رسميًا بعد ترحيلها.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 وفقًا لتصريحات الحكومة    سعر الذهب اليوم الجمعة 3-10-2025 بعد الارتفاع الكبير بالصاغة.. عيار 21 الآن بالمصنعية    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 3-10-2025 في بورصة الدواجن.. سعر كيلو الدجاج والكتكوت الأبيض    صندوق النقد يعلق على توجه مصر ترحيل طروحات الشركات الحكومية إلى 2026    ألمانيا توقف الرحلات الجوية بمطار ميونخ بعد رصد مسيرات    أمين عمر حكم لمباراة كهرباء الإسماعيلية ضد الأهلي    «عماد النحاس لازم يمشي».. رضا عبدالعال يوجه رسالة ل مجلس الأهلي (فيديو)    «متنفخوش أوي في اللعيبة.. وأتعلموا من الأهلي».. أحمد بلال يوجه رسائل ل جماهير الزمالك    لحظات مؤثرة في مهرجان الإسكندرية السينمائي، إلهام شاهين تدعم صديقتها ليلى علوي، أحمد رزق ينصح الشباب، وفردوس عبد الحميد تغني    ما بيعرفوش اليأس.. 4 أبراج التفاؤل سر حياتهم    موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الموسم السابع 2025 على قناة الفجر الجزائرية    تامر فرج يكشف عن اسمه الحقيقي وينفي شائعة توأمه مع وائل فرج    المنوفية تُحذر مواطنيها: أخلوا منازلكم وأراضي النيل فورًا لخطر الفيضان    ننشر أسماء ضحايا انهيار "عقار غيط" العنب بالإسكندرية    ليلى علوي ل "الفجر": سعيدة بتكريمي في مهرجان الإسكندرية السينمائي    الشاعر مصطفى حدوتة بعد ترشح أغنيته للجرامي: حدث تاريخي.. أول ترشيح مصري منذ 20 عامًا    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    مختار نوح: حماس دربت القسام لتنفيذ مخطط اغتيال النائب هشام بركات    حبس «الجاحد» لإتجاره في المخدرات وحيازة سلاح ناري ببنها    خريفي بامتياز "بحري وقبلي"، الأرصاد تعلن حالة الطقس اليوم الجمعة    انتداب المعمل الجنائي لفحص حريق مخزن وشقة سكنية بالخانكة    موعد إعلان نتيجة منحة الدكتور علي مصيلحي بالجامعات الأهلية    أستاذ علوم سياسية: إعلان ترامب عن الموافقة العربية توريط لتمويل الخطة    مدرسة المشاغبين، قرار صارم من محافظ القليوبية في واقعة ضرب معلم لزميله داخل مكتب مدير المدرسة    اللجنة النقابية تكشف حقيقة بيان الصفحة الرسمية بشأن تطبيق الحد الأدنى للأجور    اللواء محمد رجائي: إعادة «الإجراءات الجنائية» للنواب يُؤكد حرص الرئيس على قانون يُحقق العدالة الناجزة    انتصارات مثيرة و6 أندية تحقق العلامة الكاملة، نتائج الجولة الثانية من الدوري الأوروبي    ناقد رياضي يكشف كواليس خروج حسام غالي من قائمة محمود الخطيب    ناقد رياضي: هزيمة الزمالك من الأهلي أنقذت مجلس القلعة البيضاء    10 أصناف من الأطعمة تجدد طاقتك خلال الإجازة الأسبوعية    محافظ الإسكندرية يتفقد موقف محطة الرمل ويوجّه بسرعة إنهاء التكدسات المرورية    أتربة عالقة في الأجواء .. الأرصاد تكشف حالة الطقس اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025    رابط التقييمات الأسبوعية 2025/2026 على موقع وزارة التربية والتعليم (اعرف التفاصيل)    حزب الإصلاح والنهضة يدشّن حملته الانتخابية للنواب 2025 باستعراض استراتيجيته الدعائية والتنظيمية    نائب محافظ سوهاج يكرم 700 طالب و24 حافظًا للقرآن الكريم بشطورة| فيديو وصور    إنذار جوي يربك سوتشي.. وتعليق الرحلات في مطارين روسيين    فلسطين.. غارات إسرائيلية على خان يونس وتفجير مدرعات مفخخة    «وي» يلتقي بلدية المحلة في ختام مباريات الجولة السابعة بدوري المحترفين    الزمالك يعالج ناصر منسي والدباغ من آلام القمة 131    كراكاس تتهم واشنطن بانتهاك سيادة أجوائها    خبير عسكري: رفض حماس خطة ترامب سيجعل موقفها سيئًا أمام العالم بوصفها رافضة للسلام    رسميا.. 