تفاقمت خلال الأيام الماضية وبصورة متلاحقة عملية توثيق السيارات بين أبناء القبائل بعضها البعض وبين أبناء البادية والحضر بشكل ينذر بكارثة محققة اذا لم تحل هذه الأزمة سريعا فلا يكاد يمر يوم الا ويتم خطف العديد من السيارات تحت مسمي( التوثيق العرفي) لحل النزاعات بين الأطراف وبالرغم ما تبذله الجهات التنفيذية والأمنية بالعريش من محاولات لاحتواء الأزمة الحالية الا أن الأمور مازالت تتطلب حلولا جذرية. الأهرام رصدت آراء بعض أبناء البادية والحضر والحلول المقترحة التي يسعون إليها لاحتواء الأزمة فيقول الشيخ إبراهيم أبو طبش من أبناء بادية سيناء ان الحل هو اللجوء إلي الشرع والدين في حل مشكلاتهم بدلا من الخطف تحت تهديد السلاح بحيث تكون كل قبيلة مسئولة عن أفعال أبنائها بينما دعي شعبان سليمان بتور احد المستثمرين من سكان مدينة رفح إلي عقد عدة مؤتمرات بحيث تكون الحلول لمثل هذه الأزمات من خلال تعيين أفراد من أبناء البادية من قبل وزارة الداخلية بسلاح مرخص يرافق الأجهزة الشرطية بالأكمنة بحث تضمن له كرامته لان ابن القبيلة لن يستطيع احد ان يتعدي عليه خوفا من رد فعل قبيلته كما أنه يعرف أبناء قبيلته وأبناء القبائل الآخري فيتمكن من الإرشاد عن أيخارج عن القانون. وأضاف أن من يمثل هذه الأفعال لا يمثلون أكثر من1% من أبناء سيناء وسبل السيطرة عليهم سهلة ومضمونة من خلال تطبيق هذا النظام ودعي شعبان إلي ضرورة أن يسمح لأبناء سيناء دخول كلية الشرطة بسهولة ويسر لان أهل مكة ادري بشعابها بينما يقول القاضي العرفي من العريش أن ما حدث في هذه المرحلة بسيناء يهدد امن المجتمع بالكامل فخطف السيارات تحت تهديد السلاح ليس له أي أساس في العرف فان هذا الأسلوب كان يلجأ إليه قديما لحل النزاعات ولكن في خطف الجمال ولا يتم تحت تهديد السلاح ودعا الشيخ يحيي الغول أبناء الحضر والبادية إلي عقد مؤتمر موسع للاتفاق فيما بينهم علي وضع أسس سليمة ومقبولة للعرف وليس حمل السلاح وترويع الآمنين بينما قاد عبد القادر مبارك من بادية سيناء ومن سكان مدينة العريش حركة للإصلاح أطلق عليها حركة سيناء للإصلاح والمساواة وطرح من خلالها عدة حلول للقضاء علي هذه الظاهرة منها تقسيم القبائل إلي أرباع وان يكون كل شيخ قبيلة مسئول عن ما يخصه في ارباعه حتي لا يتجاوز احد وإذا حدث أي تجاوز من فرد من أفراد القبيلة يطبق عليه القانون العرفي أو ما يسمي بالتشميس أي طرد أي شخص يخل بالنظام المتفق عليه بين القبائل خارج القبيلة ويتم تعريف جميع القبيلة باسم هذا الشخص وهذا الحل كما يري عبد القادر سوف يسهم بدرجة كبيرة في القضاء علي هذه الظاهرة فعندما يعلم الشخص المتجاوز والخارج عن أعراف القبيلة أنه سيطرد من قبيلته سيفكر ألف مرة قبل الاقدام علي مثل هذه الأفعال, بينما يشكر أبناء البادية من خلال الجمعيات الأهلية وتنظيم ندوات تشمل عدة حلول قابلة للتطبيق فيقول أحمد سلامة رئيس جمعية تواصل ببادية سيناء إن المشكلة الأساسية هي فوضي انتشار السلاح وإستخدامه في تطبيق نظام عرفي سابق وهذه الظاهرة يجب القضاء عليها من خلال نشر التوعية بين جميع أفراد المجتمع السيناوي بباديته وحضرة ويشاركه الرأي خالد خلف الخليفات حفيد كبير مجاهدي سيناء برفح بقوله ان هذه الظاهرة جديدة ودخيلة علي المجتمع السيناوي وأن العرف كان يطبق قديما بأسلوب آخر ولم يكن منتشرا بهذه الصورة التي تشكل خطرا علي المجتمع فمنذ مئات السنين لم تشهد سيناء شمالها وجنوبها سوي حالتي توثيق للجمال فقط وبأسلوب لا يهدد امن المجتمع ولا يشكل خطورة عليه ودعي إلي عقد مؤتمر تحت شعار لا لفوضي السلاح واضاف اننا لا نؤمن بالفردية من خلال المؤسسات ويجب أن تشمل الاجتماعات جميع القبائل وجميع المؤسسات بينما يحذر منصور سلامة مدرس لغة إنجليزية ومن أبناء البادية من الخطر القادم لمثل هذه الظاهرة بقوله: إنني من خلال عملي عندما أسأل طالبا ماهي أمنياتك في المستقبل يقول أن احصل علي سلاح وسيارة دفع رباعي وهذا ينذر بكارثة فبدلا من أن يفكر في أن يكون طبيبا أو مهندسا مثلما كانت طفولتنا فان مثله الاعلي الآن أن يصبح حاملا للسلاح هذا ناقوس خطر. ويطالب منصور بضرورة أن تخصص المناهج التربوية كتابا خاصا تعرف أبناءنا الطلاب بخطورة ما يقومون به وطبيعة القانون العرفي وأن الامل في المستقبل لا يكون بالسلاح, بينما يشير الشيخ ناصر أبو عكر إلي أن السلاح أصبح يمثل جزءا من ثقافة بعض أفراد المجتمع وليس المجتمع بالكامل وأن العقلاء هم المسيطرون في النهاية وأضاف أن الحلول لابد أن تبدأ بالاهتمام بتنمية سيناء خاصة منطقة الوسط وان ينشغل الجميع بأعمال تفيد المجتمع موضحا ان الفراغ قد يكونا جزءا أساسيا لما تعانيه سيناء حاليا بعد توقف عجلة التنمية لسنوات طويلة وأن الحلول لابد أن تأخذ خطين متوازيين الأول التنمية والآخر تغيير سلوك الأفراد من خلال برامج التوعية من جميع مؤسسات المجتمع المدني ووسائل الإعلام.