بالإشارة إلي رسالة الدكتور أحمد الجيوشي بجامعة حلوان في بريد الأهرام الخاصة بإهدار المال العام المتمثل في إيقاف قبول طلاب جدد في كليات التعليم الصناعي, أود أن أشير إلي أن رسالة كلية التعليم الصناعي هي إمداد التعليم الفني بجميع مستوياته, من ثانوية فنية وكليات تكنولوجية( معاهد متوسطة) التي تشمل أكثر من041 تخصصا فنيا مختلفا بمدرسين من خريجي هذه الكليات, علما بأنه خلال إعداد كادر وزارة التربية والتعليم الذي تقدم له أكثر من نصف مليون مدرس من الوزارة لمرحلة التعليم الفني فقط, كانت المشكلة الأساسية هي إعداد كادر يوحد بين المدرس النظري والمدرس العملي, وبعد انتهاء مرحلة إعداد كادر مدرسي التربية والتعليم كان الحمل الأكبر علي عاتق كليات التعليم الصناعي لإعداد مدرس قادر علي تدريس الشق النظري والشق العملي كاملين, وهي رسالة استطاعت كليات التعليم الصناعي إعدادها كاملة, لكن بحكم عدم وجود تنسيق بين وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي كما لو كانتا في جزر منفصلة, فقد أبت وزارة التعليم العالي في عهد وزيرها السابق د.هاني هلال أن ينجح مشروع كادر التربية والتعليم الذي تم تمويله بمئات الملايين لتحسين الوضع المالي والعلمي للمدرسين, فأسرعت بإلغاء هذه الكليات, وتم وعد الطلاب بعمل مقاصة لهم لمساواتهم بالمهندسين ليسهل مهمة إلغاء كليات التعليم الصناعي( إيجاد العداء بين الطالب وكليته), وبالتالي أصبح الطلاب ينادون بالمقاصة, وامتنعوا عن الحضور لكلياتهم, ووقفوا أمام مكتب الوزير علي مدي أكثر من أسبوعين, فمن يحاسب من علي هذا التضارب الذي يضر بالأمن القومي لمصر, والذي أري أنه لا يقل عن تهمة الخيانة العظمي؟! وإذا كان المبرر لإلغاء هذه الكليات هو إمداد المدارس الفنية باحتياجاتها من المدرسين من خريجي كليات الهندسة فإنني أري أنه إهدار لهذه الموارد البشرية من المهندسين واختزالها في مرحلة التدريس, وبالقياس يجب النظر في برامج كليات الهندسة علي أن تخرج مدرسين للتعليم الفني, ومرحبا بإلغاء هذه الكليات, ومستقبلا يمكن إعادة النظر في برامج كليات التجارة لتخريج مدرس تجاري للتعليم الفني التجاري, والزراعي لمدرسي التعليم الزراعي إلي آخره, علما بأن كل من يعمل بمراحل تطوير التعليم الفني من المستشارين ومديري المشاريع ليست لديهم فكرة عنه إلا من خلال الأوراق المطروحة, ولا يمثل أحد من العاملين فيه إلا بنسب ضئيلة جدا, علما بأن الوزير السابق كان يهدف إلي إلغاء كليات التربية علي أن يكون خريجو الكليات المختلفة هم مدخلات التعليم بأنواعه, علي أن يحصلوا علي دبلوم تربوي لمزاولة المهنة, ولكن لم تنجح فكرته, ثم بدأت مرحلة التفكيك بإلغاء بعض كليات التربية النوعية من الجامعات المصرية, ومنها جامعة عين شمس, ثم كليات التعليم الصناعي, وبالتالي يسهل التهام المتبقي من كليات التربية مستقبلا, لكن أنا أريد وأنت تريد والله يفعل ما يريد. د. إبراهيم لطفي كلية التعليم الصناعي جامعة حلوان