من أهم مشاكلنا أننا نتكلم كثيرا, وننجز قليلا.. ننفق الملايين علي مشروعات حيوية ونقلل كثيرا من فائدتها بتجاهل أشياء بسيطة لو فعلناها لكانت الفائدة أعظم بكثير وأراحت المواطنين في حياتهم اليومية. نجلس في مكاتبنا نستقبل فلانا ونودع علانا مضيعين الكثير من الوقت ولا نخرج إلي الشارع لرصد المشكلات التي يعاني منها الناس والبحث عن حل لها, مع أن هذه الحلول قد تكون بسيطة جدا ولا تحتاج إلي أموال كثيرة أو جهد كبير. مثلا, يخرج المحافظ في زفة كبيرة حاشدا وراءه المسئولين في محافظته ومندوبي وسائل الإعلام ليدلي بتصريحات معظمها لا ينفذ ولا يبحث عن المواقع التي فيها مشكلات يعاني منها الناس كثيرا يوميا, مثل الزحام علي الخبز لتهريب الدقيق من أصحاب المخابز وتكدس المرور بسبب سوء التخطيط, أو قلة المنافذ وانتشار القمامة في غير الشوارع التي يمر منها السيد المحافظ واحتلال الأرصفة من جانب أصحاب المحال التجارية وليس فقط الباعة الجائلين, وطفح المجاري في مناطق الغلابة لأن المسئولين يعلمون أنهم مغلوبون علي أمرهم ولن يشكوهم إلي كبار المسئولين. وبشيء من التحديد: الكوبري الذي يربط بين صلاح سالم والأوتوستراد أمام القلعة ضيق جدا والاختناق المروري دائم ولم يفكر أحد في توسيعه مع أن القاعدة الخرسانية موجودة منذ بنائه وتحتاج فقط لتركيب الجسم المعدني, وفي محافظة الشرقية نفق ضيق يتيم يمر أسفل السكة الحديد بالزقازيق للقادمين من الصحراوي والزراعي والمتوجهين إليهما ولم يفكر أحد في عمل نفق مواز بجواره لفك الاختناق مع أن المساحة تسمح بذلك, وفي قلب القاهرة تفتح إشارة تقاطع رمسيس عماد الدين الإلكترونية وتبقي إشارة تقاطعه مع الجلاء علي بعد50 مترا مغلقة فيحدث الشلل مع أنه من السهل ضبط الإشارتين لتفتحا وتنغلقا في وقت واحد, والشيء نفسه في تقاطع شارع عرابي مع رمسيس والجلاء! وهناك الاختناق الدائم في منزل الدائري إلي الأوتوستراد واتجاه المعادي وحلوان( مخرج 6) مع أن الحلول بسيطة سبق تقديمها ل جنرالات المرور, ولكنهم لا يستسيغون آراء المواطنين ويعتقدون أن هذا المجال لا يفهم فيه غيرهم! أما مشكلة خنق شارع الجلاء بالميكروباص عند مستشفي الجلاء فأصبحت تحتاج إلي خبراء ومسئولين من خارج مصر!