«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة بن لادن كتاب جديد لعصام دراز: .. أياما معه!!
عبدالله عزام أحد مؤسسي حماس .. هو الذي وجه أموال بن لادن لدعم الانتفاضة
نشر في آخر ساعة يوم 12 - 07 - 2011

مصر كانت تبعث بالسلاح للمجاهدين والسعودية تدفع ثمنها والمخابرات الباكستانية تقوم بتوزيع السلاح
عبر بن لادن عن مرحلة صعبة عاني فيها الوطن العربي من التحكم في إرادته السياسية
هو عصام دراز.. كاتب وروائي .. وضابط سابق في القوات المسلحة.. ومخرج أفلام وثائقية كانت هي السبب في تقاطع مسيرة حياته مع شخصية (بن لادن) المختلفة صورتها عند الناس.. وكان لهذا اللقاء آثاره السلبية في أحيان كثيرة وإيجابية في بداياتها وكان هو السبب في اقتراب (دراز) من المجاهدين وهي تجربة ثرية.. قلما تتوافر فرصتها التاريخية عند الناس.
في هذا اللقاء الذي كان محفزه . بجانب كونه كان قريبا في وقت من الأوقات من زعيم القاعدة وذكريات معه لاتنسي.. أنه بصدد كتابة كتاب جديد اسمه (ثورة بن لادن) يحكي فيه من منظور تاريخي تحليله لأفكاره وتحولاته المصيرية وانعطافات سياسته التي أثرت علي العالم كله.
وكان سؤالي الأول.. وإن كنت بعدها تركت له أن يتذكر كما يحلو له أهم منعطفات تلك العلاقة الإنسانية أولا بينه وبين (أسامة بن لادن) قائد تنظيم القاعدة.
❊❊ اختلفت الآراء حوله فمنهم من يراه بطلا إسلاميا.. عربيا .. حارب وأذاق الأمرين للإمبراطورية الأمريكية ومنه من رآه.. غبيا أو مختلا وجه أسلحته للعدو الخطأ.. وهو قتل المدنيين من العرب والأبرياء من الأجانب؟
قطعا هو ليس إنسانا مختلا حتي أكون واضحا في هذه النقطة.. إنما سياسته كانت رد فعل للواقع العربي المنهار.. المأزوم.. المقهور والمقيدة إرادته.. ولو قفزنا بخيالنا إلي الأمام وقيمنا مثلا ظروف مصر . سوف تتعجب كيف صبرنا كل هذا بالمثل.. أتصور أن هذا كان إحساس أسامة بن لادن فلقد انفجر ربما بطريقة خطأ في وجه كل هذا الهوان والهيمنة الأمريكية علي مقدرات الأمة العربية.
❊❊ بعد مقتل بن لادن وتولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم هل سوف تختلف التوجهات؟
لن تختلف.. إنما أتصور أنها ستضعف وتختفي.
❊❊ هل تتصور فعلا أن بن لادن وراء أحداث 11 سبتمبر؟ أنا شخصيا بناء علي تقارير وكتب تؤكد صدق شعوري هذا تقول أن أمريكا فعلتها لتحصل علي كل المكاسب التي ماكانت تتصور حصولها عليها لولا الحادثة المزعومة 11/9/1002.
أعتقد أن المخابرات الأمريكية قد اخترقت القاعدة وسمحت لها بتحقيق الاعتداء ووجهتهم عن طريق عملائها لتسهيل تحقيق 11/9 وربما أشياء كثيرة قد حدثت بمنطق الصدفة التي لا تحدث كثيرا.. الحقيقة سوف تكشفها الأعوام القادمة.
❊❊ إذا سألتك عما أخطأ فيه بن لادن وعما كان فيه علي حق فكيف تقيمه من هذا المنطق؟
لقد عبر أسامة بن لادن عن مرحلة صعبة كانت تمر بها الدول العربية والإسلامية.. لذلك نجح في استقطاب الناس لدعوته.. ناس كانوا مستعدين لأن (ينتحروا) في سبيل مقاومة الظلم.
