في ظل تزايد المخاوف من ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الكبد, يحتاج الأمر إلي تضافر جهود كافة الجهات المعنية بصحة المصريين للحيلولة دون سقوط المزيد من الضحايا, حيث تشير الإحصائيات إلي إصابة15 20 مريضا لكل100 ألف مواطن.ويعتبر سرطان الكبد ثاني أكثر الأنواع شيوعا لدي الرجال بعد سرطان المثانة, ومن المتوقع أن يتصدر قائمة أورام الرجال في خلال سنوات, علما بأن سرطان الكبد يحل ثالثا في قائمة أورام السيدات, أما الجانب المشرق من المشكلة فهو وجود آمال كبيرة لمحاصرة المرض, بعد الانتهاء من وضع القواعد الاسترشادية المصرية بطرق التشخيص والكشف المبكر لجميع إشكال أورام الكبد, والتي تم إقرارها خلال مناقشات المؤتمر الدولي السنوي الثاني لجمعية سرطان الكبد المصرية, بمشاركة1500 طبيب من مصر وأمريكا وفرنسا في تخصصات الجهاز الهضمي والكبد الأورام, واستنباط علاجات موجهة لإطاله فترة إعاشة المرضي, وقرب ظهور علاجات موجهة حديثة ستحقق طفرةعلاجية, علما بأن الجمعية المصرية لسرطان الكبد ستنظم حملتين خلال2011 الأولي للوقاية من سرطان الكبد والثانية للتشخيص المبكر للمرض. وحول الجديد في علاج سرطان الكبد باستخدام الأشعة التداخلية, قال الدكتور احمد الدري أستاذ الأشعة التداخلية ومدير وحدة سرطان الكبد بطب عين شمس ورئيس الجمعية والمؤتمر, إن من بين الوسائل الحديثة والمتاحة حاليا بوحدة علاج الأورام بطب عين شمس, استخدام الميكروويف لحرق الأورام الكبيرة, حيث أتاحت هذه التقنية حرق الأورام في وجود أوعية ملاصقة للورم دون الإضرار بها, وحرق الورم بصورة متجانسة دون ترك خلايا حية داخل الورم لمنع ارتجاعه, واستعرض طرق حقن الورم بجسيمات صغيرة مشعة تصدر أشعة قوية لقتل الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة, وكذلك استخدام الحقن بالحبيبات الكيماوية التي تحمل العلاج الكيماوي, وتحقن بالقسطرة التداخلية بصورة تزيد من نسبة تركيز العلاج الكيماوي داخل الورم وزيادة تأثيره القاتل للخلايا السرطانية مع تقليل الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي. ويقول الدكتور محمد علي عز العرب استشاري الكبد ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد, ان المؤتمر تناول علي مدار6 جلسات علاقة الالتهاب الكبدي المزمن سي بحدوث الأورام ومدي تأثير العلاج بالإنترفيرون في منع الأورام, حيث تبين أن نسب حدوث الأورام تقل كثيرا لدي المستجيبين للعلاج بالانترفيرون, وكذلك العلاقة بين فيروس الكبدي بي وأورام الكبد, وأظهرت الدراسات التي أجريت في تايوان تناقص عدد المصابين بأورام الكبد نتيجة فاعلية التطعيم, كما طرح المؤتمر طرق التشخيص الحديثة باستخدام دلالات الاورام عن طريق الدم مثلPIVKAII, وAFLL3, واستخدام دلالات التوقع المعتمدة علي البيولوجيا الجزئية لمعرفة الإصابة بأورام الكبد من خلال تحور بعض الجينات, وطالب بضرورة تخفيض أسعار العلاجات الموجهة لأهميتها للمريض, خاصة الحالات المصاحبة لحدوث جلطات في الوريد البابي وأورام خارج الكبد. وقال الدكتور جمال عصمت أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني, ومدير برامج العلاج باللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بوزارة الصحة إن هناك زيادة مطردة في عدد المصابين, حيث وصلت الإصابات بين16 إلي25 ألف حالة سنويا, مؤكدا زيادة فرص الشفاء عند اكتشاف الأورام مبكرا, وينبغي لمرضي الكبد إجراء الفحص الدوري, الموجات الصوتية وتحليل دلالات الأورام بالدم كل4 اشهر, وتتيح الجمعية المصرية لسرطان الكبد بالتعاون مع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية إجراء الفحوصات في21 مركز بالجمهورية بمبالغ زهيدة. وحول أهمية وضع الخطوط الاسترشادية المصرية, يوضح الدكتور اشرف عمر أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني إن أورام الكبد أصبحت مشكلة قومية نتيجة تزايد الإصابة والتي تبلغ15 إلي20 مريضا لكل100 ألف. وحول دور المشروع القومي للكشف عن أورام الكبد أوضح الدكتور محمد كمال شاكر أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بطب عين شمس ورئيس اللجنة الاستشارية للمشروع, أن المشروع بدأ عام2010 بإدراج3 مراكز للتشخيص المبكر لاجراء المسح الدوري لمرضي تليف الكبد والالتهاب الفيروسي بي و سي كل4 شهور, ونجح المشروع في تشخيص15 حالة إصابة بالأورام من بين500 حالة, وينتظر خلال هذا العام إدراج5 مراكز جديدة للفحص وكشف البؤر السرطانية بالكبد, وتحويلها إلي6 مراكز للتشخيص والعلاج بالجمهورية, وتم الاتفاق علي القواعد العامة في التشخيص والمتابعة الدورية لمرضي سرطان الكبد تمهيدا لإقرارها من وزارة الصحة وتطبيقها في مركز الكبد. وتحدث الدكتور غسان أبو ألفا أستاذ علاج الأورام بأمريكا ورئيس المجموعة الدولية الداعمة للجمعية المصرية عن استحداث العلاجات الموجهة لمرضي الأورام وأشار لأبحاث دولية لاستنباط علاجات موجهة مضافة للعلاجات الكيماوية لإطاله إعاشة المريض.