رابط الاستعلام عن المقبولين بوظيفة معلم مساعد العلوم وموعد امتحاناتهم    الحج السياحي 2025 | انتظام عودة الحجاج.. وخطة طوارئ لإزالة أي معوقات    تموين الأقصر: صرف 37 مليون رغيف و1708 أطنان دقيق مدعم في أسبوعين    «درس جيد للجميع»| «بيسكوف» يصف رد الفعل الدولي على الهجمات الإسرائيلية    السوداني: حكومة الاحتلال لا تعترف بالقوانين الدولية وترتكب الجرائم منذ السابع من أكتوبر 2023    كأس العالم للأندية| تشكيل الترجي المتوقع لمباراة فلامنجو في ضربة البداية    ضبط سائق استخدم إضاءة تُعرض حياة المواطنين أعلى الدائري| فيديو    انتداب المعمل الجنائى لفحص حريق مخزن دعاية وإعلان بالعبور| صور    بلدنا الجميلة بمعزل عن الحروب، ساويرس يعلق على اندهاش السائحين بمنطقة الأهرامات الجديدة    انطلاق البرنامج الصيفي بقصر ثقافة أحمد بهاء الدين بأسيوط    طريقة عمل كفتة الفراخ، فى خطوات بسيطة    إسرائيل تستعد لإطلاق رحلات جوية لاستدعاء العسكريين والعاملين في الصناعات الدفاعية من الخارج    «التنظيم والإدارة» يتيح الاستعلام عن موعد امتحانات المتقدمين لشغل 3500 وظيفة معلم مساعد مادة العلوم    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يفتتحان المعهد الفني للتمريض الجديد بمنشأة سلطان    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    مصرع طفل أسفل عجلات قطار الصعيد عند مزلقان دماريس بالمنيا    «استئناف المنيا» تؤيد عقوبة الإعدام شنقًا ل قاتل عروس بني مزار    اليوم .. محاكمة 15 متهمًا بالانضمام لجماعة إرهابية في مدينة نصر    تنسيق الجامعات.. 6 أقسام متاحة لطلاب الثانوية ب حاسبات حلوان    الكرملين: روسيا مستعدة للوساطة بين إيران وإسرائيل    «وحشتنا القاهرة».. إلهام شاهين تعلن عودتها من العراق    وزير الثقافة: لا مساس بحرية الإبداع.. والتوصيات تركز على جودة المحتوى ودعم الإنتاج والتوزيع الدرامي    «حسبي الله في اللي بيقول أخبار مش صح».. لطيفة تكشف تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل وفاة شقيقها    ما هي علامة قبول الطاعة؟.. أستاذ بالأزهر يجيب    كيف تنظم المرأة وقتها بين العبادة والأمور الدنيوية؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    الاتحاد الأوروبي: ملتزمون بتكثيف الجهود لتهدئة الصراع بين إيران وإسرائيل    «الصحة»: الدولة تسير في مسار مالي لتحفيز الأطباء وتحسين بيئة العمل بالمستشفيات الحكومية منذ 11 عامًا    محافظ المنوفية يدشن قافلة طبية متكاملة بمنشأة سلطان ضمن احتفالات العيد القومي    المصرف المتحد سابع أكبر ممول لإسكان محدودي ومتوسطي الدخل ب3.2 مليار جنيه    «هيئة الدواء» تقدم.. نصائح لتقليل الإصابة بمرض النقرس    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    شوبير يكشف سبب تبديل زيزو أمام إنتر ميامي وحقيقة غضبه من التغيير    عميد «علوم سياسية الإسكندرية» يُكرّم الملحقين الدبلوماسيين الجدد من خريجي الكلية (صور)    محافظ سوهاج يدعو المواطنين للإبلاغ عن وقائع الغش في امتحانات الثانوية العامة بالأدلة    رئيس مجلس النواب يضع مجموعة قواعد لمناقشة مشروع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية    لليوم ال 16.. التموين تواصل صرف مقررات يونيو    الدخول ب 5 جنيهات.. 65 شاطئًا بالإسكندرية في خدمة المصطافين    أسعار النفط تقفز وسط تصاعد المخاوف من تعطل الإمدادات    أحمد السقا يرد برسالة مؤثرة على تهنئة نجله ياسين بعيد الأب    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الاثنين 16 يونيو 2025.. البورصة المصرية تعاود الارتفاع في بداية التعاملات بعد خسائر أمس    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أحمد فؤاد هنو: عرض «كارمن» يُجسّد حيوية المسرح المصري ويُبرز الطاقات الإبداعية للشباب    إيران تنفذ حكم الإعدام فى مدان بالتجسس لصالح إسرائيل    الرئيس الإيراني: الوحدة الداخلية مهمة أكثر من أي وقت مضى.. ولن نتخلى عن برنامجنا النووي السلمي    أمن الجيزة يضبط المتهمين بسرقة كابلات شركة فى كرداسة    انتصار تاريخي.. السعودية تهزم هايتي في افتتاحية مشوارها بالكأس الذهبية    "عايزة أتجوز" لا يزال يلاحقها.. هند صبري تشارك جمهورها لحظاتها ويكرمها مهرجان بيروت    مدرب بالميراس يتوعد الأهلي قبل مواجهته في مونديال الأندية    بعد تعرضها لوعكة صحية.. كريم الحسيني يطلب الدعاء لزوجته    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    عمرو أديب: كنت أتمنى فوز الأهلي في افتتاح كأس العالم للأندية    "بعد لقطة إنتر ميامي".. هل يلقى حسين الشحات نفس مصير محمد شريف مع الأهلي؟    مجموعة الأهلي| شوط أول سلبي بين بالميراس وبورتو في كأس العالم للأندية    هل الزيادة في البيع بالتقسيط ربا؟.. أمين الفتوى يرد (فيديو)    إيران تعلن اعتقال عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلى جنوب طهران    أمين الفتوى: الله يغفر الذنوب شرط الاخلاص في التوبة وعدم الشرك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة بن لادن كتاب جديد لعصام دراز: .. أياما معه!!