ولكن الأسلوب كان خطأ وأنا هنا لا أبرره ولكن أحاول أن أفهمه وخاصة بعد ثورة 52 وبعد أن عرفنا (كم) الفساد الذي تعامل به الحكام العرب مع شعوبهم مما جعلهم يفرون إلي جهاد (عدو) خارجي.. عوضا عن (عدو داخلي) لم يستطيعوا مواجهته في أوطانهم: بل وصل بهم الأمر بأن يقتلوا مواطنيهم والسياح في مقابل وضع مسمار في نعش هؤلاء الخونة.. كان هذا تفكير يأس وإحباط قاد إلي منهج عنف أساء إلي نبل القضية.. ولكن جاءت اليوم الثورة التونسية ثم الثورة المصرية والبقية سوف تأتي إن شاء الله لتثبت أنه يمكن التغيير بدون أن نلجأ إلي العنف والسلاح.
❊❊❊
وبدأ شريط الذكريات يندفع بقوة علي لسان عصام دراز قائلا: لقد بدأ تعرفي به .. عندما سافرت لأغطي أحداث أفغانستان وقصة المجاهدين الذين يحاربون السوفييت المحتلين لبلادهم وكان هذا عام 68.
في ذلك الوقت كان أسامة بن لابن يقوم بعمل إغاثة للمجاهدين.. ويساعدهم لوجستيا.. بإقامة أنفاق ومستشفيات في ميادين القتال ويساعدهم ماليا .. طبعا.
وفي ذلك الوقت وأثناء وجودي هناك حدثت لأسامة تحولات تاريخية في حياته حيث أنشأ أول قوة جهادية.. اسمها (قوة أنصار العرب) والتي خاضت معارك قوية ناجحة.. ثم أنشأ بعدها تنظيم القاعدة.
وتتوالي الذكريات.. وخاصة عام 68.
كنت أصور المجاهدين.. من زاوية رؤية توثيقية تكلمت معهم وصورت معارك وأصبح عندي أرشيف سينمائي قوي ولكن للأسف نتيجة لحادثة سقوط طائرة علي المدرج ضاع كل شيء وظللت في المستشفي لمدة شهرين.
ثم عدت إلي القاهرة وفي يوم قابلني شاب في جامع (رابعة العدوية) وقد عرفني من صوري في الجرائد العالمية عن الحادثة بالصدفة كان والده يعمل في إحدي شركات بن لادن وسألني إذا كنت أحب أن ألتقي به وطبعا قلت نعم وفعلا سافرت وقابلت والده والذي اتصل ببن لادن الذي رحب بلقائي.
والعجيب أنه كان يعيش في بيت بسيط من أحياء السعودية ورغم ثرائه وربما ذلك ما قربني منه إنسانيا.. لأنه كان يساعد المجاهدين.. ويهب نفسه للجهاد رغم كما قلت ثرائه الفاحش.
وكان أسامة قد سمع عني من خلال حادثة الطائرة ومن المجاهدين الذين تحدثت معهم.
وقال لي إذا عدت لأفغانستان قم بزيارتي وسألني ماذا أريد:
وتوقع أن أطلب مالا بعد أن فقدت كل شيء ولكني فأجاته بأنني أريد أن أصور موقع اسمه (المأسدة) وقد حدث.
وأتذكر جملة قلتها له وترن في أذني حتي اليوم.
قلت إن العالم لن يقبل أبدا.. أن يتكاتف المصري مع السوداني مع السوري مع الباكستاني لحماية دولة مسلمة ضد العدو الأجنبي.. لذلك سوف يحاربك العالم كله!!
تعجب وقتها وضحك قائلا معقولة؟!
في هذا الوقت عرفت أنه ليس رجل سياسة إنما رجع مناضل متدين ومعطاء.. جدا. وكلامي هذا تحقق بالضبط في السنوات التي جاءت بعد ذلك.. فهم الذين حاربوه.. وهيجوا .. الغرب عليه.
❊ ❊ ❊
ونعود معه إلي أيام المجاهدين ويتذكر !!
ذهبت إلي الموقع وكانت أياماً جميلة وكأنك عدت إلي أيام الصحابة.. شباب مستعد للاستشهاد دفاعا عن دار الإسلام ضد محتل أجنبي.. وذلك قبل أن تتحرر أفغانستان ويعود هؤلاء الشباب إلي بلادهم.. ويعاملوا كإرهابيين بعد أن كانت بلادهم ومعهم الأمريكان يقدمون كل مساعدة وتقدير لمحاربة السوفييت .. انقلاب المصالح يا أستاذة.
❊❊❊
ويتذكر..
