين عن إجابات لأسئلة لم يطرحها هو علي نفسه ولا طرحناها عليه ولم يتمكن من الرد الشافي الكافي عنها, كان البدن الملفوف بسبع طاقات من القطن والحرير الطبيعي يخرج محمولا بين أياديهم وهم يتوجهون به ناحية النعش المركون بجوار جدار الزاوية ليوسدونه مرقده علي مهل, يحملون النعش ويتحركون داخلين به من باب الزاوية, بينما الأخ يعبر وقد أفسحوا له مساحة بينهم ليدخل, كان بعضهم يتراجع الي. الوراء ولم يكن لدي بديلا غير التوجه إلي نفس المكان الذي أدخلوه منه, لأنه كان يسمح بدخولي بينهم عن قناعة غير قابلة للنقاش, وفي الصلاة علي روح الميت لم ألمحه أمامي أو في الصف الذي وحدثني واقفا فيه, وبعد الصلاة حملوا النعش علي مهل وأخر جوه, وبأصواتهم كانوا يكبرون ويتزاحمون لإخراجه من باب الزاوية ثم أشاروا لي لأتقدمهم وأحمل الخشبة الأمامية اليمني علي كتفي الأيسر, ويحمل هو الخشبة اليسري علي كتفه الأيمن, وعندما رفعنا الجزء الأمامي رفعوا الجزء الخلفي في ذات الوقت تقريبا, وخطونا أولي خطواتنا في مشوار الوداع للأب الراحل, وكنت أسمع عبارات العزاء ولا أملك أن أرد عليها, والمشوار يبدو ممدودا ونحن نتحرك بالنعش الذي بدا لي خفيفا في بعض الأحيان إلي حد أنني كنت أتوهم أنه قد يطير بنا, أو يبدو ثقيلا فوق أمكاناتي لمواصلة مشواري للمدافن, لكنني واصلت المشوار مدفوعا بقوة خفية جعلتني قادرا علي إحتمال ثقل النعش غير المتوقع, أو شعوري أنه سيرفعنا عن الأرض ونتعلق في الفراغ, كان يلزم أن نواصل مشوارنا بخطواتنا المتوافقة والمتقاربة لتخطي منحنيات وتبادل اتجاهاتنا دون كلمة أو تفكير في طلب الراحة, وبرغم الجهد المبذول فوق الطاقة ودون إلتفاتة من أحدنا للآخر ليرشده أو يسترشد به, وقد كان هناك بالقطع ميراث مشترك تسلل إلينا من جينات مشتركة, فمكنتنا من توجيه النعش كما نريد في المنحنيات, أو أن نبدل الإتجاهات دون كلمة أو نظرة أو سماع إرشاد منطوق, وخوفا من خلاف ينشب بيننا ويستشعره من جاءوا لتأدية واجب العزاء من بدايته, بدا لهم أننا إتفقنا في كل شئ, ومشوار الدفن الذي قطعناه رغم الصهد وضوء الشمس الحارق إنتهي بسلام, لكننا تحاملنا وصمدنا ولم نستجب لعرض من عروض الإجازة رغم أنها كانت مشروعة ومتتابعة وصادقة في قلقها علينا أجرني.. أجارك الله لكن الوهن لم يتمكن منا قبل أن نضع مقدمة النعش أمام المقبرة, لا فرطنا في الحامل ولا في المحمول, وعندما أنزلناه تهالكنا فوق المصطبة البراح عن يمين المقبرة, كان عزام يطل من فتحة المدفن, وكنا نراه يشير لهم متعجلا أن يحملوا المرحوم علي مهل ليتناوله ورأسه أمام البدن, وتسابقوا علي إخراجه من النعش ثم حملوه والرأس أمام البدن, وتسابقوا علي إخراجه من النعش ثم حملوه والرأس أمامه, كان عزام بارعا في مهنته بشهادة كل من تعامل معهم, ورافضا أي مساعدة في تأدية دوره, وصحيح أنه كان يسمح لحفيده عزام الصغير أن يدخل المقبرة ليؤنسه ويحادثه أو يسمع تمتماته في أذن الميت بعبارات لا يسمعها أو يفسرها ولا يترجم كلماتهم أحد, وكان الشيخ معاطي يقرأ
القرآن علي روح الميت ويوصيه بأن يرد بكلمات مختصرة علي أسئلة ملاك الموت الذي سيلقاه بعد أن ينسد باب المقبرة, وعزام الصغير يخرج ويحمل الباب بين يديه وينتظر خروج عزام الكبير ليمد به يده, يتناوله ويضعه في مكانه ويحوط اطرافه علي مهل بالطمي الذي جهزه, وغطاه بالتبن وركنه عن يمين الفتحة قبل دخولها.