عبدالله عزام أحد مؤسسي حماس .. هو الذي وجه أموال بن لادن لدعم الانتفاضة
نشر في آخر ساعة يوم 12 - 07 - 2011

مصر كانت تبعث بالسلاح للمجاهدين والسعودية تدفع ثمنها والمخابرات الباكستانية تقوم بتوزيع السلاح
عبر بن لادن عن مرحلة صعبة عاني فيها الوطن العربي من التحكم في إرادته السياسية
هو عصام دراز.. كاتب وروائي .. وضابط سابق في القوات المسلحة.. ومخرج أفلام وثائقية كانت هي السبب في تقاطع مسيرة حياته مع شخصية (بن لادن) المختلفة صورتها عند الناس.. وكان لهذا اللقاء آثاره السلبية في أحيان كثيرة وإيجابية في بداياتها وكان هو السبب في اقتراب (دراز) من المجاهدين وهي تجربة ثرية.. قلما تتوافر فرصتها التاريخية عند الناس.
في هذا اللقاء الذي كان محفزه . بجانب كونه كان قريبا في وقت من الأوقات من زعيم القاعدة وذكريات معه لاتنسي.. أنه بصدد كتابة كتاب جديد اسمه (ثورة بن لادن) يحكي فيه من منظور تاريخي تحليله لأفكاره وتحولاته المصيرية وانعطافات سياسته التي أثرت علي العالم كله.
وكان سؤالي الأول.. وإن كنت بعدها تركت له أن يتذكر كما يحلو له أهم منعطفات تلك العلاقة الإنسانية أولا بينه وبين (أسامة بن لادن) قائد تنظيم القاعدة.
❊❊ اختلفت الآراء حوله فمنهم من يراه بطلا إسلاميا.. عربيا .. حارب وأذاق الأمرين للإمبراطورية الأمريكية ومنه من رآه.. غبيا أو مختلا وجه أسلحته للعدو الخطأ.. وهو قتل المدنيين من العرب والأبرياء من الأجانب؟
قطعا هو ليس إنسانا مختلا حتي أكون واضحا في هذه النقطة.. إنما سياسته كانت رد فعل للواقع العربي المنهار.. المأزوم.. المقهور والمقيدة إرادته.. ولو قفزنا بخيالنا إلي الأمام وقيمنا مثلا ظروف مصر . سوف تتعجب كيف صبرنا كل هذا بالمثل.. أتصور أن هذا كان إحساس أسامة بن لادن فلقد انفجر ربما بطريقة خطأ في وجه كل هذا الهوان والهيمنة الأمريكية علي مقدرات الأمة العربية.
❊❊ بعد مقتل بن لادن وتولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم هل سوف تختلف التوجهات؟
لن تختلف.. إنما أتصور أنها ستضعف وتختفي.
❊❊ هل تتصور فعلا أن بن لادن وراء أحداث 11 سبتمبر؟ أنا شخصيا بناء علي تقارير وكتب تؤكد صدق شعوري هذا تقول أن أمريكا فعلتها لتحصل علي كل المكاسب التي ماكانت تتصور حصولها عليها لولا الحادثة المزعومة 11/9/1002.
أعتقد أن المخابرات الأمريكية قد اخترقت القاعدة وسمحت لها بتحقيق الاعتداء ووجهتهم عن طريق عملائها لتسهيل تحقيق 11/9 وربما أشياء كثيرة قد حدثت بمنطق الصدفة التي لا تحدث كثيرا.. الحقيقة سوف تكشفها الأعوام القادمة.
❊❊ إذا سألتك عما أخطأ فيه بن لادن وعما كان فيه علي حق فكيف تقيمه من هذا المنطق؟
لقد عبر أسامة بن لادن عن مرحلة صعبة كانت تمر بها الدول العربية والإسلامية.. لذلك نجح في استقطاب الناس لدعوته.. ناس كانوا مستعدين لأن (ينتحروا) في سبيل مقاومة الظلم.