لقد حضرت فترة التحول في شخصية بن لابن وتوجهاته.. وكان هذا لسببين أولهما .. أنه في عام (09) كان في زيارة لموطنه السعودية وقابلته هناك حيث دعاني لحضور محاضرة يلقيها كانت هذه أول مرة الذي يهاجم فيها أمريكا علنا.. بسبب (القضية الفلسطينية) وكان الذي أغضبه هجرة اليهود السوفييت لفلسطين وتمويل أمريكا لبناء مستوطنات لهم.
والمفاجأة أو المعلومة التي .. ربما .. لايعرفها أحد أن أسامة بن لادن قد دعا إلي محاربة أمريكا بطريقة حضارية.. وهي الامتناع عن شراء أي سلع منها أي مقاطعة اقتصادية.
وذكرهم بدعوته هذه الضاغطة.. بخطة غاندي في مقاومة الإنجليز.. وطلب من الشباب السعودي الذي تعلم معظمه في أمريكا.. بأن يقوموا بتوضيح القضية الفلسطينية لكل معارفهم هناك أي أن البداية كانت حضارية سلمية ويتوقف قليلا ويبتسم قائلا.. هناك معلومة كانت سرا ولكنها أذيعت بعد ذلك ولكنني أكررها ليعرف الناس أن القضية الفلسطينية كانت إحدي شواغله.
فهو أي أسامة من (موّل) الانتفاضة الأولي في فلسطين عن طريق وسيط إسمه (عبدالله عزام) وكان قد قابله في أفغانستان ووجده يدفع زكاته للجماعة الإسلامية هناك وهي المرادف للإخوان المسلمين في فلسطين فقال له.. بدلا أن تذهب أموالك (هنا) فلتساعد بها إخوانك في الأرض المحتلة.
معلومة (عبدالله عزام.. هو أحد مؤسسي حركة حماس وقد رأيتهم بنفسي معه في باكستان إذن تجمع المال مع الخبرة القتالية مع الثقة بالنفس التي جاءت من الانتصار علي السوفييت في أفغانستان لتؤصل قناعة بن لادن بقدرته علي تغيير الواقع المرير في الدول العربية.
❊ ❊ ❊
❊❊ قلت للأديب.. المقاتل عصام دراز حتي الآن لم أسمع عن (بن لادن) سوي أنه مجاهد ملتزم.. ساعد الفلسطينيين ومول المجاهدين..
إذن متي بدأ الاعوجاج في سياساته المتمثلة في تفجير الأبرياء والعرب في سياق جهاده ضد الأمريكان وليس الإسرائيليين وهو السؤال الذي سألناه لأنفسنا جميعاً.
وسأقول كيف تكوّن تنظيم القاعدة فالاسم جاء عندما وجد أسامة بن لادن أن كثيرا من الشباب المجاهد كان يأتي ويقاتل ويموت دون أن تكون عنده بيانات لهم بحيث يعرف أهله إذا كانوا أحياء أم أمواتا.. ومن هنا بدأ تسجيل قاعدة بيانات لكل أسماء المجاهدين ومعلومات عنهم.
وكان أول نجاحات (القاعدة) هو تحرير أفغانستان.
❊ ❊ ❊
❊ ❊ انتهي شهر العسل مابين أمريكا والمجاهدين بعد خروج السوفييت وبدأ العداء لأمريكا بعد محاضرته الشهيرة.. وبعدها ضيقوا عليه في السعودية.. وبحيلة خرج من السعودية واتجه إلي السودان وهنا كانت نقطة التحول في شخصية بن لادن وبدء توجيه التفجيرات.
يقول عصام دراز: مكوثه في السودان هو الذي دفعه إلي موضوع التفجيرات والتضحية بالآلاف ففي عام (09) قابل الزعيم الديني (الترابي) وكان ذلك في بداية حكم الإسلاميين وأراد الترابي أن تكون السودان الزعيمة الروحية للسُنة مثلما كانت ايران بالنسبة للشيعة.
وقتها جمع الترابي في الخرطوم كل القيادات الجهادية في تجمع يندر أن يحدث.. وبدأوا في دراسة الواقع الإسلامي وهيمنة الغرب عليه.
وكان الترابي شخصية خطيرة.. جذب بن لادن إلي عالم جديد متمثل في إمكانيات دولة من معسكرات جيش حقيقي وتدريب محترفين وإمكانيات مخابراتية وخطط مدروسة فحلم بسيادة الإسلام للعالم..
