قرأت رسالة الأنانية حتي الموت التي تتحدث فيها كاتبتها عن شقيقها الذي حرمها وأخواتها من الميراث, وأخذ لنفسه كل ما تركه والده, وأنه الآن علي فراش المرض وترجوك أن توجه إليه رسالة عسي أن يفيق مما هو فيه وتعليقا عليها أقول: كنت أتابع منذ أسابيع احدي القنوات الفضائية, وكان الحوار مع الملياردير السعودي سليمان الراجحي, حول توزيعه لثروته علي ابنائه وهو حي يرزق حتي لا يحدث بينهم خلاف بعد مماته, ولم اعر الحوار وقتها أي أهمية, ثم تذكرته بعد وفاة والدتي رحمها الله حينما جلست واخوتي لكي نتشاور حول الميراث وفقا للشرع, وحينها أندلعت الحروب والضغائن بين اشقائي, ونسوا امهم تماما بل وادعوا علي لسانها اقوالا وافعالا تتهمها بالباطل بدلا من أن يقدموا صدقة جارية علي روحها أو يدعوا لها بالرحمة كما قال عليه الصلاة والسلام إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. وهنا انفصلت عن عالم اخوتي وصراعهم وصوتهم العالي وتذكرت حكمة ذلك الملياردير فيما قام به وتذكرت العديد من القصص والحكايات التي سمعتها عن وصية الآباء لابنائهم بعد مماتهم. وهنا تركت اخوتي في شجارهم, وآثرت الانسحاب, وأنا أتعجب من تصرفات بعض الآباء تجاه أبنائهم وتفضيلهم البعض علي الآخر.. وأكل مال اليتيم ولا أدري ماهو مصير هؤلاء الابناء الذين سوف يأكلون هذا المال في بطونهم نارا يوم القيامة. {{ فور نشر رسالة الأسبوع الماضي الأنانية حتي الموت حول الشقيق الذي حرم شقيقاته من الميراث اتصلت بي كاتبة الرسالة: وهي تبكي بشدة وتقول: ليته أعطي اخواته الميراث ليته لم يظلمهن.. ليته استجاب لنصائح من حوله.. ليته قرأ ردك علي رسالتي.. لقد مات أخي! سمعت هذه الكلمات التي اختلطت بالدموع ووجدتني أقول: لها لا حول ولاقوة إلا بالله نعم ياسيدي فالله سبحانه وتعالي هو القوي والغني, وليتنا نعلم ان الغني هو غني النفس عن الحرام والتمسك بتعاليم الله وحكمته في خلقه, فلم يترك القرآن الكريم لاكبيرة ولا صغيرة في مسائل الميراث إلا وفصلها تفصيلا وحذرنا من التحايل علي الأوامر الالهية.. لكن البعض يأخذهم غرور الدنيا ويحسبون أنهم يحسنون صنعا فيتجرفون إلي الخطأ واكل الأموال بالباطل. وأقول لكاتبة رسالة الأنانية حتي الموت لقد تلقيت عروضا عديدة من محامين أفاضل عرضوا علي رفع دعوي علي شقيقكن للحصول علي ميراثكن.. أما الآن وبعد رحيله عن الدنيا أري أن توسطوا الأهل والاقارب لانهاء هذه المشكلة, واعطاء كل ذي حق حقه, وأن تغفروا لشقيقكن ما فعله عسي الله أن ينجيه من العذاب جراء ما اقترفت يداه, كما أهيب بكن أن تضممن ابناءه وأرملته اليكن.. وليكن ما حدث معه عبرة وعظة للجميع.