ولكن الأسلوب كان خطأ وأنا هنا لا أبرره ولكن أحاول أن أفهمه وخاصة بعد ثورة 52 وبعد أن عرفنا (كم) الفساد الذي تعامل به الحكام العرب مع شعوبهم مما جعلهم يفرون إلي جهاد (عدو) خارجي.. عوضا عن (عدو داخلي) لم يستطيعوا مواجهته في أوطانهم: بل وصل بهم الأمر بأن يقتلوا مواطنيهم والسياح في مقابل وضع مسمار في نعش هؤلاء الخونة.. كان هذا تفكير يأس وإحباط قاد إلي منهج عنف أساء إلي نبل القضية.. ولكن جاءت اليوم الثورة التونسية ثم الثورة المصرية والبقية سوف تأتي إن شاء الله لتثبت أنه يمكن التغيير بدون أن نلجأ إلي العنف والسلاح.
❊❊❊
وبدأ شريط الذكريات يندفع بقوة علي لسان عصام دراز قائلا: لقد بدأ تعرفي به .. عندما سافرت لأغطي أحداث أفغانستان وقصة المجاهدين الذين يحاربون السوفييت المحتلين لبلادهم وكان هذا عام 68.
في ذلك الوقت كان أسامة بن لابن يقوم بعمل إغاثة للمجاهدين.. ويساعدهم لوجستيا.. بإقامة أنفاق ومستشفيات في ميادين القتال ويساعدهم ماليا .. طبعا.
وفي ذلك الوقت وأثناء وجودي هناك حدثت لأسامة تحولات تاريخية في حياته حيث أنشأ أول قوة جهادية.. اسمها (قوة أنصار العرب) والتي خاضت معارك قوية ناجحة.. ثم أنشأ بعدها تنظيم القاعدة.
وتتوالي الذكريات.. وخاصة عام 68.
كنت أصور المجاهدين.. من زاوية رؤية توثيقية تكلمت معهم وصورت معارك وأصبح عندي أرشيف سينمائي قوي ولكن للأسف نتيجة لحادثة سقوط طائرة علي المدرج ضاع كل شيء وظللت في المستشفي لمدة شهرين.
ثم عدت إلي القاهرة وفي يوم قابلني شاب في جامع (رابعة العدوية) وقد عرفني من صوري في الجرائد العالمية عن الحادثة بالصدفة كان والده يعمل في إحدي شركات بن لادن وسألني إذا كنت أحب أن ألتقي به وطبعا قلت نعم وفعلا سافرت وقابلت والده والذي اتصل ببن لادن الذي رحب بلقائي.
والعجيب أنه كان يعيش في بيت بسيط من أحياء السعودية ورغم ثرائه وربما ذلك ما قربني منه إنسانيا.. لأنه كان يساعد المجاهدين.. ويهب نفسه للجهاد رغم كما قلت ثرائه الفاحش.
وكان أسامة قد سمع عني من خلال حادثة الطائرة ومن المجاهدين الذين تحدثت معهم.
وقال لي إذا عدت لأفغانستان قم بزيارتي وسألني ماذا أريد:
وتوقع أن أطلب مالا بعد أن فقدت كل شيء ولكني فأجاته بأنني أريد أن أصور موقع اسمه (المأسدة) وقد حدث.
وأتذكر جملة قلتها له وترن في أذني حتي اليوم.
قلت إن العالم لن يقبل أبدا.. أن يتكاتف المصري مع السوداني مع السوري مع الباكستاني لحماية دولة مسلمة ضد العدو الأجنبي.. لذلك سوف يحاربك العالم كله!!
تعجب وقتها وضحك قائلا معقولة؟!
في هذا الوقت عرفت أنه ليس رجل سياسة إنما رجع مناضل متدين ومعطاء.. جدا. وكلامي هذا تحقق بالضبط في السنوات التي جاءت بعد ذلك.. فهم الذين حاربوه.. وهيجوا .. الغرب عليه.
❊ ❊ ❊
ونعود معه إلي أيام المجاهدين ويتذكر !!
ذهبت إلي الموقع وكانت أياماً جميلة وكأنك عدت إلي أيام الصحابة.. شباب مستعد للاستشهاد دفاعا عن دار الإسلام ضد محتل أجنبي.. وذلك قبل أن تتحرر أفغانستان ويعود هؤلاء الشباب إلي بلادهم.. ويعاملوا كإرهابيين بعد أن كانت بلادهم ومعهم الأمريكان يقدمون كل مساعدة وتقدير لمحاربة السوفييت .. انقلاب المصالح يا أستاذة.
❊❊❊
ويتذكر..
لقد حضرت فترة التحول في شخصية بن لابن وتوجهاته.. وكان هذا لسببين أولهما .. أنه في عام (09) كان في زيارة لموطنه السعودية وقابلته هناك حيث دعاني لحضور محاضرة يلقيها كانت هذه أول مرة الذي يهاجم فيها أمريكا علنا.. بسبب (القضية الفلسطينية) وكان الذي أغضبه هجرة اليهود السوفييت لفلسطين وتمويل أمريكا لبناء مستوطنات لهم.
