سئلت عن الاتجاه لإنتاج فيلم عن بن لادن فقلت هل سيقدمه الفيلم علي أنه مناضل أم إرهابي؟ وهل سيعتبره الفيلم شهيدا أم قاتلا؟ وقلت إذا اعتبر مناضلا, فهل كان ذلك من خلال تفجيرات أمريكا وسفاراتها أم من خلال التفجيرات المتفرقة في مصر والعراق والسعودية واليمن. فضلا عن أفغانستان وباكستان وغيرهما.. دون أن يقترب من إسرائيل العدو الحقيقي للإسلام وللعرب.. وهو ما يذكرنا بالحرب الطاحنة بين إيران والعراق, واقتحام صدام للكويت.. والمعارك الضارية بين شطري السودان.. دون أن توجه دولة واحدة من هذه الدول ضرباتها لإسرائيل.. فضلا عن العداء الدامي السابق بين فتح وحماس, والحرب الأهلية في لبنان, والحكام الذين يقتلون شعوبهم في ليبيا واليمن سوريا, والبقية آتية دون أن يجرؤوا علي قتال إسرائيل.. أما بن لادن أفلا يعتبر قاتلا, إذ راح ضحية تفجيراته الأبرياء, ومع هذا يخرج علينا ليعلن أنهم شهداء, ولا يعترف بأحكام دينه التي تقرر أن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا.... لنترك بن لادن إذن للتاريخ مادام يحيط به الجدل.. ولنكف عن عبادة الفرد أيا كان هذا الفرد, حاكما أو زعيما أو مناضلا أو حتي عظيما.. ولنتوجه لتمجيد الشعوب.. ولنبدأ بفيلم عن شباب ثورة25 يناير المصرية, الذين بهروا العالم ونالوا إعجابه, فيلما روائيا له قيمة وليس تسجيليا خالصا.. يستعرض الدوافع الحقيقية سواء كانت قهرا أو ظلما أو تجويعا والتي أدت إلي انفجار ثورة الشباب, ثم تضامن الشعب معها, بعيدا عن راكبي الموجة والمتحولين علنا بغير كرامة ولا حياء, ثم حماية الجيش للشعب وثورته النبيلة. ولنفكر بعد ذلك في فيلم عن نصر أكتوبر المجيد, بدلا من مشروع فيلم الضربة الجوية الفاشل.. لتظهر السياسة الحكيمة والتخطيط المحكم والتدريب الرفيع وشجاعة جنود مصر البواسل الذين أذهلوا العالم وانتزعوا تقديره باقتحام خط بارليف المنيع وخوض المعارك الضارية في جحيم الصحراء وهم صائمون وهم يصلون وهم يكبرون, فكان الله معهم وإن ينصركم الله فلا غالب لكم. هذا ما ينبغي أن تلتفت إليه السينما وكل الفنون, بدلا من بن لادن ومبارك وخلافه.. فالحقيقة الواضحة جلية لا تحتمل الجدل ولا وجهات النظر ولا الانتماءات والمعتقدات والعقائد أيا كانت. المزيد من مقالات فتحى العشرى