بعد إعلان وزارة الصحة المصرية حالة الطوارئ لسبب تزايد حالات الاصابة العالمية بالبكتيريا القاتلة آي كولاي التي انتشرت في أكثر من12 دولة أوربية ،اضافة إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية وبحسب منظمة الصحة العالمية وصل عدد الوفيات حتي الآن19 حالة. وبحسب قسم الوبائيات بمكتب المنظمة بالقاهرة.. يتم تعريف البكتيريا آي كولاي بانها نوع من البكتيريا التي يشبع وجودها في القناة الهضمية للانسان والحيوانات ذات الدم الحار.. وأن لهذه البكتيريا أنماطا عديدة غالبيتها غير ضار إلا أن بعضها مثل النمط(CEHE) وبعد تضارب المعلومات حول سبب العدوي بها بدأ من المهم معرفة التفاصيل حول ماهي هذه البكتيريا والأمراض التي تسببها, ومصادر العدوي بها وما هي سبل الوقاية منها وكيفية القضاء عليها. يمكن أن يسبب أمراضا خطيرة تنتقل عبر الغذاء ويتفرع من هذا النمط نمط فرعي هو( آي لولاي1 و1157 تن7) وهو الأكثر تأثيرا علي الصحة العامة, وتنتقل هذه البكتيريا إلي البشر عن طريق تناول الأطعمة الملوثة مثل منتجات اللحوم المصنعة أو التي لا يتم طهيها بشكل جيد, وكذلك الألبان.. حيث يمكن لهذا النمط من بكتيريا آي كولاي ان ينمو في درجة حرارة تتراوح بين17إلي50 درجة مئوية أما درجة الحرارة المثالية لنموها هي37 درجة مئوية. وعن الاعراض التي تسببها هذه البكتيريا يوضح التقرير منظمة الصحة العالمية.. إن الاصابة تسبب تقلصات بالبطن وإسهال قد يتفاقم في بعض الحالات إلي إسهال مدمم كما تظهر أعراض القيئ والحمي. أما مدة حضانه هذا النمط من البكتيريا فتقع ما بين3 8 أيام وبمتوسط4 أيام. ويشفي المريض عادة في حوالي عشرة أيام إلا أنه في نسبة قليلة من المرضي خاصة الأطفال الصغار وكبار السن قد تؤدي العدوي إلي مرض مهدد للحياة مثل متلازمه(SUH) المسببة للفشل الكلوي الحاد والانيميا ونقص الصفائح الدموية, ومعروف أن متلازمةSUH هي الدسبب الأكثر شيوعا للفشل الكلوي الحاد بين الأطفال الصغار, وقد تتسبب في مضاعفات عصبية مثل الجلطة والغيبوبة. وعن مصادر العدوي بهذه البكتيريا.. يؤكد أن الأبقار والأبل هي العائل الرئيسي لهذه العدوي, ومنها يتم نقل العدوي إلي البشر من خلال الأطعمة والمياه المختلطه بالفضلات الملوثه, كذلك فإن عملية التلويث المتبادل التي تتم اثناء إعداد الطعام من خلال انتقال البكتيريا من اللحوم وسائر منتجاتها الملوثة بالبكتيريا إلي الأسطح وأدوات المطبخ ثم انتقال البكتيريا من هذه الأسطح إلي أطعمة أخري. كما إنه يمكن نقل المرض من حاملي هذه البكتيريا لآخرين رغم عدم ظهور اعراض المرض عليهم وذلك عن طريق المصافحة أو التلوث بافرازات المريض( البراز) وعن كيفية القضاء علي مسبب المرض. يؤكد ان الطهي الجيد للأطعمة وذلك بتعريضها لحرارة لاتقل عن707 درجة مئوية أما الطهي بدرجة حرارة اكبر من ذلك يكون من الأفضل. الوقاية من المنبع أما تدابير الوقاية من العدوي ومكافحتها فتحتاج إجراءات مكافحة في كافة مراحل السلسلة الغذائية بدءا من مرحلة الزراعة إلي التصنيع إلي اعداد الطعام سواء في المنشآت الصناعية أو في المنازل والبيئات المحلية, كما ان تتبع قواعد النظافة والسلامة اثناء عمليات ذبح الابقار والإبل تحد من التلوث بفضلات الذبائح إلا أنها لا تضمن خلو منتجات اللحوم من بكتيريا آي. كولاي والنمطCEHE, ولاشك أن تثقيف العاملين في سلخ الجلود ومصنعي منتجات اللحوم بطرق التعامل النظيف مع الأطعمة هو أمر أساسي للإبقاء علي التلوث بالميكروبات في حده الأدني, وبالمثل إذا كان توقي تلوث الالبان الخام في المزارع أمر مستحيل فلابد من تثقيف المزارعين بأسس النظافة الشخصية وأفضل الممارسات في هذا الشأن. ولأن للمياه دورا أساسيا للعدوي بهذه البكتيريا تنبه منظمة الصحة العالمية إلي أهمية تطهير المياه المستخدمة في الالعاب المائية كحمامات السباحة وتطهيرها ووقايتها من فضلات الحيوانات, كذلك الاهتمام بتطهير مصادر مياه الشرب. وإزاء ذلك ونظرا لخطورة الأمر في وقت تزداد فيه درجة حرارة الجو فإنه للحد من المخاطر لابد للمتعاملين مع الأطعمة أتباع الممارسات الدولية المعتمدة والقواعد العامة لنظافة الغذاء التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الاغذية والزراعة, كذلك لابد من اتباع المفاتيح الخمس لسلامة الغذاء والتي وضعتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من انتقال عوامل العدوي المسئولة عن الكثير من الامراض المنقوله بالطعام.. وفي كافة الاحوال لابد من مراعاة تطبيق هذه التوصيات خاصة تلك المعنية بالطهي الجيد علي الأقل حتي يصل إلي درجة الغليان علي الأقل.