والمفاجأة أو المعلومة التي .. ربما .. لايعرفها أحد أن أسامة بن لادن قد دعا إلي محاربة أمريكا بطريقة حضارية.. وهي الامتناع عن شراء أي سلع منها أي مقاطعة اقتصادية.
وذكرهم بدعوته هذه الضاغطة.. بخطة غاندي في مقاومة الإنجليز.. وطلب من الشباب السعودي الذي تعلم معظمه في أمريكا.. بأن يقوموا بتوضيح القضية الفلسطينية لكل معارفهم هناك أي أن البداية كانت حضارية سلمية ويتوقف قليلا ويبتسم قائلا.. هناك معلومة كانت سرا ولكنها أذيعت بعد ذلك ولكنني أكررها ليعرف الناس أن القضية الفلسطينية كانت إحدي شواغله.
فهو أي أسامة من (موّل) الانتفاضة الأولي في فلسطين عن طريق وسيط إسمه (عبدالله عزام) وكان قد قابله في أفغانستان ووجده يدفع زكاته للجماعة الإسلامية هناك وهي المرادف للإخوان المسلمين في فلسطين فقال له.. بدلا أن تذهب أموالك (هنا) فلتساعد بها إخوانك في الأرض المحتلة.
معلومة (عبدالله عزام.. هو أحد مؤسسي حركة حماس وقد رأيتهم بنفسي معه في باكستان إذن تجمع المال مع الخبرة القتالية مع الثقة بالنفس التي جاءت من الانتصار علي السوفييت في أفغانستان لتؤصل قناعة بن لادن بقدرته علي تغيير الواقع المرير في الدول العربية.
❊ ❊ ❊
❊❊ قلت للأديب.. المقاتل عصام دراز حتي الآن لم أسمع عن (بن لادن) سوي أنه مجاهد ملتزم.. ساعد الفلسطينيين ومول المجاهدين..
إذن متي بدأ الاعوجاج في سياساته المتمثلة في تفجير الأبرياء والعرب في سياق جهاده ضد الأمريكان وليس الإسرائيليين وهو السؤال الذي سألناه لأنفسنا جميعاً.
وسأقول كيف تكوّن تنظيم القاعدة فالاسم جاء عندما وجد أسامة بن لادن أن كثيرا من الشباب المجاهد كان يأتي ويقاتل ويموت دون أن تكون عنده بيانات لهم بحيث يعرف أهله إذا كانوا أحياء أم أمواتا.. ومن هنا بدأ تسجيل قاعدة بيانات لكل أسماء المجاهدين ومعلومات عنهم.
وكان أول نجاحات (القاعدة) هو تحرير أفغانستان.
❊ ❊ ❊
❊ ❊ انتهي شهر العسل مابين أمريكا والمجاهدين بعد خروج السوفييت وبدأ العداء لأمريكا بعد محاضرته الشهيرة.. وبعدها ضيقوا عليه في السعودية.. وبحيلة خرج من السعودية واتجه إلي السودان وهنا كانت نقطة التحول في شخصية بن لادن وبدء توجيه التفجيرات.
يقول عصام دراز: مكوثه في السودان هو الذي دفعه إلي موضوع التفجيرات والتضحية بالآلاف ففي عام (09) قابل الزعيم الديني (الترابي) وكان ذلك في بداية حكم الإسلاميين وأراد الترابي أن تكون السودان الزعيمة الروحية للسُنة مثلما كانت ايران بالنسبة للشيعة.
وقتها جمع الترابي في الخرطوم كل القيادات الجهادية في تجمع يندر أن يحدث.. وبدأوا في دراسة الواقع الإسلامي وهيمنة الغرب عليه.
وكان الترابي شخصية خطيرة.. جذب بن لادن إلي عالم جديد متمثل في إمكانيات دولة من معسكرات جيش حقيقي وتدريب محترفين وإمكانيات مخابراتية وخطط مدروسة فحلم بسيادة الإسلام للعالم..
ثم بدأت الضغوط الأمريكية علي السودان لإخراج بن لادن من أراضيها بعد 6 سنوات قضاها هناك وساهم بأمواله في تنميتها.
ولم يجد بن لادن أمامه سوي أفغانستان والتي هيمنت عليها (طالبان) ورحبت بعودة بن لادن إليها علي أساس دوره كمجاهد في حرب التحرير وكان أول بلد يستقبله (جلال أباد) والتي كانت دارت فيها معارك شرسة أيام الحرب وكان (الملا عمر) وقتها محاربا علي مدفع.. وكان (بن لادن) بالنسبة له نجما سياسيا وممولا ثقيلا لمهام الحرب.
لذلك استقبله استقبال الأبطال.. ومن هنا وصلنا إلي أقصر الطرق إلي 11 سبتمبر وأحداثها المعروفة.
❊ ❊ ❊
❊ إذن نقطة التحول كانت السودان.. وتعرفه علي الترابي وتجنيد إمكانيات الدولة وتوسيع رؤيته في معركته ضد أمريكا والغرب.. ولكن السؤال لماذا لم يوجه ضرباته لإسرائيل.. وهي العدو الأكبر والأقرب.. والمحتل للأراضي المقدسة؟
»بن لادن« كان يمول عمليات التفجير التي كانت تطول أتوبيسا هنا.. ومحطة هناك ولكن لم يقوموا بعمل كبير لأن الإجراءات الأمنية فيها كانت صعبة.