ثم بدأت الضغوط الأمريكية علي السودان لإخراج بن لادن من أراضيها بعد 6 سنوات قضاها هناك وساهم بأمواله في تنميتها.
ولم يجد بن لادن أمامه سوي أفغانستان والتي هيمنت عليها (طالبان) ورحبت بعودة بن لادن إليها علي أساس دوره كمجاهد في حرب التحرير وكان أول بلد يستقبله (جلال أباد) والتي كانت دارت فيها معارك شرسة أيام الحرب وكان (الملا عمر) وقتها محاربا علي مدفع.. وكان (بن لادن) بالنسبة له نجما سياسيا وممولا ثقيلا لمهام الحرب.
لذلك استقبله استقبال الأبطال.. ومن هنا وصلنا إلي أقصر الطرق إلي 11 سبتمبر وأحداثها المعروفة.
❊ ❊ ❊
❊ إذن نقطة التحول كانت السودان.. وتعرفه علي الترابي وتجنيد إمكانيات الدولة وتوسيع رؤيته في معركته ضد أمريكا والغرب.. ولكن السؤال لماذا لم يوجه ضرباته لإسرائيل.. وهي العدو الأكبر والأقرب.. والمحتل للأراضي المقدسة؟
»بن لادن« كان يمول عمليات التفجير التي كانت تطول أتوبيسا هنا.. ومحطة هناك ولكن لم يقوموا بعمل كبير لأن الإجراءات الأمنية فيها كانت صعبة.
❊ قلت له.. أهي أصعب من أمريكا؟
وتذكرت ماقاله لي.. إن القاعدة اخترقت من أمريكا.. ربما لهذا وقعت 11 سبتمبر لأن السهولة التي تمت بها تثير الريبة ورد الفعل مابين ضرب الطائرة الأولي والثانية.. تثير الشكوك بأن في الأكمة شيئا ما..
❊ وعدت إليه وقلت يظل السؤال لماذا التفجيرات في المدن العربية؟
وكانت الإجابة الصادمة لي »لإحراج النظم العربية أمام شعوبها!
❊ يقتلون المدنيين بدم بارد لهدف سياسي؟ ياالله!!
هذا خط أحمر بيني وبين بن لادن لم أره مرة أخري بعد هذه التوجهات ولكنني أتفهم الآن بعد أن قام تنظيم الجهاد والذي كان البعض منهم أعضاء في القاعدة والذي بعد أن قضوا في السجن سنوات طوالا ودرسوا وقرأوا وعرفوا أنهم (غلوا) في دينهم عملوا المراجعات وعرفوا أن قتل المدنيين كان خطأ فاحشا!!
وقفة.. »يتذكر عصام دراز عندما سافر لأمريكا في محاولة استرداد حقوقه الفنية التي سرقت ورآها في فيلم مايكل مور 11 / 9 اعتقلته ال FBI وحققت معه وصرخ في وجوههم (لماذا تعتقلونني وأنا مخرج سينمائي ولست إرهابيا؟)
وكانت إجابتهم: حكامكم هم الذين يرسلون أسماءكم لنحقق معكم.. بل إننا أيضا نرسل لهم من نريد نزع الاعترافات عن طرق التعذيب والتي تمنعنا قوانينا من تعذيبهم.. لتقوموا أنتم بالمهمة.. لأنكم دول استبدادية.. لا محاسبة فيها.. العجيب أنهم هنا عندما يعتقلونني من وقت لآخر يقول لي ضابط أمن الدولة..
نحن نعرف أنك في السليم ولكن أمريكا تطلب منا أن نحاول أن نعرف أي شيء عن (بن لادن).. حدث هذا معي وأنا معصوب العينين وملقي علي الأرض في زنزانة طولها متر في متر.
لقد هددوني.. وسجنوني وهم يعرفون أنني لم أسافر بعدها إلي أفغانستان وانقطعت كل صلة لي به..
ولكنه كان عقابا لمن عرف يوما (بن لادن) الذي أذاقهم الأمرين من نوع أعمالهم.. فالعين بالعين والسن بالسن..
❊ ❊ ❊
واغتيل بن لادن وألقيت جثته في اليم.. تحت شعار أنهم لايريدون له.. مكانا أو قبرا يزار..