كنت أجرجر القدمين تائها وأنا أهز رأسي غير مصدق أنني فقدته, وعبارات قيلت لتواسيني فسمعتها وتاهت في دهاليز الصخب أو تلاشت, ولم يسكن القلب أو يشعر بالعزاء الذي نلته من الأهل والغرباء, لعلني شعرت بعدم القدرة علي إحتمال فراق الأب الذي تركني لجدتي لأب تباعد عني زمنا مطمئنا انني سأرتاح وأضحك وهي تحكي حكاياتها, وتهدهدني وتسحبني من مكابدة حرماني من الأم في طفولتي المبكرة ومطالع صباي
بدا لي في الكابوس الكابس علي أنفاسي أن كفرنا الخروبي صار هدفا تتهدده قوي باغية لتقلب موازينه فأصبح عاليه واطيه يمشي علي دماغه مستبدلا بالكفين حركة القدمين ويبدو مسنودا علي شكل مسدس أو مربع من بلاستيك مقوي تحته أربع عجلات أو ست عجلات وفي وسطه مساحة غويطة علي شكل طبق صاج يسمح بإستتباب جمجمة بني آدم متوسط البنية, يتحرك به الطبق بآلية وقدماه مرفوعتان لأعلي دونما اعتراض وقد صار هرما مقلوبا أوكائنا حيا متواطئا ضد نفسه بشكل مجاني يمكنه أن يري أمامه من يطلبه حتي لو انقلب ميزانه, ولأنه في الخفاء والعلن كان قد استجاب لخصومه من فرط رعبه بسبب اعتياده علي طاعة الأقوياء, تناسي تاريخه وسعي للإنفلات بفص مخه التحتاني غير المحسوب حسابه, وبعدها تحول إلي شبه آلة أو أراجوز يتحرك بشكل معكوس ليبعث الفرحة في قلوب خصومه القدامي وقد تصالح معهم وقبل شروطهم بلا خجل ليولد الحسرة في قلوب العقلاء من ناسه علي ما صار اليه حاله وحالهم في ذات الوقت, ولعل البعض منهم صدقه أو توهم أنه سوف يصدقه لو تمكن من زراعة بذور البهجة في قلوب من يحيطون به, أنصاف الأكابر والأصاغر من محدثي النعمة من أمثاله في ذات الوقت, لأنه وعدهم بأن يدعوهم ليسابقوه بالتتابع فوق مساحة الأرض الخالية والمستوية, وقد امتطي كل واحد منهم تحت فردتي حذائه زوج قباقيب باتيناج واثقا أنه سيحصل علي جائزة مؤكدة عن كل شوط يلاعب فيه الرجل الأحول, يشعر بالتفوق علي الدماغ المقلوب علي مربع أو مسدس تحت طبق محمول فوق أربع أو ست عجلات يعجز دماغه المقلوب عن التحكم فيها مثلما تتحكم أقدامهم في عجلاتهم التحتانية.