❊ قلت له.. أهي أصعب من أمريكا؟
وتذكرت ماقاله لي.. إن القاعدة اخترقت من أمريكا.. ربما لهذا وقعت 11 سبتمبر لأن السهولة التي تمت بها تثير الريبة ورد الفعل مابين ضرب الطائرة الأولي والثانية.. تثير الشكوك بأن في الأكمة شيئا ما..
❊ وعدت إليه وقلت يظل السؤال لماذا التفجيرات في المدن العربية؟
وكانت الإجابة الصادمة لي »لإحراج النظم العربية أمام شعوبها!
❊ يقتلون المدنيين بدم بارد لهدف سياسي؟ ياالله!!
هذا خط أحمر بيني وبين بن لادن لم أره مرة أخري بعد هذه التوجهات ولكنني أتفهم الآن بعد أن قام تنظيم الجهاد والذي كان البعض منهم أعضاء في القاعدة والذي بعد أن قضوا في السجن سنوات طوالا ودرسوا وقرأوا وعرفوا أنهم (غلوا) في دينهم عملوا المراجعات وعرفوا أن قتل المدنيين كان خطأ فاحشا!!
وقفة.. »يتذكر عصام دراز عندما سافر لأمريكا في محاولة استرداد حقوقه الفنية التي سرقت ورآها في فيلم مايكل مور 11 / 9 اعتقلته ال FBI وحققت معه وصرخ في وجوههم (لماذا تعتقلونني وأنا مخرج سينمائي ولست إرهابيا؟)
وكانت إجابتهم: حكامكم هم الذين يرسلون أسماءكم لنحقق معكم.. بل إننا أيضا نرسل لهم من نريد نزع الاعترافات عن طرق التعذيب والتي تمنعنا قوانينا من تعذيبهم.. لتقوموا أنتم بالمهمة.. لأنكم دول استبدادية.. لا محاسبة فيها.. العجيب أنهم هنا عندما يعتقلونني من وقت لآخر يقول لي ضابط أمن الدولة..
نحن نعرف أنك في السليم ولكن أمريكا تطلب منا أن نحاول أن نعرف أي شيء عن (بن لادن).. حدث هذا معي وأنا معصوب العينين وملقي علي الأرض في زنزانة طولها متر في متر.
لقد هددوني.. وسجنوني وهم يعرفون أنني لم أسافر بعدها إلي أفغانستان وانقطعت كل صلة لي به..
ولكنه كان عقابا لمن عرف يوما (بن لادن) الذي أذاقهم الأمرين من نوع أعمالهم.. فالعين بالعين والسن بالسن..
❊ ❊ ❊
واغتيل بن لادن وألقيت جثته في اليم.. تحت شعار أنهم لايريدون له.. مكانا أو قبرا يزار..
ولكن الفكرة لا تموت.. ربما يظهر (بن لادن آخر) دون أخطائه ودون تجاوزاته تجاه الأبرياء ويوجه مدفعه للصهاينة العدو الأبدي للعرب ربما.
هو عصام دراز.. كاتب وروائي .. وضابط سابق في القوات المسلحة.. ومخرج أفلام وثائقية كانت هي السبب في تقاطع مسيرة حياته مع شخصية (بن لادن) المختلفة صورتها عند الناس.. وكان لهذا اللقاء آثاره السلبية في أحيان كثيرة وإيجابية في بداياتها وكان هو السبب في اقتراب (دراز) من المجاهدين وهي تجربة ثرية.. قلما تتوافر فرصتها التاريخية عند الناس.
في هذا اللقاء الذي كان محفزه . بجانب كونه كان قريبا في وقت من الأوقات من زعيم القاعدة وذكريات معه لاتنسي.. أنه بصدد كتابة كتاب جديد اسمه (ثورة بن لادن) يحكي فيه من منظور تاريخي تحليله لأفكاره وتحولاته المصيرية وانعطافات سياسته التي أثرت علي العالم كله.
وكان سؤالي الأول.. وإن كنت بعدها تركت له أن يتذكر كما يحلو له أهم منعطفات تلك العلاقة الإنسانية أولا بينه وبين (أسامة بن لادن) قائد تنظيم القاعدة.
❊❊ اختلفت الآراء حوله فمنهم من يراه بطلا إسلاميا.. عربيا .. حارب وأذاق الأمرين للإمبراطورية الأمريكية ومنه من رآه.. غبيا أو مختلا وجه أسلحته للعدو الخطأ.. وهو قتل المدنيين من العرب والأبرياء من الأجانب؟
قطعا هو ليس إنسانا مختلا حتي أكون واضحا في هذه النقطة.. إنما سياسته كانت رد فعل للواقع العربي المنهار.. المأزوم.. المقهور والمقيدة إرادته.. ولو قفزنا بخيالنا إلي الأمام وقيمنا مثلا ظروف مصر . سوف تتعجب كيف صبرنا كل هذا بالمثل.. أتصور أن هذا كان إحساس أسامة بن لادن فلقد انفجر ربما بطريقة خطأ في وجه كل هذا الهوان والهيمنة الأمريكية علي مقدرات الأمة العربية.