ولكن الفكرة لا تموت.. ربما يظهر (بن لادن آخر) دون أخطائه ودون تجاوزاته تجاه الأبرياء ويوجه مدفعه للصهاينة العدو الأبدي للعرب ربما.
هو عصام دراز.. كاتب وروائي .. وضابط سابق في القوات المسلحة.. ومخرج أفلام وثائقية كانت هي السبب في تقاطع مسيرة حياته مع شخصية (بن لادن) المختلفة صورتها عند الناس.. وكان لهذا اللقاء آثاره السلبية في أحيان كثيرة وإيجابية في بداياتها وكان هو السبب في اقتراب (دراز) من المجاهدين وهي تجربة ثرية.. قلما تتوافر فرصتها التاريخية عند الناس.
في هذا اللقاء الذي كان محفزه . بجانب كونه كان قريبا في وقت من الأوقات من زعيم القاعدة وذكريات معه لاتنسي.. أنه بصدد كتابة كتاب جديد اسمه (ثورة بن لادن) يحكي فيه من منظور تاريخي تحليله لأفكاره وتحولاته المصيرية وانعطافات سياسته التي أثرت علي العالم كله.
وكان سؤالي الأول.. وإن كنت بعدها تركت له أن يتذكر كما يحلو له أهم منعطفات تلك العلاقة الإنسانية أولا بينه وبين (أسامة بن لادن) قائد تنظيم القاعدة.
❊❊ اختلفت الآراء حوله فمنهم من يراه بطلا إسلاميا.. عربيا .. حارب وأذاق الأمرين للإمبراطورية الأمريكية ومنه من رآه.. غبيا أو مختلا وجه أسلحته للعدو الخطأ.. وهو قتل المدنيين من العرب والأبرياء من الأجانب؟
قطعا هو ليس إنسانا مختلا حتي أكون واضحا في هذه النقطة.. إنما سياسته كانت رد فعل للواقع العربي المنهار.. المأزوم.. المقهور والمقيدة إرادته.. ولو قفزنا بخيالنا إلي الأمام وقيمنا مثلا ظروف مصر . سوف تتعجب كيف صبرنا كل هذا بالمثل.. أتصور أن هذا كان إحساس أسامة بن لادن فلقد انفجر ربما بطريقة خطأ في وجه كل هذا الهوان والهيمنة الأمريكية علي مقدرات الأمة العربية.
❊❊ بعد مقتل بن لادن وتولي أيمن الظواهري زعامة التنظيم هل سوف تختلف التوجهات؟
لن تختلف.. إنما أتصور أنها ستضعف وتختفي.
❊❊ هل تتصور فعلا أن بن لادن وراء أحداث 11 سبتمبر؟ أنا شخصيا بناء علي تقارير وكتب تؤكد صدق شعوري هذا تقول أن أمريكا فعلتها لتحصل علي كل المكاسب التي ماكانت تتصور حصولها عليها لولا الحادثة المزعومة 11/9/1002.
أعتقد أن المخابرات الأمريكية قد اخترقت القاعدة وسمحت لها بتحقيق الاعتداء ووجهتهم عن طريق عملائها لتسهيل تحقيق 11/9 وربما أشياء كثيرة قد حدثت بمنطق الصدفة التي لا تحدث كثيرا.. الحقيقة سوف تكشفها الأعوام القادمة.
❊❊ إذا سألتك عما أخطأ فيه بن لادن وعما كان فيه علي حق فكيف تقيمه من هذا المنطق؟
لقد عبر أسامة بن لادن عن مرحلة صعبة كانت تمر بها الدول العربية والإسلامية.. لذلك نجح في استقطاب الناس لدعوته.. ناس كانوا مستعدين لأن (ينتحروا) في سبيل مقاومة الظلم.
ولكن الأسلوب كان خطأ وأنا هنا لا أبرره ولكن أحاول أن أفهمه وخاصة بعد ثورة 52 وبعد أن عرفنا (كم) الفساد الذي تعامل به الحكام العرب مع شعوبهم مما جعلهم يفرون إلي جهاد (عدو) خارجي.. عوضا عن (عدو داخلي) لم يستطيعوا مواجهته في أوطانهم: بل وصل بهم الأمر بأن يقتلوا مواطنيهم والسياح في مقابل وضع مسمار في نعش هؤلاء الخونة.. كان هذا تفكير يأس وإحباط قاد إلي منهج عنف أساء إلي نبل القضية.. ولكن جاءت اليوم الثورة التونسية ثم الثورة المصرية والبقية سوف تأتي إن شاء الله لتثبت أنه يمكن التغيير بدون أن نلجأ إلي العنف والسلاح.