4 شروط جديدة لحذف غير المستحقين من بطاقات التموين 2025 (تفاصيل)    «هيدوب في بوقك».. طريقة سهلة لعمل الليمون المخلل في البيت    ضيفي ملعقة «فلفل أسود» داخل الغسالة ولاحظي ماذا يحدث لملابسك    ركّز على اللون وتجنب «الملمس اللزج».. 6 علامات تنذر بفساد اللحوم قبل شرائها    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    خسيت 60 كيلو.. أبرز تصريحات عبد الله نجل غادة عادل ومجدي الهوارى (إنفوجراف)    رقم سلبي يلاحق مدرب نوتنجهام فورست بعد الخسارة الأوروبية    موهبة مانشستر يونايتد تثير اهتمام ريال مدريد    مواقيت الصلاة في أسيوط اليوم الجمعة 3102025    رئيس لجنة تحكيم مسابقة بورسعيد يفوز بلقب شخصية العالم القرآنية بجائزة ليبيا الدولية    تعرف على موعد تطبيق التوقيت الشتوي في أسيوط    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: الدولة تدعم المحروقات ب75 مليار جنيه رغم الزيادات المقررة    جرعة مخدرات وراء مصرع سيدة داخل مسكنها فى العمرانية    منافسة ساخنة على لوحة سيارة مميزة "ص أ ص - 666" والسعر يصل 1.4 مليون جنيه    الكويت تدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية بأطول جراحة روبوتية عابرة للقارات    خالد الجندى: كثير من الناس يجلبون على أنفسهم البلاء بألسنتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دراز‮:‬ إعلام صفوت الشريف جاهل
نشر في الوفد يوم 20 - 05 - 2011

الفساد الاعلامى‮ يحتل المركز الاول فى حلقات الفساد المصرى‮ .. وبعد انتصار الشعب فى ثورة‮ يناير وفتح عشرات الملفات التى فاحت رائحتها منذ سنوات ولم‮ يكن لاحد القدرة على تناولها او الخوض فيها‮ .. هذا الاعلام المضلل كم خدع الجماهير والاجيال ووصف الشباب بالسطحية والتراجع وكم ساهم فى تغييب عقول المصريين‮ ..
‬المؤرخ العسكرى عصام دراز له رؤية حول هذه القضية‮ يطرحها‮ .. فهو كاتب وصحفى قام بتغطية حرب المجاهدين الافغان ضد الاحتلال السوفيتى وقام بدور كبير كإعلامى فى حرب تحرير الكويت‮ .. انتج مواد اعلامية نادرة عن هذه الحرب ومنها انه اول من صور اسامة بن لادن فى ميدان القتال بالفيديو الفوتوغرافيا وهى الصور والافلام التى استخدمها الاعلام العالمى بعد احداث‮ 11‮ سبتمبر على نطاق واسع‮ .. كان الاعلامى‮ "‬عصام دراز‮" تم اعتقاله من منزلة عام‮ 2003‮ دون اتهام او تحقيق وتمت مصادرة ارشيف تليفزيونى نادر من مكتبه عبارة عن مواد اعلامية وافلام وثائقية تقدر قيمتها بعشرة ملايين دولار‮ .. وضع‮ "‬دراز‮" روشتة نجاح لمنظومة الاعلام اولها المصداقية خصوصا ان الاعلام هو المفتاح الوحيد للوصول الى عقل وقلب الجماهير‮ .. ولابد ان‮ يكون هناك فرز للاعلام وحرمان المرتزقة والمنافقون من العودة والظهور على الشاشة من جديد‮ .. واكد ان الاعلام سيغير سياسته وسيسعى النظام الجديد الى ارضاء المصريين وذلك لما افتقدناه فى الثلاثين عاما الماضية التى تحول فيها الاعلام الى الرقص والطبل على‮ "‬وحدة ونص‮" فى خدمة الزعيم‮ .. واشار الى ان الفساد كان‮ يسيطر علي‮ مصر من خلال العصابة الاجرامية التي‮ كانت تحكم منظومة الاعلام المصري‮ وانه اعلن ذلك من خلال جريدة‮ "‬الوفد‮" وقال انه‮ يتحدي‮ المسئولين عن هذا الاعلام المضلل الذى تم تأسيسة على الرشوة بجميع انواعها‮ ..