في رؤية تالية من نفس الكابوس شفت رأس كفرنا الأرجواني وقد صار مدكوكا وثابتا في أعماق نفس الأرض لا يظهر منه شيء, كأنه جذع شجرة كافور لها فرعان متساويان, ووحيدان عاريان من كل ما يوحي باحتمال نمو الأغصان أو خضرة الأوراق مستقبلا, جفاف وثبات ساكن علي السطح كما قد يتجلي لأي عابر سبيل محايد, وسوف يصعب عليه حالها وحالنا والكل يتأسي بمرارة علي مصيرها ومصيرنا المعتم بعد أن صار الدماغ مدفونا ومعزولا عن كل ما يوحي بأنه كان موجودا ومشاركا وواعدا لناسه بتحقيق الأمنيات المشروعة أو حتي بعضها, متوعدا بتدمير كل من فكر في تعطيله أو تعويقه ولأن كفرنا كان يبدو في الأحلام متألقا ومبهرا و أرجوانيا أو متحذلقا وخاملا أو عطلان أحيانا برغم كونه باق وساكن في نفس مكانه المختار منذ تأسيسه إثر حوارات ومداولات مضنية لتلبية رغبة من دارت في خيالاتهم أحلام وردية لم تتحقق برغم أنهم شافوا بناياته كأنها حلم مشروع يحلق في دوائر علوية تضعه فوق الأرض أساسا راسخا ومشرقا لكفر مزدهر أعلي من الكفور المجاورة, وكل كفر مجاور يتعلل بأنه أقدم, ويحق له أن يطالب بحماية حقوقه في ملكيته الفكرية لأن العراقة وحدها لا تكفي ما لم يسع أصحابها لتحقيق الأمنيات المشروعة التي واصلت طوافها المتواصل بأخيلة من سكنوه قبل أن يتأسس علي النحو المأمول ليكون كفرا برقوقيا يمتلك بنايات شامخة تتيه زهوا بما أنفق عليها من أموال الناس, وهي بنايات في براح مفتوح حوله براح يوحي بالتحقق والتألق ويعد بتحسين أحوال من أسسوه, وتنفتح في كل الأوقات مساحاته الرحبة وقاعاته المكيفة, ومرتاحون فوق مقاعدهم الوثيرة يتحاورون بحرية مطلقة في كل ما يعن لهم, لأنه يخصهم إرثا شرعيا بجدرانه المتوددة, كانوا ينعمون بحمايته خلف أسوار وأبواب متعالية صلبة وكانوا يقولون لبعضهم البعض بعد أن دارت عليهم الدائرة عدة دورات, وعصفت بها زوابع حملتها رياح الشمال الباغية علي غير توقع من ناس كفرنا المشمشي الذي تلونت واجهته وانطمس ما كان الناس يحسبونه بريقا أزليا غير قابل للزوال, وربما أدركوا دلالات ما جري وقالوا لبعضهم البعض بقليل من الحسرة إن البقاء لله وحده, أضاف المتفائلون منهم أن ما انكسر يمكن إصلاحه لو خلصت النوايا وصح العزم, سرت حول البنايات أمنيات جديدة لا تقل عن تلك التي كانت تتراءي لمن نادوا في السابق بتأسيس الدرب قبل أن يتجسد بناية غالية نالتها بعض الأضرار الهينة بحساباتهم, لكنه في الناحية الأخري من الساحة شديدة البراح كانت تتواتر أصوات قادرة علي إزاحة الأمنيات جانيا, وبأصوات تدعو للإفاقة من الأوهام والصحو بعد الغفلة لإضافة المزيد من الأحلام الممكنة, مضافا إليها أحلام مستحيلة التحقق, وكان البعض منهم يصرخ بعزم الصوت:
أنتم في غفوة خالصة, أنتم في زمن الغفلة.
تقاعستم عن أي فعل واستكنتم علي الكراسي الوثيرة في الداخل وتصاممتم عن أصوات الزوابع وصرخات الحرس القديم وقبل الحسرة علي كفر أفلحتم في تأسيسه لحمايتكم.
إنه الطوفان الغبي القادر علي إزاحة البنايات العتيقة فأفيقوا لكن الصمت كان داخل البناية مطبقا, وصرخات التحذير بدت لبعض من يلوذون بالمكان مثل أجراس إنذار في زمن السلم أو المسالمة, مسالمة لا لزوم لها وهم يبتسمون بينما يتصافحون مع كبار الزوار في مواجهة الكاميرات وفلاشات التصوير الثابتة والمتحركة, وكان هو داخل الكابوس مرميا كجثة مدفونة في ركام بناية منهارة بفعل زلزال بشع ومرعب ذكرني باسم قريتي الذي لم أتمكن من معرفة معناة أبدا, فقررت أن أريح نفسي من محاولات فهم المعني رغم انتمائي له, أدفعه عن زمني فرارا وأسنده الي زمن الفراعين, وكثيرة هي القري التي تتسمي بأسماء لم نتعرف علي أصولها نتيجة التعجل أو الجهل أو عدم الرغبة في مواصلة البحث والتمحيص في دلالات الأسماء استنادا الي مقولة أن الأسماء لا تعلل, والزلزال الذي هز أرضية مدينة بم الإيرانية يزود مواجعي ويذكرني بقريتي بمم التي هي كما قلت لنفسي في السابق اسم فرعوني قديم لم أتمكن من ترجمته عن هيروغليفية لم أتعلمها, وأسأل روحي: هل زحف الفراعين من الزمن القديم ودخلوا بلاد الفرس؟
