علي مسرح الطليعة شاهدت لك هذا الأسبوع عرض يحمل اسم أو عنوان ليلة القتلة عن نص للكاتب الشهير خوزيه تريانا, وأقول عن نص لأن المخرج هنا وهو تامر كرم قام بالإعداد إلي جانب الإخراج, والإعداد, هنا هو أنه ربما استلهم ما أراده المؤلف أو لم يرده ولكن ليس هذا المهم ولكن الأهم أننا أمام عرض متميز في جميع عناصره. المسرحية تسخر من ولاية الأب أو الأهل الذي يفقد الأبناء حرية الحركة والتطور وأيضا الإبداع. الأوامر هي الأوامر.. لا أريد هذا المقعد هنا.. أريده هناك.. وبالعكس بلا فلسفة حقيقية, ولكن المهم هو الولاية الكاملة التي تصل في النهاية إلي القتل المعنوي الذي من خلال رأيي الشخصي هو أقسي وأمر من الموت البدني الحقيقي. اعتمد المخرج الشاب تامر كرم- الذي شاهدته ممثلا منذ4 سنوات في النشاط المسرحي لجامعة عين شمس- علي ديكور لمنزل يعشش فيه العنكبوت وجدرانه متهالكة, باختصار هو منزل أو بيت آيل للسقوط ولا يحوي من قطع الديكورات سوي مقعدين فقط. الديكور من تصميم صبحي عبدالجواد الذي صمم أيضا الملابس التي لا تتعدي أزياء سوداء فقط للممثلين كلهم. اعتمد أيضا المخرج علي موسيقي حية لعازفين الأول للتشيللو, والثاني أو الثانية للكمان, ومعروف بالطبع إلي أي درجة تؤثر الموسيقي الحية في العرض عن الموسيقي المسجلة وهنا هي لأحمد عبدالمعبود. فماذا عن الممثلين؟ لدينا ياسمين سمير وجيسي عادل ومحمد يونس. من الصعب أن أضع تقييما لأداء أي منهم, فالثلاثة قدموا أداء تمثيليا وصل بالعرض إلي درجة كبيرة من الإمتاع, وذلك من خلال اكثر من حركة واكثر من موقف واكثر من شخصية باستخدام أجزاء بسيطة للغاية من مستلزمات تغيير الشخصية كارتداء باروكة أو طرحة بشكل معين أو نظارة فيها بعض من الكوميديا أو دقن بيضاء وخلافه.. أشياء بسيطة للغاية يتم ارتداؤها علي خشبة المسرح بمنتهي السرعة لتقدم للممثل الشخصية الأخري التي يقدمها. مباراة رائعة في الأداء التمثيلي أحيي عليها الممثلين الثلاثة, خاصة أن اللغة المستخدمة خلال العرض كلها باللغة العربية الفصحي التي لم يخطيء فها الممثلون, بل علي العكس قدموا لنا لغة عربية فصحي استمتعنا بها الي جانب الأداء التمثيلي وأيضا إلي جانب الحركة بالغة السرعة في الإيقاع التي حرص عليها المخرج والمعد ليقدما لنا في النهاية عرضا يحسب لمسرح الطليعة ويحسب للشباب من ممثلين ومخرج. [email protected]