فى هذا الحوار‮ يطرح عصام دراز رؤيته عن مستقبل مصر والاعلام وتجربته السابقة فى تغطية الحرب الافغانية وحرب تحرير الكويت وغير ذلك من النقاط الهامة‮ ..‬
فى البداية‮ .. كيف تصف الاعلام المصرى فى عهد‮ "‬صفوت الشريف"؟
الاعلام في‮ عهد صفوت الشريف كان احد العناصر المهمة فى تفكيك هذه الامة واغرق الشعب في‮ الضحالة والتفاهة وحرمه من معرفة الحقيقة وكان صبى من صبيان الحزب الوطني‮ الذى حوله الي‮ بيت للدعارة الاعلامية‮ .. فقد كان اعلام‮ " مسخرة‮ " يخدم النظام ويضلل الرئيس السابق حسنى مبارك قائلا‮ "‬كله تمام‮" .. وكنا نجد الاعلام في‮ واد والشعب كله في‮ واد آخر‮ .. وعمل على تسطيح افكار الانسان المصرى حتى‮ يسهل قيادته وغيب المصريين عن العالم وجعل الشعب عبارة عن مسخ‮ .. ورأينا نتائج هذه السياسة في‮ كل حدث قومي‮ وهذا ما شهدناه ايضا امام ثورة الشباب فى‮ 25‮ يناير التى كانت لحظة انهيار حقيقية لهذا الاعلام الفاشل‮ .‬
وما رأيك فى شخصية‮ "‬صفوت‮" الاعلامية؟
صفوت الشريف من اخطر شخصيات المرحلة السابقة وكان شريكاً‮ رئيسياً‮ فى عصر الفساد‮ .. فقد استطاع ان‮ يصل الى وزارة الاعلام باساليب مخاباراتية‮ .. كما انه كان‮ يقنع الرئيس السابق حسنى مبارك بان الاعلام‮ يجب ان‮ يمارس الدور القمعى الذى‮ يحرم اى صاحب فكر من التعبير عن رأيه‮ .. وتم وضع الكثير من اصحاب الرأى فى قوائم‮ "‬بلاك لست‮" وكانت هذه السياسة الاعلامية امتداداً‮ لاعلام الستينيات التى كان وسيلة للقمع واعتقال للعقل وغش الشعب واحتكار للفكر‮ .. واعلام‮ "‬الصابون‮" التى كان الشعب‮ يعيش فى ظله ساهم فى تفكيك الاخلاق وتفتيت القيم والروابط الاجتماعية بين الناس لأنه كان‮ يطرح النموذج السلبى على المجتمع‮ .
ما هى رؤيتك المستقبلية لمنظومة الاعلام المصرى فى المرحلة المقبلة؟‮
أكيد سوف‮ يحدث تغيير فى المنظومة الاعلامية لأنه من المستحيل ان‮ يستمر الوضع السابق التى كان‮ يتلاعب بمصالح الشعب‮ .. واذا استرجعنا الاعلام اثناء الثورة وتأثيره فى هذا التوقيت سنجد انة كان مهيناً‮ وجريمة فى حق المصريين واستطاع ان‮ يفقد الشعب الثقة فى نفسه‮ .. ويجب على الاعلام ان‮ يسير بخطى راقية وان‮ يكون‮ غير متعصب لاى حزب سياسى وان‮ يقدم وجبة نقية‮ غير ملوثة والا‮ يخدع او‮ »‬يستهيف‮« عقلية الشعب‮ .. وانا متفائل بمظاهر تغيير السياسات وعملية البناء الاعلامية التى بدأت بعزل القيادات السابقة الفاسدة الموالية للنظام‮ .. والاهم من ذلك ان‮ يبقى الاعلام للشعب وليس للنظام‮ .. وأود ان اوضح ان الشعب والاعلام نفسه هما المسئولان عن نجاح او فشل السياسة المستقبلية للاعلام‮ .