❊❊❊
وبدأ شريط الذكريات يندفع بقوة علي لسان عصام دراز قائلا: لقد بدأ تعرفي به .. عندما سافرت لأغطي أحداث أفغانستان وقصة المجاهدين الذين يحاربون السوفييت المحتلين لبلادهم وكان هذا عام 68.
في ذلك الوقت كان أسامة بن لابن يقوم بعمل إغاثة للمجاهدين.. ويساعدهم لوجستيا.. بإقامة أنفاق ومستشفيات في ميادين القتال ويساعدهم ماليا .. طبعا.
وفي ذلك الوقت وأثناء وجودي هناك حدثت لأسامة تحولات تاريخية في حياته حيث أنشأ أول قوة جهادية.. اسمها (قوة أنصار العرب) والتي خاضت معارك قوية ناجحة.. ثم أنشأ بعدها تنظيم القاعدة.
وتتوالي الذكريات.. وخاصة عام 68.
كنت أصور المجاهدين.. من زاوية رؤية توثيقية تكلمت معهم وصورت معارك وأصبح عندي أرشيف سينمائي قوي ولكن للأسف نتيجة لحادثة سقوط طائرة علي المدرج ضاع كل شيء وظللت في المستشفي لمدة شهرين.
ثم عدت إلي القاهرة وفي يوم قابلني شاب في جامع (رابعة العدوية) وقد عرفني من صوري في الجرائد العالمية عن الحادثة بالصدفة كان والده يعمل في إحدي شركات بن لادن وسألني إذا كنت أحب أن ألتقي به وطبعا قلت نعم وفعلا سافرت وقابلت والده والذي اتصل ببن لادن الذي رحب بلقائي.
والعجيب أنه كان يعيش في بيت بسيط من أحياء السعودية ورغم ثرائه وربما ذلك ما قربني منه إنسانيا.. لأنه كان يساعد المجاهدين.. ويهب نفسه للجهاد رغم كما قلت ثرائه الفاحش.
وكان أسامة قد سمع عني من خلال حادثة الطائرة ومن المجاهدين الذين تحدثت معهم.
وقال لي إذا عدت لأفغانستان قم بزيارتي وسألني ماذا أريد:
وتوقع أن أطلب مالا بعد أن فقدت كل شيء ولكني فأجاته بأنني أريد أن أصور موقع اسمه (المأسدة) وقد حدث.
وأتذكر جملة قلتها له وترن في أذني حتي اليوم.
قلت إن العالم لن يقبل أبدا.. أن يتكاتف المصري مع السوداني مع السوري مع الباكستاني لحماية دولة مسلمة ضد العدو الأجنبي.. لذلك سوف يحاربك العالم كله!!
تعجب وقتها وضحك قائلا معقولة؟!
في هذا الوقت عرفت أنه ليس رجل سياسة إنما رجع مناضل متدين ومعطاء.. جدا. وكلامي هذا تحقق بالضبط في السنوات التي جاءت بعد ذلك.. فهم الذين حاربوه.. وهيجوا .. الغرب عليه.
❊ ❊ ❊
ونعود معه إلي أيام المجاهدين ويتذكر !!
ذهبت إلي الموقع وكانت أياماً جميلة وكأنك عدت إلي أيام الصحابة.. شباب مستعد للاستشهاد دفاعا عن دار الإسلام ضد محتل أجنبي.. وذلك قبل أن تتحرر أفغانستان ويعود هؤلاء الشباب إلي بلادهم.. ويعاملوا كإرهابيين بعد أن كانت بلادهم ومعهم الأمريكان يقدمون كل مساعدة وتقدير لمحاربة السوفييت .. انقلاب المصالح يا أستاذة.
❊❊❊
ويتذكر..
لقد حضرت فترة التحول في شخصية بن لابن وتوجهاته.. وكان هذا لسببين أولهما .. أنه في عام (09) كان في زيارة لموطنه السعودية وقابلته هناك حيث دعاني لحضور محاضرة يلقيها كانت هذه أول مرة الذي يهاجم فيها أمريكا علنا.. بسبب (القضية الفلسطينية) وكان الذي أغضبه هجرة اليهود السوفييت لفلسطين وتمويل أمريكا لبناء مستوطنات لهم.