❊❊ بعد مقتل بن لادن وتولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم هل سوف تختلف التوجهات؟
لن تختلف.. إنما أتصور أنها ستضعف وتختفي.
❊❊ هل تتصور فعلا أن بن لادن وراء أحداث 11 سبتمبر؟ أنا شخصيا بناء علي تقارير وكتب تؤكد صدق شعوري هذا تقول أن أمريكا فعلتها لتحصل علي كل المكاسب التي ماكانت تتصور حصولها عليها لولا الحادثة المزعومة 11/9/1002.
أعتقد أن المخابرات الأمريكية قد اخترقت القاعدة وسمحت لها بتحقيق الاعتداء ووجهتهم عن طريق عملائها لتسهيل تحقيق 11/9 وربما أشياء كثيرة قد حدثت بمنطق الصدفة التي لا تحدث كثيرا.. الحقيقة سوف تكشفها الأعوام القادمة.
❊❊ إذا سألتك عما أخطأ فيه بن لادن وعما كان فيه علي حق فكيف تقيمه من هذا المنطق؟
لقد عبر أسامة بن لادن عن مرحلة صعبة كانت تمر بها الدول العربية والإسلامية.. لذلك نجح في استقطاب الناس لدعوته.. ناس كانوا مستعدين لأن (ينتحروا) في سبيل مقاومة الظلم.
ولكن الأسلوب كان خطأ وأنا هنا لا أبرره ولكن أحاول أن أفهمه وخاصة بعد ثورة 52 وبعد أن عرفنا (كم) الفساد الذي تعامل به الحكام العرب مع شعوبهم مما جعلهم يفرون إلي جهاد (عدو) خارجي.. عوضا عن (عدو داخلي) لم يستطيعوا مواجهته في أوطانهم: بل وصل بهم الأمر بأن يقتلوا مواطنيهم والسياح في مقابل وضع مسمار في نعش هؤلاء الخونة.. كان هذا تفكير يأس وإحباط قاد إلي منهج عنف أساء إلي نبل القضية.. ولكن جاءت اليوم الثورة التونسية ثم الثورة المصرية والبقية سوف تأتي إن شاء الله لتثبت أنه يمكن التغيير بدون أن نلجأ إلي العنف والسلاح.
❊❊❊
وبدأ شريط الذكريات يندفع بقوة علي لسان عصام دراز قائلا: لقد بدأ تعرفي به .. عندما سافرت لأغطي أحداث أفغانستان وقصة المجاهدين الذين يحاربون السوفييت المحتلين لبلادهم وكان هذا عام 68.
في ذلك الوقت كان أسامة بن لابن يقوم بعمل إغاثة للمجاهدين.. ويساعدهم لوجستيا.. بإقامة أنفاق ومستشفيات في ميادين القتال ويساعدهم ماليا .. طبعا.
وفي ذلك الوقت وأثناء وجودي هناك حدثت لأسامة تحولات تاريخية في حياته حيث أنشأ أول قوة جهادية.. اسمها (قوة أنصار العرب) والتي خاضت معارك قوية ناجحة.. ثم أنشأ بعدها تنظيم القاعدة.
وتتوالي الذكريات.. وخاصة عام 68.
كنت أصور المجاهدين.. من زاوية رؤية توثيقية تكلمت معهم وصورت معارك وأصبح عندي أرشيف سينمائي قوي ولكن للأسف نتيجة لحادثة سقوط طائرة علي المدرج ضاع كل شيء وظللت في المستشفي لمدة شهرين.
ثم عدت إلي القاهرة وفي يوم قابلني شاب في جامع (رابعة العدوية) وقد عرفني من صوري في الجرائد العالمية عن الحادثة بالصدفة كان والده يعمل في إحدي شركات بن لادن وسألني إذا كنت أحب أن ألتقي به وطبعا قلت نعم وفعلا سافرت وقابلت والده والذي اتصل ببن لادن الذي رحب بلقائي.
والعجيب أنه كان يعيش في بيت بسيط من أحياء السعودية ورغم ثرائه وربما ذلك ما قربني منه إنسانيا.. لأنه كان يساعد المجاهدين.. ويهب نفسه للجهاد رغم كما قلت ثرائه الفاحش.
وكان أسامة قد سمع عني من خلال حادثة الطائرة ومن المجاهدين الذين تحدثت معهم.
وقال لي إذا عدت لأفغانستان قم بزيارتي وسألني ماذا أريد:
وتوقع أن أطلب مالا بعد أن فقدت كل شيء ولكني فأجاته بأنني أريد أن أصور موقع اسمه (المأسدة) وقد حدث.
وأتذكر جملة قلتها له وترن في أذني حتي اليوم.