موقف القوات المسلحة المشرف مقارنة بغيرها التى‮ "‬أبادت‮" شعبها تنفيذا لاوامر الحاكم؟
سيذكر التاريخ موقف الجيش الذي‮ حمي‮ لحم الشعب ووقف بجانب المصريين واصبحت مهمته هى حماية هذا الشعب وهذا لن‮ يحدث فى التاريخ فى أى انتفاضة شعبية‮ .‬
وهل سقوط النظام معناه فشل مشروع‮ "‬الضربة الجويه"؟‮
بالتأكيد‮ .. وكنت على‮ يقين من فشل مشروع فيلم الضربة الجوية الذي‮ يتناول حرب اكتوبر‮ .. وقلت إن الفيلم سيلقي‮ حتفه وسيفشل في‮ مشروعه سواء من الجانب السياسي‮ وهذا ماتحقق بعد فرار ذيول النظام السابق وثورة الشباب التى أطاحت بالنظام السياسى المصرى‮ .. اما الجانب الفني‮ فهو ايضا لن‮ يتحقق من الاساس‮ .. وكنت أتحدى وزير الإعلام السابق عبر رسائلي‮ إليه واخبرتة بأن الفيلم التى‮ يقوم بانتاجه جهاز السينما ويدعمة بمائة مليون جنيه كان سيوظف توظيفا رخيصا كنوع من الدعاية للرئيس السابق عندما كان سيترشح للفترة السادسة‮ .. ولهذا كنت على‮ يقين من مصير الفيلم المظلم،‮ وقد صدقت توقعاتي‮ وقد تحقق ما قلته وظهر الفشل واضحا للعيان‮ .‬
ولماذا كنت على كل هذا‮ يقين من فشل الفيلم؟
لانى قد حذرت‮ - رئيس الجمهورية السابق حسني‮ مبارك والوزير انس الفقي‮ - خلال رسائلي‮ من العصابة التي‮ كانت ستوظف فيلم حرب اكتوبر بطريقة رخيصة كوسيلة للنفاق والارتزاق‮ .. وكان دوري‮ هو كشف المستور وما كان‮ يجري‮ في‮ وزارة الاعلام‮ .. ولكني‮ كنت شخصاً‮ واحداً‮ امام طغيان الحزب الوطني‮ وقسوة وزارة الاعلام‮ .‬
وماذا عن سيناريو فيلم‮ "‬اول ضوء‮" التى قلت سابقاً‮ انة تم السطو عليه؟
السيناريو الذي‮ اعدته عن حرب اكتوبر استغرق عدة سنوات،‮ حيث التقيت بعشرات الطيارين الابطال الذين خاضوا حرب‮ يونيو67‮ وحرب اكتوبر‮ 73‮ .. وكان هدفي‮ ليس تجميع المعلومات فقط بل الوصول الي‮ الروح العالية التي‮ تملكت هؤلاء الطيارين وسيطرت عليهم وحكمت تصرفاتهم‮ .. حيث تولدت لديهم روح اكتوبر منذ‮ يونيو وكان الاصرار علي‮ تحقيق النصر وقد حققوه بالفعل‮ .. وبالفعل كانت هناك بطولات خارقة واسطورية للطيارين المصريين في‮ مواجهة الهجوم الجوي‮ الاسرائيلي‮ المباغت ولم تذكر‮ .. وهذا السيناريو‮ يعبر عن التضحيات الجسيمة لجيل من شباب‮ 1967‮ لم‮ يسمع عنه احد‮ .. وكان هدف الفيلم اسمي‮ من تمجيد قائد او زعيم أو حتى هذه البطولات‮ .. ولكن الهدف الحقيقى هو بناء عنصر الانتماء الوطني‮ لانني‮ كنت علي‮ وعي‮ تام بأن ضعف الانتماء سيؤدي‮ الي‮ الارهاب والفساد‮ .