والمفاجأة أو المعلومة التي .. ربما .. لايعرفها أحد أن أسامة بن لادن قد دعا إلي محاربة أمريكا بطريقة حضارية.. وهي الامتناع عن شراء أي سلع منها أي مقاطعة اقتصادية.
وذكرهم بدعوته هذه الضاغطة.. بخطة غاندي في مقاومة الإنجليز.. وطلب من الشباب السعودي الذي تعلم معظمه في أمريكا.. بأن يقوموا بتوضيح القضية الفلسطينية لكل معارفهم هناك أي أن البداية كانت حضارية سلمية ويتوقف قليلا ويبتسم قائلا.. هناك معلومة كانت سرا ولكنها أذيعت بعد ذلك ولكنني أكررها ليعرف الناس أن القضية الفلسطينية كانت إحدي شواغله.
فهو أي أسامة من (موّل) الانتفاضة الأولي في فلسطين عن طريق وسيط إسمه (عبدالله عزام) وكان قد قابله في أفغانستان ووجده يدفع زكاته للجماعة الإسلامية هناك وهي المرادف للإخوان المسلمين في فلسطين فقال له.. بدلا أن تذهب أموالك (هنا) فلتساعد بها إخوانك في الأرض المحتلة.
معلومة (عبدالله عزام.. هو أحد مؤسسي حركة حماس وقد رأيتهم بنفسي معه في باكستان إذن تجمع المال مع الخبرة القتالية مع الثقة بالنفس التي جاءت من الانتصار علي السوفييت في أفغانستان لتؤصل قناعة بن لادن بقدرته علي تغيير الواقع المرير في الدول العربية.
❊ ❊ ❊
❊❊ قلت للأديب.. المقاتل عصام دراز حتي الآن لم أسمع عن (بن لادن) سوي أنه مجاهد ملتزم.. ساعد الفلسطينيين ومول المجاهدين..
إذن متي بدأ الاعوجاج في سياساته المتمثلة في تفجير الأبرياء والعرب في سياق جهاده ضد الأمريكان وليس الإسرائيليين وهو السؤال الذي سألناه لأنفسنا جميعاً.
وسأقول كيف تكوّن تنظيم القاعدة فالاسم جاء عندما وجد أسامة بن لادن أن كثيرا من الشباب المجاهد كان يأتي ويقاتل ويموت دون أن تكون عنده بيانات لهم بحيث يعرف أهله إذا كانوا أحياء أم أمواتا.. ومن هنا بدأ تسجيل قاعدة بيانات لكل أسماء المجاهدين ومعلومات عنهم.
وكان أول نجاحات (القاعدة) هو تحرير أفغانستان.
❊ ❊ ❊
❊ ❊ انتهي شهر العسل مابين أمريكا والمجاهدين بعد خروج السوفييت وبدأ العداء لأمريكا بعد محاضرته الشهيرة.. وبعدها ضيقوا عليه في السعودية.. وبحيلة خرج من السعودية واتجه إلي السودان وهنا كانت نقطة التحول في شخصية بن لادن وبدء توجيه التفجيرات.
يقول عصام دراز: مكوثه في السودان هو الذي دفعه إلي موضوع التفجيرات والتضحية بالآلاف ففي عام (09) قابل الزعيم الديني (الترابي) وكان ذلك في بداية حكم الإسلاميين وأراد الترابي أن تكون السودان الزعيمة الروحية للسُنة مثلما كانت ايران بالنسبة للشيعة.
وقتها جمع الترابي في الخرطوم كل القيادات الجهادية في تجمع يندر أن يحدث.. وبدأوا في دراسة الواقع الإسلامي وهيمنة الغرب عليه.
وكان الترابي شخصية خطيرة.. جذب بن لادن إلي عالم جديد متمثل في إمكانيات دولة من معسكرات جيش حقيقي وتدريب محترفين وإمكانيات مخابراتية وخطط مدروسة فحلم بسيادة الإسلام للعالم..
ثم بدأت الضغوط الأمريكية علي السودان لإخراج بن لادن من أراضيها بعد 6 سنوات قضاها هناك وساهم بأمواله في تنميتها.