أم أنهم حملوا اسم قريتي لفارس القديمة التي حكمتنا زمنا بعد الزمن الروماني, وربما اتخذت من قريتي قبل أن تتأسس مقرا لقائد عسكري متواضع, أو نصف حاكم أو حتي ربع مسئول. وتبدي لي في الكابوس أن بغداد المنهارة التي زرتها وتسكعت في دروبها صاحيا ثم جلست علي مقاهيها التي تتشابه الي حد التطابق مع مقاهينا في القاهرة, وقد كانت تعشش في الدماغ نصف الواعي نصف التائه, وأصوات الخلق القتلي والأسري تستجير بمن يستجيد ويصرخ في كابوسه الخاص والعام:
مقهي مقهر مقهي مقهر مقهي مقهر, جناس ناقص جناس كامل جناس تجانس تكانس تجانس تكانس بم بمم بم بمم بمم بم, بمم
كنت في الكابوس محاصرا علي غير توقع بالشقيقين أحاول أن أتحاشي الضربات غير المتوقعة منهما, فأصرخ مستجيرا بوجه الأم لتصحو من غفوتها بعد الموت لتذكرهم بأننا أشقاء ولا يحق لهم قتلي بسلاحين غادرين, تذكرهم بوجع قلبي والصمامات الصناعية التي وضعوها مكان الميترالي والأورطي المنزوعين بعد فشلهما في تمرير الدم بشكل مأمون حسبما قالوا, ولأن أمي لم تفعل شيئا لحمايتي غصبا عنها, فربما تخيلتني قتيلا لأخوين شقيقين, وأنا راقد الي جوارها في نفس القبر, وتخيلتها ترمح وتفر من قبرها التائه الذي يصعب النيل منه وهو ينهار ويتلاشي ويندك تحت الأرض وواثقا كنت أعرف أنه كابوس مباغت سأصحو منه إن كان لي في العمر بقية, أسعي وأجاهد لأفر وأهرب من كابوس دموي ساكن في اللاوعي, وسعيا لفهم المستحيل احاول فهم ما يدور حولي لتفسيره بعد الإفاقة والخلاص رغم قلة العزم وضعف الحيلة.
كان الأب الموجوع يئن بوهن ويعترض علي فكرة الرجوع للكفر, وبإلحاح منا حاولنا إقناعه بأن وحدته بمدينة ليست له فيها قرابات ترعاه وتتابع حالته علي النحو المطلوب مغامرة مجانية, وبرغم أنه قال وصدقناه إن جيرانه الغرباء يتابعونه ويهونون عليه وحدته فتحاملنا علي أنفسنا وانفعالنا وحاولنا إقناعه بالموافقة علي الرجوع لبيته وبلده وناسه أو أن يشاركني مسكني واغترابي بالقاهرة فلم يوافق, ربما إشفاقا علي حالتي, ولعله اختار الرجوع لكفرنا ليريحني من حمل همه, وفي نهاية الأمر وافق علي العودة ليريحنا ويرتاح, كنت فرحانا وأنا أصحبه مع شقيقي الأكبر لدارنا البراح الموروثة من جدنا, طمأنة بعد عقود من فقدان الأمان بوحدته واغترابه لسنوات متتابعة متتالية دون أن يفكر في الرجوع ليقضي ما تبقي من عمره في داره, وشعرت بالأمان المخلوط بالزهو لأنني صالحتهما وأعدت المياه الي مجاريها الطبيعية والمألوفة.
في نفس الليلة وبعد أن ودع كل من جاءوا للترحيب به في بيته, تنهد وتأملنا سويا ثم دس يده اليمني في جيب جلبابه وأخرج حافظة نقوده, وضعها أمامه وتأمل وجهينا قبل أن يخرج لفافة الأوراق المالية منها ويعيد الحافظة الخالية لجيبه, تبادلنا النظرات ونحن نري كل هذه الأوراق المالية في حوزته, أشار بيمينه الي النقود التي وضعها فوق رخامة الترابيزة العتيقة التي كانت تطوف بخيالي لأسأل عن عمرها مستغربا صلابتها وقدرتها علي حمل تلك الرخامة الزاهية والسميكة علي نحو لم أر له مثيلا, كان يهز رأسه هزا متتابعا قبل أن يقول لنفسه أو يقول لنا:
دول القرشين اللي عرفت أدبقهم في الغربة
تأملنا ملامحه بإتغراب دون أن نعلق وتبادلنا النظرات ربما بحثا عن بداية لحوار يليق, نطر إليه وواجهني مستوضحا بصمته فتنحنح صالح وهز دماغه قبل أن يعلق علي ما سمعناه بلهجة المستور:
خليهم معاك ياآبا, هو إحنا لا سمح الله محتاجين حاجه من حد؟ ما تقول له ياأستاذ
لجل ما تشتروا الدوا إللي كتبه الحكيم, وما تحتاروش يوم ما يحين الأجل أنا عايز أتكفن علي حسابي ياصالح
ربنا يطول لنا في عمرك, دا إنت كده بتشتمنا ياآبا, وإحنا ولادك, يعني ولاد الأصول, الناس تقول علينا إيه؟ إتكلم يا أستاذ, إنت موافق ع الكلام ده؟
قبل الأستاذ ما يتكلم ياصالح, الناس ح تقول علينا إيه؟
خبر إيه ياآبا؟ إنت مش عارف الكلام إللي الخلق بتقوله علينا؟ ولو عملنا إللي إنت بتقول عليه ح يقولوا إيه؟ مش قادرين نشتريلك كفن؟ فضايحنا ح تبقي بجلاجل, ساكت ليه ياأستاذ؟
أقول إيه؟ اللي أبوك عايزنا نعمله, نعمله, بينا وبين بعض.