فيلم‮ "‬حائط البطولات‮" لم‮ يكتب له النجاح‮ .. وصرحت من قبل بأنه‮ يسىء لسمعة مصر‮ .. تعليقك؟‮
عندما فكرت الوزارة في‮ انتاج عملا عن حرب اكتوبر كانت كارثة بكل المقاييس وكان الهدف منه هو وقف الهجوم علي‮ الاعلام المصري‮ لتجاهله هذه الحرب العظيمة‮ .. والفيلم كان‮ يحمل عنوان‮ "‬حائط البطولات‮" وتم تكليف‮ "‬عادل حسني‮" وهو منتج‮ غير متخصص،‮ وقد اعطي‮ الفيلم من الباطن للمخرج"محمد راضى‮" .. والحقيقة ان الفيلم خرج في‮ منتهي‮ الضعف والركاكة الي‮ حد‮ يسيء لسمعة مصر اذا تم عرضه في‮ الخارج‮ .. وكنت قد رجوت الدكتورة‮ "‬درية شرف الدين‮" التي‮ كانت رئيسة لجنة استلام الفيلم في‮ ذلك الوقت وطلبت منها الا توافق عليه هي‮ بدورها رفضت الفيلم‮ .. ولكن ضغوط معينة أثرت علي‮ قرارها في‮ هذا التوقيت وتم توقيع محضر استلام للفيلم واخذ موافقات وهمية بصلاحية مزورة وذلك لصرف مستحقات منتج الفيلم‮ .. وبالفعل تم صرف مبالغ‮ طائلة علي‮ عمل‮ غير صالح للعرض علي‮ الجمهور وتمت مكافأة عادل حسني‮ علي‮ فشل الفيلم باسناد العديد من المسلسلات بعشرات الملايين‮ .‬
بصفتك مؤرخاً‮ عسكرياً‮ .. كيف ترى الوضع الامنى فى مصر فى ظل هذا الانفلات والفوضى؟
مصر تمر الآن بمرحلة انتقالية ومن صفات هذه الفترة عدم الاستقرار او الاطمئنان للمستقبل‮ .. فهناك صراعات علنية وسرية تتم تحت السطح وظهر مؤخرا للجميع أن هناك علامات استفهام حول فلول الحزب الوطنى التى لازالت مطلقة الصراح رغم الجرائم التى ارتكبوها‮ .. وهؤلاء‮ يهددون الامن والامان المصرى لأنهم مصممون على تدمير الانجاز الذى حدث بعد ثورة‮ يناير‮ .. وأرى انة‮ يجب التعامل مع الحزب الوطنى مثلما حدث مع الحزب النازى فى المانيا‮ .‬
وما هو الحل من وجهة نظرك؟
اولاًً‮ يجب تطهير التربة المصرية من العناصر الفاسدة التى دمرت مصر‮ .. واقصاء الحزب الوطنى واغلاقه وسحب تراخيصه نهائيا‮ .. واعتقال كل القيادات السابقة من اجل تأمين سلامة الدولة لأن هؤلاء بأيديهم مفاتيح اللعب‮ .. اما القيادات العليا فلابد من محاكمتهم بطريقة سريعة وجادة وبعد حبسهم‮ يمكن ان‮ يعرض عليهم ان‮ يسحبوا اموالهم من البنوك الاجنبية‮ "‬وديًا‮" ويتم تحويلها الى الخزينة المصرية واعطاؤهم مهلة لذلك‮ .. واذا لم‮ يستجيبوا تبدأ الاساليب الاخرى خصوصا ان المبالغ‮ التى اغتصبوها تؤثر على امن الدولة‮ .. وهذا الشعب اذا شعر بأن الحق والعدل تم تنفيذة فعلاً‮ سنجد شعباً‮ اخر وتنفجر طاقات لايمكن تخيلها‮ .‬
حدثنا عن تجربة الاعتقال فى العهد البائد؟‮
قضيت عشرين عاماً‮ من المطاردة الامنية وجاء طلب الاعتقال من الامريكان وتم احتجازى فترة فى لاظوغلى بجهاز مباحث امن الدولة فى السجون السرية التى اذيع عنها مؤخرا‮ .. والاعتقال فى هذا المكان جريمة ضد الانسانية‮ .. وتم الافراج عنى بسبب صحتى المتدهورة وخرجت أعانى من أزمات قلبية‮ .
كيف ترى جهاز امن الدولة الان بعد حله؟
جهاز مباحث امن الدولة فى الاساس مسئول عن الاخطار التى تهدد الوطن وليس التى تهدد الافراد ومهمتة حماية المجتمع ككل بدون ادنى فرق بين المسلمين والمسيحين‮ .. فهو مكمل لمهام جهاز المخابرات العامة‮ .. ولكن تم افساد جهاز امن الدولة مثلما تم افساد كل شىء‮ .. وتحول من مفهومة الشامل الوطنى الى امن الرئيس واسرته فقط وفتح باب الولاء الشخصى والنفاق الرخيص‮ .. وتغير هذا المفهوم من مهمة مقدسة نبيلة الى رخيصة‮ .. وضاعت كل الصفات المحترمة مع فساد النظام‮ .. وأصبح جهاز امن الدولة لا‮ يهمه العدالة او حمايته للمواطن‮ .
