يقول د. محمد سعد عبد اللطيف أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة : "الإي كولاي" بكتريا موجودة بصورة طبيعية في أجسامنا وتحديداً فى القولون بأعداد محدودة ، وإذا زادت كميتها تسبب بعض الاضطرابات المعوية كالإسهال ، وفي حالة تلوث الماء بالصرف الصحي يتم الكشف فى المعامل البكتيرية عن وجود "الإي كولاي" خلال الاختبارات المعملية وبصفة عامة هذه البكتريا غير مميته اى كولاى'' هى نوع من البكتريا التى نتشر وجودها في القناة الهضمية للانسان والحيوان ذات الدم الحار ولهذه البكتريا انماط عديدة أغلبها غير ضار الا أن بعضها مثل نمط ''اى اتش اى سى '' يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة تنتقل عبر الغذاء وتنتقل هذه البكتريا إلى البشر من خلال تناول الاطعمة الملوثة مثل منتجات اللحوم النيئة أو التى لم يتم طهيها جيدا و الالبان ويمكن لهذا النمط من بكتريا ''اى كولاى'' ان ينمو فى درجة حرارة تتراوح ما بين 17 الى 50 درجة مئوية اما درجة الحرارة المثالية فهى 37 درجة مئوية ويقول الدكتور هشام الخياط بكتيريا الإى كولاى أربعة أنواع رئيسية أشرسهم هي التي تخترق الغشاء المخاطي للقولون والبكتريا النازفة، وتتم العدوى بمثل هذه الأنواع عن طريق تناول اللحوم غير الناضجة والملوثة بالبكتيريا أو اللبن أو الماء الملوث بالبكتيريا أو العصائر الملوثة أو عن طريق تلوث الطعام من براز المريض مصاب نتيجة عدم غسل الأيدي بشكل جيد وتحضير الطعام. كما أنه من الممكن أن تنتقل العدوى عن طريق الخضروات الملوثة بروث الأسمدة الطبيعية سواء من حيوانات الحقل أو الروث البشرى الذي يحمل الميكروبات، وهذا ما حدث في أوروبا، حيث إن العدوى تمت عن طريق تناول الخيار والطماطم والخص الملوث بهذه البكتيريا عن طريق استخدام أسمدة ملوثة فيروس شديد المقاومة وذكرت منظمة الصحة العالمية أن "إي كولاي" التى تسبب في اصابات بلغ عددها 2500 حالة في أوروبا , ليس لها أي شبيه و أنه طفرة قاتلة لفيروس "آى كولاي" الأصلي الذي كان معروفا و هناك علاج و لقاح له , لكن كل هذه العلاجات غير فعالة أمام فيروس E.COLI الجديد الذي يبدي مقاومة شديدة لها بكتيريا "إي كولاي" المعوية تتسبب بإسهال دموي وفشل كلوي و بأعراض مرضية غير مسبوقة تؤدي للإضرار بالجهاز العصبي والمخ ، هذا ما أفاد به خبراء حذروا أيضا من انتشار مرتقب للمرض قالوا أنه سيكون كارثياً. وبالرغم من أن هذا الفيروس لم يصل إلى بعض الدول العربية إلا أن الخطر والخوف بعد ظهور حالة اشتباه إصابة بالبكتريا لسائح المانى بمرسى علم في مصر لذلك أصدرت وزارة الصحة المصرية منشوراً لكافة المديريات يشتمل على كافة المعلومات حول بكتريا ''اى كولاي'' وأشارا لبيان إلي أنه لابد للمتعاملين مع الأطعمة إتباع الممارسات الدولية المعتمدة والقواعد العامة لنظافة الغذاء التي اعتمدتها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة للوقاية من انتقال عوامل العدوى المسئولة عن الكثير من الأمراض المنقولة بالطعام والحرص علي الطهي الجيد للطعام عند درجة حرارة 70 درجة مئوية أو أكثر لقتل هذه البكتريا على أن تتعرض جميع أجزاء الطعام لنفس هذه الدرجة أو أعلى. أعراض الإصابة وتتمثل أعراض الإصابة في تقلصات في البطن وإسهال قد يتفاقم في بعض الحالات إلى إسهال مزمن كما تظهر أعراض القيء والحمى ، وتتراوح مدة الحضانة لهذا النمط من البكتريا بين 3-8 أيام ويشفى المريض عادة في حوالي عشرة أيام إلا أن نسبة قليلة من المرضى ولاسيما الأطفال الصغار وكبار السن قد تؤدى العدوى بعم إلى مرض مهدد للحياة مثل متلازمة (اتش يو اس) المسببة للفشل الكلوي الحاد والأنيميا ونقص الصفيحات الدموية. وأضاف د. محمد سعد وهو تطور نوع من الطفرات الجديدة من الإى كولاي الأصلية بسبب المتغيرات التي حدثت في نظام الزراعة وهندسة المحاصيل الزراعية وأوضح أن التدخل بالتعديل الوراثي للنباتات والخيار الذي يتم زراعته في صوبات يتم زراعته في بيئة ذات رطوبة عالية مهيئة لبكتريا الإي كولاي التي تنمو هناك وتغير الصفة الوراثية للنبات أدى إلى تغيير السمة الطبيعية للإي كولاي الطبيعي وتسبب في تطورها واستخدام كميات كبيرة من "المبيدات الفطرية" بنسب تركيز عالية وبالتالي أصبحت بكتريا تحمل سموماً ويؤكد د. عبد اللطيف أن الخوف يكمن فقط فى تناول الخضروات التي تم زراعتها في الصوبات وخاصة الخيار ولاتخاذ بعض الاحتياطات الوقائية لتفادي الإصابة ببكتريا الإي كولاي يتم غسيل الخضروات الطازجة بالنقع في الماء في وسط حمضي بإضافة ملعقة كبيرة من ملح الليمون او ملعقتين طعام خل ، أو التسخين أو الطهي من خلال الحرارة المرتفعة و أكد دكتور هشام الخياط ونؤكد أن علاج هذا النوع من البكتيريا بالمضادات الحيوية مثل مركبات "الكوينولون" قد تكون فعالة إذا أعطيت بشكل مبكر جدا وفى اليوم الأول من الإصابة أو العدوى ولكنها لا تكون فعالة على الإطلاق إذا أخذت متأخرة، ويتم علاج المرضى بإعطاء المحاليل والأدوية التى تعالج الأعراض مع عدم اختلاط المريض بالأصحاء حتى يتعافى تماما ورغم وجودها فى مصر ولكنها لا تؤثر على البالغين بصورة كبيرة نظرا لوجود مناعة لأغلب الناس فى مصر من تكرار العدوى ولكن هناك بعض الفئات التى تكون معرضة للإصابة بهذه البكتيريا مثل مرضى نقص المن