السينما المصرية في حاجة شديدة إلي إعداد تقنين القيم التي تكفل لها حرية الابداع والتعبير عن قضايا وأفكار نابعة من قلب الشارع المصري والانحياز لهموم الوطن والمواطن. بعيدا عن أي توجه حكومي يهدف إلي تضليل الناس وتلميع السلطة والنظام مثلما كان يحدث قبل الثورة وهو ما نتج عنه أختراق للقيم والمبادئ وإفساد العقول وتدهور الذوق العام, والسينما المصرية التي عانت كل هذا القهر نتيجة سيطرة النظام القمعي قادرة علي أن تخطو نحو مستقبل مشرق بعد أن انزاحت الغمة بسقوط النظام الفاسد, ومن هنا كان لابد من التلميح لاعداد مفاهيم وقيم وقوانين سينمائية يسير علي نهجها السينمائيون في مرحلة بناء المجتمع والعمل علي توعية المواطن وتشكيل وجدانه. وحول هذه القضية كانت هذه الآراء الناقد والسيناريست د.رفيق الصبان يري أن القوانين المنظمة للنشاط السينمائي يجب أن تتضمن حرية التعبير بجميع أشكاله ويكون المبدأ إطلاق الحريات من خلال ضوابط حتي لا تخرج الحرية عن مسارها الصحيح, ووضع حد لتحكم النجوم وإعطاء الأسبقية الدائمة إلي المخرج والسيناريست والمصور لأن الفيلم صورة وراءها فكر والنجم ما هو إلا أداة يمكن استبدالها والمخرج يستطيع أن يوجد نجما جديدا. وطالب الدولة بتشجيع الانتاج الجيد وكبار المخرجين والسينمائيين الجدد لاقتحام الميدان السينمائي لإنتاج الأفلام المهمة ذات الميزانيات الكبيرة ومساعدة الأجيال الشابة علي انتاج افلام تحمل فكرا جديدا. ويؤكد د.رفيق أهمية منح معهد السينما دعما واسعا من خلال الخبراء والأساتذة حتي يستطيع أن يقدم جيلا واعيا وفاهما لروح السينما...وقال: ان الأهم في الفترة القادمة استقلال السينما عن أي أنظمة أو توجيهات حكومية ويجب أن تعبر عن روح الشعب وحيوية الشباب وتجربة الكهول. والناقد والسيناريست رؤوف توفيق يشدد علي أهمية أن تكون السينما من الشارع المصري وليس من غرف مكيفة أو قصور أو حمامات سباحة وأثاث فاخر ويجب أن يعبر أي عمل فني عن الواقع المصري, حتي نصل إلي العالمية. ويضيف أن السينمائي يجب عليه أن يكون علي دراية وعلم بجميع التيارات السينمائية في العالم حتي لا يكون متلقيا فقط بل يجب أن يعي إلي أين تتجه السينما العالمية حتي يستطيع أن يحققإنجازا له وللسينما المصرية. أما الناقد طارق الشناوي فيرفض فكرة تقنين المفاهيم والقيم للأعمال الفنية بعامة والسينمائية خاصة ويترك للفنان نفسه وضع دستوره الخاص, فقد أصبحت أبواب التعبير مفتوحة بعد سقوط كل المحاذير.. لكن يبقي المبدع نفسه الذي ربما قدرته علي الابداع هي التي تعوقه فمن تعود علي أن هناك رقيبا فإنه يحتاج إلي فترة تأهيل حتي يصبح رقيبا علي نفسه. يقول المخرج د.محمد كامل القليوبي لابد وأن نكفل حرية التعبير وأن السينمائي يكون قادرا علي تقديم ما يراه من أفكار دون التقييد بأي محاذير فحرية التعبير طالما لاتتضمن أفكارا استعمارية أو عنصرية أو معتقدات دينية أو أفكارا فاشية فمن حق السينمائي أن يعبر عن أفكاره بكل حرية,