هو فيه حاجة زي دي بتستخبي يا أستاذ؟
تحيرت ولم أتمكن من الرد, وساد صمت ثقيل قبل أن يواصل بلهجة مغايرة وعيناه علي لفافة الأوراق المالية, قبل أن يرفعها متظاهرا بالاستهانة وهو يهزها بيده ويسأل:
كام دول يا آبا؟
ما بتعرفش تعد؟ ما بتعرفش, ولا عارف, وبتستهبل؟
ح أستهبل علي إيه؟ الحكاية ما تستاهلش, ما تحضرنا يا أستاذ, إحنا لا سمح الله ح نجدد اللي راح؟
بلاش نجدده, بس عايزكو تريحوا قلبي يا جماعة
قالها بصوت محايد يتعارض مع ماكنا بدأناه حوارا يلزم أن ينتهي, وبآلية دس صالح رزمة الأوراق المالية في جيب جلبابه, كان يهز رأسه بارتياح لا أدري إن كان بسبب ما صار في حوزته من أموال الأب التي وضعها بجيبه, أو أنه كان دفئا يشعر به إنسان عندما يجد مبلغا لا يخصه علي أرض خالية, هز أبي رأسه وتابع آمرا:
مش تقسم الفلوس دي مع أخوك؟ أنا أخاف ربنا يحاسبني, أقسمهم مع أخوك لجل أموت مرتاح, مش أحسن؟
تأمله بعينين معترضتين ومقيدتين بالحذر من الإندفاع علي نحو يتعارض مع ما دار بيننا في بيته الكائن وسط المدينة المجاورة لكفرنا في آخر لقاء, وعلي نحو موجع أخرج الأوراق المالية ووضعها أمامه علي السطح الرخامي العتيق لترابيزة المندرة الكبيرة فواصل أبي ما بدأه آمرا لصالح:
اقسمهم يا صالح وإدي أخوك نصيبه, وخللي معاك نصيبك, ح تعرف تعد ولا أعدهم لك؟
براحتك يا آبا, عايز تعدهم عدهم
إقسمهم ياصالح
إقسمهم بالبركة
انشغل صالح بعد الأوراق المالية واقتسمها نصفين وناولني بيده النصف الذي يخصني ودس في جيب سيالته ما يخصه.
إختليت بروحي فطاف بخيالي سؤال: هل خروج البدن من أي دار بعد تغسيله وتكفينه يثبت الشراكة في ملكيتها؟
كان سؤالا ممرورا بلا جواب, لكنه أعادني لزمن بعيد... بعيد, ومحاصرا بسؤالي الذي لم أطرحه جاوبت نفسي أن مكان التغسيل والتكفين لا يثبت أي ملكية, واستعدت يوم سفري وصالح يجاملني ويرافقني ويوصلني لمحطة القطار, بعد أن اقترحت عليه أن نشتري للأب كفنا من حر ماله, كان مغلوبا عي امره وعاجزا عن الإعتراض فسايرني وتشاركنا بجزء من ماله الذي اقتسمناه واشترينا كفنا من سبع طاقات وبالتوصيف الذي قاله لو مت تشتري لي كفن حرير سندسي سبع طاقات شعرت أنني أوفيت بوعدي له لكن سؤالا غيبني عن الوعي وأخافني أن يصيبني الجنون أو الكراهية الكامنة:
هل تغسيل البدن الميت وتكفينه في أي بيت يثبت أنه شريك في ملكيته؟ وتهت وتحيرت.
كنت أراني ظلا يتحسس طريقه علي مهل لنهايته الجبرية, ولأنها جبرية لا يملك أي كائن حي أن يفر منها, فهونت علي روحي الأمر وإستعدت وجه أبي يوم حدثني بثقة العارف أنه يتجه لسكة الرحيل عن دنيانا, اعترضت إشفاقا عليه وواثقا بأنه يصف حالته صادقا معي ومع نفسه, لأن العبارات التي سمعتها لم تكن افتعالا ولأنه كان يستند علي حقائق مؤكدة, فتحاملت ولم يسعفني أحد, لأن الخبطات كانت تخلف في البدن المهدود مزيدا من الكدمات والجروح بآثارها الظاهرة والمخفية, ولأن خطواتي المتعثرة في كل محاولة للفرار كانت تبوء بالفشل, أتحامل وأقول لروحي المحبوسة في هذا البدن المكدود المنهك وقد أصابته من كل الزوايا خبطات نيران صديقة كما يقولون في أجهزة إعلامهم الموجهة للضحايا بغرض التخويف, أقول لروحي همسا خافتا يلزم أن تصمد وتتحامل علي روحك لتواصل دورك رغم المعوقات والحواجز المحطوطة في كل الأركان لكنها كانت روحا معاندة, تتسمع ولا يبدو عليها أي رغبة في مواصلة المشوار الممطوط, وبخطواتها الفاعلة والمؤثرة في سباق المسافات الطويلة, السباق المفروض والفعل المحاصر والمحسور علي الجهد الضائع هدرا لأنه لم ينتج عنه أي إنجاز محسوس, أقول لروحي وأنتقدها, حتي عدم حصولك علي أي ثمار لتعويض روحك عن سعيك المتواصل بغرض الاسترخاء بعد الوصول إلي تباشير تلك الثمار التي بدت لروحك مستحيلا تم تحقيقه لحسابك علي النحو اللائق بمن سعي وظل يسعي ويبذل الجهد بكل طاقته وأكثر من طاقته, وقد كابدت بقدر المستطاع متخطيا حدود المستطاع لتحتمل المكابدة المفترض أن يكون مردودها محسوسا وملموسا ما دام ضروريا ومؤثرا ومشروعا في نفس الوقت, وطاف بالخيال حلم من اللازم أن يتحقق, كان منوطا بك أيامها أن تواصل السعي في الفراغ, وكان من الضروري أيامها أن تتجاهل من يحيطون بك وتبدو علي ملامحهم حالات متفاوتة من الإشفاق الجواني عليك, ربما لأنهم كانوا يتوقعون انكسارك, ولم يكن من الممكن بحساباتك الوصول إلي توهان العقل الفاعل, أو التشبث بتأدية الدور ما دمت تملك أدواته ولديك المخزون الساكن والقابل للتحرر في صور مرسومة بالخيال قبل أن تتحول إلي رسوم تلفت الأنظار, وهو يتحدث مع روحه ويزرع الأوهام حولها ليضيف جديدا كلما طافت روحه في البدن الثاني, وكم حاولت روحه أن تفر من مصيرها المحتوم ولا أمان لهما ولا أمان, ولم يكن تفكيره في الفرار جبنا أو استسلاما, ولم يكن عجزا ولا ضعفا ولا تهاونا في الفعل بغرض التحقق, كنت أراه وهو يحاول أن يلملم كل أطراف الحكايات التي تجري أمامه ليسجلها ويدين فترة عاشها مكرها ومسلوبا ولم يحتج.
-------------------------------------
عن الكاتب: صدرت له عدة روايات هي: الناس في كفر عسكر و حكاية شوق وحكايات المدندش وسيرة العمدة الشلبي وأرضنا وأرض صالح و هوامش المدينة.
كما صدر له عدد من المجموعات القصصية هي: دائرة الانحناء والنبش في الدماغ والتي حصل بها علي جائزة الدوله التشجيعية عام1985ووسام الدولة للفنون والآداب من الطبقة الاولي وفي مدينة الباب وكشف المستور و الحنان الصيفي و البحر الرمادي و نصف الساعة السعيدة والمنام المراوغو ملاعيب الاكابر ورسام الارانب وخطافة العيالو مواسم الشروق وعرض مجاني للجميع وكلام مصاطب وجالس القرفصاء يتودد إلي روحه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.