قلت إن العالم لن يقبل أبدا.. أن يتكاتف المصري مع السوداني مع السوري مع الباكستاني لحماية دولة مسلمة ضد العدو الأجنبي.. لذلك سوف يحاربك العالم كله!!
تعجب وقتها وضحك قائلا معقولة؟!
في هذا الوقت عرفت أنه ليس رجل سياسة إنما رجع مناضل متدين ومعطاء.. جدا. وكلامي هذا تحقق بالضبط في السنوات التي جاءت بعد ذلك.. فهم الذين حاربوه.. وهيجوا .. الغرب عليه.
❊ ❊ ❊
ونعود معه إلي أيام المجاهدين ويتذكر !!
ذهبت إلي الموقع وكانت أياماً جميلة وكأنك عدت إلي أيام الصحابة.. شباب مستعد للاستشهاد دفاعا عن دار الإسلام ضد محتل أجنبي.. وذلك قبل أن تتحرر أفغانستان ويعود هؤلاء الشباب إلي بلادهم.. ويعاملوا كإرهابيين بعد أن كانت بلادهم ومعهم الأمريكان يقدمون كل مساعدة وتقدير لمحاربة السوفييت .. انقلاب المصالح يا أستاذة.
❊❊❊
ويتذكر..
لقد حضرت فترة التحول في شخصية بن لابن وتوجهاته.. وكان هذا لسببين أولهما .. أنه في عام (09) كان في زيارة لموطنه السعودية وقابلته هناك حيث دعاني لحضور محاضرة يلقيها كانت هذه أول مرة الذي يهاجم فيها أمريكا علنا.. بسبب (القضية الفلسطينية) وكان الذي أغضبه هجرة اليهود السوفييت لفلسطين وتمويل أمريكا لبناء مستوطنات لهم.
والمفاجأة أو المعلومة التي .. ربما .. لايعرفها أحد أن أسامة بن لادن قد دعا إلي محاربة أمريكا بطريقة حضارية.. وهي الامتناع عن شراء أي سلع منها أي مقاطعة اقتصادية.
وذكرهم بدعوته هذه الضاغطة.. بخطة غاندي في مقاومة الإنجليز.. وطلب من الشباب السعودي الذي تعلم معظمه في أمريكا.. بأن يقوموا بتوضيح القضية الفلسطينية لكل معارفهم هناك أي أن البداية كانت حضارية سلمية ويتوقف قليلا ويبتسم قائلا.. هناك معلومة كانت سرا ولكنها أذيعت بعد ذلك ولكنني أكررها ليعرف الناس أن القضية الفلسطينية كانت إحدي شواغله.
فهو أي أسامة من (موّل) الانتفاضة الأولي في فلسطين عن طريق وسيط إسمه (عبدالله عزام) وكان قد قابله في أفغانستان ووجده يدفع زكاته للجماعة الإسلامية هناك وهي المرادف للإخوان المسلمين في فلسطين فقال له.. بدلا أن تذهب أموالك (هنا) فلتساعد بها إخوانك في الأرض المحتلة.
معلومة (عبدالله عزام.. هو أحد مؤسسي حركة حماس وقد رأيتهم بنفسي معه في باكستان إذن تجمع المال مع الخبرة القتالية مع الثقة بالنفس التي جاءت من الانتصار علي السوفييت في أفغانستان لتؤصل قناعة بن لادن بقدرته علي تغيير الواقع المرير في الدول العربية.
❊ ❊ ❊
❊❊ قلت للأديب.. المقاتل عصام دراز حتي الآن لم أسمع عن (بن لادن) سوي أنه مجاهد ملتزم.. ساعد الفلسطينيين ومول المجاهدين..
إذن متي بدأ الاعوجاج في سياساته المتمثلة في تفجير الأبرياء والعرب في سياق جهاده ضد الأمريكان وليس الإسرائيليين وهو السؤال الذي سألناه لأنفسنا جميعاً.
وسأقول كيف تكوّن تنظيم القاعدة فالاسم جاء عندما وجد أسامة بن لادن أن كثيرا من الشباب المجاهد كان يأتي ويقاتل ويموت دون أن تكون عنده بيانات لهم بحيث يعرف أهله إذا كانوا أحياء أم أمواتا.. ومن هنا بدأ تسجيل قاعدة بيانات لكل أسماء المجاهدين ومعلومات عنهم.
وكان أول نجاحات (القاعدة) هو تحرير أفغانستان.
❊ ❊ ❊
❊ ❊ انتهي شهر العسل مابين أمريكا والمجاهدين بعد خروج السوفييت وبدأ العداء لأمريكا بعد محاضرته الشهيرة.. وبعدها ضيقوا عليه في السعودية.. وبحيلة خرج من السعودية واتجه إلي السودان وهنا كانت نقطة التحول في شخصية بن لادن وبدء توجيه التفجيرات.
يقول عصام دراز: مكوثه في السودان هو الذي دفعه إلي موضوع التفجيرات والتضحية بالآلاف ففي عام (09) قابل الزعيم الديني (الترابي) وكان ذلك في بداية حكم الإسلاميين وأراد الترابي أن تكون السودان الزعيمة الروحية للسُنة مثلما كانت ايران بالنسبة للشيعة.
وقتها جمع الترابي في الخرطوم كل القيادات الجهادية في تجمع يندر أن يحدث.. وبدأوا في دراسة الواقع الإسلامي وهيمنة الغرب عليه.
وكان الترابي شخصية خطيرة.. جذب بن لادن إلي عالم جديد متمثل في إمكانيات دولة من معسكرات جيش حقيقي وتدريب محترفين وإمكانيات مخابراتية وخطط مدروسة فحلم بسيادة الإسلام للعالم..
ثم بدأت الضغوط الأمريكية علي السودان لإخراج بن لادن من أراضيها بعد 6 سنوات قضاها هناك وساهم بأمواله في تنميتها.
ولم يجد بن لادن أمامه سوي أفغانستان والتي هيمنت عليها (طالبان) ورحبت بعودة بن لادن إليها علي أساس دوره كمجاهد في حرب التحرير وكان أول بلد يستقبله (جلال أباد) والتي كانت دارت فيها معارك شرسة أيام الحرب وكان (الملا عمر) وقتها محاربا علي مدفع.. وكان (بن لادن) بالنسبة له نجما سياسيا وممولا ثقيلا لمهام الحرب.
لذلك استقبله استقبال الأبطال.. ومن هنا وصلنا إلي أقصر الطرق إلي 11 سبتمبر وأحداثها المعروفة.
❊ ❊ ❊
❊ إذن نقطة التحول كانت السودان.. وتعرفه علي الترابي وتجنيد إمكانيات الدولة وتوسيع رؤيته في معركته ضد أمريكا والغرب.. ولكن السؤال لماذا لم يوجه ضرباته لإسرائيل.. وهي العدو الأكبر والأقرب.. والمحتل للأراضي المقدسة؟
»بن لادن« كان يمول عمليات التفجير التي كانت تطول أتوبيسا هنا.. ومحطة هناك ولكن لم يقوموا بعمل كبير لأن الإجراءات الأمنية فيها كانت صعبة.
❊ قلت له.. أهي أصعب من أمريكا؟
وتذكرت ماقاله لي.. إن القاعدة اخترقت من أمريكا.. ربما لهذا وقعت 11 سبتمبر لأن السهولة التي تمت بها تثير الريبة ورد الفعل مابين ضرب الطائرة الأولي والثانية.. تثير الشكوك بأن في الأكمة شيئا ما..
❊ وعدت إليه وقلت يظل السؤال لماذا التفجيرات في المدن العربية؟
وكانت الإجابة الصادمة لي »لإحراج النظم العربية أمام شعوبها!
❊ يقتلون المدنيين بدم بارد لهدف سياسي؟ ياالله!!
هذا خط أحمر بيني وبين بن لادن لم أره مرة أخري بعد هذه التوجهات ولكنني أتفهم الآن بعد أن قام تنظيم الجهاد والذي كان البعض منهم أعضاء في القاعدة والذي بعد أن قضوا في السجن سنوات طوالا ودرسوا وقرأوا وعرفوا أنهم (غلوا) في دينهم عملوا المراجعات وعرفوا أن قتل المدنيين كان خطأ فاحشا!!
وقفة.. »يتذكر عصام دراز عندما سافر لأمريكا في محاولة استرداد حقوقه الفنية التي سرقت ورآها في فيلم مايكل مور 11 / 9 اعتقلته ال FBI وحققت معه وصرخ في وجوههم (لماذا تعتقلونني وأنا مخرج سينمائي ولست إرهابيا؟)
وكانت إجابتهم: حكامكم هم الذين يرسلون أسماءكم لنحقق معكم.. بل إننا أيضا نرسل لهم من نريد نزع الاعترافات عن طرق التعذيب والتي تمنعنا قوانينا من تعذيبهم.. لتقوموا أنتم بالمهمة.. لأنكم دول استبدادية.. لا محاسبة فيها.. العجيب أنهم هنا عندما يعتقلونني من وقت لآخر يقول لي ضابط أمن الدولة..
نحن نعرف أنك في السليم ولكن أمريكا تطلب منا أن نحاول أن نعرف أي شيء عن (بن لادن).. حدث هذا معي وأنا معصوب العينين وملقي علي الأرض في زنزانة طولها متر في متر.
لقد هددوني.. وسجنوني وهم يعرفون أنني لم أسافر بعدها إلي أفغانستان وانقطعت كل صلة لي به..
ولكنه كان عقابا لمن عرف يوما (بن لادن) الذي أذاقهم الأمرين من نوع أعمالهم.. فالعين بالعين والسن بالسن..
❊ ❊ ❊
واغتيل بن لادن وألقيت جثته في اليم.. تحت شعار أنهم لايريدون له.. مكانا أو قبرا يزار..
ولكن الفكرة لا تموت.. ربما يظهر (بن لادن آخر) دون أخطائه ودون تجاوزاته تجاه الأبرياء ويوجه مدفعه للصهاينة العدو الأبدي للعرب ربما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.