إستقال وزير داخلية بلجيكا لويس توياك عقب مصرع سيدة نيجيرية في أثناء محاولة الشرطة ترحيلها بالقوة لمخالفتها نظم الإقامة, وفوجئ الفرنسيون بتقديم ليسيون ابتهاين مدير الصحة العامة استقالته في أغسطس عام3002. عندما اجتاجت الموجة الحارة الشديدة بلاده وقتلت0001 من كبار السن معلنا عن تقديم نفسه للمحاكمة عن إهماله وتقصيره, وفي الصين إستقال تشي هوا رئيس حماية البيئة عقب تسرب كيماوي من مصنع للكيماويات إلي نهر سنغهوا, أدي إلي تلوث النهر بالكامل. وفي اليابان أقبل وزير الزراعة الياباني توشيكا تسو علي الانتحار قبل جلسة البرلمان الدايت التي كان من المقرر أن يمثل أمامها في استجواب بسبب فضيحة قبول تبرعات غير معلنة وإبرام عقود مزورة, وكان آخر الرؤساء المنتحرين علي خلفية اتهامه في قضايا فساد بعد أن اعتبره شعبه رئيسا كذابا لم يحقق أيا من وعوده التي قطعها علي نفسه في أثناء حملته الانتخابية, رئيس كوريا الجنوبية الأسبق روه موهيون الذي قفز من أعلي جبل ليهوي جثة هامدة.. أما الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديجول فقد استقال ليس لأن شعبه لا يحبه ولا يريده, بل لأن طلاب فرنسا طلبوا منه ذلك, فاستجاب لهم تاركا لفرنسا وشعبها تاريخا وإنجازات عظيمة, بعد أن أبت عليه كرامته أن يحكم فرنسا والطلاب له كارهون. هؤلاء وغيرهم لا يتسع المكان لذكرهم انتحروا ونحن لا نقر الانتحار الذي تحرمه الأديان, أو استقالوا في لحظات من يقظة الضمير والصدق مع النفس, وتحمل المسئولية, فأين النظام الفاسد السابق واركانه الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد وظلموا ونهبوا العباد من هؤلاء..لقد جاءت ثورة52 يناير المتفردة في طبيعتها وأسلوبها ومفجريها وتأييد الشعب وحماية القوات المسلحة لها, فكانت لهذا النظام كالزلزال الهادر, فلا أحد كان يتوقع هذه الثورة, وما أحدثته من تغير, فاجأت به العالم.. وها هي الثورة تحشد قواها والقوي الوطنية كافة لبناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية, يعود خيرها علي كل شعبها, وتستعيد مكانتها ودورها العربي الإقليمي والدولي وتلهم غيرها من الثورات. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين