شهدت الساحة اليمنية أمس تطورات علي الصعيدين السياسي والميداني, ففي حين أعربت مصادر سياسية في صنعاء عن توقعاتها بأن تقوم أطراف الأزمة بالتوقيع علي المبادرة الخليجية خلال أيام. واصل المتظاهرون في صنعاء تنظيم احتجاجاتهم الأسبوعية بين مسيرات مؤيدة للنظام و أخري مناهضة له. و في خطاب جديد له ألقاه أمام مؤيديه في ميدان السبعين, قال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إنه يتعهد بمقاومة الخارجين عن القانون الذين يحاولون إقصاءه عن الحكم. و قالت مصادر في صنعاء, إنه من المتوقع أن تقوم حوالي30 شخصية من قيادات المؤتمر الشعبي العام وحلفائه و أعضاء باللقاء المشترك وشركائه بالتوقيع علي المبادرة خلال الأيام القليلة المقبلة, و ذلك بعد إشارات إيجابية من السلطة والمعارضة وتعديلات شكلية في طريقة التوقيع عليها. وأوضحت المصادر أن الرئيس علي عبد الله صالح ورئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بصفته رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي سيصدقان عليها في صنعاء كخطوة تالية. وأعلن مصدر في المؤتمر الشعبي العام الحاكم أنه بعث حلفاءه إلي أمين عام مجلس التعاون الخليجي بأسماء ممثليهم الذين سيوقعون علي مشروع الاتفاق, مؤكدا علي أهمية التعامل مع المبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة بدون تجزئة أو انتقاء, وتنفيذ بنود مشروع الاتفاق وفق الجدول الزمني المحدد لها. وقال عبد اللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي إن دول المجلس متمسكة بالمبادرة الخليجية باعتبارها الحل الأمثل المتاح لتسوية الأزمة اليمنية ووقف نزيف دم أبنائه, وأضاف أن الخلاف حول إجراءات التوقيع علي الاتفاق سيتم حله بالتشاور بين المجلس الوزاري لمجلس التعاون والأمانة العامة للمجلس, وبين الأطراف اليمنية المعنية. وعلي الصعيد الميداني, توافد الآلاف من الجماهير اليمنية علي العاصمة صنعاء لتنظيم مظاهرات مليونية عقب صلاة الجمعة, وذلك للتعبير عن التأييد للنظام الحاكم باليمن, وأخري للتعبير عن المطالبة بإسقاطه ورحيل الرئيس صالح, ويتم تنظيم هذه المظاهرات بالتزامن مع مظاهرات مماثلة في ميادين عدد من مدن المحافظات اليمنية. وقد بدأ توافد ممثلي القبائل والفعاليات المؤيدة والمعارضة علي العاصمة منذ يوم أمس, حيث ينظم المؤيدون مسيرات من مختلف شوارع العاصمة تتجمع في ساحة( السبعين) أكبر ساحات العاصمة, لبدء مهرجان خطابي تأييدا للشرعية الدستورية في جمعة جديدة أطلقوا عليها اسم( جمعة الأمن والاستقرار) تأكيدا لتمسكهم بالأمن والاستقرار, ورفض كل أعمال التخريب والفوضي التي تدعو إليها بعض القوي السياسية المعارضة خاصة تحالف أحزاب اللقاء المشترك. وفي المقابل, توافد آلاف اليمنيين المناهضين للنظام, والقادمين من ضواحي العاصمة والمحافظات المجاورة لصنعاء حيث يتجمعون بالساحة الرئيسية أمام جامعة صنعاء ومنها إلي شارع( الستين) أكبر شوارع العاصمة في مظاهرة مليونية تحت اسم( جمعة الشعب للوفاء للجنوب); حيث عقد مهرجان خطابي عقب صلاة الجمعة طالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس علي عبد الله صالح, ومحاكمته هو ومعاونيه, ورفض المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية علي اعتبار أنها تمنح صالح ومعاونيه حصانة من الملاحقة القضائية عقب ترك السلطة, كما تطالبهم بإنهاء المظاهرات والاحتجاجات.