ولم يجد بن لادن أمامه سوي أفغانستان والتي هيمنت عليها (طالبان) ورحبت بعودة بن لادن إليها علي أساس دوره كمجاهد في حرب التحرير وكان أول بلد يستقبله (جلال أباد) والتي كانت دارت فيها معارك شرسة أيام الحرب وكان (الملا عمر) وقتها محاربا علي مدفع.. وكان (بن لادن) بالنسبة له نجما سياسيا وممولا ثقيلا لمهام الحرب.
لذلك استقبله استقبال الأبطال.. ومن هنا وصلنا إلي أقصر الطرق إلي 11 سبتمبر وأحداثها المعروفة.
❊ ❊ ❊
❊ إذن نقطة التحول كانت السودان.. وتعرفه علي الترابي وتجنيد إمكانيات الدولة وتوسيع رؤيته في معركته ضد أمريكا والغرب.. ولكن السؤال لماذا لم يوجه ضرباته لإسرائيل.. وهي العدو الأكبر والأقرب.. والمحتل للأراضي المقدسة؟
»بن لادن« كان يمول عمليات التفجير التي كانت تطول أتوبيسا هنا.. ومحطة هناك ولكن لم يقوموا بعمل كبير لأن الإجراءات الأمنية فيها كانت صعبة.
❊ قلت له.. أهي أصعب من أمريكا؟
وتذكرت ماقاله لي.. إن القاعدة اخترقت من أمريكا.. ربما لهذا وقعت 11 سبتمبر لأن السهولة التي تمت بها تثير الريبة ورد الفعل مابين ضرب الطائرة الأولي والثانية.. تثير الشكوك بأن في الأكمة شيئا ما..
❊ وعدت إليه وقلت يظل السؤال لماذا التفجيرات في المدن العربية؟
وكانت الإجابة الصادمة لي »لإحراج النظم العربية أمام شعوبها!
❊ يقتلون المدنيين بدم بارد لهدف سياسي؟ ياالله!!
هذا خط أحمر بيني وبين بن لادن لم أره مرة أخري بعد هذه التوجهات ولكنني أتفهم الآن بعد أن قام تنظيم الجهاد والذي كان البعض منهم أعضاء في القاعدة والذي بعد أن قضوا في السجن سنوات طوالا ودرسوا وقرأوا وعرفوا أنهم (غلوا) في دينهم عملوا المراجعات وعرفوا أن قتل المدنيين كان خطأ فاحشا!!
وقفة.. »يتذكر عصام دراز عندما سافر لأمريكا في محاولة استرداد حقوقه الفنية التي سرقت ورآها في فيلم مايكل مور 11 / 9 اعتقلته ال FBI وحققت معه وصرخ في وجوههم (لماذا تعتقلونني وأنا مخرج سينمائي ولست إرهابيا؟)
وكانت إجابتهم: حكامكم هم الذين يرسلون أسماءكم لنحقق معكم.. بل إننا أيضا نرسل لهم من نريد نزع الاعترافات عن طرق التعذيب والتي تمنعنا قوانينا من تعذيبهم.. لتقوموا أنتم بالمهمة.. لأنكم دول استبدادية.. لا محاسبة فيها.. العجيب أنهم هنا عندما يعتقلونني من وقت لآخر يقول لي ضابط أمن الدولة..
نحن نعرف أنك في السليم ولكن أمريكا تطلب منا أن نحاول أن نعرف أي شيء عن (بن لادن).. حدث هذا معي وأنا معصوب العينين وملقي علي الأرض في زنزانة طولها متر في متر.
لقد هددوني.. وسجنوني وهم يعرفون أنني لم أسافر بعدها إلي أفغانستان وانقطعت كل صلة لي به..
ولكنه كان عقابا لمن عرف يوما (بن لادن) الذي أذاقهم الأمرين من نوع أعمالهم.. فالعين بالعين والسن بالسن..
❊ ❊ ❊
واغتيل بن لادن وألقيت جثته في اليم.. تحت شعار أنهم لايريدون له.. مكانا أو قبرا يزار..
ولكن الفكرة لا تموت.. ربما يظهر (بن لادن آخر) دون أخطائه ودون تجاوزاته تجاه الأبرياء ويوجه مدفعه للصهاينة العدو الأبدي للعرب ربما.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.