واضعا نصب عينيه مصائر الرؤساء الذين أطاحت بهم الثورات الشعبية مؤخرا وعلي رأسهم الرئيس المصري السابق حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي, تعهد الرئيس السنغالي عبدالله واد أمس بالتخلي عن السلطة اذا واجهته احتجاجات شعبية ضخمة. ولكنه في الوقت نفسه أصر علي أنه ليس طاعنا في السن بما يحول دون ترشحه لولاية ثالثة في الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل. وتواجه حكومة واد غضبا متزايدا ازاء سوء الظروف المعيشية ونقصا مزمنا في الكهرباء في تلك الدولة الواقعة في غرب أفريقيا, ولكن واد رفض جميع المقارنات بالقادة العرب الذين اجبرتهم احتجاجات شعبية علي ترك السلطة. وقال واد لمجلة ليكسبانسيون الفرنسية: الفرق بيننا وبين تونس ومصر هو أنني أريد فعلا أن يتظاهر الناس, وأضاف اذا خرج السنغاليون بأعداد كبيرة لمطالبتي بالرحيل فسأرحل.. لن تكون هناك ثورة او انقلاب. وأكد الرئيس السنغالي أن المسيرة المناهضة للحكومة التي خرجت يوم19 مارس الماضي في العاصمة دكار والتي ضمت عدة آلاف من الاشخاص صغيرة الحجم مقارنة بموجات الاحتجاجات التي هزت العالم العربي. وأضاف: أنا الرئيس الوحيد الذي يشعر بارتياح دائم.. هذه ظاهرة خاصة مرتبطة بشخصيتي ربما لانني رجل افعال لا مجرد اقوال. وتشير تقديرات أخري الي ان أعداد المتظاهرين بلغت20 ألفا, لكنها لا تزال بسيطة عند المقارنة. وبسؤاله عما اذا كان ينبغي عليه- بالنظر الي بلوغ سنه84 عاما- عدم السعي للفوز بفترة ولاية جديدة رد واد قائلا: تقول وسائل اعلام غربية انني طاعن في السن.. وهذا شيء يصدمنا في افريقيا.. الشيء الوحيد الذي يهمني هو خدمة بلادي. ومعقبا علي حديث واد, أكد عبد الله فيلان متحدث باسم الحزب الاشتراكي المعارض ان تحدي واد للشارع يهدف الي خلق الفوضي وتأخير للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل.2012 ويثور تكهن مستمر في البلاد بأن واد في حالة فوزه في انتخابات2012 سيسلم السلطة في منتصف فترته الي ابنه كريم واد الذي يتولي حاليا وزارة ذات سلطات واسعة.