وما هو مستقبل الجهاز البديل التى اطلق عليه‮ "‬الامن الوطنى"؟
الواضح انه هناك نوايا لتحسين اداء هذا الجهاز‮ .. وحرق المستندات دليل على ان المرحلة القادمة هى فترة حساب وان الاسلوب السابق التى كان‮ يعتمد على القمع والتعذيب قد‮ "‬انتهى‮" .. وأرى انه بمجرد ان‮ يكون امن الدولة‮ "‬ايجابىاً‮" ويطمئن الشعب الية سوف تتحول هذه الكراهية الى حب واحترام وتقدير‮ .
اخرجت العديد من الافلام التسجيلية التاريخية والعسكرية‮ .. كيف استفدت من هذه التجربة؟
امتلكت دراية وخبرة انتاجية وفنية كبيرة‮ .. حيث انتجت واخرجت اكثر من‮ 35‮ فيلم وثائقى‮ .. ومن العجيب اننى منذ بداية عملى فى هذا المجال اتجهت الثقة نحوى وتم تكليفى بالامر المباشر بأفلام ذات طبيعة قومية كبرى مثل فيلم عن نفق الشهيد احمد حمدى من الشركة الفرنسية المنفذة للمشروع‮ .. وايضا تم تكليفى بالامر المباشر من مجموعة شركات بريطانية التى كانت تنفذ المشروع القومى للصرف الصحى وهو اكبر مشروع صرف صحى فى العالم‮ .. والعديد من الافلام القومية التى جعلتنى الشخص المناسب وافضل من‮ يقوم بهذه المهمة واسندت لى عشرات الافلام ذات الطابع القومى‮ .
وبالنسبة للقضية الفلسطينية‮ .. ووضع اسرائيل الحالى‮ .. خصوصا بعد انفجار بركان الغضب العربى فى شكل ثورات شعبية؟‮
كان طموحى منذ البداية ان أتخذ الاعلام وسيلة لتحقيق دعم القضايا العربية خاصة قضية فلسطين وبالتالى كنت اعلم من خلال دراستى العسكرية فى مجال الاستطلاع والمعلومات ان الاعلام هو الذى خلق اسرائيل وهو الذى‮ يوفر لها الدعم‮ .. فإسرائيل فى تصورى حقيقة اعلامية وليست حقيقة جغرافية او بشرية واقتصادية‮ .‬
وما سر قرارك فى تغطية الحروب الخارجية رغم انها مخاطرة كبيرة؟
كانت الخبرة النادرة التى أخذتها من الافلام الوثائقية هى التى دفعتنى الى اتخاذ قرار بتغطية الحرب الافغانية الاولى ضد الاحتلال السوفيتى وحرب تحرير الكويت‮ .. وكنت من اوائل الصحفيين والاعلاميين الذين دخلوا الكويت اثناء وجود اشتباكات بين الجيش العراقى وقوات التحالف‮ .
وهل كانت الحرب السوفيتية الافغانية فى افغانستان اول هذه الرحلة؟‮
بالفعل‮ .. فعندما بدأت قضية افغانستان بالغزو السوفيتى عام‮ 1979‮ وقيام المقاومة الافغانية وتأثر العالم بهذا الغزو من دولة كبرى تروج بأنها صديقة الشعوب‮ .. وبالتالى قررت السفر الى افغانستان حتى اعيش داخل القضية ومكثت هناك أربع سنوات‮ .. وقمت بعمل فيلم تسجيلى عالمى عن اثار الحرب انسانيا وعدة افلام تسجيلية اخرى وأربعة كتب عن القضية الافغانية واصبحت متخصصاً‮ فيها‮ .. ولكن تمت سرقة بعض المواد الفيلمية الوثائقية من مكتبى واعتمد عليها الاعلام العالمى فى بث فضائى بطريقة‮ غير قانونية وجارى رفع قضية فى الولايات المتحدة الامريكية‮ .‬
وما هى الرحلة الثانية؟‮
دولة الكويت‮ .. فقد كانت الدول العربية ضعيفة والشعوب مذلولة وهى تحت حكم ديكتاتوريين عسكريين وكان هذا هو السبب فى تفوق اسرائيل علينا‮ .. وعندما حدث‮ غزو صدام للكويت كنت لسة جاى من افغانستان ومع ذلك قررت ان اقوم بتغطية هذه الحرب‮ .. وفعلا ذهبت الى السعودية مع بدء المعارك واتيحت الفرصة ان ادخل الكويت لحظة تحريرها وكانت بها بعض القوات العراقية التى لم تنسحب وتقاتل قتال‮ يائسا‮ .‬
وما معنى قتال‮ يائس‮ .. وهل هى نظرية عسكرية؟
قتال‮ يائس معناه ان الجندى لديه رغبة فى ان‮ ينفد بجلده بأقل الخسائر وبالتالى‮ يطلق ناراً‮ عشوائىاً‮ بدون خطة ويسبب خسائر جسيمة لأنه كان‮ يسير على تفكير عسكرى واسلوب قتال‮ "‬ضربوا الاعور على عينة قال خسرانة خسرانة‮ " .. وكان هناك فى هذا التوقيت وحدات عسكرية سلمت نفسها لقوات التحالف واخرى ظلت تقاوم وكان الوضع ليس واضحا‮ .
وما هى المواقف التى تعرضت لها اثناء تغطية هذه الحرب؟‮
كانت الظروف هناك صعبة وكنت اول صحفى عربى فى وسط الميديا العالمية وكان هذا شرفاً‮ كبيراً‮ لاننى المصرى الوحيد وسط هذا الكم من العالميين‮ .. وقررت ان اكون شاهداً‮ تاريخىاً‮ على هذه الحرب‮ .. وكانت احدى وكالات الانباء العالمية هناك ارادت اجراء حديث اعلامى فى اول‮ يوم بدأ فية القصف الجوى‮ .. وكانت من ضمن الاسئلة‮ "‬ما توقعاتك فى حالة الهجوم البرى الامريكى‮" .. وقال جميع المحللين العسكريين ان العراقيين‮ "‬هايمحوا‮" القوات الامريكية ويقضوا عليهم لأن الشعب الامريكى على حد قولهم‮ "‬مايص‮" ومدلل ومش بتاع حرب‮ .. وعندما تم توجية هذا السؤال لى كان رأيى فى هذه الحرب‮ غير كل خبراء العالم ومختلفاً‮ حتى عن الامريكيين انفسهم‮ .. فتم وقف التصوير وشعر المذيع اننى فهمت هذا السؤال خطأ‮ .. ولكن طلبت منة استمرار التصوير واعلنت عن رأيى‮ .. وهو ان الجندى العراقى هايسلم نفسه لانه‮ غير مقتنع بهذه الحرب‮ .. وانتهى الحديث وانا كنت على‮ يقين بان الجيش العراقى سيهزم رغم قوته وبالفعل كان‮ 90‮ الف جندى عراقى سلم نفسة فى اول‮ يوم قتال‮ .
كيف تقيم هذه التجربة بعد مرور كل هذه السنوات؟‮
كانت تجربة ناجحة جدا من الناحية الاعلامية وزادت من خبراتى‮ .. ورجعت الى مصر واستمر مسمى‮ "‬مطلوب فورا‮" بمعنى انى هارب من العدالة‮ .. وحدثت لى خسائر مادية واضرار معنوية كبيرة‮ .‬
اخيرا‮.. سمعنا انك عندما عدت الى مصر وجدت استقبالاً‮ غير لائق‮ .. ماذا فعلت بعد ذلك؟‮
بالفعل بعد ان عدت الى مصر وجدت استقبالا‮ غير متوقع‮ .. وقد تم وضعى على قوائم المطلوبين فورا وعوملت معاملة سيئة جدا وصلت الى حد الاعتقال وتم تدمير الشركة من قبل مباحث امن الدولة‮ .. ورغم ذلك صممت على ان اقوم بتحقيق اهدافى الوطنية‮ .. فكتبت سيناريو‮ "‬اول ضوء‮" عن حرب اكتوبر وسيناريو اخر بعنوان‮ "‬اجازة جندى‮" عن حرب اكتوبر ايضا وبدأت فى انتاج مسلسل وثائقى عن الحروب العربية الاسرائيلية لم أنته منة بعد‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.